عادت أصوات حوافر قوافل البغال المحمّلة بالمازوت السوري المهرّب، لتكسر ليلاً صمت أودية جبال السلسلة الشرقيّة للبنان، بعدما كانت عمليات تهريب هذه المادة قد توقفت نهائياً بسبب الانخفاض التدريجي الذي شهده سعر برميل النفط عالمياً مطلع عام 2008، وما رافق ذلك من انخفاض تدريجي في أسعار بيع المحروقات على أنواعها في السوق اللبنانية. وأكد أحد مهربي المازوت لـ«الأخبار» «أن ارتفاع أسعار المازوت في السوق المحلية أخيراً، شجع المهربين على معاودة نشاطهم تدريجاً، لافتاً الى أن تزايد طلب أصحاب المشاريع الزراعية على مادة المازوت أعاد الحركة الى ما كانت عليه قبل نحو سنتين. وأوضح المهرب أن الأرباح تراوح حالياً بين 2 و8 آلاف ليرة لبنانية عن كل صفيحة مازوت، يتقاسمها المهربون في ما بينهم، وذلك بحسب دور كل منهم في تأمين الكميات التي يتم تهريبها على مراحل من الداخل السوري، وصولاً الى لبنان. ويتبيّن أن فارق السعر لا يتجاوز 2000 ليرة، فالسعر الرسمي في لبنان، بحسب جدول أسعار وزارة الطاقة هو 21000 ليرة، فيما تباع صفيحة المازوت السوري المهرب بين 19 و20 ألف ليرة. وكانت الحكومة قد أصدرت قراراً يقضي بدعم مادة المازوت بمبلغ 3 آلاف ليرة لبنانية، وذلك طيلة أشهر الشتاء الممتدة من منتصف خريف عام 2007 لغاية منتصف شهر شباط من عام 2008، هذا بالإضافة الى الإجراءات الأمنيّة المشددة التي اتخذتها السلطات الأمنية في البلدين على طرفي الحدود، بهدف الحدّ من فلتان الحدود على مصراعيها لتهريب جميع أنواع البضائع، ورفع السواتر الترابيّة على المنافذ الجبليّة لمنع الجرارات الزراعية والصهاريج من سلوكها، كما كان السبب الرئيسي لتوقف هذه العمليات سابقاً، هو ارتفاع سعر الصفيحة في سوريا من 145 إلى 400 ليرة سورية، أي ما كان يوازي في حينه، سعر بيعها في السوق اللبنانية، بعدما وصل الى عتبة 12 ألف ليرة لبنانية
  • فريق ماسة
  • 2010-05-24
  • 9234
  • من الأرشيف

عاد تهريب المازوت من سوريا

عادت أصوات حوافر قوافل البغال المحمّلة بالمازوت السوري المهرّب، لتكسر ليلاً صمت أودية جبال السلسلة الشرقيّة للبنان، بعدما كانت عمليات تهريب هذه المادة قد توقفت نهائياً بسبب الانخفاض التدريجي الذي شهده سعر برميل النفط عالمياً مطلع عام 2008، وما رافق ذلك من انخفاض تدريجي في أسعار بيع المحروقات على أنواعها في السوق اللبنانية. وأكد أحد مهربي المازوت لـ«الأخبار» «أن ارتفاع أسعار المازوت في السوق المحلية أخيراً، شجع المهربين على معاودة نشاطهم تدريجاً، لافتاً الى أن تزايد طلب أصحاب المشاريع الزراعية على مادة المازوت أعاد الحركة الى ما كانت عليه قبل نحو سنتين. وأوضح المهرب أن الأرباح تراوح حالياً بين 2 و8 آلاف ليرة لبنانية عن كل صفيحة مازوت، يتقاسمها المهربون في ما بينهم، وذلك بحسب دور كل منهم في تأمين الكميات التي يتم تهريبها على مراحل من الداخل السوري، وصولاً الى لبنان. ويتبيّن أن فارق السعر لا يتجاوز 2000 ليرة، فالسعر الرسمي في لبنان، بحسب جدول أسعار وزارة الطاقة هو 21000 ليرة، فيما تباع صفيحة المازوت السوري المهرب بين 19 و20 ألف ليرة. وكانت الحكومة قد أصدرت قراراً يقضي بدعم مادة المازوت بمبلغ 3 آلاف ليرة لبنانية، وذلك طيلة أشهر الشتاء الممتدة من منتصف خريف عام 2007 لغاية منتصف شهر شباط من عام 2008، هذا بالإضافة الى الإجراءات الأمنيّة المشددة التي اتخذتها السلطات الأمنية في البلدين على طرفي الحدود، بهدف الحدّ من فلتان الحدود على مصراعيها لتهريب جميع أنواع البضائع، ورفع السواتر الترابيّة على المنافذ الجبليّة لمنع الجرارات الزراعية والصهاريج من سلوكها، كما كان السبب الرئيسي لتوقف هذه العمليات سابقاً، هو ارتفاع سعر الصفيحة في سوريا من 145 إلى 400 ليرة سورية، أي ما كان يوازي في حينه، سعر بيعها في السوق اللبنانية، بعدما وصل الى عتبة 12 ألف ليرة لبنانية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة