بعد إماطة اللثام عن محتويات باخرة السلاح المرسلة إلى شمال لبنان، ومنه إلى سورية، وبعد مصاردة الجيش اللبناني ما تحويه من "هدايا"، استنفرت الدوائر الغربية أجهزتها وأتباعها المشاركين في التآمر والتمويل والتحريض على الاقتتال الداخلي، والعاملين على خلق بؤر التوتر الطائفية في البلدات والمدن المتاخمة للحدود مع سورية، وتحديداً في مدينة طرابلس وصولاً إلى سائر البؤر المذهبية التي عملت فيها بعض التيارات المأجورة على تهيئة المناخات الحاضنة والمؤهلة لإشعال نار الفتنة والاقتتال العبثي، تحت عناوين فارغة المضمون تشي كلها بتسعير الغرائز وتصعيد الاحتقان الطائفي، وصولاً إلى التفجير المدان الذي شهدته طرابلس – الشام في نهاية الأسبوع… أمّا المبررات والدوافع، فعلى المرء أن يسأل عن أسراب الغربان المستعربة أذناب "إسرائيل" وأتباعها في هذا الصدد.

أرسلت دوائر الغرب الصهيونية إثر انكشاف أمر بواخر السلاح المدعوم من آل سعود وآل ثاني وحكومة الحرب "الإسرائيلية" طائر الشؤم "العزيز جف"، كما يحلو لبعض الحالمين بدويلات طائفية وإمارات إقطاعية تسميته، للضغط على مسار التحقيقات الجارية بهذا الشأن وللتغطية على التعليمات الصادرة بإشعال نار الفتنة والاقتتال في شمال لبنان، إفساحاً في المجال لإمرار شحنات السلاح المهرّب إلى المجرمين والقتلة و"شياطين النصرة" بعد إشغال الجيش اللبناني في مهمات ضبط الأمن والفصل بين المتقاتلين واستدراج فصائله إلى داخل المدن والبلدات وإبعاده عن ضبط الحدود والتصدي للمسلحين العابرين إلى الداخل السوري… وقد أفرغ "العزيز جف" ما في جعبته من دسائس ومؤامرات وأوامر لأيتام السياسة الأميركية، ليعملوا من خلالها على تنفيذ ما طلب منهم، وهذا ما ظهرت بوادره تباعاً على الساحة اللبنانية من توتير إعلامي وأمني تكشّفت طلائعه وبداياته ولا يمكن التنبؤ بما ستؤول إليه خواتيم الأمور من مساوىء إذا لم تحسم سريعاً.

إنه الفشل الأميركي و"الإسرائيلي" في إسقاط نظام الممانعة في سورية وانهيار غربان الخليج أمام أسوارها المنيعة، رغم ما أنفق من مال وما أدخل من سلاح وما دُعِّم بفتاوى فتنوية، ومحاولة إدخال الرعب والخوف إلى صفوف الصامدين والرافضين للتقسيم وإقامة دويلات الطوائف… كل ذلك لم ولن ينجح في السيطرة على نبض الشارع الوطني المقاوم وإخراجه من دائرة الصراع العربي ـ "الإسرائيلي" وإفراغه من ثوابته القومية والجنوح بمساره الإصلاحي والديمقراطي نحو العمالة والاستسلام.

 

ما يسعى إليه أعراب النفط والغاز من فتن ومؤامرات في بلادنا لن يكتب له النجاح ولن تتحقق "أحلامهم" في السيطرة على مجريات الأمور، لأن في هذا الوطن الكبير مناضلون إذا قالوا فعلوا، ومقاومون أعادوا الى العروبة كرامتها الحقيقية، بعدما تنكَّر لها "أنصاف الرجال" وما أنتجته الصهيونية من المتسلطين الأقزام.

 

  • فريق ماسة
  • 2012-05-15
  • 10083
  • من الأرشيف

"طائر الشؤم الأميركي" ينعق في شمال لبنان

بعد إماطة اللثام عن محتويات باخرة السلاح المرسلة إلى شمال لبنان، ومنه إلى سورية، وبعد مصاردة الجيش اللبناني ما تحويه من "هدايا"، استنفرت الدوائر الغربية أجهزتها وأتباعها المشاركين في التآمر والتمويل والتحريض على الاقتتال الداخلي، والعاملين على خلق بؤر التوتر الطائفية في البلدات والمدن المتاخمة للحدود مع سورية، وتحديداً في مدينة طرابلس وصولاً إلى سائر البؤر المذهبية التي عملت فيها بعض التيارات المأجورة على تهيئة المناخات الحاضنة والمؤهلة لإشعال نار الفتنة والاقتتال العبثي، تحت عناوين فارغة المضمون تشي كلها بتسعير الغرائز وتصعيد الاحتقان الطائفي، وصولاً إلى التفجير المدان الذي شهدته طرابلس – الشام في نهاية الأسبوع… أمّا المبررات والدوافع، فعلى المرء أن يسأل عن أسراب الغربان المستعربة أذناب "إسرائيل" وأتباعها في هذا الصدد. أرسلت دوائر الغرب الصهيونية إثر انكشاف أمر بواخر السلاح المدعوم من آل سعود وآل ثاني وحكومة الحرب "الإسرائيلية" طائر الشؤم "العزيز جف"، كما يحلو لبعض الحالمين بدويلات طائفية وإمارات إقطاعية تسميته، للضغط على مسار التحقيقات الجارية بهذا الشأن وللتغطية على التعليمات الصادرة بإشعال نار الفتنة والاقتتال في شمال لبنان، إفساحاً في المجال لإمرار شحنات السلاح المهرّب إلى المجرمين والقتلة و"شياطين النصرة" بعد إشغال الجيش اللبناني في مهمات ضبط الأمن والفصل بين المتقاتلين واستدراج فصائله إلى داخل المدن والبلدات وإبعاده عن ضبط الحدود والتصدي للمسلحين العابرين إلى الداخل السوري… وقد أفرغ "العزيز جف" ما في جعبته من دسائس ومؤامرات وأوامر لأيتام السياسة الأميركية، ليعملوا من خلالها على تنفيذ ما طلب منهم، وهذا ما ظهرت بوادره تباعاً على الساحة اللبنانية من توتير إعلامي وأمني تكشّفت طلائعه وبداياته ولا يمكن التنبؤ بما ستؤول إليه خواتيم الأمور من مساوىء إذا لم تحسم سريعاً. إنه الفشل الأميركي و"الإسرائيلي" في إسقاط نظام الممانعة في سورية وانهيار غربان الخليج أمام أسوارها المنيعة، رغم ما أنفق من مال وما أدخل من سلاح وما دُعِّم بفتاوى فتنوية، ومحاولة إدخال الرعب والخوف إلى صفوف الصامدين والرافضين للتقسيم وإقامة دويلات الطوائف… كل ذلك لم ولن ينجح في السيطرة على نبض الشارع الوطني المقاوم وإخراجه من دائرة الصراع العربي ـ "الإسرائيلي" وإفراغه من ثوابته القومية والجنوح بمساره الإصلاحي والديمقراطي نحو العمالة والاستسلام.   ما يسعى إليه أعراب النفط والغاز من فتن ومؤامرات في بلادنا لن يكتب له النجاح ولن تتحقق "أحلامهم" في السيطرة على مجريات الأمور، لأن في هذا الوطن الكبير مناضلون إذا قالوا فعلوا، ومقاومون أعادوا الى العروبة كرامتها الحقيقية، بعدما تنكَّر لها "أنصاف الرجال" وما أنتجته الصهيونية من المتسلطين الأقزام.  

المصدر : شبلي بدر/البناء


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة