أغلقت زيارة رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط إلى سورية باب مرحلة عاصفة من تاريخ لبنان، كان له فيها دور محوري. وبذلك أنهى قطيعته مع سورية التي استمرت ست سنوات لعدم إمكانية استمرار «حالة العداء معها». وكأن «وليد بك» قرأ التحولات الحادثة في المنطقة، مستشعراً أن حماية لبنان تكمن في سورية، ودعمها لهذا البلد الصغير. فبدءاً بالتهديدات الإسرائيلية بشن حرب عليه، وتوقف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وتعثر عملية السلام، وصولاً إلى الصدام المستمر بين إيران والغرب حول ملفها النووي، كلها ملفات استشرفها رئيس اللقاء الديمقراطي في لبنان، فخاض مراجعة شاملة لكل مواقفه. واتخذ لنفسه موقعاً وسطياً في الخريطة السياسية اللبنانية، داعماً قوى المقاومة وجبهة الممانعة التي تمثلها سورية. انطلاقاً من كل هذه القضايا وغيرها حاورت صحيفة «الوطن» النائب وليد جنبلاط الذي أبدى الكثير من المرح وبعض الفكاهة التي تميزه وأيضاً الكثير من الصراحة والحزم:

تستعد إسرائيل لإجراء مناورة «نقطة تحول» التي وصفتها بأنها الأكبر في تاريخها. كيف تقرأ هذه المناورة؟

لا تستطيع إسرائيل أن تعيش إلا على التوسع والحرب. ولن تقبل إسرائيل بنتائج حرب عام 2006 وبالتالي تبحث عن أي ذريعة لبنانية أو إقليمية لافتعال حرب جديدة. كما أن هذه الترسانة التي تخزن في إسرائيل وفي المنطقة والخليج العربي لا بد أن تنتج حرباً جديدة. وللأسف كان لبنان دائماً مدخل الحروب. أما لماذا لبنان؟ فلقد حاولوا في الماضي عام 1982 تطويع سورية والحركة الوطنية، ففشلوا، وأسقطنا 17 أيار. لذلك يحاولون مجدداً إضعاف جبهة الممانعة المتمثلة في حزب اللـه وسورية عبر لبنان

هل هذا يعني أنك ترى ملامح حرب جديدة في الأفق قد يتعرض لها لبنان؟

هذا هو التحليل العام، أما التوقيت فموضوع آخر لأنه يتعلق بالغرب والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل. ولا أعتقد أن إسرائيل تستطيع بمفردها شن حرب دون موافقة الولايات المتحدة الأميركية

مؤخراً، أظهر استطلاع للرأي في إسرائيل تأييد نسبة كبيرة من الشارع الإسرائيلي لشن حرب على لبنان. ما دلالة ذلك؟

هذا بديهي، لأن الشعب الإسرائيلي نفسه أيد مجزرة غزة منذ عامين

ولكن ألا يدل ذلك على تغير في مزاج شريحة من الشارع الإسرائيلي الذي بات مرهقاً من الحروب والتهديدات وأكثر ميلاً للسلام ودعم المفاوضات؟

كان هناك في الماضي ما يسمى «حزب السلام» في إسرائيل. ولكن لم يبق منه ربما إلا المفكر والسياسي أوري افناري. وكلنا نتذكر عام 1982 التظاهرة التي حدثت في إسرائيل بعد مجزرة صبرا وشاتيلا لإسقاط أرييل شارون. إلا أن كل المجتمع الإسرائيلي اليوم يميل نحو اليمين الديني الذي اجتاح أيضاً المؤسسة العسكرية

ماذا يمكن أن تضيف قمة برشلونة المزمع عقدها في شهر حزيران المقبل لدفع عملية السلام وتسريع عجلة المفاوضات؟

تحتاج عملية السلام والتفاوض إلى توزان، لأننا إذا ذهبنا إلى طاولة دون أوراق تفاوضية فلن ننجح. من هنا نصرّ على المباردة العربية للسلام التي يجب أن يدعمها التوزان السياسي والعسكري مع إسرائيل والغرب، لأن إسرائيل قاعدة غربية متقدمة على أرض عربية- إسلامية. وهنا أشير إلى رفض الصين، على هامش المنتدى الاقتصادي، وضع القدس الشرقية كأرض محتلة في حضور أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، لأن إسرائيل وصلت منذ ثمانينيات القرن الماضي إلى الصين معتمدة على التبادل العسكري والتقني والاقتصادي والتكنولوجي، كما وصلت إسرائيل إلى الهند. فأين العرب من هذا كله؟! وبالتالي ماذا يمكن أن يقدم مؤتمر برشلونة؟

يهدف المؤتمر إلى تفعيل المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي

تهدد إسرائيل اليوم الأمن الغذائي والمائي المصري عبر بعض الأنظمة الإفريقية، كما تهدد الأمن المصري عبر تفكيك السودان! هذه هي إسرائيل التي تحاول تفكيك العالم العربي

ولكن جبهة المقاومة التي تمثلها سورية وإيران وقوى المقاومة في لبنان وغزة هي التي تمنع إسرائيل من شن حرب على لبنان

هذا صحيح، ولكننا نريد تدعيم المبادرة العربية بقوى أخرى إلى جانب سورية وحزب اللـه والجمهورية الإسلامية الإيرانية وتركيا

ولا حتى على صعيد تكريس التضامن العربي- العربي؟

سمعنا كثيراً عن هذا التضامن. فأين القدس الشرقية من التضامن العربي بعد أن قرر الإسرائيليون شراء أراض وبيوت فيها! وعلى كل، من الجيد التقارب السوري السعودي الحادث منذ عام، لأن من المهم إعادة اللحمة السورية السعودية

وهنا ألا تطرح علامات الاستفهام عن الدور العربي في المنطقة بعد صعود القوتين الإيرانية والتركية؟

كل فراغ يتم ملأه. ومن الجيد أن تركيا وإيران قامتا بملء الفراغ العربي. وأرى أن البديل التركي سيكون إيجابياً في المنطقة، بعد أن لعبت تركيا دوراً سلبياً في الماضي عندما اتجهت نحو الغرب دون أن تبالي بالشرق العربي- الإسلامي. ولكنها وصلت الآن إلى قناعة مفادها أن مصدر حمايتها يكمن في العالم العربي والإسلامي. ولكن على المقلب الآخر يجب على العالم العربي أن يقوم بدوره دون أن ننفي قيام سورية بذلك. وآمل أن تقوم مصر بدورها الريادي لأنها الدولة العربية الأكبر

كيف قرأت تبادل التخصيب النووي بين إيران والبرازيل في تركيا؟

الاتفاق مفيد جداً. ولكن يبقى أن نرى إن كان الغرب سيقتنع بهذه الخطوة الإيجابية الجدية. أما إذا اعتبرها مناورة فسيعطي لإسرائيل واليمين الأميركي ذريعة لإعادة توتير الأجواء وربما توجيه ضربة عسكرية أو إشعال حرب

ولكن ماذا يستطيع أن يفعل لبنان الذي يترأس هذا الشهر مجلس الأمن إن قرر ذلك الأخير توقيع عقوبات على إيران بسبب ما سمي نشاطها النووي؟

أفضل طريقة للبنان في هذا المجال الامتناع عن التصويت. ولكن ما جدوى العقوبات؟! فهل استطاعت العقوبات تطويع كوبا مثلاً، وهي التي لا تمتلك حجم الموارد الطبيعية والبشرية التي تمتلكها إيران؟

برأيك: هل ستوجه إسرائيل ضربة عسكرية إلى إيران؟

ربما، ولكن في الوقت نفسه لا يمكن أن ننسى الأداة المتقدمة لجبهة الممانعة العربية الإيرانية المتمثلة في حزب اللـه في لبنان، وخصوصاً أن أي ضربة عسكرية إسرائيلية على إيران لن تستثني لبنان

ألا ترى أن التقدم في الملف النووي الإيراني وتوقيع التبادل النووي الإيراني البرازيلي واحتمال بدأ المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي قد تقلص احتمالات الحرب في المنطقة؟

بالطبع هذا كله يقلص احتمالات الحرب دون أن يلغيها، لأننا يجب أن ننتظر ردة الفعل الغربية وتحديداً الأميركية إزاء الاتفاق النووي الإيراني البرازيلي. فإذا كانت إيجابية فهذا سيقلل من احتمال وقوع حرب في المنطقة

فهل يمكن أن تشكل العلاقات السورية التركية عنصر توازن في المنطقة؟

هذا المحور مهم جداً ومؤثر في الإستراتيجية، آمل أن ينضم إليه باقي العرب

الموفد الأساسي هو المبعوث الأميركي جورج ميتشيل. ولكن ماذا يستطيع أن يفعل ميتشيل؟

لقد برهن مع الأسف أن الذي نجح في إيرلندا أخفق في لبنان ومعه إدارة أوباما، لأن اللوبي الإسرائيلي وبنيامين نتنياهو أقوى في الكونغرس الأميركي من الرئيس الأميركي. وكلنا نتذكر أن نتيناهو أعلن من البيت الأبيض وبعد اجتماعه مع أوباما استمرار الاستيطان

ولكن وعدت الولايات المتحدة الأميركية بتقديم مساعدات عسكرية إلى لبنان ؟.

نحن لا ننكر أن الإدارة الأميركية أعطتنا أسلحة. وأتذكر آخر زيارة قام بها نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى لبنان حيث قدم لنا ضمن استعراض عسكري مهيب 16 دبابة لسنا في حاجة إليها، بل نحتاج إلى سلاح مضاد للدروع ومضاد للطائرات

في تصريح سابق: قلت إن إسرائيل قدمت ذريعة للعدوان على لبنان عام 1982. فهل بالإمكان تفادي ذلك الآن؟

حدث هذا عندما جرى وقف إطلاق النار غير المباشر بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عبر الوسيط الأميركي فيليب حبيب، الذي قال لنا: إذا وجدت إسرائيل أي ذريعة فستجتاح لبنان. وكانت الذريعة آنذاك محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن. وأتت إسرائيل إلى لبنان واحتلت بيروت والجبل والجنوب والإقليم ثم هزمت. واستطعنا مع سورية إسقاط 17 أيار عسكرياً وسياسياً

لقد قمت بإعادة مراجعة لكل مواقفك خلال السنوات الماضية. فهل جاء هذا نتيجة قراءة سياسية للوضع في لبنان والمنطقة أم تعبير عن استعادة قناعاتك السابقة؟

هناك جغرافيا سياسية وتاريخ مشترك تجمعنا بسورية إضافة إلى النضالات الوطنية والقومية المشتركة. فهو ماض عروبي يعود إلى الثورة العربية في بدايات القرن العشرين وصولاً إلى حلف بغداد. وحتى في أوج الخلاف بين كمال جنبلاط والقيادة السورية عام 1976 أرسل كمال جنبلاط رسالة واضحة إلى الرئيس حافظ الأسد يطلب ضرورة تجريد يمين الانعزال من السلاح آنذاك، والانتباه إلى جيب أسعد حداد الذي بدأ يظهر في مرجعيون في جنوب لبنان. وفي عام 1982 ذهبنا إلى دمشق، وقلنا للرئيس حافظ الأسد: نحن معك في أوج هزيمتنا المشتركة حتى انتصرنا له. فمهما كانت من تباينات بين لبنان وسورية توحدنا الجغرافيا السياسية والتاريخ المشترك بين البلدين

في النهاية لم يعد هناك ما يسمى نظام الوصاية. ولكن هناك إطاراً مشتركاً ينظم العلاقة بين البلدين وهو اتفاق الطائف، الذي قال بعلاقات مميزة مع سورية، التي جاءت ثمن تضحيات هائلة عسكرية وسياسية مشتركة

ولكن لم يطبق اتفاق الطائف فيما يتعلق بالعلاقات اللبنانية السورية المميزة. وكذلك لم تطبق العديد من بنود معاهدة الأخوة والصداقة الموقعة بين لبنان وسورية وما رشح عنها من اتفاقيات اقتصادية واجتماعية وإنمائية واجتماعية وحتى سياسية وأمنية؟

يجب أن تجلس الحكومتان اللبنانية والسورية لتطبق المعاهدة والاتفاقيات وخاصة في الشق الاقتصادي. وأذكر أنه في أيام الانتداب كان هناك جمارك مشتركة بين البلدين، على حين لا يوجد الآن حد أدنى من العلاقات الاقتصادية بين لبنان وسورية

ألا نستطيع الاستفادة من التجربة الألمانية الفرنسية على صعيد العلاقات المميزة التي تجمعهما؟

ليس لدي مانع في ذلك. وهذا يحتاج إلى جلسة جدية بين المسؤولين اللبنانيين والسوريين والمصالح الاقتصادية المشتركة بينهما، لأنه كلما تعززت العلاقات الاقتصادية زالت أسباب الفرقة

 لقد التقيت الرئيس الحريري قبيل زيارته إلى دمشق. هل وضعك في أجواء هذه الزيارة؟

نعلق آمالاً على زيارته إلى الشام، لأنها في غاية الأهمية وخصوصاً أنه أصر على زيارة دمشق قبيل زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية من أجل مواضيع محددة

لقد زرت سورية والتقيت الرئيس بشار الأسد. ولكن هل استطعت بعد خمس سنوات من التشنج بين سورية ولبنان أن تأخذ الشارع الدرزي معك إلى دمشق؟

ربما لم أستطع أخذ كل الشارع الدرزي. ولكن لا حماية حقيقية قومية ووطنية لبلد مفكك طائفياً ومذهبياً إلا في سورية. ولا يمكن حماية الدروز إلا من خلال الأفق العام العربي الكبير. وتدريجياً «بيمشي الحال».. ولست متشائماً.. سيعود الشارع الدرزي تدريجياً إلى سورية، لأننا في النهاية شعب واحد يعيش في لبنان وسورية، إن لم نكن عشيرة واحدة

كيف كان انطباعك عن زيارتك إلى سورية ولقائك الرئيس بشار الأسد؟

كانت ممتازة، لأن الرئيس بشار الأسد يمتاز بالصراحة والمباشرة. وقال لي: لنطو صفحة الماضي وندخل إلى المستقبل

هل أهديته كتاباً؟

لم أهده شيئاً لأنني كنت مرتبكاً بعد كل ما حدث. ولقد زاد ارتباكي عندما كنت أقطع الطريق بين مدخل القصر ومكتب الرئيس بشار الأسد. ولكنه كسر الجليد عندما فتح الباب مبتسماً، وسألني: لماذا لم تحضر لي كتاباً؟ فقلت له: في المرة المقبلة، سيادة الرئيس. لذلك أحضرت له كتاب دايفيد هيرست بعنوان «الانتباه إلى الدول الصغيرة» الذي سأقدمه له أثناء زيارتي القادمة إلى سورية

ولكن هناك اتهاماً دائماً بتسييس المحكمة؟

أفضل ألا أعطي رأيي، وسأعطي رأيي كما أعطيته في السابق عندما ظهر ذلك التصريح الغريب والمشبوه في مجلة دير شبيغل

في ظل التهديدات الإسرائيلية للبنان كيف يمكن مناقشة الإستراتيجية الدفاعية وسلاح المقاومة على طاولة الحوار؟

كنت أول من قال بالاستيعاب التدريجي لسلاح المقاومة والجهاز العسكري وأمنها تدريجياً في الظرف المناسب. وإلى أن يأتي هذا الوقت نقول بالتنسيق بين المقاومة والجيش والدولة اللبنانية

ولكن هناك من لا يوافق على ذلك وينادي بحصر السلاح في الجيش اللبناني؟

هذا رأيهم ولقد أدنته. وليتفضل هؤلاء ويذهبوا إلى حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة الأميركية ليأتوا لنا بالسلاح الذي يحتاج إليه إليه الجيش اللبناني. وكان هناك صفقة دبابات للجيش اللبناني من بلجيكا وأتى أمر معين من دول كبرى لمنع وصولها إلى لبنان. وحتى هذه اللحظة يناقشون صواريخ الهليكوبتر الفرنسية التي زودتنا بها الإمارات التي أتت في أوج معركة نهر البارد دون صواريخ

هل يمكن لطاولة الحوار أن تخلق لغة سياسية موحدة بين السياسيين اللبنانيين كما عبر رئيس الجمهورية ميشال سليمان؟

مع الوقت تستطيع هيئة الحوار أن توحد هذه اللغة. ولكن في الوقت الحاضر هناك آراء مختلفة. إلا أننا أجمعنا بعد اتفاق الدوحة على الحوار. وبالتالي لن يصدر أي قرار عبر هيئة الحوار إلا بالإجماع

ولكن هناك من يرى أن اجتماعات هيئة الحوار باتت شكلية ولن تفضي إلى شيء؟

لا يمكن قول ذلك لأن أي حوار سيكون له مفاعيل ونتائج. فمثلا كان هناك حوار بين الولايات المتحدة الأميركية وفيتنام في باريس أثناء حرب فيتنام، حيث كانت هانوي تحت نيران القنابل الأميركية. وفي النهاية قررت الأرض، وانتصرت فيتنام الشمالية على الولايات المتحدة الأميركية

لقد انسحبت من فريق 14 آذار ولم تدخل إلى فريق 8 آذار. فأين موقعك السياسي اليوم؟

لم أخرج من جبهة لأدخل إلى جبهة أخرى. وقررت أن أقف في الوسط وخصوصاً أن الحدة القديمة في الخطاب السياسي والمواقف السياسية قد انتهت. وعلينا الانصراف إلى معالجة مواضيع الكهرباء والماء وغيرها من القضايا تحت شعار دولة وجيش ومقاومة

إذاً، هل ستشكل كتلة وسطية؟

(يضحك) تكفيني كتلتي في مجلس النواب

كان لديك تجربة مهمة جداً كشخص تقدمي عايش كل الأطراف. فهل أفق التغيير مغلق في لبنان؟

في الوقت الحاضر مغلق، لأن النظام الطائفي يقفل أي تغيير. ولا يستطيع ممثل أقلية طائفية أن يملي إرادته على الأغلبيات الطائفية

ماذا تقول في كلمة أخيرة؟

لقد مرت علينا ظروف صعبة جدا. وذهبنا إلى الأقصى. وجعلنا الشارع اللبناني يتقوقع على إقليمية ذاتية ولبنانية انعزالية. وأعتقد اليوم أن الشارع اللبناني رويداً رويداً يعود إلى الحضن العربي الكبير

 

  • فريق ماسة
  • 2010-05-22
  • 11941
  • من الأرشيف

جنبلاط : الرئيس الأسد يمتاز بالصراحة والمباشرة .. وسوريا هي حضن لبنان

أغلقت زيارة رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط إلى سورية باب مرحلة عاصفة من تاريخ لبنان، كان له فيها دور محوري. وبذلك أنهى قطيعته مع سورية التي استمرت ست سنوات لعدم إمكانية استمرار «حالة العداء معها». وكأن «وليد بك» قرأ التحولات الحادثة في المنطقة، مستشعراً أن حماية لبنان تكمن في سورية، ودعمها لهذا البلد الصغير. فبدءاً بالتهديدات الإسرائيلية بشن حرب عليه، وتوقف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وتعثر عملية السلام، وصولاً إلى الصدام المستمر بين إيران والغرب حول ملفها النووي، كلها ملفات استشرفها رئيس اللقاء الديمقراطي في لبنان، فخاض مراجعة شاملة لكل مواقفه. واتخذ لنفسه موقعاً وسطياً في الخريطة السياسية اللبنانية، داعماً قوى المقاومة وجبهة الممانعة التي تمثلها سورية. انطلاقاً من كل هذه القضايا وغيرها حاورت صحيفة «الوطن» النائب وليد جنبلاط الذي أبدى الكثير من المرح وبعض الفكاهة التي تميزه وأيضاً الكثير من الصراحة والحزم: تستعد إسرائيل لإجراء مناورة «نقطة تحول» التي وصفتها بأنها الأكبر في تاريخها. كيف تقرأ هذه المناورة؟ لا تستطيع إسرائيل أن تعيش إلا على التوسع والحرب. ولن تقبل إسرائيل بنتائج حرب عام 2006 وبالتالي تبحث عن أي ذريعة لبنانية أو إقليمية لافتعال حرب جديدة. كما أن هذه الترسانة التي تخزن في إسرائيل وفي المنطقة والخليج العربي لا بد أن تنتج حرباً جديدة. وللأسف كان لبنان دائماً مدخل الحروب. أما لماذا لبنان؟ فلقد حاولوا في الماضي عام 1982 تطويع سورية والحركة الوطنية، ففشلوا، وأسقطنا 17 أيار. لذلك يحاولون مجدداً إضعاف جبهة الممانعة المتمثلة في حزب اللـه وسورية عبر لبنان هل هذا يعني أنك ترى ملامح حرب جديدة في الأفق قد يتعرض لها لبنان؟ هذا هو التحليل العام، أما التوقيت فموضوع آخر لأنه يتعلق بالغرب والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل. ولا أعتقد أن إسرائيل تستطيع بمفردها شن حرب دون موافقة الولايات المتحدة الأميركية مؤخراً، أظهر استطلاع للرأي في إسرائيل تأييد نسبة كبيرة من الشارع الإسرائيلي لشن حرب على لبنان. ما دلالة ذلك؟ هذا بديهي، لأن الشعب الإسرائيلي نفسه أيد مجزرة غزة منذ عامين ولكن ألا يدل ذلك على تغير في مزاج شريحة من الشارع الإسرائيلي الذي بات مرهقاً من الحروب والتهديدات وأكثر ميلاً للسلام ودعم المفاوضات؟ كان هناك في الماضي ما يسمى «حزب السلام» في إسرائيل. ولكن لم يبق منه ربما إلا المفكر والسياسي أوري افناري. وكلنا نتذكر عام 1982 التظاهرة التي حدثت في إسرائيل بعد مجزرة صبرا وشاتيلا لإسقاط أرييل شارون. إلا أن كل المجتمع الإسرائيلي اليوم يميل نحو اليمين الديني الذي اجتاح أيضاً المؤسسة العسكرية ماذا يمكن أن تضيف قمة برشلونة المزمع عقدها في شهر حزيران المقبل لدفع عملية السلام وتسريع عجلة المفاوضات؟ تحتاج عملية السلام والتفاوض إلى توزان، لأننا إذا ذهبنا إلى طاولة دون أوراق تفاوضية فلن ننجح. من هنا نصرّ على المباردة العربية للسلام التي يجب أن يدعمها التوزان السياسي والعسكري مع إسرائيل والغرب، لأن إسرائيل قاعدة غربية متقدمة على أرض عربية- إسلامية. وهنا أشير إلى رفض الصين، على هامش المنتدى الاقتصادي، وضع القدس الشرقية كأرض محتلة في حضور أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، لأن إسرائيل وصلت منذ ثمانينيات القرن الماضي إلى الصين معتمدة على التبادل العسكري والتقني والاقتصادي والتكنولوجي، كما وصلت إسرائيل إلى الهند. فأين العرب من هذا كله؟! وبالتالي ماذا يمكن أن يقدم مؤتمر برشلونة؟ يهدف المؤتمر إلى تفعيل المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تهدد إسرائيل اليوم الأمن الغذائي والمائي المصري عبر بعض الأنظمة الإفريقية، كما تهدد الأمن المصري عبر تفكيك السودان! هذه هي إسرائيل التي تحاول تفكيك العالم العربي ولكن جبهة المقاومة التي تمثلها سورية وإيران وقوى المقاومة في لبنان وغزة هي التي تمنع إسرائيل من شن حرب على لبنان هذا صحيح، ولكننا نريد تدعيم المبادرة العربية بقوى أخرى إلى جانب سورية وحزب اللـه والجمهورية الإسلامية الإيرانية وتركيا ولا حتى على صعيد تكريس التضامن العربي- العربي؟ سمعنا كثيراً عن هذا التضامن. فأين القدس الشرقية من التضامن العربي بعد أن قرر الإسرائيليون شراء أراض وبيوت فيها! وعلى كل، من الجيد التقارب السوري السعودي الحادث منذ عام، لأن من المهم إعادة اللحمة السورية السعودية وهنا ألا تطرح علامات الاستفهام عن الدور العربي في المنطقة بعد صعود القوتين الإيرانية والتركية؟ كل فراغ يتم ملأه. ومن الجيد أن تركيا وإيران قامتا بملء الفراغ العربي. وأرى أن البديل التركي سيكون إيجابياً في المنطقة، بعد أن لعبت تركيا دوراً سلبياً في الماضي عندما اتجهت نحو الغرب دون أن تبالي بالشرق العربي- الإسلامي. ولكنها وصلت الآن إلى قناعة مفادها أن مصدر حمايتها يكمن في العالم العربي والإسلامي. ولكن على المقلب الآخر يجب على العالم العربي أن يقوم بدوره دون أن ننفي قيام سورية بذلك. وآمل أن تقوم مصر بدورها الريادي لأنها الدولة العربية الأكبر كيف قرأت تبادل التخصيب النووي بين إيران والبرازيل في تركيا؟ الاتفاق مفيد جداً. ولكن يبقى أن نرى إن كان الغرب سيقتنع بهذه الخطوة الإيجابية الجدية. أما إذا اعتبرها مناورة فسيعطي لإسرائيل واليمين الأميركي ذريعة لإعادة توتير الأجواء وربما توجيه ضربة عسكرية أو إشعال حرب ولكن ماذا يستطيع أن يفعل لبنان الذي يترأس هذا الشهر مجلس الأمن إن قرر ذلك الأخير توقيع عقوبات على إيران بسبب ما سمي نشاطها النووي؟ أفضل طريقة للبنان في هذا المجال الامتناع عن التصويت. ولكن ما جدوى العقوبات؟! فهل استطاعت العقوبات تطويع كوبا مثلاً، وهي التي لا تمتلك حجم الموارد الطبيعية والبشرية التي تمتلكها إيران؟ برأيك: هل ستوجه إسرائيل ضربة عسكرية إلى إيران؟ ربما، ولكن في الوقت نفسه لا يمكن أن ننسى الأداة المتقدمة لجبهة الممانعة العربية الإيرانية المتمثلة في حزب اللـه في لبنان، وخصوصاً أن أي ضربة عسكرية إسرائيلية على إيران لن تستثني لبنان ألا ترى أن التقدم في الملف النووي الإيراني وتوقيع التبادل النووي الإيراني البرازيلي واحتمال بدأ المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي قد تقلص احتمالات الحرب في المنطقة؟ بالطبع هذا كله يقلص احتمالات الحرب دون أن يلغيها، لأننا يجب أن ننتظر ردة الفعل الغربية وتحديداً الأميركية إزاء الاتفاق النووي الإيراني البرازيلي. فإذا كانت إيجابية فهذا سيقلل من احتمال وقوع حرب في المنطقة فهل يمكن أن تشكل العلاقات السورية التركية عنصر توازن في المنطقة؟ هذا المحور مهم جداً ومؤثر في الإستراتيجية، آمل أن ينضم إليه باقي العرب الموفد الأساسي هو المبعوث الأميركي جورج ميتشيل. ولكن ماذا يستطيع أن يفعل ميتشيل؟ لقد برهن مع الأسف أن الذي نجح في إيرلندا أخفق في لبنان ومعه إدارة أوباما، لأن اللوبي الإسرائيلي وبنيامين نتنياهو أقوى في الكونغرس الأميركي من الرئيس الأميركي. وكلنا نتذكر أن نتيناهو أعلن من البيت الأبيض وبعد اجتماعه مع أوباما استمرار الاستيطان ولكن وعدت الولايات المتحدة الأميركية بتقديم مساعدات عسكرية إلى لبنان ؟. نحن لا ننكر أن الإدارة الأميركية أعطتنا أسلحة. وأتذكر آخر زيارة قام بها نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى لبنان حيث قدم لنا ضمن استعراض عسكري مهيب 16 دبابة لسنا في حاجة إليها، بل نحتاج إلى سلاح مضاد للدروع ومضاد للطائرات في تصريح سابق: قلت إن إسرائيل قدمت ذريعة للعدوان على لبنان عام 1982. فهل بالإمكان تفادي ذلك الآن؟ حدث هذا عندما جرى وقف إطلاق النار غير المباشر بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عبر الوسيط الأميركي فيليب حبيب، الذي قال لنا: إذا وجدت إسرائيل أي ذريعة فستجتاح لبنان. وكانت الذريعة آنذاك محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن. وأتت إسرائيل إلى لبنان واحتلت بيروت والجبل والجنوب والإقليم ثم هزمت. واستطعنا مع سورية إسقاط 17 أيار عسكرياً وسياسياً لقد قمت بإعادة مراجعة لكل مواقفك خلال السنوات الماضية. فهل جاء هذا نتيجة قراءة سياسية للوضع في لبنان والمنطقة أم تعبير عن استعادة قناعاتك السابقة؟ هناك جغرافيا سياسية وتاريخ مشترك تجمعنا بسورية إضافة إلى النضالات الوطنية والقومية المشتركة. فهو ماض عروبي يعود إلى الثورة العربية في بدايات القرن العشرين وصولاً إلى حلف بغداد. وحتى في أوج الخلاف بين كمال جنبلاط والقيادة السورية عام 1976 أرسل كمال جنبلاط رسالة واضحة إلى الرئيس حافظ الأسد يطلب ضرورة تجريد يمين الانعزال من السلاح آنذاك، والانتباه إلى جيب أسعد حداد الذي بدأ يظهر في مرجعيون في جنوب لبنان. وفي عام 1982 ذهبنا إلى دمشق، وقلنا للرئيس حافظ الأسد: نحن معك في أوج هزيمتنا المشتركة حتى انتصرنا له. فمهما كانت من تباينات بين لبنان وسورية توحدنا الجغرافيا السياسية والتاريخ المشترك بين البلدين في النهاية لم يعد هناك ما يسمى نظام الوصاية. ولكن هناك إطاراً مشتركاً ينظم العلاقة بين البلدين وهو اتفاق الطائف، الذي قال بعلاقات مميزة مع سورية، التي جاءت ثمن تضحيات هائلة عسكرية وسياسية مشتركة ولكن لم يطبق اتفاق الطائف فيما يتعلق بالعلاقات اللبنانية السورية المميزة. وكذلك لم تطبق العديد من بنود معاهدة الأخوة والصداقة الموقعة بين لبنان وسورية وما رشح عنها من اتفاقيات اقتصادية واجتماعية وإنمائية واجتماعية وحتى سياسية وأمنية؟ يجب أن تجلس الحكومتان اللبنانية والسورية لتطبق المعاهدة والاتفاقيات وخاصة في الشق الاقتصادي. وأذكر أنه في أيام الانتداب كان هناك جمارك مشتركة بين البلدين، على حين لا يوجد الآن حد أدنى من العلاقات الاقتصادية بين لبنان وسورية ألا نستطيع الاستفادة من التجربة الألمانية الفرنسية على صعيد العلاقات المميزة التي تجمعهما؟ ليس لدي مانع في ذلك. وهذا يحتاج إلى جلسة جدية بين المسؤولين اللبنانيين والسوريين والمصالح الاقتصادية المشتركة بينهما، لأنه كلما تعززت العلاقات الاقتصادية زالت أسباب الفرقة  لقد التقيت الرئيس الحريري قبيل زيارته إلى دمشق. هل وضعك في أجواء هذه الزيارة؟ نعلق آمالاً على زيارته إلى الشام، لأنها في غاية الأهمية وخصوصاً أنه أصر على زيارة دمشق قبيل زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية من أجل مواضيع محددة لقد زرت سورية والتقيت الرئيس بشار الأسد. ولكن هل استطعت بعد خمس سنوات من التشنج بين سورية ولبنان أن تأخذ الشارع الدرزي معك إلى دمشق؟ ربما لم أستطع أخذ كل الشارع الدرزي. ولكن لا حماية حقيقية قومية ووطنية لبلد مفكك طائفياً ومذهبياً إلا في سورية. ولا يمكن حماية الدروز إلا من خلال الأفق العام العربي الكبير. وتدريجياً «بيمشي الحال».. ولست متشائماً.. سيعود الشارع الدرزي تدريجياً إلى سورية، لأننا في النهاية شعب واحد يعيش في لبنان وسورية، إن لم نكن عشيرة واحدة كيف كان انطباعك عن زيارتك إلى سورية ولقائك الرئيس بشار الأسد؟ كانت ممتازة، لأن الرئيس بشار الأسد يمتاز بالصراحة والمباشرة. وقال لي: لنطو صفحة الماضي وندخل إلى المستقبل هل أهديته كتاباً؟ لم أهده شيئاً لأنني كنت مرتبكاً بعد كل ما حدث. ولقد زاد ارتباكي عندما كنت أقطع الطريق بين مدخل القصر ومكتب الرئيس بشار الأسد. ولكنه كسر الجليد عندما فتح الباب مبتسماً، وسألني: لماذا لم تحضر لي كتاباً؟ فقلت له: في المرة المقبلة، سيادة الرئيس. لذلك أحضرت له كتاب دايفيد هيرست بعنوان «الانتباه إلى الدول الصغيرة» الذي سأقدمه له أثناء زيارتي القادمة إلى سورية ولكن هناك اتهاماً دائماً بتسييس المحكمة؟ أفضل ألا أعطي رأيي، وسأعطي رأيي كما أعطيته في السابق عندما ظهر ذلك التصريح الغريب والمشبوه في مجلة دير شبيغل في ظل التهديدات الإسرائيلية للبنان كيف يمكن مناقشة الإستراتيجية الدفاعية وسلاح المقاومة على طاولة الحوار؟ كنت أول من قال بالاستيعاب التدريجي لسلاح المقاومة والجهاز العسكري وأمنها تدريجياً في الظرف المناسب. وإلى أن يأتي هذا الوقت نقول بالتنسيق بين المقاومة والجيش والدولة اللبنانية ولكن هناك من لا يوافق على ذلك وينادي بحصر السلاح في الجيش اللبناني؟ هذا رأيهم ولقد أدنته. وليتفضل هؤلاء ويذهبوا إلى حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة الأميركية ليأتوا لنا بالسلاح الذي يحتاج إليه إليه الجيش اللبناني. وكان هناك صفقة دبابات للجيش اللبناني من بلجيكا وأتى أمر معين من دول كبرى لمنع وصولها إلى لبنان. وحتى هذه اللحظة يناقشون صواريخ الهليكوبتر الفرنسية التي زودتنا بها الإمارات التي أتت في أوج معركة نهر البارد دون صواريخ هل يمكن لطاولة الحوار أن تخلق لغة سياسية موحدة بين السياسيين اللبنانيين كما عبر رئيس الجمهورية ميشال سليمان؟ مع الوقت تستطيع هيئة الحوار أن توحد هذه اللغة. ولكن في الوقت الحاضر هناك آراء مختلفة. إلا أننا أجمعنا بعد اتفاق الدوحة على الحوار. وبالتالي لن يصدر أي قرار عبر هيئة الحوار إلا بالإجماع ولكن هناك من يرى أن اجتماعات هيئة الحوار باتت شكلية ولن تفضي إلى شيء؟ لا يمكن قول ذلك لأن أي حوار سيكون له مفاعيل ونتائج. فمثلا كان هناك حوار بين الولايات المتحدة الأميركية وفيتنام في باريس أثناء حرب فيتنام، حيث كانت هانوي تحت نيران القنابل الأميركية. وفي النهاية قررت الأرض، وانتصرت فيتنام الشمالية على الولايات المتحدة الأميركية لقد انسحبت من فريق 14 آذار ولم تدخل إلى فريق 8 آذار. فأين موقعك السياسي اليوم؟ لم أخرج من جبهة لأدخل إلى جبهة أخرى. وقررت أن أقف في الوسط وخصوصاً أن الحدة القديمة في الخطاب السياسي والمواقف السياسية قد انتهت. وعلينا الانصراف إلى معالجة مواضيع الكهرباء والماء وغيرها من القضايا تحت شعار دولة وجيش ومقاومة إذاً، هل ستشكل كتلة وسطية؟ (يضحك) تكفيني كتلتي في مجلس النواب كان لديك تجربة مهمة جداً كشخص تقدمي عايش كل الأطراف. فهل أفق التغيير مغلق في لبنان؟ في الوقت الحاضر مغلق، لأن النظام الطائفي يقفل أي تغيير. ولا يستطيع ممثل أقلية طائفية أن يملي إرادته على الأغلبيات الطائفية ماذا تقول في كلمة أخيرة؟ لقد مرت علينا ظروف صعبة جدا. وذهبنا إلى الأقصى. وجعلنا الشارع اللبناني يتقوقع على إقليمية ذاتية ولبنانية انعزالية. وأعتقد اليوم أن الشارع اللبناني رويداً رويداً يعود إلى الحضن العربي الكبير  

المصدر : الوطن


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة