دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أعلن رئيس الوزراء الروسي المرشح إلى الانتخابات الرئاسية فلاديمير بوتين أنه فاز بمنصب الرئاسة الروسية في غمار صراع انتخابي نزيه وشفاف.
بوتين أشار في كلمة أمام أنصاره في موسكو لقد سألتكم مرة هل سننتصر وها نحن قد انتصرنا مضيفا أن هذا الفوز جاء بفضل التأييد من قبل الغالبية الساحقة من المواطنين الروس واعداً بالعمل بصورة نزيهة ومتواصلة وداعيا الجميع إلى التوحد حول مصالح روسيا وشعبها.
وأضاف بوتين: لقد أظهرنا أنه لا يمكن لأحد أن يفرض أي شيء على روسيا مشيرا إلى أن المواطنين الروس قادرون على التمييز بين الجديد والحديث وبين الاستفزازات السياسية التي لا تهدف سوى إلى تقويض الدولة الروسية واغتصاب السلطة مؤكدا أن الشعب الروسي أظهر للجميع أنه لا يمكن لمثل هذه السيناريوهات أن تمر في الأرض الروسية.
وكانت مراكز الاقتراع الروسية أقفلت أبوابها بعد أن اختتمت الانتخابات الرئاسية التي جرت في روسيا أمس حيث حقق بوتين فوزا كبيرا على منافسيه.
وبانتظار إعلان النتائج الأولية الرسمية صباح اليوم تفيد معطيات استطلاعات رأي الناخبين بعد خروجهم من مراكز الاقتراع أن المرشح بوتين حصل على نسبة تجاوزت 60 بالمئة من أصوات المشاركين الفعليين من الانتخابات ويليه في المرتبة الثانية رئيس الحزب الشيوعي الروسي غينادي زوغانوف بحصوله على نحو 18 بالمئة من الأصوات ويأتي في المرتبة الثالثة رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي فلاديمير جيرينوفسكي بنسبة 8 بالمئة.
وأكدت مصادر اللجنة الانتخابية المركزية أن عملية الاقتراع جرت بصورة طبيعية في جميع مناطق وأقاليم روسيا الاتحادية دون وقوع حوادث تذكر.
بدورهم أعطى أغلبية المراقبين الدوليين الذين شاركوا في الإشراف على عملية الانتخابات الرئاسية الروسية تقييما عاليا لسير عملية الاقتراع وحسن تنظيمها.
وأعلن ستانيسلاف غوفورخين أنه لن تكون هناك جولة إعادة للانتخابات الرئاسية إذ أصبح من الواضح للجميع أن بوتين يفوز في هذه الانتخابات متجاوزا أقرب منافسيه بأربع مرات تقريبا.
وأشار غوفوروخين إلى أن هذه الانتخابات كانت الأكثر نزاهة على امتداد تاريخ روسيا.
وبمجرد انتهاء الانتخابات في العاصمة موسكو بدأ أنصار المرشح بوتين في ساحة لوبيانكا المركزية حفلا جماهيريا حاشدا تأييدا لمرشحهم.
وكان نائب رئيس اللجنة المركزية للانتخابات الرئاسية الروسية ليونيد ايغليف أعلن أن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت عند الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي للعاصمة الروسية 2ر12 بالمئة بزيادة كبيرة عن انتخابات الرئاسة السابقة في عام 2008 مذكرا بان النسبة بلغت في ذلك الحين 9ر8 بالمئة.
ذكرت وكالة أنباء موسكو أن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أدلى بصوته في انتخابات الرئاسة الروسية بحضور عشرة من المراقبين يمثلون المرشحين للانتخابات الخمسة كما أدلى المرشح الرئاسي رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بصوته في مركز انتخابي تحتضنه أكاديمية العلوم الروسية.
وكان الرئيس ميدفيديف دعا في كلمة وجهها إلى المواطنين الروس قبيل هذه الانتخابات إلى اختيار من يستطيع النهوض بمهمة رئيس الدولة ويسهم في إحداث تغيير في البلاد نحو الأفضل مع الحفاظ على الأمن والعدل واحترام حقوق وحريات الإنسان معتبرا أن الحملة الانتخابية الجارية أظهرت أن المجتمع الروسي ازداد نضوجا وأصبح يصوغ مطالبه على السلطة بدقة ووضوح.
بدوره دعا بوتين الذي اعتبرته استطلاعات الرأي الأوفر حظا للفوز بالانتخابات في تصريحات سابقة الناخبين إلى الوقوف معه وهو يخوض معركة موسكو في إشارة إلى ما تواجهه هذه الانتخابات من تحديات.
وتولى بوتين منصب الرئاسة في روسيا خلال الفترة من عام 2000 وحتى عام 2008.
يشار إلى أن آخر استطلاع للرأي أجري قبل الانتخابات رجح فوز بوتين بنسبة تتراوح بين 59 و66 في المئة من الأصوات ما يمكنه من تفادي خوض جولة إعادة.
وخاض رئيس الوزراء الروسي الانتخابات الرئاسية في مواجهة أربعة مرشحين هم رئيس الحزب الشيوعى غينادى زوغانوف ورئيس الحزب الليبرالى الديمقراطى فلاديمير جيرينوفيسكى ورئيس حزب روسيا العادلة سيرغى ميرونوف ورجل الأعمال المعروف ميخائيل بروخوروف الذى يخوض الانتخابات كمرشح مستقل.
ويبلغ عدد الناخبين الروس المسجلين رسميا نحو 110 ملايين ناخب بينهم قرابة مليون و 800 ألف ناخب يوجدون خارج الأراضى الروسية.
وتعتبر روسيا أكبر دولة في العالم وتبلغ مساحتها 17 مليون كلم مربع وتمتد على إحدى عشرة منطقة زمنية من كالينينغراد الجيب الروسي بين ليتوانيا وبولندا، الى فلاديفوستوك وبحر بيرينغ في الشرق الأقصى وتحدها دول البلطيق من الشمال الغربي، وأوكرانيا وبيلاروس من الغرب، ودول القوقاز وآسيا الوسطى والصين من الجنوب كما يحدها من الشمال المحيط القطبي الشمالي.
وكان الناخبون الروس توجهوا صباح أمس إلى مراكز الاقتراع التي يتجاوز عددها 95 ألف مركز داخل روسيا وخارجها لانتخاب رئيس جديد للبلاد لفترة السنوات الست القادمة.
وتم للمرة الأولى في الانتخابات الرئاسية الروسية الحالية وعلى مستوى ممارسة العملية الانتخابية في العالم عموما وضع كاميرات للمراقبة في مراكز الاقتراع للحيلولة دون حدوث أي خروقات أو انتهاكات أو أعمال تزوير في سير الانتخابات ولكن هذه الكاميرات لا تسجل دخول الناخب إلى الغرفة السرية وإعطاء صوته لهذا المرشح أو ذاك.
وقد وضعت كاميرات الفيديو بناء على مبادرة من رئيس الحكومة والمرشح الرئاسي لحزب روسيا الموحدة فلاديمير بوتين الذي اقترح تزويد مراكز الاقتراع بكاميرات الفيديو لتمكين المراقبين وممثلي الناخبين من متابعة ما يجري في المراكز الانتخابية بعد اتهامات أطلقتها المعارضة إثر هزيمتها البينة في الانتخابات البرلمانية في كانون الأول الماضي.
وشارك في الإشراف على عملية الانتخابات الرئاسية أكثر من 600 مراقب أجنبي يمثلون منظمات دولية من بينها الجمعية البرلمانية لرابطة الدول المستقلة ومنظمة شنغهاي للتعاون والجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا كما يشرف على الانتخابات أيضا نحو مليون مراقب محلي.
وشهدت الحملة الانتخابية الرئاسية تنافسا عنيفا بين أنصار بوتين ومعارضيه وخاصة القوى اليمينية وما يسمى المنظمات غير الحكومية المرتبطة بالغرب والتي تحصل على أموال ودعم من جهات أجنبية.
وكان بوتين أكد في خطب ومقالات عديدة نشرها في مختلف الصحف في سير الحملة الانتخابية سعيه لمواصلة خط الإصلاحات والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتقوية الجيش والأسطول الروسي وتزويده بأسلحة فعالة وحديثة والحفاظ على قدرات روسيا النووية كقوة ردع في وجه جميع المخططات العدوانية التي تستهدف سلامة أراضي روسيا وسيادة قراراتها كما شدد في مجال السياسة الخارجية على وجوب جعل منظومة العلاقات الدولية أكثر عدالة وتكافؤا ووضع حد لهيمنة القطب الواحد والمضي قدما على طريق إقامة عالم متعدد الأقطاب والتصدي لجميع محاولات إملاء الإرادة على الشعوب والدول المستقلة ذات السيادة.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة