دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أكد فيصل الحموي مندوب سورية في مجلس حقوق الإنسان إن أسلوب ارتكاب جريمة الحولة يدل على فاعليها وهم الإرهابيون المرتبطون بالمجموعات التخريبية والتكفيرية
موضحا أن الدافع الرئيسي لهؤلاء القتلة تمثل في إشعال نار الفتنة الطائفية في منطقة مكونة من نسيج اجتماعي متعدد الطوائف ويعيش بسلام ومحبة.
وقال الحموي في جلسة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للتصويت على قرار لإجراء تحقيق حول مجزرة الحولة، سورية شهدت قبل أسبوع واحدة من أبشع المجازر،مجزرة راح ضحيتها أبرياء تم قتلهم بطريقة وحشية ومدانة بأشد العبارات حيث هاجمت مجموعات إرهابية مسلحة يقدر عددها بين 600 و800 مسلح منطقة الحولة وارتكبت هذه المجزرة مستخدمة أنواعا متعددة من الأسلحة ومدافع الهاون وعندما نفدت ذخيرتها لجأت إلى السلاح الأبيض للإجهاز على المدنيين المسالمين.
وأضاف الحموي انه منذ الساعات الأولى لوقوع هذه الجريمة البشعة أعلنت الحكومة السورية عن تشكيل لجنة تحقيق قضائية من وزارات الدفاع والداخلية والعدل لمعرفة الحقيقة والعثور على القتلة وتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاء ما اقترفت أيديهم كما تعاونت بشكل وثيق مع فريق المراقبين الدوليين العاملين في سورية.
وقال الحموي مساء أول أمس صدر عن اللجنة تقرير أولي تضمن خلاصات هامة أبرزها أن الدافع الرئيسي لهؤلاء القتلة تمثل في إشعال نار الفتنة الطائفية في منطقة مكونة من نسيج اجتماعي متعدد الطوائف وتعيش بسلام ومحبة كما خلصت اللجنة إلى عدم وجود أي أثار لقصف مدفعي على أجساد الضحايا الشهداء كما ادعت ذلك ممثلة المفوضية السامية قبل قليل مشيرا إلى أنه يجهل كيف وصلت إلى هذه الاستنتاجات وهي هنا في جنيف.
وأضاف الحموي إن اللجنة أكدت أن القتل تم من مسافة قريبة كما خلص التحقيق الأولي مع عدد من المعتقلين وبعضهم من جنسيات غير سورية إلى أن نية المهاجمين كانت إقامة منطقة خارجة عن سلطة الدولة بالقرب من الحدود اللبنانية.
وقال الحموي لقد أصبح من المألوف أن تعمد المجموعات الارهابية المسلحة إلى ارتكاب مجازرها في تواقيت معينة كأن تسبق الجريمة جلسة لمجلس الامن أو زيارة للمبعوث الدولي كوفي عنان والهدف من ارتكاب هذه المجازر الخروج بجلسات خاصة ضد سورية وقرارات ادانة فاشلة مثل مشروع القرار الحاقد المعروض والذي لم يحترم واضعوه قدسية أرواح هؤلاء الضحايا الابرياء مؤكدا أن هذه القرارات فيها أسطر دعم للقتلة وفقرات حقد أعمي وهي قرارات عقيمة تعكس يأس وتخبط واضعيها وسورية ترفضها جملة وتفصيلاً وتأسف لانضمام دول موضوعية ونزيهة اليها لان مثل هذه القرارات تسيء كثيرا إلى مصداقية هذا المجلس.
وأضاف الحموي لا يمكن لعاقل أن يصدق بعض رعاة هذه الجلسة حين يبدون حزنهم والمهم على الضحايا في الوقت الذي يشاركون فيه في قتل السوريين وسفك دمائهم وانه لمن المستهجن أن تقوم بعض الدول الراعية لعقد هذه الجلسة بتقديم هذا الطلب وخاصة أنها كشفت عن نفسها علنا وأمام العالم أجمع وعلى ألسنة كبار المسؤولين فيها معلنة دعمها الاعلامي الحاقد وارسال ملايين الدولارات من أموال النفط والغاز إلى المجموعات الارهابية المسلحة في سورية وشحن بواخر مليئة بشحنات الاسلحة الحديثة وهي في غالبيتها أسلحة اسرائيلية الصنع أو من خلال احتضانها لالاف الارهابيين وتدريبهم على أراضيها ثم ارسالهم عبر الحدود إلى سورية لتنفيذ عمليات القتل والتخريب.
وقال الحموي ان الولايات المتحدة وهي أول المحرضين على عقد هذه الجلسة لم تخف ومنذ بداية الازمة في سورية دعمها للمعارضة المسلحة وتوجيهها الاوامر لها بعدم تسليم سلاحها وحذرتها من قبول الحوار والتفاهم لحل الازمة وبذلك يلتقي المحرضون على عقد هذه الجلسة على أهداف مشتركة وهي سفك المزيد من دماء الشعب السوري ومحاولة اشعال نار الحرب الاهلية وتفتيت البلد خدمة لمصالح اسرائيل.
وأضاف الحموي: كما أنه من المستغرب أن تقوم الدول الراعية لعقد مثل هذه الجلسة باستباق نتائج التحقيق الجاري في منطقة الحولة من خلال اصدار أحكام متسرعة وتوجيه أصابع الاتهام إلى الحكومة السورية والهدف المؤكد هو تغطية القتلة الحقيقيين والقفز على أصول ومبادئ العدالة والتشكيك بدور مراقبي الامم المتحدة وخاصة ضرب خطة المبعوث الدولي كوفي عنان ولقد تعامى هؤلاء عن حقيقة أن أسلوب ارتكاب هذه الجريمة يدل على فاعليها وهم الارهابيون المرتبطون بالمجموعات التخريبية والتكفيرية وسيكشف التحقيق تباعا مسؤوليتهم ومسؤولية من حرضهم وستقدم اعترافات المعتقلين منهم إلى العالم أجمع.
وقال الحموي لقد أيدت سورية خلافا لبعض الدول الراعية لهذه الجلسة خطة المبعوث الدولي كوفي عنان والتزمت بها أملا في وقف العنف والمضي قدما على طريق الحل السياسي الذي يجنب البلاد الانحدار نحو المزيد من العنف كما يجنب المنطقة مضاعفات خطيرة لا تحمد عقباها بينما رفض بعض رعاة هذه الجلسة خطة عنان وحكموا عليها مسبقا بالعقم والفشل وراهن اخرون على أنها لا تملك أكثر من 3 بالمئة من فرص النجاح بل أن بعضهم هنا في هذا المجلس وللاسف الشديد رفض أن يتضمن مشروع القرار أي اشارة تأييد أو دعم لهذه الخطة الامر الذي كشف نواياهم وحقيقة مواقفهم ولقد تجاهلوا تماما كل ما تفعله اسرائيل وتركوا لها حرية القتل والقمع وبناء المستوطنات وتهويد القدس مقدمين اليها فرصة ثمينة تحقق فيها مطامعها وأهدافها.
وأضاف الحموي لو كنا على قناعة بأن رعاة هذه الجلسة مهتمون حقا بالدفاع عن الضحايا الابرياء في سورية لكنا أول من انضم اليهم في الدعوة وفي العمل على اصدار قرار يدين سفك دماء السوريين ويدعو إلى محاسبة المجرمين لكننا واثقون بأن الهدف من وراء محاولتهم هذه هو المتاجرة السياسية الرخيصة واستهداف سورية الوطن والدولة.
وقال الحموي لقد أعلنت سورية مرارا وتعلن اليوم أنها مسؤولة عن حماية شعبها من القتل والارهاب وتؤكد مرة أخرى أنها ستقوم بكل ما يلزم في اطار القوانين السورية وضمن التزاماتها تجاه الاتفاقيات والمعاهدات الدولية للحفاظ على شعبها وللخروج من هذه الازمة وعلي من يرغب فعلا بمساعدتها على تحقيق ذلك أن يوقف التحريض الاعلامي الرخيص ويوقف تقديم السلاح والدعم المادي للقتلة والانتحاريين وعلى الجميع أن يدركوا أن الحل في سورية لن يكون أبدا بحوار السلاح وانما بالحوار البناء والايجابي بين أولئك الذين ينبذون العنف والقتل والارهاب ويضعون مصلحة سورية ومستقبلها وسلامتها فوق كل اعتبار.
الى ذلك قال الحموي ان الظروف التي تنعقد فيها جلسة مجلس حقوق الانسان هذه باتت معروفة والهدف هو استصدار قرارات حاقدة ظالمة وتخرج عن المعايير الموضوعية التي يجب ان يعتمدها مجلس حقوق الانسان ودفع الازمة في سورية نحو المزيد من التعقيد وخاصة أنهم غير سعداء من التزام سورية بخطة كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة إلى سورية.
ولفت الحموي في اتصال مع التلفزيون العربي السوري إلى ان غالبية أعضاء مجلس حقوق الانسان هي من المجموعات الغربية وبعض الدول العربية والاسلامية التي تستجيب وترضخ لتعليمات الوفد الامريكي وقال القرار المتوقع صدوره واعتماده يحمل سورية المسؤولية عن هذه المجزرة الشنيعة وذلك قبل انتهاء التحقيق علما أننا أبلغناهم منذ البارحة أن النتائج الاولية للتحقيق تشير إلى ضلوع مجموعات ارهابية مسلحة في هذه المجزرة الشنيعة لكن من الطبيعي أن الهدف هو اغراق سورية في المزيد من القرارات ومن الادانة التي تسيء فعلا إلى سمعة مجلس حقوق الانسان والى مكانته.
واشار الحموي إلى وجود عدد من الدول الغربية التي بدأت تتنبه إلى خطورة استمرار عقد جلسات خاصة حول الموضوع السوري لافتة إلى ان عقد هذه الجلسات واستخدام عبارات القدح والذم التي نسمعها تسيء إلى هذا المجلس الذي خصصت ولايته الرئيسية للدفاع عن ضحايا انتهاكات حقوق الانسان.
واكد الحموي ان حملة الافتراءات المخجلة ضد سورية بشأن مجزرة الحولة تشكل عملية قتل ثانية للضحايا الابرياء وقال هم لا يريدون لهذه الازمة أن تنفرج بالشكل السلمي الذي يحقق الامن والامان للوطن وللبلاد وللشعب السوري بل يريدون تفتيت هذا البلد لخدمة اسرائيل ولو انهم كانوا صادقين فعلا في نواياهم لعقدوا منذ أكثر من سنتين وحتى الان ولو جلسة واحدة لعمليات التهويد التي تتم في مدينة القدس ولعمليات القتل والاستيطان وكل الانتهاكات التي ترتكبها اسرائيل فهم يغمضون اعينهم عنها ويتجاهلونها بالكامل لكن في النهاية لا يصح الا الصحيح وسيفشلون في كل هذه المساعي.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة