يعيش لبنان هذه الايام حالة من الغليان الطائفي غير مسبوقة منذ توقيع اتفاق الطائف الذي انهى الحرب الاهلية اللبنانية بعد 16 عاما من القتال الدموي.

بعد الاشتباكات الدموية التي اجتاحت مدينة طرابلس بين جماعات متشددة من طائفتي السنة والعلويين قتل خلالها ما يقرب من ثمانية اشخاص علاوة على عشرات الجرحى، ها هو البلد المضطرب يصحو على نبأ مقتل الشيخ احمد عبد الواحد ومرافقه، وهو من قيادات الطائفة السنية الدينية، امام حاجز امني للجيش اللبناني وهو في طريقه الى عكار للمشاركة في اعتصام نظمه النائب خالد الضاهر في مواجهة لاعتصام مضاد نظمه الحزب القومي السوري الداعم للنظام في دمشق.

من الطبيعي ان ينعكس التوتر المتفاقم حاليا في سورية على الجار اللبناني بصورة او اخرى في ظل حالة الاستقطاب الطائفي، لكن ان تصل الامور الى درجة الصدامات الدموية فان هذا يعني ان البلد مقدم على حرب اهلية جديدة قد تمتد لسنوات، وربما تكون اكثر دموية من سابقتها.

لبنان اصبح ممرا لاسلحة ومجاهدين تمولهم دول عربية خليجية، على رأسها المملكة العربية السعودية التي لم تتورع مطلقا عن دعوتها علنا لتسليح المعارضة السورية بوجه النظام السوري، وجرى ضبط سفينة محملة بالاسلحة قادمة من ليبيا، كما اعترف وزير الداخلية التونسي بان مقاتلين تونسيين يحاربون الى جانب جماعات اسلامية متشددة تريد اسقاط النظام السوري.

فاذا كان ابناء الطائفة الشيعية في لبنان وقوى الثامن من آذار التي تضم حزب الله الى جانب التيار الوطني الحرب بقيادة العماد ميشال عون وتيار المردة بقيادة سليمان فرنجية والحزب القومي السوري يتعاطفون مع النظام السوري. فلا غرابة اذا ما وقف تكتل الرابع عشر من آذار بزعامة سعد الحريري في الخندق المقابل، اي خندق المعارضة السورية المدعومة من المملكة العربية السعودية وقطر والامارات الى جانب الولايات المتحدة وتركيا واوروبا.

الاحتقان في لبنان وصل الى درجة الانفجار، وهو الآن في انتظار عود الثقاب، ولا نستبعد ان تكون حادثة اغتيال الشيخ عبد الواحد امام حاجز الجيش اللبناني هي المفجر، خاصة في ظل الدعوات التي تطالب بتأسيس جيش لبناني حر لحماية الطائفة السنية في لبنان على غرار نظيره الجيش السوري الحر.

وعندما تدعو ثلاث دول خليجية هي المملكة العربية السعودية وقطر ودولة الامارات رعاياها الى عدم زيارة لبنان وتطالب من يتواجد منهم هناك بالمغادرة فورا فهذا يعني ان هناك انفجارا كبيرا ودمويا سيحدث في هذا البلد في الايام القليلة القادمة.

فالدول الثلاث تعتبر العمود الفقري لتجمع اصدقاء سورية، وتخوض حربا سياسية واعلامية شرسة ضد النظام السوري، وتتبنى المعارضة السورية سياسيا وعسكريا، ولا بد ان لديها معلومات مؤكدة حول السيناريوهات التي تعد في الخفاء للبنان، وسورية بطبيعة الحال.

 ايام لبنان القادمة صعبة، وموسمه السياحي انتهى مبكرا او هكذا نعتقد.

 

  • فريق ماسة
  • 2012-05-20
  • 10077
  • من الأرشيف

الحرب الطائفية تصل الى لبنان

  يعيش لبنان هذه الايام حالة من الغليان الطائفي غير مسبوقة منذ توقيع اتفاق الطائف الذي انهى الحرب الاهلية اللبنانية بعد 16 عاما من القتال الدموي. بعد الاشتباكات الدموية التي اجتاحت مدينة طرابلس بين جماعات متشددة من طائفتي السنة والعلويين قتل خلالها ما يقرب من ثمانية اشخاص علاوة على عشرات الجرحى، ها هو البلد المضطرب يصحو على نبأ مقتل الشيخ احمد عبد الواحد ومرافقه، وهو من قيادات الطائفة السنية الدينية، امام حاجز امني للجيش اللبناني وهو في طريقه الى عكار للمشاركة في اعتصام نظمه النائب خالد الضاهر في مواجهة لاعتصام مضاد نظمه الحزب القومي السوري الداعم للنظام في دمشق. من الطبيعي ان ينعكس التوتر المتفاقم حاليا في سورية على الجار اللبناني بصورة او اخرى في ظل حالة الاستقطاب الطائفي، لكن ان تصل الامور الى درجة الصدامات الدموية فان هذا يعني ان البلد مقدم على حرب اهلية جديدة قد تمتد لسنوات، وربما تكون اكثر دموية من سابقتها. لبنان اصبح ممرا لاسلحة ومجاهدين تمولهم دول عربية خليجية، على رأسها المملكة العربية السعودية التي لم تتورع مطلقا عن دعوتها علنا لتسليح المعارضة السورية بوجه النظام السوري، وجرى ضبط سفينة محملة بالاسلحة قادمة من ليبيا، كما اعترف وزير الداخلية التونسي بان مقاتلين تونسيين يحاربون الى جانب جماعات اسلامية متشددة تريد اسقاط النظام السوري. فاذا كان ابناء الطائفة الشيعية في لبنان وقوى الثامن من آذار التي تضم حزب الله الى جانب التيار الوطني الحرب بقيادة العماد ميشال عون وتيار المردة بقيادة سليمان فرنجية والحزب القومي السوري يتعاطفون مع النظام السوري. فلا غرابة اذا ما وقف تكتل الرابع عشر من آذار بزعامة سعد الحريري في الخندق المقابل، اي خندق المعارضة السورية المدعومة من المملكة العربية السعودية وقطر والامارات الى جانب الولايات المتحدة وتركيا واوروبا. الاحتقان في لبنان وصل الى درجة الانفجار، وهو الآن في انتظار عود الثقاب، ولا نستبعد ان تكون حادثة اغتيال الشيخ عبد الواحد امام حاجز الجيش اللبناني هي المفجر، خاصة في ظل الدعوات التي تطالب بتأسيس جيش لبناني حر لحماية الطائفة السنية في لبنان على غرار نظيره الجيش السوري الحر. وعندما تدعو ثلاث دول خليجية هي المملكة العربية السعودية وقطر ودولة الامارات رعاياها الى عدم زيارة لبنان وتطالب من يتواجد منهم هناك بالمغادرة فورا فهذا يعني ان هناك انفجارا كبيرا ودمويا سيحدث في هذا البلد في الايام القليلة القادمة. فالدول الثلاث تعتبر العمود الفقري لتجمع اصدقاء سورية، وتخوض حربا سياسية واعلامية شرسة ضد النظام السوري، وتتبنى المعارضة السورية سياسيا وعسكريا، ولا بد ان لديها معلومات مؤكدة حول السيناريوهات التي تعد في الخفاء للبنان، وسورية بطبيعة الحال.  ايام لبنان القادمة صعبة، وموسمه السياحي انتهى مبكرا او هكذا نعتقد.  

المصدر : رأي القدس


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة