أكدت سورية في بيانها امام الاجتماع الوزاري السابع عشر لدول حركة عدم الانحياز المنعقد في شرم الشيخ المصرية مضيها في واجبها بحماية أبنائها ونزع أسلحة الإرهابيين ومواصلة إيجاد حل سياسي للأزمة.

وقدم السفير تمام سليمان مدير إدارة المنظمات والمؤتمرات الدولية بوزارة الخارجية والمغتربين رئيس الوفد السوري إلى الاجتماع بيان سورية للاجتماع الوزاري جاء فيه.. ان مرور نصف قرن على تاسيس الحركة يدعونا للتفكير مجددا في طموحات الحركة انذاك وفيما انجزته وفيما بقي اسيرا للتغيرات السياسية الدولية التي عصفت بالمجتمع الدولي على مدى العقود الخمسة الماضية حيث تبدو الحركة اليوم بحاجة اكثر مما مضى الى ترسيخ مبادئها وتعميق رؤاها امام تشكيك الكثيرين بقدرتها على مواجهة التحديات.

وأضاف سليمان في بيان سورية في الاجتماع الوزاري.. عصفت احداث كثيرة بعالمنا لا نزال نحصد نتائجها بعد احداث 11 ايلول مما جعل تعريف الإرهاب اكثر ضرورة من قبل فعندما نتحدث عما تسمى محاربة الارهاب نقف كلنا في صف واحد لأن الارهاب مفهوم غامض خضع لاحكام العولمة وعندما نتحدث عن دعم الحق المشروع للمقاومة ضد الاحتلال الأجنبي يتردد بعضنا خشية الاتهام بدعم الارهاب بينما تستمر المجموعات الارهابية في الاستفادة من حالة الفوضى تلك.

وقال سليمان: لقد شهدت منطقتنا موجة من الاحداث السياسية الداخلية في ان واحد لا يسع المرء حيالها الا وان يتساءل عن تلك المواكبة الزمنية بين بلد واخر ومع اقرارنا ان لكل بلد ظروفه وتاريخه الا ان العنصر الاجنبي كان حاضرا في تلك الاحداث ولم يغب عنها والدلائل واضحة.

وتابع سليمان.. ان اكثر ما يميز الاحداث الدولية فيما يتعلق بمنطقتنا استمرار بعض الدول بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول اخرى واثارة الفتن والاضطرابات فيها بذريعة باتت مكشوفة هي (التدخل الانساني) وبتسييس قضايا حقوق الانسان في محاولة لتكرار تجارب افغانستان بينما لا تزال اسرائيل تحتل الاراضي العربية في فلسطين والجولان السوري وما تبقى من جنوب لبنان وتنكل بالمواطنين العرب وتهدم بيوتهم ضاربة عرض الحائط بقرارات المجتمع الدولي وبحقوق اصحاب الارض الشرعيين دون ان نرى تلك الدول تقف لحظة صدق مع ابناء شعبنا العربي الرازح تحت الاحتلال.

وأضاف سليمان.. لقد اتفقنا في اعلان (بالي) في العام الماضي على تحقيق عالم أكثر أمنا وعلى إرساء عالم متعدد الاقطاب ودعم مبادىء السيادة المتساوية للدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعلى رفض العقوبات احادية الجانب المفروضة على أي دولة من دول عدم الانحياز.. لقد اتفقنا على ذلك كله بينما امعنت بعض الدول في الحركة في مخالفة ما اتفقنا عليه واخذت على عاتقها تمويل المجموعات الارهابية التي تقتل وتذبح ابناء شعبنا الابرياء.

وقال: ان الحديث عن الاصلاحات السياسية في اي بلد هو امر مشروع بل مطلوب لنهضة البلاد ورفعتها اما استغلال البعض لتلك الدعوة من اجل تنفيذ مشروع سياسي لقلب الانظمة واستخدام الابرياء وسيلة رخيصة لذلك فهو امر لا يمكن السكوت او التغاضي عنه وعلى الجهات المسوءولة في الدولة وضع حد لذلك الانفلات وحماية السكان الآمنين.

وأضاف.. لقد استهوى منطق التدخل الخارجي بعض الدول حتى اصبح الدخول الى اي بلد لتطبيق الديمقراطيات الدخيلة وتغيير الانظمة السياسية وسيلة دولية جديدة واسلوبا يلجأ اليه بسهولة من خلال استخدام مجلس الامن لاغراض "التدخل الانساني" ثم تبدأ الحكاية والسيناريوهات المرتبطة بها واذا فشلت تلك الدول في استصدار قرار من مجلس الامن لعدم وجود توافق دولي حول مصالحها كما حصل في سورية تبدأ حملة التصعيد السياسي والاعلامي مجددا ناهيك عن تمويل الارهاب وتسليح المجموعات الاجرامية.

وتابع البيان.. تعيش سورية منذ شهر اذار في العام الماضي حملة ارهابية بدأت تحت شعارات بريئة تطالب بالسماح بالتظاهر السلمي وقامت الحكومة بحزمة اصلاحات شاملة أطلقها السيد الرئيس بشار الأسد واعتبرت مفصلية في تاريخ سورية شملت إصدار قوانين التعددية الحزبية والانتخابات المحلية وحرية الاعلام والتظاهر ومراسيم العفو الرئاسية واعتماد دستور جديد للبلاد وفتح باب الحوار الوطني وادت تلك الاصلاحات بمجملها إلى بدء مرحلة جديدة في تاريخ الشعب السوري الذي تجلت وحدته الوطنية وهو يشارك في اختيار ممثليه إلى مجلس الشعب ليقرر مصير البلاد والحكومة بنفسه.

وأكد أن حالة الانقسام الدولي التي يشهدها العالم اليوم حول الأوضاع في سورية ما هي إلا دليل على صحة الموقف السوري الذي يلقى تأييدا واسعا ازاء ما تتعرض له سورية من استهداف واضح وتجييش للحملات الاعلامية المحمومة ضد ابناء شعبنا الذين يقتلون على ايدي المجموعات الارهابية المسلحة والمدعومة من الخارج.

وقال إن ما تتعرض له سورية ليس "ثورة" كما تسعى بعض الاطراف بشكل يائس الى تسميتها وكما تسعى قنوات التحريض الاعلامية المرتبطة بها لتصويرها بل ان سورية تتعرض لاسوأ حملة ارهاب داخلي مدعوم من دول معروفة هي السعودية وقطر وتركيا بالاضافة الى الولايات المتحدة وفرنسا.

وأضاف.. لقد وصل دعم هؤلاء الى الحديث علنا عن تقديم الدعم العسكري والمالي للمجموعات الارهابية المتطرفة دونما وازع من ضمير او اخلاق او التزام ادبي بما توافق عليه المجتمع الدولي من محاربة الارهاب والتطرف ودونما خجل من تلك الدول ومسؤوليها من ضحايا الارهاب واهاليهم في سورية الذين يقفون رغم فقد احبابهم ضد الارهاب ومموليه اذ لم نجد تلك الدول تتحدث بالجرأة ذاتها عن الجرائم الفعلية التي ترتكبها اسرائيل بحق شعبنا العربي الفلسطيني وبحق شعبنا في الجولان السوري المحتل حيث لا يزال نحو عشرة الاف من الاسرى الفلسطينيين ومن السوريين في سجون الاحتلال الاسرائيلي.

وتابع.. لقد مر اكثر من عام على بدء الاعمال الارهابية في سورية ولا يزال المجتمع السوري متماسكا متحدا ضد الارهابيين وهذه دلالة واضحة على رفض الشعب السوري للمؤامرة الخارجية.

وأوضح أنه لا تزال المجموعات الارهابية مستمرة في تدمير اقتصاد البلد وهدم منشاته ومرافقه الرئيسية بما في ذلك تفجير سكك الحديد والمعامل ودوائر الدولة ونصب الكمائن واستهداف المتظاهرين وعناصر الجيش كل ذلك في ظل تحريض وتضليل اعلامي وسوء استخدام لتكنولوجيا المعلومات بشكل لا مثيل له بالاضافة الى رصد مليارات الدولارات وتهريبها الى سورية من قبل تلك الدول لبث الارهاب ومنطق التكفير حيث عثرت السلطات السورية مرارا على كميات كبيرة من الاسلحة المتطورة المهربة عبر الحدود وما سفينة (لطف الله 2) التي صادرتها السلطات اللبنانية إلا دليل على ذلك.

وقال سليمان لقد قدمت سورية تباعا الى هيئات الامم المتحدة.. مجلس الامن الدولي والجمعية العامة ومجلس حقوق الانسان احصائيات دقيقة حول ضحايا الارهاب خلال الازمة الحالية.

وأضاف لقد بات معروفا للجميع ان المجموعات الارهابية التكفيرية تقوم بالتمثيل بجثثهم قبل تسليمها او تركها في العراء كما ان هناك حالات عن التمثيل باشخاص يتم تقطيع اوصالهم وهم احياء يعانون تعذيبا لا يمكن وصفه .. هذه هي الحرية التي ينادي بها الارهابيون الذي يعيثون فسادا في سورية وهم يتبجحون بالدعم الذي يتلقونه من السعودية وقطر وتركيا ومن ورائهم اسرائيل على حساب الدم السوري دون أن تلقى أبسط القيم الانسانية بالا لدى المجرمين واسيادهم.

وأكد انه لا ادل على ذلك من اللافتات التي يرفعها الارهابيون وهم يقولون شكرا للسعودية.. شكرا لقطر.. بالاضافة الى اعترافات الارهابيين بذلك بعد القبض عليهم مشيرا الى ان دولة مثل السعودية لا يتمتع شعبها بابسط مبادىء حقوق الانسان ولا تسمح لوكالات الاعلام بالدخول الى بلادها وخاصة الى القطيف لترى المجازر بحق شعبها لا تستطيع ان تتحدث عن الاصلاحات والديمقراطية وحقوق الانسان كما ان دولة مثل قطر يقوم مسؤولوها بزيارات دائمة الى اسرائيل التي تحتل الاراضي العربية لا يمكن ان تتحدث عن دعم حقوق الشعوب وهي تعتقل معارضيها وتمنع الصحافة من التواجد في أماكن التظاهر في الدوحة.

وقال سليمان: لقد استقبلت سورية مبعوث الامم المتحدة كوفي عنان ووافقت على استقبال فريق من المراقبين الدوليين إلى سورية للاشراف على تنفيذ النقاط المتفق عليها ووافقت سورية على التفاهم الاولي مع عنان انطلاقا من حرصها على وضع حل سياسي للازمة ووقف جرائم المجموعات الارهابية بحق ابناء شعبنا مضيفا ان الدعم المالي والعسكري الذي يقدم لتلك المجموعات هو الذي يشجعها على ارتكاب المجازر بحق شعبنا بهدف افشال خطة عنان وقد بدا ذلك جليا في اجتماعات تونس واسطنبول وباريس ومدن اخرى تستقبل الارهابيين وتمدهم بالدعم المادي والمعنوي وان دولة تستضيف مركزا لمكافحة الارهاب كالسعودية عليها الا تمد الارهابيين في سورية بالمال والسلاح ليقتلوا به ابناء الشعب السوري.

وقال انه بالرغم من كل ذلك فان سورية توءكد مضيها في واجبها بحماية ابنائها ونزع اسلحة الارهاب ومحاربة مرتكبيه كما تؤكد مضيها في ايجاد حل سياسي للازمة بالتعاون مع عنان وبالحوار السياسي بين اطياف الشعب السوري.

واضاف ان الشعب السوري يعرف تماما اسباب هذه الحرب السياسية والاعلامية والارهابية على سورية فقد كانت سورية ولا تزال الداعم الاول للقضايا المصيرية للشعب العربي على مدى عقود واهمها القضية الفلسطينية وتشهد على ذلك واجبات سورية التي قامت بها من منطلق قومي وانساني واخلاقي وهي استضافة اكثر من نصف مليون لاجىء فلسطيني منذ العدوان الاسرائيلي على الاراضي العربية في عام 1967 واستضافة مئات الالاف من اللاجئين العراقيين بعد عام 2003 وان موقف سورية المبدئي القائم على دعم المقاومة المشرفة ضد الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية المحتلة والذي اصبح عبئا اخلاقيا لا يحتمله اصحاب الحملة المسعورة ضد سورية هو احد أهم اسباب حملة التحريض ضد سورية مؤكدا أن سورية لن تغير سياستها ولن تركب موجة الجهل والانتقام.

وقال إن اقحام بعض الدول لموضوع سورية في الوثيقة الختامية لاجتماعنا بعد ان تمت مناقشتها في نيويورك وعدم وجود قناعة لدى الوفود الحاضرة بذلك دليل على أن تلك الدول يئست من تماسك الوحدة الوطنية في سوري وتريد استثمار اي مناسبة للحديث عن سورية.

وأضاف.. الا ان الطريقة التي اعتمدت بها الفقرة دون مراعاة البلد المعني سورية استندت إلى آلية إجرائية انتقائية بحق وفدنا تتصف بعدم المساواة في التعامل مع القضايا التي تعالجها الحركة وهي سابقة في حركة عدم الانحياز اذ ان التوافق في الحركة يجب ان يشمل البلد المعني اكثر من بقية الدول وهو موضوع يدعونا للتفكير مجددا في قواعد العمل في الحركة ونحن نبدي تحفظنا على الفقرة 359 من الوثيقة الختامية للاجتماع الوزاري.

وأكد أن استمرار امتلاك اسرائيل لاكبر ترسانة نووية حربية يشكل أكبر تهديد لأمن المنطقة والعالم ومن المفارقة أن تتلقى إسرائيل الدعم في تسلحها النووي من دولة دائمة العضوية في مجلس الامن هي الولايات المتحدة والتي شاركت ذاتها في اتخاذ قرار ضد اسرائيل في مجلس الامن هو القرار 487 لعام 1981 والذي يطالب اسرائيل صراحة بالاسم بإخضاع منشآتها النووية لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهذه ازدواجية في المعايير لا حدود لها.

وقال إن سورية توجه مجددا الشكر الى دول الحركة لدعم حقها باستعادة الجولان السوري المحتل كما تعرب عن دعمها لمسيرة التحرر والتنمية في القارة الافريقية وعن دعمها لامريكا اللاتينية في نضالها ضد الهيمنة والتدخل الاجنبي ونؤكد على إنهاء الحصار الاقتصادي والتجاري المفروض من قبل الولايات المتحدة على كوبا من اكثر من خمسة عقود.

وشدد على أن سورية متمسكة بمبادئ حركة عدم الانحياز وبالعمل مع اعضائها نحو عالم اكثر امنا وأكثر تحررا خال من الاستعمار وبقاياه بعيدا عن التدخل والهيمنة.

 

  • فريق ماسة
  • 2012-05-12
  • 9621
  • من الأرشيف

سورية أمام حركة عدم الانحياز: الدولة ماضية في حربها ضد الإرهاب ومواصلة إيجاد حل سياسي للأزمة

أكدت سورية في بيانها امام الاجتماع الوزاري السابع عشر لدول حركة عدم الانحياز المنعقد في شرم الشيخ المصرية مضيها في واجبها بحماية أبنائها ونزع أسلحة الإرهابيين ومواصلة إيجاد حل سياسي للأزمة. وقدم السفير تمام سليمان مدير إدارة المنظمات والمؤتمرات الدولية بوزارة الخارجية والمغتربين رئيس الوفد السوري إلى الاجتماع بيان سورية للاجتماع الوزاري جاء فيه.. ان مرور نصف قرن على تاسيس الحركة يدعونا للتفكير مجددا في طموحات الحركة انذاك وفيما انجزته وفيما بقي اسيرا للتغيرات السياسية الدولية التي عصفت بالمجتمع الدولي على مدى العقود الخمسة الماضية حيث تبدو الحركة اليوم بحاجة اكثر مما مضى الى ترسيخ مبادئها وتعميق رؤاها امام تشكيك الكثيرين بقدرتها على مواجهة التحديات. وأضاف سليمان في بيان سورية في الاجتماع الوزاري.. عصفت احداث كثيرة بعالمنا لا نزال نحصد نتائجها بعد احداث 11 ايلول مما جعل تعريف الإرهاب اكثر ضرورة من قبل فعندما نتحدث عما تسمى محاربة الارهاب نقف كلنا في صف واحد لأن الارهاب مفهوم غامض خضع لاحكام العولمة وعندما نتحدث عن دعم الحق المشروع للمقاومة ضد الاحتلال الأجنبي يتردد بعضنا خشية الاتهام بدعم الارهاب بينما تستمر المجموعات الارهابية في الاستفادة من حالة الفوضى تلك. وقال سليمان: لقد شهدت منطقتنا موجة من الاحداث السياسية الداخلية في ان واحد لا يسع المرء حيالها الا وان يتساءل عن تلك المواكبة الزمنية بين بلد واخر ومع اقرارنا ان لكل بلد ظروفه وتاريخه الا ان العنصر الاجنبي كان حاضرا في تلك الاحداث ولم يغب عنها والدلائل واضحة. وتابع سليمان.. ان اكثر ما يميز الاحداث الدولية فيما يتعلق بمنطقتنا استمرار بعض الدول بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول اخرى واثارة الفتن والاضطرابات فيها بذريعة باتت مكشوفة هي (التدخل الانساني) وبتسييس قضايا حقوق الانسان في محاولة لتكرار تجارب افغانستان بينما لا تزال اسرائيل تحتل الاراضي العربية في فلسطين والجولان السوري وما تبقى من جنوب لبنان وتنكل بالمواطنين العرب وتهدم بيوتهم ضاربة عرض الحائط بقرارات المجتمع الدولي وبحقوق اصحاب الارض الشرعيين دون ان نرى تلك الدول تقف لحظة صدق مع ابناء شعبنا العربي الرازح تحت الاحتلال. وأضاف سليمان.. لقد اتفقنا في اعلان (بالي) في العام الماضي على تحقيق عالم أكثر أمنا وعلى إرساء عالم متعدد الاقطاب ودعم مبادىء السيادة المتساوية للدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعلى رفض العقوبات احادية الجانب المفروضة على أي دولة من دول عدم الانحياز.. لقد اتفقنا على ذلك كله بينما امعنت بعض الدول في الحركة في مخالفة ما اتفقنا عليه واخذت على عاتقها تمويل المجموعات الارهابية التي تقتل وتذبح ابناء شعبنا الابرياء. وقال: ان الحديث عن الاصلاحات السياسية في اي بلد هو امر مشروع بل مطلوب لنهضة البلاد ورفعتها اما استغلال البعض لتلك الدعوة من اجل تنفيذ مشروع سياسي لقلب الانظمة واستخدام الابرياء وسيلة رخيصة لذلك فهو امر لا يمكن السكوت او التغاضي عنه وعلى الجهات المسوءولة في الدولة وضع حد لذلك الانفلات وحماية السكان الآمنين. وأضاف.. لقد استهوى منطق التدخل الخارجي بعض الدول حتى اصبح الدخول الى اي بلد لتطبيق الديمقراطيات الدخيلة وتغيير الانظمة السياسية وسيلة دولية جديدة واسلوبا يلجأ اليه بسهولة من خلال استخدام مجلس الامن لاغراض "التدخل الانساني" ثم تبدأ الحكاية والسيناريوهات المرتبطة بها واذا فشلت تلك الدول في استصدار قرار من مجلس الامن لعدم وجود توافق دولي حول مصالحها كما حصل في سورية تبدأ حملة التصعيد السياسي والاعلامي مجددا ناهيك عن تمويل الارهاب وتسليح المجموعات الاجرامية. وتابع البيان.. تعيش سورية منذ شهر اذار في العام الماضي حملة ارهابية بدأت تحت شعارات بريئة تطالب بالسماح بالتظاهر السلمي وقامت الحكومة بحزمة اصلاحات شاملة أطلقها السيد الرئيس بشار الأسد واعتبرت مفصلية في تاريخ سورية شملت إصدار قوانين التعددية الحزبية والانتخابات المحلية وحرية الاعلام والتظاهر ومراسيم العفو الرئاسية واعتماد دستور جديد للبلاد وفتح باب الحوار الوطني وادت تلك الاصلاحات بمجملها إلى بدء مرحلة جديدة في تاريخ الشعب السوري الذي تجلت وحدته الوطنية وهو يشارك في اختيار ممثليه إلى مجلس الشعب ليقرر مصير البلاد والحكومة بنفسه. وأكد أن حالة الانقسام الدولي التي يشهدها العالم اليوم حول الأوضاع في سورية ما هي إلا دليل على صحة الموقف السوري الذي يلقى تأييدا واسعا ازاء ما تتعرض له سورية من استهداف واضح وتجييش للحملات الاعلامية المحمومة ضد ابناء شعبنا الذين يقتلون على ايدي المجموعات الارهابية المسلحة والمدعومة من الخارج. وقال إن ما تتعرض له سورية ليس "ثورة" كما تسعى بعض الاطراف بشكل يائس الى تسميتها وكما تسعى قنوات التحريض الاعلامية المرتبطة بها لتصويرها بل ان سورية تتعرض لاسوأ حملة ارهاب داخلي مدعوم من دول معروفة هي السعودية وقطر وتركيا بالاضافة الى الولايات المتحدة وفرنسا. وأضاف.. لقد وصل دعم هؤلاء الى الحديث علنا عن تقديم الدعم العسكري والمالي للمجموعات الارهابية المتطرفة دونما وازع من ضمير او اخلاق او التزام ادبي بما توافق عليه المجتمع الدولي من محاربة الارهاب والتطرف ودونما خجل من تلك الدول ومسؤوليها من ضحايا الارهاب واهاليهم في سورية الذين يقفون رغم فقد احبابهم ضد الارهاب ومموليه اذ لم نجد تلك الدول تتحدث بالجرأة ذاتها عن الجرائم الفعلية التي ترتكبها اسرائيل بحق شعبنا العربي الفلسطيني وبحق شعبنا في الجولان السوري المحتل حيث لا يزال نحو عشرة الاف من الاسرى الفلسطينيين ومن السوريين في سجون الاحتلال الاسرائيلي. وتابع.. لقد مر اكثر من عام على بدء الاعمال الارهابية في سورية ولا يزال المجتمع السوري متماسكا متحدا ضد الارهابيين وهذه دلالة واضحة على رفض الشعب السوري للمؤامرة الخارجية. وأوضح أنه لا تزال المجموعات الارهابية مستمرة في تدمير اقتصاد البلد وهدم منشاته ومرافقه الرئيسية بما في ذلك تفجير سكك الحديد والمعامل ودوائر الدولة ونصب الكمائن واستهداف المتظاهرين وعناصر الجيش كل ذلك في ظل تحريض وتضليل اعلامي وسوء استخدام لتكنولوجيا المعلومات بشكل لا مثيل له بالاضافة الى رصد مليارات الدولارات وتهريبها الى سورية من قبل تلك الدول لبث الارهاب ومنطق التكفير حيث عثرت السلطات السورية مرارا على كميات كبيرة من الاسلحة المتطورة المهربة عبر الحدود وما سفينة (لطف الله 2) التي صادرتها السلطات اللبنانية إلا دليل على ذلك. وقال سليمان لقد قدمت سورية تباعا الى هيئات الامم المتحدة.. مجلس الامن الدولي والجمعية العامة ومجلس حقوق الانسان احصائيات دقيقة حول ضحايا الارهاب خلال الازمة الحالية. وأضاف لقد بات معروفا للجميع ان المجموعات الارهابية التكفيرية تقوم بالتمثيل بجثثهم قبل تسليمها او تركها في العراء كما ان هناك حالات عن التمثيل باشخاص يتم تقطيع اوصالهم وهم احياء يعانون تعذيبا لا يمكن وصفه .. هذه هي الحرية التي ينادي بها الارهابيون الذي يعيثون فسادا في سورية وهم يتبجحون بالدعم الذي يتلقونه من السعودية وقطر وتركيا ومن ورائهم اسرائيل على حساب الدم السوري دون أن تلقى أبسط القيم الانسانية بالا لدى المجرمين واسيادهم. وأكد انه لا ادل على ذلك من اللافتات التي يرفعها الارهابيون وهم يقولون شكرا للسعودية.. شكرا لقطر.. بالاضافة الى اعترافات الارهابيين بذلك بعد القبض عليهم مشيرا الى ان دولة مثل السعودية لا يتمتع شعبها بابسط مبادىء حقوق الانسان ولا تسمح لوكالات الاعلام بالدخول الى بلادها وخاصة الى القطيف لترى المجازر بحق شعبها لا تستطيع ان تتحدث عن الاصلاحات والديمقراطية وحقوق الانسان كما ان دولة مثل قطر يقوم مسؤولوها بزيارات دائمة الى اسرائيل التي تحتل الاراضي العربية لا يمكن ان تتحدث عن دعم حقوق الشعوب وهي تعتقل معارضيها وتمنع الصحافة من التواجد في أماكن التظاهر في الدوحة. وقال سليمان: لقد استقبلت سورية مبعوث الامم المتحدة كوفي عنان ووافقت على استقبال فريق من المراقبين الدوليين إلى سورية للاشراف على تنفيذ النقاط المتفق عليها ووافقت سورية على التفاهم الاولي مع عنان انطلاقا من حرصها على وضع حل سياسي للازمة ووقف جرائم المجموعات الارهابية بحق ابناء شعبنا مضيفا ان الدعم المالي والعسكري الذي يقدم لتلك المجموعات هو الذي يشجعها على ارتكاب المجازر بحق شعبنا بهدف افشال خطة عنان وقد بدا ذلك جليا في اجتماعات تونس واسطنبول وباريس ومدن اخرى تستقبل الارهابيين وتمدهم بالدعم المادي والمعنوي وان دولة تستضيف مركزا لمكافحة الارهاب كالسعودية عليها الا تمد الارهابيين في سورية بالمال والسلاح ليقتلوا به ابناء الشعب السوري. وقال انه بالرغم من كل ذلك فان سورية توءكد مضيها في واجبها بحماية ابنائها ونزع اسلحة الارهاب ومحاربة مرتكبيه كما تؤكد مضيها في ايجاد حل سياسي للازمة بالتعاون مع عنان وبالحوار السياسي بين اطياف الشعب السوري. واضاف ان الشعب السوري يعرف تماما اسباب هذه الحرب السياسية والاعلامية والارهابية على سورية فقد كانت سورية ولا تزال الداعم الاول للقضايا المصيرية للشعب العربي على مدى عقود واهمها القضية الفلسطينية وتشهد على ذلك واجبات سورية التي قامت بها من منطلق قومي وانساني واخلاقي وهي استضافة اكثر من نصف مليون لاجىء فلسطيني منذ العدوان الاسرائيلي على الاراضي العربية في عام 1967 واستضافة مئات الالاف من اللاجئين العراقيين بعد عام 2003 وان موقف سورية المبدئي القائم على دعم المقاومة المشرفة ضد الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية المحتلة والذي اصبح عبئا اخلاقيا لا يحتمله اصحاب الحملة المسعورة ضد سورية هو احد أهم اسباب حملة التحريض ضد سورية مؤكدا أن سورية لن تغير سياستها ولن تركب موجة الجهل والانتقام. وقال إن اقحام بعض الدول لموضوع سورية في الوثيقة الختامية لاجتماعنا بعد ان تمت مناقشتها في نيويورك وعدم وجود قناعة لدى الوفود الحاضرة بذلك دليل على أن تلك الدول يئست من تماسك الوحدة الوطنية في سوري وتريد استثمار اي مناسبة للحديث عن سورية. وأضاف.. الا ان الطريقة التي اعتمدت بها الفقرة دون مراعاة البلد المعني سورية استندت إلى آلية إجرائية انتقائية بحق وفدنا تتصف بعدم المساواة في التعامل مع القضايا التي تعالجها الحركة وهي سابقة في حركة عدم الانحياز اذ ان التوافق في الحركة يجب ان يشمل البلد المعني اكثر من بقية الدول وهو موضوع يدعونا للتفكير مجددا في قواعد العمل في الحركة ونحن نبدي تحفظنا على الفقرة 359 من الوثيقة الختامية للاجتماع الوزاري. وأكد أن استمرار امتلاك اسرائيل لاكبر ترسانة نووية حربية يشكل أكبر تهديد لأمن المنطقة والعالم ومن المفارقة أن تتلقى إسرائيل الدعم في تسلحها النووي من دولة دائمة العضوية في مجلس الامن هي الولايات المتحدة والتي شاركت ذاتها في اتخاذ قرار ضد اسرائيل في مجلس الامن هو القرار 487 لعام 1981 والذي يطالب اسرائيل صراحة بالاسم بإخضاع منشآتها النووية لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهذه ازدواجية في المعايير لا حدود لها. وقال إن سورية توجه مجددا الشكر الى دول الحركة لدعم حقها باستعادة الجولان السوري المحتل كما تعرب عن دعمها لمسيرة التحرر والتنمية في القارة الافريقية وعن دعمها لامريكا اللاتينية في نضالها ضد الهيمنة والتدخل الاجنبي ونؤكد على إنهاء الحصار الاقتصادي والتجاري المفروض من قبل الولايات المتحدة على كوبا من اكثر من خمسة عقود. وشدد على أن سورية متمسكة بمبادئ حركة عدم الانحياز وبالعمل مع اعضائها نحو عالم اكثر امنا وأكثر تحررا خال من الاستعمار وبقاياه بعيدا عن التدخل والهيمنة.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة