فيما يلي نص الجزء الرابع من المقابلة التي أجرتها صحيفة جمهورييت التركية مع السيد الرئيس بشار الأسد:

سؤال..

نتيجة الأزمة الموجودة بين سورية وتركيا.. الحكومة التركية تحاول عبر وسائل الإعلام الموالية لها أن تستغل موضوع حزب العمال الكردستاني أيضا لتحريض الشعب التركي ضد سورية وتقول بأن سورية تستغل الأزمة الموجودة الآن بينها وبين تركيا وتدعم حزب العمال الكردستاني الذي صعد من عملياته العسكرية خلال الفترة الأخيرة وسمحت سورية لحزب العمال الكردستاني أن يشتغل على الأراضي السورية وخاصة القريبة من الحدود مع تركيا.

السيد الرئيس..

هذا الكلام غير صحيح ربما من يفكر بهذه الطريقة لديه عادة الغدر فيفكر بالآخرين بنفس الطريقة لكن بالنسبة لنا فالغدر ليس من شيمنا إلا أنه عندما تعاني من الاضطرابات في بلدك فالأولويات الأمنية تصبح مختلفة.. تركز على قضايا معينة وبالتالي لا تستطيع أن تضبط الأمور بشكل كامل ويصبح تحرك أي مجموعة داخل بلدك متاحا أكثر من الظروف العادية فإذا كان من الصعب علينا الآن في حالات معينة أن نحمي بعض السوريين هل من الممكن أن نكون نحن مسؤولين عن حماية الأتراك... هل هذا منطقي... اعتقد أنه إذا كان هناك خلل أمني في تركيا الآن فهو بسبب سياسات الحكومة التركية وهي تريد أن تحمل المسؤولية لغيرها.. من الطبيعي كما قلت في بداية المقابلة عندما يكون لدي خلل فسينعكس ذلك عندك وبالعكس وحتى لو رغبنا بأن نساعدكم في هذه الظروف فسيكون من الصعب كثيرا أن نقدم مساعدة حقيقية بسبب المشاكل التي نواجهها.

سؤال ..

ماذا قصدتم بمساعدتكم في هذا الموضوع...

السيد الرئيس..

بمعنى أنه لو أردنا اليوم أن نساعدكم في موضوع حزب العمال أو غيره لما كنا قادرين على ذلك فلدينا مشاكلنا.. نحن الآن ولكي أحميك أو أساعدك في الحماية لا بد أن أحمي نفسي أولا.

هل من المعقول أن أحميك وأنا لم أحم نفسي تماما بعد...

سؤال..

ولكن الطرف الثاني يقول إنه لا يطلب منكم المساعدة في هذا الموضوع.. يقول إنكم أنتم ترسلون هؤلاء.

السيد الرئيس..

أولا أين دليلهم على ذلك.. وثانيا حزب العمال الكردستاني يقاتل تركيا منذ عقود لذلك لا داعي لكي نرسلهم نحن للقيام بهذا.. وعندما كانت العلاقة جيدة بيننا وبين المؤسسات العسكرية والأمنية في تركيا كان حزب العمال يقوم أيضا بعمليات.. الفرق الوحيد هو أنه عندما يكون لديك ساحة مجاورة فيها فوضى تصبح الحركة أسهل وهذا شيء بديهي.

سؤال..

ما هو تصوركم فيما يتعلق بالقضية الكردية.. من الناحية الإقليمية...

السيد الرئيس..

لا شك بأن هذه المنطقة معقدة وفيها تنوع ثقافي كبير وكل مكون ثقافي بحاجة ليشعر بوجوده وهذا شيء طبيعي وصحي.. المشكلة خلال العقود الماضية بأن هناك من استغل هذه المكونات من أجل أهداف سياسية فوضع هذه المكونات في تعارض مع المصلحة الوطنية أو القومية.. الآن علينا أن نفكر بأن قوة الوطن أو قوة القومية هي بالتنوع الموجود فيها.. بالتنوع العرقي والديني والثقافي.. ولكن من غير المسموح لهذه المكونات أن تذهب باتجاه الانفصال ولا يجوز أن تشعر الدولة بأن هذا المكون هو عامل خلل أو عامل خوف بل هو عامل غنى.. هذا بالمبادئ العامة.

سؤال..

على المدى المتوسط أو البعيد.. هل ترى أن ترى دولة كردية في المنطقة...

السيد الرئيس..

كلا هذا انفصال.. أنا قلت لا أحد يقبل الانفصال.

سؤال..

إن كان في العراق وسورية...

السيد الرئيس..

في هذه الحالة سيكون هناك عشرات الدويلات الصغيرة وليس دولة كردية فقط.. عندها ستبحث كل طائفة ودين وقومية عن دولة مستقلة.. لا اعتقد بأن شعوبنا ترى أن لها مصلحة في هذا التقسيم.. نحن عشنا مع بعضنا لآلاف السنين في هذه المنطقة ولم يكن هناك مشاكل.. وجدت هذه المشاكل مؤخرا بعد أن دخل الاستعمار على الخط من لورانس العرب وما بعد.. فإذا كونا وعيا كاملا بأننا يجب أن نعيش مع بعضنا البعض فستضمحل الحدود التي رسمها الاستعمار وربما في دول أكبر لا يعود هناك أهمية لهذه الحدود.. نعيش الآن في دولنا الحالية وربما في المستقبل نتوحد في دول أكبر.. دول تحتضن كل هذه الثقافات بالتساوي.

سؤال..

نتيجة الأزمة الموجودة بين البلدين توقفت الحركة تماما على طول الحدود السورية التركية والناس على طرفي الحدود يعانون من أزمات اقتصادية واجتماعية ونفسية.. ماهي وجهة نظركم حول هذا الموضوع...

السيد الرئيس..

هذا صحيح لأن هذه الحدود تحولت إلى حدود لتهريب السلاح ولتمرير الإرهابيين إلى سورية.. كنا نتحدث لسنوات عن كيفية تحويل هذه الحدود إلى حدود تنمية.. ولكن تنمية وإرهاب لا يلتقيان.

سؤال..

هناك العديد من قرارات الحصار على سورية وقرارات قوية جدا ومؤثرة فعلا في الشارع السوري.. إلى متى تستطيعون أن تصمدوا أمام هذه القرارات التي بدأت تنعكس بشكل سلبي وخطير على الإنسان السوري...

السيد الرئيس..

طالما أننا أصحاب حقوق وطالما أننا نمتلك الكرامة وطالما أننا وطنيون فمهما اشتدت العقوبات لن تغير من مواقفنا لأن القضية ليست قضية بيع للمبادئ من أجل أموال أو من أجل طعام أو من أجل مساعدات خارجية وإلا فعلينا أن نبرر موقف أي شخص فاسد باع شرفه من أجل المال وهذا مرفوض بالنسبة لنا من الناحية المبدئية ومن الناحية الأخلاقية في سورية رفضا باتا.

  • فريق ماسة
  • 2012-07-05
  • 9603
  • من الأرشيف

الأسد في الجزء الرابع من مقابلة صحيفة جمهورييت التركية: حزب العمال الكردستاني يقاتل تركيا منذ عقود ولا داعي لكي نرسلهم للقيام بهذا

فيما يلي نص الجزء الرابع من المقابلة التي أجرتها صحيفة جمهورييت التركية مع السيد الرئيس بشار الأسد: سؤال.. نتيجة الأزمة الموجودة بين سورية وتركيا.. الحكومة التركية تحاول عبر وسائل الإعلام الموالية لها أن تستغل موضوع حزب العمال الكردستاني أيضا لتحريض الشعب التركي ضد سورية وتقول بأن سورية تستغل الأزمة الموجودة الآن بينها وبين تركيا وتدعم حزب العمال الكردستاني الذي صعد من عملياته العسكرية خلال الفترة الأخيرة وسمحت سورية لحزب العمال الكردستاني أن يشتغل على الأراضي السورية وخاصة القريبة من الحدود مع تركيا. السيد الرئيس.. هذا الكلام غير صحيح ربما من يفكر بهذه الطريقة لديه عادة الغدر فيفكر بالآخرين بنفس الطريقة لكن بالنسبة لنا فالغدر ليس من شيمنا إلا أنه عندما تعاني من الاضطرابات في بلدك فالأولويات الأمنية تصبح مختلفة.. تركز على قضايا معينة وبالتالي لا تستطيع أن تضبط الأمور بشكل كامل ويصبح تحرك أي مجموعة داخل بلدك متاحا أكثر من الظروف العادية فإذا كان من الصعب علينا الآن في حالات معينة أن نحمي بعض السوريين هل من الممكن أن نكون نحن مسؤولين عن حماية الأتراك... هل هذا منطقي... اعتقد أنه إذا كان هناك خلل أمني في تركيا الآن فهو بسبب سياسات الحكومة التركية وهي تريد أن تحمل المسؤولية لغيرها.. من الطبيعي كما قلت في بداية المقابلة عندما يكون لدي خلل فسينعكس ذلك عندك وبالعكس وحتى لو رغبنا بأن نساعدكم في هذه الظروف فسيكون من الصعب كثيرا أن نقدم مساعدة حقيقية بسبب المشاكل التي نواجهها. سؤال .. ماذا قصدتم بمساعدتكم في هذا الموضوع... السيد الرئيس.. بمعنى أنه لو أردنا اليوم أن نساعدكم في موضوع حزب العمال أو غيره لما كنا قادرين على ذلك فلدينا مشاكلنا.. نحن الآن ولكي أحميك أو أساعدك في الحماية لا بد أن أحمي نفسي أولا. هل من المعقول أن أحميك وأنا لم أحم نفسي تماما بعد... سؤال.. ولكن الطرف الثاني يقول إنه لا يطلب منكم المساعدة في هذا الموضوع.. يقول إنكم أنتم ترسلون هؤلاء. السيد الرئيس.. أولا أين دليلهم على ذلك.. وثانيا حزب العمال الكردستاني يقاتل تركيا منذ عقود لذلك لا داعي لكي نرسلهم نحن للقيام بهذا.. وعندما كانت العلاقة جيدة بيننا وبين المؤسسات العسكرية والأمنية في تركيا كان حزب العمال يقوم أيضا بعمليات.. الفرق الوحيد هو أنه عندما يكون لديك ساحة مجاورة فيها فوضى تصبح الحركة أسهل وهذا شيء بديهي. سؤال.. ما هو تصوركم فيما يتعلق بالقضية الكردية.. من الناحية الإقليمية... السيد الرئيس.. لا شك بأن هذه المنطقة معقدة وفيها تنوع ثقافي كبير وكل مكون ثقافي بحاجة ليشعر بوجوده وهذا شيء طبيعي وصحي.. المشكلة خلال العقود الماضية بأن هناك من استغل هذه المكونات من أجل أهداف سياسية فوضع هذه المكونات في تعارض مع المصلحة الوطنية أو القومية.. الآن علينا أن نفكر بأن قوة الوطن أو قوة القومية هي بالتنوع الموجود فيها.. بالتنوع العرقي والديني والثقافي.. ولكن من غير المسموح لهذه المكونات أن تذهب باتجاه الانفصال ولا يجوز أن تشعر الدولة بأن هذا المكون هو عامل خلل أو عامل خوف بل هو عامل غنى.. هذا بالمبادئ العامة. سؤال.. على المدى المتوسط أو البعيد.. هل ترى أن ترى دولة كردية في المنطقة... السيد الرئيس.. كلا هذا انفصال.. أنا قلت لا أحد يقبل الانفصال. سؤال.. إن كان في العراق وسورية... السيد الرئيس.. في هذه الحالة سيكون هناك عشرات الدويلات الصغيرة وليس دولة كردية فقط.. عندها ستبحث كل طائفة ودين وقومية عن دولة مستقلة.. لا اعتقد بأن شعوبنا ترى أن لها مصلحة في هذا التقسيم.. نحن عشنا مع بعضنا لآلاف السنين في هذه المنطقة ولم يكن هناك مشاكل.. وجدت هذه المشاكل مؤخرا بعد أن دخل الاستعمار على الخط من لورانس العرب وما بعد.. فإذا كونا وعيا كاملا بأننا يجب أن نعيش مع بعضنا البعض فستضمحل الحدود التي رسمها الاستعمار وربما في دول أكبر لا يعود هناك أهمية لهذه الحدود.. نعيش الآن في دولنا الحالية وربما في المستقبل نتوحد في دول أكبر.. دول تحتضن كل هذه الثقافات بالتساوي. سؤال.. نتيجة الأزمة الموجودة بين البلدين توقفت الحركة تماما على طول الحدود السورية التركية والناس على طرفي الحدود يعانون من أزمات اقتصادية واجتماعية ونفسية.. ماهي وجهة نظركم حول هذا الموضوع... السيد الرئيس.. هذا صحيح لأن هذه الحدود تحولت إلى حدود لتهريب السلاح ولتمرير الإرهابيين إلى سورية.. كنا نتحدث لسنوات عن كيفية تحويل هذه الحدود إلى حدود تنمية.. ولكن تنمية وإرهاب لا يلتقيان. سؤال.. هناك العديد من قرارات الحصار على سورية وقرارات قوية جدا ومؤثرة فعلا في الشارع السوري.. إلى متى تستطيعون أن تصمدوا أمام هذه القرارات التي بدأت تنعكس بشكل سلبي وخطير على الإنسان السوري... السيد الرئيس.. طالما أننا أصحاب حقوق وطالما أننا نمتلك الكرامة وطالما أننا وطنيون فمهما اشتدت العقوبات لن تغير من مواقفنا لأن القضية ليست قضية بيع للمبادئ من أجل أموال أو من أجل طعام أو من أجل مساعدات خارجية وإلا فعلينا أن نبرر موقف أي شخص فاسد باع شرفه من أجل المال وهذا مرفوض بالنسبة لنا من الناحية المبدئية ومن الناحية الأخلاقية في سورية رفضا باتا.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة