دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
ضربت لبنان خلال العام الحالي مجموعة من الظواهر الطبيعية التي لم يعتد عليها في السابق، بدءًا بالهزات الارضية المتكررة وصولا الى العواصف الثلجية بالاضافة الى موجات الحر الاخيرة.
وفي هذا السياق، يشير رئيس مصلحة الارصاد الجوية مارك وهيبي الى ان عدد أيام الحر هي التي في ارتفاع، لكن درجات الحرارة كانت مؤخرا طبيعية، فكانت أقصى درجات الحرارة في بيروت 34 وفي المناطق الجبلية 36 درجة، ويلفت الى ان الاحساس بالحرارة المرتفعة جاء نتيجة استمرار ارتفاعها على مدى أيام طويلة دون ان تنخفض حتى في المساء.
ويوضح وهيبي، في حديث لـ"النشرة"، ان لا أسباب مباشرة لهذه الموجات، ويشير الى ان الاسباب المقدرة على صعيد التغير المناخي مرتبطة بالغازات الدفيئة والاحتباس الحراري، وهي نتيجة حتمية لهما.
وفيما يحذر وهيبي من الجلوس تحت أشعة الشمس المباشرة في هكذا أوقات من السنة، مشيرا الى احتمال حصول حروق من الدرجة الثانية وحتى الثالثة، ويشدد على وجوب عدم رمي أي مواد مشتعلة كالسجائر، لما قد تتسبب به من حرائق، يشير الخبير البيئي بول أبي راشد من جهته الى ان المفرقعات في موسم الصيف، تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة هي سبب رئيسي لاندلاع الحرائق، يليها المدخنين الذين يرمون السجائر على الطرقات والحشائش والمزارعين الذين يشعلون النار بقصد تنظيف الحقول، بظل الهواء مما يفقد السيطرة على الحريق، والبلديات الجاهلة التي تقوم بحرق النفايات، اضافة الى مافيات البناء التي تستغل الحرارة لاشعال النيران بالحقول بهدف عدم دفع الاموال مقابل الاشجار لتأخذ الرخصة.
ويلفت أبي راشد، في حديث لـ"النشرة" الى ان "الوضع الحراري العالي من الشمس والتغير المناخي مسؤول عنه الباطون والزفت وحرارة الموتورات بالاضافة الى اختفاء المساحات الخضراء"، ويؤكد "أننا من يرفع درجات الحرارة، خصوصا بعد اهمالنا للطبيعة".
الى ذلك، يؤكد وهيبي أن لا أحد يستطيع التنبؤ ان كانت موجات الحر ستعود على المدى البعيد، فالدراسات لا تزال محصورة بأسبوع واحد.
من جهته، يوضح أبي راشد أن الحرائق تزيد من الاحتباس الحراري لأنها تصدر الكربون. ويشدد على ان الحل ليس باعادة زرع الطبيعة، بل بالمحافظة على الغابات الموجودة قبل زرعها، ويشير الى ضرورة ترك الغابات أن تتجدد.
إذا فإن قطع الأشجار، والاساءة الى البيئة، والتي هي من أبرز أسباب الاحتباس الحراري، هي السبب الاول والرئيسي لارتفاع درجات الحرارة، وارتفاع عدد أيام الحر، وانخفاض عدد أيام البرد والشتاء. لذا، فإن الإنسان الذي يعاني من الحرّ، هو من سبب ذلك لنفسه، علّه يسعى بكل الوسائل الممكنة الى حماية البيئة ومنع الاحتباس الحراري، وإلا فـ"اللي من إيدو، الله يزيد"، كما يقول اللبنانيين. فمن شوّه بيئته يوما، سيدفع الثمن في النهاية.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة