ربما لا يكون التقاط غاز ثاني أكسيد الكربون المتصاعد من مداخن المصانع، وضخه في مسارات تمتد عميقاً في باطن الأرض، أداة فاعلة للتعامل مع مستويات انبعاثات الغاز الآخذة في التزايد على نحو مستمر، جراء الاحتباس الحراري حسبما جاء في دراسة تحليلية جديدة.

السبب أن الضغط المتزايد الناتج عن الكميات الهائلة من ثاني أكسيد الكربون التي سيتم تخرينها عبر قرون قد تمتد إلى عدد قليل من آلاف السنين، يمكن أن يؤدي لحدوث زلازل لا يقتصر تأثيرها على هز أكداس الصحون التي خزنتها جداتنا والموجودة في مطابخ المنازل فوق سطح الأرض، وإنما قد تكون على درجة من القوة التي تسفر عن إحداث شقوق في الصخور الكائنة فوق التكوينات الأرضية المستخدمة في تخزين ثاني أكسيد الكربون، مما يؤدي إلى فتح مسارات للكميات الطافية من هذا الغاز، تتسرب من خلالها للجو.

فضلاً عن ذلك، فإنه في الوقت الذي تكون فيه بعض التكوينات الأرضية ملائمة لاحتجاز الكربون، فإن سعة تلك التكوينات التخزينية على مستوى العالم، عادة ما تكون أقل كثيراً مما هو مطلوب، إذا أردنا لهذا الأسلوب أن يكون أداة فاعلة في كبح التركيزات الجوية، بحسب"مارك زوباك" عالم الجيوفيزياء في جامعة "ستانفورد في بالو آلتو- كاليفورنيا"، والمؤلف الرئيسي للدراسة التحليلية التي سبقت الإشارة إليها، والتي ستنشر في سجل الإجراءات الأسبوعية للأكاديمية الوطنية للعلوم.

وفي هذا السياق، توصل تقرير أعده "مجلس الأبحاث الوطني" في الولايات المتحدة إلى استنتاج أن "تقنية تفتيت الصخور وغيرها من التقنيات المستخدمة في عمليات استخراج الغاز والنفط، لا تنطوي سوى على نسبة خطر محدودة فيما يتعلق بتسببها في إحداث هزات أرضية يمكن الشعور بها عند سطح الأرض".

ولكن التقرير أضاف لذلك قوله إن آبار الحقن، التي تستخدم في التخلص من النفايات الناتجة عن عملية تكسير الصخور وغيرها من التقنيات المستخدمة في استخراج النفط والغاز، تنطوي على مخاطر بشأن إحداث هزات أرضية تفوق المخاطر التي تنطوي عليها عملية التكسير الصخري ذاتها".

وأشارت الدراسة إلى أنه "لم يكن معروفاً سوى القليل من قبل عن احتمالات وقوع هزات أرضية بسبب تخزين الكربون تحت سطح الأرض".

 

 

  • فريق ماسة
  • 2012-07-07
  • 11056
  • من الأرشيف

تخزين ثاني أكسيد الكربون هل يسبب الزلازل؟

ربما لا يكون التقاط غاز ثاني أكسيد الكربون المتصاعد من مداخن المصانع، وضخه في مسارات تمتد عميقاً في باطن الأرض، أداة فاعلة للتعامل مع مستويات انبعاثات الغاز الآخذة في التزايد على نحو مستمر، جراء الاحتباس الحراري حسبما جاء في دراسة تحليلية جديدة. السبب أن الضغط المتزايد الناتج عن الكميات الهائلة من ثاني أكسيد الكربون التي سيتم تخرينها عبر قرون قد تمتد إلى عدد قليل من آلاف السنين، يمكن أن يؤدي لحدوث زلازل لا يقتصر تأثيرها على هز أكداس الصحون التي خزنتها جداتنا والموجودة في مطابخ المنازل فوق سطح الأرض، وإنما قد تكون على درجة من القوة التي تسفر عن إحداث شقوق في الصخور الكائنة فوق التكوينات الأرضية المستخدمة في تخزين ثاني أكسيد الكربون، مما يؤدي إلى فتح مسارات للكميات الطافية من هذا الغاز، تتسرب من خلالها للجو. فضلاً عن ذلك، فإنه في الوقت الذي تكون فيه بعض التكوينات الأرضية ملائمة لاحتجاز الكربون، فإن سعة تلك التكوينات التخزينية على مستوى العالم، عادة ما تكون أقل كثيراً مما هو مطلوب، إذا أردنا لهذا الأسلوب أن يكون أداة فاعلة في كبح التركيزات الجوية، بحسب"مارك زوباك" عالم الجيوفيزياء في جامعة "ستانفورد في بالو آلتو- كاليفورنيا"، والمؤلف الرئيسي للدراسة التحليلية التي سبقت الإشارة إليها، والتي ستنشر في سجل الإجراءات الأسبوعية للأكاديمية الوطنية للعلوم. وفي هذا السياق، توصل تقرير أعده "مجلس الأبحاث الوطني" في الولايات المتحدة إلى استنتاج أن "تقنية تفتيت الصخور وغيرها من التقنيات المستخدمة في عمليات استخراج الغاز والنفط، لا تنطوي سوى على نسبة خطر محدودة فيما يتعلق بتسببها في إحداث هزات أرضية يمكن الشعور بها عند سطح الأرض". ولكن التقرير أضاف لذلك قوله إن آبار الحقن، التي تستخدم في التخلص من النفايات الناتجة عن عملية تكسير الصخور وغيرها من التقنيات المستخدمة في استخراج النفط والغاز، تنطوي على مخاطر بشأن إحداث هزات أرضية تفوق المخاطر التي تنطوي عليها عملية التكسير الصخري ذاتها". وأشارت الدراسة إلى أنه "لم يكن معروفاً سوى القليل من قبل عن احتمالات وقوع هزات أرضية بسبب تخزين الكربون تحت سطح الأرض".    

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة