بعد اليوم الدامي الذي استيقظت عليه دمشق الخميس والتفجيران الإنتحاريان اللذان ضربا منطقة مكتظة بحركة المواطنين في ساعة الذروة الصباحية، تعاظمت مخاوف السوريون مما كانوا يخشونه بأن موت الإرهاب المتنقل لم يعد يقيم وزناً في حربه الدموية على النظام للمواطن الذي يسقط ضحية هذا العنف الأعمى. وربما بدأ المواطن السوري يفكر بتصديق التسريبات التي تتحدث عن أنه بات يعتبر ضمن "الخسائر الجانبية" غير المهمة رغم أن الجميع يقاتل باسمه سواء النظام أو المعارضة أو المسلحين. وفي هذا الإطار أخذت تسريبات مثل تخلي "الجيش الحر" عن استراتيجية المناطق العازلة ولجوءه غلى معارك الكر والفر وضرب مراكز النظام وشخصياته في أي مكان، تثير الرعب في قلوب المدنيين الذي يصبحوا في هذه الحالة ضحايا عنف "عشوائي" يمكن أن يطال أي شخص منهم في أي وقت وأي مكان. أما الشائعات والتحليلات "الخلبية وغير المعقولة" فقد أخذت تسيطر فكرة "عرقنة سوريا" على مخيلة المواطن المشبعة بهموم الموت المتنقل والخوف على مستقبل سوريا التي باتت على حافة وادي عميق من الفوضى المدمرة.

 

وفي التفاصيل، ذكرت تقارير إعلامية بأن فكرة إقامة منطقة عازلة أو "بنغازي" جديدة  قد سقطت من الإستراتجية الجديدة التي يتبعها "الجيش السوري الحر" بعد أن أثبتت فشلها بإعتراف "الجيش" نفسه، حيث ترى مصادر قيادية أخرى في الجيش أن هذه الإستراتيجية أثبتت فشلها في ظل غياب السلاح الثقيل الذي يستطيع مواجهة أسلحة الجيش النظامي ويؤمن حماية هذه المنطقة، وتشير إلى أن الإستراتيجية اليوم تعتمد على إضعاف النظام عبر ضرب المناطق التي تعتبر "مهمة"، دون أن تعطي مثالاً عليها لأنها بذلك تقدم خدمة للنظام بحسب ما تقول، وتلفت إلى أن إستهداف شخصيات من النظام "هدف مشروع" في المرحلة المقبلة وخصوصاً "الشخصيات الأمنية والعسكرية التي تشارك في عمليات القتل أو تعطي الأوامر للقيام بذلك".

 

وتؤكد المصادر أن التفجيرات الكبيرة التي تحصل في سورية لا يقف وراءها "الجيش السوري الحر"، لا بل تعتبر أن النظام السوري هو المتهم بالقيام بها، لكنها تعترف بأن التفجيرات التي تستهدف سيارات الموالين وقوات الأمن التي تستهدف المتظاهرين وأماكن تواجد عناصر "الجيش الحر" هي من تقوم بها، وتشدد المصادر على أن كل الأساليب التي تساعد في تحقيق الأهداف سوف يتم الإعتماد عليها، رغم غرابة هذا الطرح وعدم واقعيته لأن النظام هو المستفيد الأكبر من عودة الأمن لا غيابه كما يؤكد كثير من المحللين.

  • فريق ماسة
  • 2012-05-12
  • 4647
  • من الأرشيف

عصابات "الجيش الحر" تخلت عن نظرية "بنغازي" والبديل: استهداف رموز النظام "شخصيات وأبنية"

بعد اليوم الدامي الذي استيقظت عليه دمشق الخميس والتفجيران الإنتحاريان اللذان ضربا منطقة مكتظة بحركة المواطنين في ساعة الذروة الصباحية، تعاظمت مخاوف السوريون مما كانوا يخشونه بأن موت الإرهاب المتنقل لم يعد يقيم وزناً في حربه الدموية على النظام للمواطن الذي يسقط ضحية هذا العنف الأعمى. وربما بدأ المواطن السوري يفكر بتصديق التسريبات التي تتحدث عن أنه بات يعتبر ضمن "الخسائر الجانبية" غير المهمة رغم أن الجميع يقاتل باسمه سواء النظام أو المعارضة أو المسلحين. وفي هذا الإطار أخذت تسريبات مثل تخلي "الجيش الحر" عن استراتيجية المناطق العازلة ولجوءه غلى معارك الكر والفر وضرب مراكز النظام وشخصياته في أي مكان، تثير الرعب في قلوب المدنيين الذي يصبحوا في هذه الحالة ضحايا عنف "عشوائي" يمكن أن يطال أي شخص منهم في أي وقت وأي مكان. أما الشائعات والتحليلات "الخلبية وغير المعقولة" فقد أخذت تسيطر فكرة "عرقنة سوريا" على مخيلة المواطن المشبعة بهموم الموت المتنقل والخوف على مستقبل سوريا التي باتت على حافة وادي عميق من الفوضى المدمرة.   وفي التفاصيل، ذكرت تقارير إعلامية بأن فكرة إقامة منطقة عازلة أو "بنغازي" جديدة  قد سقطت من الإستراتجية الجديدة التي يتبعها "الجيش السوري الحر" بعد أن أثبتت فشلها بإعتراف "الجيش" نفسه، حيث ترى مصادر قيادية أخرى في الجيش أن هذه الإستراتيجية أثبتت فشلها في ظل غياب السلاح الثقيل الذي يستطيع مواجهة أسلحة الجيش النظامي ويؤمن حماية هذه المنطقة، وتشير إلى أن الإستراتيجية اليوم تعتمد على إضعاف النظام عبر ضرب المناطق التي تعتبر "مهمة"، دون أن تعطي مثالاً عليها لأنها بذلك تقدم خدمة للنظام بحسب ما تقول، وتلفت إلى أن إستهداف شخصيات من النظام "هدف مشروع" في المرحلة المقبلة وخصوصاً "الشخصيات الأمنية والعسكرية التي تشارك في عمليات القتل أو تعطي الأوامر للقيام بذلك".   وتؤكد المصادر أن التفجيرات الكبيرة التي تحصل في سورية لا يقف وراءها "الجيش السوري الحر"، لا بل تعتبر أن النظام السوري هو المتهم بالقيام بها، لكنها تعترف بأن التفجيرات التي تستهدف سيارات الموالين وقوات الأمن التي تستهدف المتظاهرين وأماكن تواجد عناصر "الجيش الحر" هي من تقوم بها، وتشدد المصادر على أن كل الأساليب التي تساعد في تحقيق الأهداف سوف يتم الإعتماد عليها، رغم غرابة هذا الطرح وعدم واقعيته لأن النظام هو المستفيد الأكبر من عودة الأمن لا غيابه كما يؤكد كثير من المحللين.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة