في سابقة الأولى من نوعها دخل الإعلاميون السوريون مع كاميراتهم يوم أمس الجمعة إلى سجن عدرا المركزي بدمشق لتغطية معرض فني لأعمال 22 سجينا شاركوا في ورشة أشرف عليها فنانون تشكيليون سوريون ونظمتها مديرية الفنون الجميلة بالتعاون مع وزارة الداخلية.

 

وزير الداخلية اللواء سعيد سمور قال للإعلاميين إثر جولته في المعرض إنها 'خطوة لإعادة تأهيل السجون والنزلاء، وهنالك أيضا أفكار ومشاريع أخرى قيد التنفيذ'، مؤكدا أن 'من شأن هكذا مشاريع أن تحول دوافع النزيل إلى أمور ايجابية، كما تدفع للاندماج بالمجتمع'.

 

من جهتها نبال بكفلوني مديرة الفنون الجميلة قالت ردا على سؤال عن ولادة فكرة المشروع، 'كنت أقرأ حول سبل مكافحة الجريمة، وخطر لي أسئلة حول ما يجب فعله إذا وقعت الجريمة وانتهى الأمر. لماذا لا نعطي السجين داخل سجنه هذه المساحة من الحرية'.

 

وأضافت 'هذه الورشة سمحت لنا أن نكتشف عددا من الموهوبين في الفن التشكيلي'.

 

أما الفنانة فرح الشيخ وهي إحدى المشرفات على الورشة فأكدت أنها وجدت 'لدى بعض المشاركين مواهب حقيقية، وهذه فرصة لنقل أفكارهم إلى الآخرين'.

 

وأضافت أن الأعمال الفنية 'مشغولة بصبر'، مشيرة إلى أن 'بعض هذه الأعمال مشغول بعيدان القش، أو تلك التي تأتي مع الأطعمة، وبعض الأعمال مشغول بأسلاك من النحاس المقطعة إلى قطع صغيرة باستعمال مقص الأظافر. أما الألوان في الأعمال النحاسية فهم يستخدمون البن أو بودرة الحليب بحسب الحاجة إلى اللون الفاتح أو الغامق'.

 

وبلغ عدد المعروضات حوالي مئة وستين عملا، بين مشغولات من النحاس والخشب والصدف بالإضافة إلى الرسوم الزيتية. أما أسعارها والتي حددها المشاركون بأنفسهم فقد تراوحت بين ثلاثة آلاف ليرة (حوالي دولار) و40 ألفا (حوالي 800 دولار).

 

وحضر النزلاء المشاركون في المعرض إلى جانب أعمالهم، وقد ارتدوا بزات رمادية مخططة، وبجانب كل منهم وقف شرطيان، وقد رفضوا بشكل قاطع الرد على أسئلة الصحافيين، إلى حد أن أحدهم قال، دفعا للأسئلة الملحة، 'أنا مجنون'.

 

كما حضر المعرض بعض أهالي السجناء. وقالت شقيقة أحدهم أنها متفاجئة تماما بشغل أخيها، معربة عن أملها في أن 'يتابع هذا العمل بعد خروجه من السجن، هو الذي يعمل في ميكانيك السيارات'.

  • فريق ماسة
  • 2010-05-28
  • 9909
  • من الأرشيف

لأول مرة في سورية ...معرض فني لنزلاء سجن عدرا المركزي

في سابقة الأولى من نوعها دخل الإعلاميون السوريون مع كاميراتهم يوم أمس الجمعة إلى سجن عدرا المركزي بدمشق لتغطية معرض فني لأعمال 22 سجينا شاركوا في ورشة أشرف عليها فنانون تشكيليون سوريون ونظمتها مديرية الفنون الجميلة بالتعاون مع وزارة الداخلية.   وزير الداخلية اللواء سعيد سمور قال للإعلاميين إثر جولته في المعرض إنها 'خطوة لإعادة تأهيل السجون والنزلاء، وهنالك أيضا أفكار ومشاريع أخرى قيد التنفيذ'، مؤكدا أن 'من شأن هكذا مشاريع أن تحول دوافع النزيل إلى أمور ايجابية، كما تدفع للاندماج بالمجتمع'.   من جهتها نبال بكفلوني مديرة الفنون الجميلة قالت ردا على سؤال عن ولادة فكرة المشروع، 'كنت أقرأ حول سبل مكافحة الجريمة، وخطر لي أسئلة حول ما يجب فعله إذا وقعت الجريمة وانتهى الأمر. لماذا لا نعطي السجين داخل سجنه هذه المساحة من الحرية'.   وأضافت 'هذه الورشة سمحت لنا أن نكتشف عددا من الموهوبين في الفن التشكيلي'.   أما الفنانة فرح الشيخ وهي إحدى المشرفات على الورشة فأكدت أنها وجدت 'لدى بعض المشاركين مواهب حقيقية، وهذه فرصة لنقل أفكارهم إلى الآخرين'.   وأضافت أن الأعمال الفنية 'مشغولة بصبر'، مشيرة إلى أن 'بعض هذه الأعمال مشغول بعيدان القش، أو تلك التي تأتي مع الأطعمة، وبعض الأعمال مشغول بأسلاك من النحاس المقطعة إلى قطع صغيرة باستعمال مقص الأظافر. أما الألوان في الأعمال النحاسية فهم يستخدمون البن أو بودرة الحليب بحسب الحاجة إلى اللون الفاتح أو الغامق'.   وبلغ عدد المعروضات حوالي مئة وستين عملا، بين مشغولات من النحاس والخشب والصدف بالإضافة إلى الرسوم الزيتية. أما أسعارها والتي حددها المشاركون بأنفسهم فقد تراوحت بين ثلاثة آلاف ليرة (حوالي دولار) و40 ألفا (حوالي 800 دولار).   وحضر النزلاء المشاركون في المعرض إلى جانب أعمالهم، وقد ارتدوا بزات رمادية مخططة، وبجانب كل منهم وقف شرطيان، وقد رفضوا بشكل قاطع الرد على أسئلة الصحافيين، إلى حد أن أحدهم قال، دفعا للأسئلة الملحة، 'أنا مجنون'.   كما حضر المعرض بعض أهالي السجناء. وقالت شقيقة أحدهم أنها متفاجئة تماما بشغل أخيها، معربة عن أملها في أن 'يتابع هذا العمل بعد خروجه من السجن، هو الذي يعمل في ميكانيك السيارات'.


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة