دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
رغم الحملة الشرسة التي شنّها التيار السلفي على مدار الأيام الماضية، تبدأ قبل ظهر غد الجمعة في فندق «سفير الفنطاس»، جنوب الكويت، فعاليات ملتقى النهضة الشبابي الخليجي الثالث، حيث يلتئم شمل 120 مدعوا من العاملين والمهتمين بأنشطة ومنظمات المجتمع المدني في دول مجلس التعاون الخليجي.
وينعقد الملتقى في ظلّ مواجهة خفيّة تحتدم بين التيار السلفي ومناصريه الذين يطالبون بإلغائه، وبين تيار مؤيد للملتقى ضمّ الإخوان المسلمين والليبراليين ونشطاء حراك المجتمع المدني، وبعضهم مشارك في الندوات والأبحاث التي ستشهدها جلسات وورش العمل طوال الأيام الثلاثة للملتقى الذي ينعقد تحت عنوان: «المجتمع المدني الوسيلة والغاية».
تهديد حكم آل سعود
الحملة السلفية المتواصلة، التي تصف الملتقى بأنه مؤتمر للمعارضة السعودية، جددت المطالبة بمنع انعقاد «هذا المنتدى الذي جمعوا فيه عدداً من الشخصيات من الخليج ممن يثيرون الفتن حتى في بلادهم، لدرجة أن بعضهم ممنوع من دخول بعض الدول الخليجية»، كما قال النائب محمد هايف الذي اعتبر أن «تاريخ بعض من تم استضافته واضح في إثارته لهذه النعرات الطائفية والفتن التي يريدون إدخالها على عقيدة الأمة وعلى مفهومها للشريعة وكيفية تطبيقها». وأضاف أن منطلقهم مخالف للمنطلق الشرعي «فالغاية ليست المجتمع المدني فقط وإنما الغاية هي تطبيق شرع الله في أرضه».
وبينما رأى هايف أن الأخطر من ذلك هو «جمع عدد من الشباب والفتيات من داخل وخارج الكويت في الفندق المراد تنظيم المؤتمر فيه للإقامة طوال أيام انعقاده»، استغرب السماح لمثل هؤلاء بأفكارهم المشبوهة وطروحاتهم الغريبة عقد مؤتمرهم في الكويت، رافضاً « إغراء الشباب والفتيات من خلال تلقيهم هذه الأفكار الغريبة على المجتمع الكويتي تحت شعار المجتمع المدني».
من جهته، ذهب زميله النائب أحمد مطيع العازمي إلى القول، إن من بين المشاركين «من يسعى لإزالة حكم آل سعود... ويريد تلويث أفكار المجتمع ببث سمومه الهدّامة، ومنهم من يفضل الإنجيل على القرآن»، داعياً «وزير الداخلية إلى منع إقامة هذا التجمع الهدّام الذي يفت في عضد المجتمع الكويتي وينخر في ثوابتنا الدينية».
دفاع « الإخوان»
في المقابل، كتب النائب السابق مبارك الدويلة، وهو من الوجوه البارزة في حراك الإخوان المسلمين «حدس» في الكويت، في مقاله الأسبوعي في «القبس» يقول «تابعت تعليقات الرافضين وحججهم في رفض انعقاد المؤتمر، فوجدت أحدهم يذكر أن من بين ضيوف المؤتمر خصوما سياسيين للشقيقة المملكة العربية السعودية، وهذه حجة مردود عليها، فجميع المشاركين السعوديين قادمون من بلادهم، ويشاركون في الأنشطة المتاحة هناك من دون مشاكل. إذا اللعب على وتر الحرص على مشاعر أشقائنا في المملكة مأخوذ خيره!... هذا مؤتمر أيها الأفاضل... لا يجوز أن نطالب بإلغائه لأن من بين ضيوفه من له مواقف سياسية لا نتقبلها! لو كان من بينهم من له خصومة واضحة مع دين الله، أو فعل فعلاً فيه استهتار بدين الله ورسوله، لوجدنا مبرراً لذلك، لكن أرفض انعقاد المؤتمرلأن من بين المدعوين من له موقف سياسي... فهذا أمر مستغرب!»
مساءلة مطلقي الاتهامات
في الواقع، إن «مشاركة وجوه سعودية شيعية، فضلاً عن مشاركة المفكر الفرنسي الدكتور ستيفان لاكروا المهتم بالحركات الإسلامية» هي ما أثار السلفيين والمتشددين... هذا التفسير قدّمه لـ«السفير» الناشط الشبابي سعد ثقل العجمي، وهو أحد الأعضاء القائمين على إدارة الملتقى في الكويت، مؤكداً أن الأخير ماض في طريقه وهو على استعداد لتحمل المسؤوليات القانونية كافة». وأكد العجمي أنه «سيدرس اتخاذ الإجراءات القانونية ضد من يرمي التهم جزافاً من دون بيّنة ولا برهان، فأخطر الاتهامات والتجني القول بأن هدف الملتقى هو تقويض نظام الحكم في السعودية».
من ناحية ثانية، أكد العجمي أن الهدف العام للملتقى هو «الارتقاء المعرفي بالمهتمين بالنهضة، وذلك من خلال ثلاثة أمور: بناء نموذج للنهضة والتفكير بعقلية قانونية سننية، تعريف المشاركين برواد العمل النهضوي، وتعريفهم ببعضهم البعض في سبيل نسج صلات تعاون بين الجميع مستقبلاً.
لسنا ضد أحد
وعشية وصوله إلى الكويت، وصف مدير الملتقى في الرياض مصطفى الحسن الضجة المثارة بأنها «مفتعلة»، قائلاً «التهم التي رمي بها الملتقى أو القول إنه موجه ضد أنظمة خليجية بعينها، هي فضلاً عن كونها باطلة فإنها انعكاس لحالة التشرذم والانقسام الطائفي والفئوي والمناطقي الذي تعاني منه دول الخليج برمتها».
وأكد الحسن، في حديثه لإحدى الصحف الكويتية الالكترونية، أن من بين المشاركين سعوديين متواجدين في السعودية، لافتاً إلى أن «بعض أعضاء الملتقى أكدوا أنهم يحتفظون بحقهم في الملاحقة القانونية لمن أساء إليهم»، في إشارة إلى تصريحات النائب السلفي أسامة المناور.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة