أعلنت قبائل شرق ليبيا برقة الممتدة من حدود مصر في الشرق إلى سرت غربا فيدرالية اتحادية تتمتع بسلطات إدارية ومالية واسعة تمهيداً لتعميم هذه التجربة على باقي المناطق تنفيذاً للمخطط الغربي المعد للسيطرة على النفط الليبي.

أصحاب مسعى إعلان برقة منطقة حكم ذاتي زعموا بأن طرحهم ليس بداية لتقسيم البلاد إلا أن شكل مشروعهم وطريقته وتوقيته تثير كثيرا من المخاوف والجدل الذي استخدم نموذج انفصال جنوب السودان لإسقاطه على الوضع الليبي وبحسب المؤشرات فإن الشكل الذي أعلن عنه تخطى اللامركزية الإدارية إلى الاستقلالية أما الطريقة فغلب عليها منطق القبيلة والجهوية على منطق الدولة.

وتحت وقع هذه الأخبار التي باتت واقعاً مريراً استفاق الليبيون على حقيقة مزاعم التدخل الأجنبي في بلادهم بحجة نشر الديمقراطية والحرية.

ونقلت صحيفة الوطن الليبية أن المظاهرات ضد الفيدرالية والتقسيم في ليبيا تعم المدن والمناطق في حين قالت مصادر قبلية إن المجلس الأعلى الانتقالي في برقة سيحدد موعداً للاستفتاء على الفدرالية داخل الإقليم في خطوة مشابهة للاستفتاء الذي أدى لانفصال جنوب السودان في تسارع مشبوه لفرض أمر واقع.

وفي حين أشارت تقارير إعلامية إلى أن هذا الإعلان يندرج في خطة استعمارية قديمة تسعى إلى تقسيم البلاد إلى خمسة أقاليم إدارية هي برقة وطرابلس ومصراتة وجبل نفوسة وفزان حيث يضم إقليم برقة المنطقة الشرقية وجميع الحقول النفطية بينما يضم إقليم مصراتة محافظات سرت وبني وليد وترهونة وزليتن والجفرة وذلك بهدف السيطرة على الثروات الموجودة هناك.

وبينما يبرر الساعون والمؤيدون لتكوين هذه الفيدراليات خطوتهم بالفشل الذريع للدولة المركزية وسياسات المجلس الانتقالي الليبي الاستبدادية وتهميش ما وصفوه بالكيان الشرعي في شرق ليبيا يرى محللون أن دعوات الانفصال عن الدولة المركزية في طرابلس تحمل بصمات التحريض الأمريكي للاستفادة من ثروات هذا الاقليم الغني بالنفط وهو الهدف الأساسي الذي قام من أجله الغرب بالتدخل في ليبيا.

وكنتيجة تلخص ما سبق يرى مراقبون أن مشروع الاستعمار الغربي بقيادة الولايات المتحدة لتقسيم ليبيا انتقل من الخطط المرسومة على الورق إلى أرض الواقع وأن إعلان برقة كفيدرالية منفصلة هي خطوة على طريق رسم خارطة جديدة لمنطقة المغرب العربي وتجزئته إلى عدة دويلات يسهل السيطرة عليها في حين يعبر آخرون عن مخاوفهم من بداية حرب أهلية تفتت البلد ليس إلى ثلاث كونفيدراليات فحسب بل إلى مدن وقرى وقبائل وجهات.

  • فريق ماسة
  • 2012-03-05
  • 4188
  • من الأرشيف

ليبيا تتجه للتقسيم...برقة منطقة حكم ذاتي والتجربة بطريقها للتعميم

أعلنت قبائل شرق ليبيا برقة الممتدة من حدود مصر في الشرق إلى سرت غربا فيدرالية اتحادية تتمتع بسلطات إدارية ومالية واسعة تمهيداً لتعميم هذه التجربة على باقي المناطق تنفيذاً للمخطط الغربي المعد للسيطرة على النفط الليبي. أصحاب مسعى إعلان برقة منطقة حكم ذاتي زعموا بأن طرحهم ليس بداية لتقسيم البلاد إلا أن شكل مشروعهم وطريقته وتوقيته تثير كثيرا من المخاوف والجدل الذي استخدم نموذج انفصال جنوب السودان لإسقاطه على الوضع الليبي وبحسب المؤشرات فإن الشكل الذي أعلن عنه تخطى اللامركزية الإدارية إلى الاستقلالية أما الطريقة فغلب عليها منطق القبيلة والجهوية على منطق الدولة. وتحت وقع هذه الأخبار التي باتت واقعاً مريراً استفاق الليبيون على حقيقة مزاعم التدخل الأجنبي في بلادهم بحجة نشر الديمقراطية والحرية. ونقلت صحيفة الوطن الليبية أن المظاهرات ضد الفيدرالية والتقسيم في ليبيا تعم المدن والمناطق في حين قالت مصادر قبلية إن المجلس الأعلى الانتقالي في برقة سيحدد موعداً للاستفتاء على الفدرالية داخل الإقليم في خطوة مشابهة للاستفتاء الذي أدى لانفصال جنوب السودان في تسارع مشبوه لفرض أمر واقع. وفي حين أشارت تقارير إعلامية إلى أن هذا الإعلان يندرج في خطة استعمارية قديمة تسعى إلى تقسيم البلاد إلى خمسة أقاليم إدارية هي برقة وطرابلس ومصراتة وجبل نفوسة وفزان حيث يضم إقليم برقة المنطقة الشرقية وجميع الحقول النفطية بينما يضم إقليم مصراتة محافظات سرت وبني وليد وترهونة وزليتن والجفرة وذلك بهدف السيطرة على الثروات الموجودة هناك. وبينما يبرر الساعون والمؤيدون لتكوين هذه الفيدراليات خطوتهم بالفشل الذريع للدولة المركزية وسياسات المجلس الانتقالي الليبي الاستبدادية وتهميش ما وصفوه بالكيان الشرعي في شرق ليبيا يرى محللون أن دعوات الانفصال عن الدولة المركزية في طرابلس تحمل بصمات التحريض الأمريكي للاستفادة من ثروات هذا الاقليم الغني بالنفط وهو الهدف الأساسي الذي قام من أجله الغرب بالتدخل في ليبيا. وكنتيجة تلخص ما سبق يرى مراقبون أن مشروع الاستعمار الغربي بقيادة الولايات المتحدة لتقسيم ليبيا انتقل من الخطط المرسومة على الورق إلى أرض الواقع وأن إعلان برقة كفيدرالية منفصلة هي خطوة على طريق رسم خارطة جديدة لمنطقة المغرب العربي وتجزئته إلى عدة دويلات يسهل السيطرة عليها في حين يعبر آخرون عن مخاوفهم من بداية حرب أهلية تفتت البلد ليس إلى ثلاث كونفيدراليات فحسب بل إلى مدن وقرى وقبائل وجهات.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة