هدد الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن أيام الرئيس بشار الأسد «باتت معدودة» على حد زعمه، لافتا إلى أن واشنطن تعمل على تسريع ما سماه الانتقال الديمقراطي في سورية، ويأتي هذا في ظل دعوات لتسليح مجموعات معارضة، وهو الأمر الذي استبعدته واشنطن «علناً» في وقت يشير محللون إلى أنها قد تدعمه في السر.

وقال أوباما، إن «أيام الرئيس السوري باتت معدودة»، مضيفاً «نحن نعمل مع المجتمع الدولي لمحاولة تسريع ذلك»، وأضاف إن «واشنطن تعمل على تسريع الانتقال الديمقراطي في سورية»، مشيراً إلى أن «سورية أكبر وأكثر تعقيداً من ليبيا، وأن دولاً كروسيا تعرقل اتخاذ أي عمل في الأمم المتحدة»، وأوضح الرئيس الأميركي إنه «باستطاعتهم كذلك تسريع الانتقال إلى حكومة سورية سلمية ومستقرة وممثلة للسوريين»، لافتاً إلى أنه «إذا حدث ذلك، فإن هذه ستكون خسارة كبيرة لإيران».

وانعقد مؤتمر ما سمي «أصدقاء سورية»، في تونس الشهر الماضي، بهدف تكثيف الإجراءات الجماعية التي يتخذها المجتمع الدولي بذريعة الأحداث في سورية، لكن روسيا والصين ولبنان قرروا عدم المشاركة فيه، على حين شهد المؤتمر دعوات سعودية قطرية لتسليح المعارضين السوريين، وهو الأمر الذي تحفظت كل من واشنطن وبريطانيا عليه، كما تبنى البرلمان الكويتي قراراً غير ملزم الخميس، يدعو الحكومة لتوفير الأسلحة للمعارضين.

وكرر مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أمس أنه ليس لدى بلاده أي خطط حالياً لجعل مسؤولين عسكريين من الجانب الأميركي يعملون مع المكتب العسكري الاستشاري الذي أعلن ما يسمى «المجلس الوطني السوري» تأسيسه قبل أيام لتنسيق «عمل القوات المسلحة المعارضة للنظام السوري».

واعتبر المسؤول الأميركي «أن وزارة الخارجية ما تزال هي الجهة المخولة الاتصال بالمعارضة السورية»، مضيفاً: إن «الطبيعة المنقسمة للمعارضة السورية تجعل من الصعب الاتصال بطرف واحد دون سواه»، مضيفاً «إن هناك أسئلة حول هوية القوى التي ستعمل تحت إمرة المكتب وتلك التي سترفض ذلك».

وجاء هذا النفي الأميركي للاتصال بالمعارضة المسلحة، رغم أن مصادر أميركية كشفت في وقت سابق لمحطة CNN أن وزارة الدفاع «البنتاغون» أنجزت وضع «خطط تفصيلية» لعمليات عسكرية تستهدف سورية، وأضافت إن الخطط جاهزة للتطبيق إذا أصدر البيت الأبيض أوامر بذلك، وقالت المصادر إن هذا التطور جاء إثر عمليات تقييم أجراها محللون في وزارة الدفاع الأميركية ضمن «مجموعة كاملة من الخيارات».

وبحسب تلك المصادر، فإن تلك المخططات تشمل مجموعة من الخيارات العسكرية المتنوعة التي يمكن استخدامها ضد سورية، وجرى تحديد أنواع الأسلحة والمعدات المناسبة لكل خيار، مع عدد القوات الضرورية لتطبيقه.

وأفادت صحيفة «الواشنطن بوست» في عددها أمس أن المخطط العربي لتسليح مجموعات المعارضة في سورية «يهدد بتجاوز النهج الحذر الذي تسلكه الولايات المتحدة والدول الأخرى».

وأضافت الصحيفة: إن دبلوماسياً عربياً بارزاً، كشف عن أن السعوديين والقطريين يستعدون للتحرك «في أقرب وقت ممكن» في غضون «أيام أو أسابيع على الأكثر»، وأوضحت أن «التأخير لاعتبارات لوجستية وليس لأسباب سياسية»، فيما بدت إدارة أوباما، على الأقل «إلى الآن»، مصرة على التمسك بسياسة الضغط الاقتصادي والدبلوماسي، لكن الصحيفة تشير إلى أنه على الرغم من تحفظ الولايات المتحدة بشأن التسلح، لا تتوقع مصادر دبلوماسية أن إدارة أوباما ستعارض القرارات التي تتخذها الدول العربية لتقديم أسلحة إلى المعارضين، بل إن الصحيفة كشفت أكثر من ذلك وقالت إن الإدارة الأميركية تدرس حالياً تدريب ما أسمتها «المعارضة المسلحة» ومساعدات «لوجستية»، بما في ذلك معدات الاتصالات، على غرار ما قدمته لقوات المعارضة الليبية.

ويوم الجمعة، قال السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد الذي يتابع أعماله مع عدد من الدبلوماسيين الأميركيين من مبنى الخارجية الأميركية في واشنطن بعد إغلاق السفارة في دمشق الشهر الماضي، إن الولايات المتحدة تنظر بحذر إلى فكرة توريد الأسلحة للمعارضة، وأشار إلى وجود «مناقشات في إدارة الرئيس أوباما حيال جدارة توريد الأسلحة للمعارضة السورية»، لافتاً إلى أن «قوى المعارضة السورية مشرذمة، مستبعدا توحدها في القريب العاجل»، وحول الأوضاع الميدانية في سورية، قال فورد إن «القوات المسلحة وقوات الأمن لم تنقسم ومحافظة على وحدتها، على الرغم من الانشقاقات التي تحصل».

 

  • فريق ماسة
  • 2012-03-03
  • 7367
  • من الأرشيف

أوباما: يريد تسريع "الانتقال الديمقراطي" ...واشنطن ستدعم تسليح المعارضين «سراً»

  هدد الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن أيام الرئيس بشار الأسد «باتت معدودة» على حد زعمه، لافتا إلى أن واشنطن تعمل على تسريع ما سماه الانتقال الديمقراطي في سورية، ويأتي هذا في ظل دعوات لتسليح مجموعات معارضة، وهو الأمر الذي استبعدته واشنطن «علناً» في وقت يشير محللون إلى أنها قد تدعمه في السر. وقال أوباما، إن «أيام الرئيس السوري باتت معدودة»، مضيفاً «نحن نعمل مع المجتمع الدولي لمحاولة تسريع ذلك»، وأضاف إن «واشنطن تعمل على تسريع الانتقال الديمقراطي في سورية»، مشيراً إلى أن «سورية أكبر وأكثر تعقيداً من ليبيا، وأن دولاً كروسيا تعرقل اتخاذ أي عمل في الأمم المتحدة»، وأوضح الرئيس الأميركي إنه «باستطاعتهم كذلك تسريع الانتقال إلى حكومة سورية سلمية ومستقرة وممثلة للسوريين»، لافتاً إلى أنه «إذا حدث ذلك، فإن هذه ستكون خسارة كبيرة لإيران». وانعقد مؤتمر ما سمي «أصدقاء سورية»، في تونس الشهر الماضي، بهدف تكثيف الإجراءات الجماعية التي يتخذها المجتمع الدولي بذريعة الأحداث في سورية، لكن روسيا والصين ولبنان قرروا عدم المشاركة فيه، على حين شهد المؤتمر دعوات سعودية قطرية لتسليح المعارضين السوريين، وهو الأمر الذي تحفظت كل من واشنطن وبريطانيا عليه، كما تبنى البرلمان الكويتي قراراً غير ملزم الخميس، يدعو الحكومة لتوفير الأسلحة للمعارضين. وكرر مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أمس أنه ليس لدى بلاده أي خطط حالياً لجعل مسؤولين عسكريين من الجانب الأميركي يعملون مع المكتب العسكري الاستشاري الذي أعلن ما يسمى «المجلس الوطني السوري» تأسيسه قبل أيام لتنسيق «عمل القوات المسلحة المعارضة للنظام السوري». واعتبر المسؤول الأميركي «أن وزارة الخارجية ما تزال هي الجهة المخولة الاتصال بالمعارضة السورية»، مضيفاً: إن «الطبيعة المنقسمة للمعارضة السورية تجعل من الصعب الاتصال بطرف واحد دون سواه»، مضيفاً «إن هناك أسئلة حول هوية القوى التي ستعمل تحت إمرة المكتب وتلك التي سترفض ذلك». وجاء هذا النفي الأميركي للاتصال بالمعارضة المسلحة، رغم أن مصادر أميركية كشفت في وقت سابق لمحطة CNN أن وزارة الدفاع «البنتاغون» أنجزت وضع «خطط تفصيلية» لعمليات عسكرية تستهدف سورية، وأضافت إن الخطط جاهزة للتطبيق إذا أصدر البيت الأبيض أوامر بذلك، وقالت المصادر إن هذا التطور جاء إثر عمليات تقييم أجراها محللون في وزارة الدفاع الأميركية ضمن «مجموعة كاملة من الخيارات». وبحسب تلك المصادر، فإن تلك المخططات تشمل مجموعة من الخيارات العسكرية المتنوعة التي يمكن استخدامها ضد سورية، وجرى تحديد أنواع الأسلحة والمعدات المناسبة لكل خيار، مع عدد القوات الضرورية لتطبيقه. وأفادت صحيفة «الواشنطن بوست» في عددها أمس أن المخطط العربي لتسليح مجموعات المعارضة في سورية «يهدد بتجاوز النهج الحذر الذي تسلكه الولايات المتحدة والدول الأخرى». وأضافت الصحيفة: إن دبلوماسياً عربياً بارزاً، كشف عن أن السعوديين والقطريين يستعدون للتحرك «في أقرب وقت ممكن» في غضون «أيام أو أسابيع على الأكثر»، وأوضحت أن «التأخير لاعتبارات لوجستية وليس لأسباب سياسية»، فيما بدت إدارة أوباما، على الأقل «إلى الآن»، مصرة على التمسك بسياسة الضغط الاقتصادي والدبلوماسي، لكن الصحيفة تشير إلى أنه على الرغم من تحفظ الولايات المتحدة بشأن التسلح، لا تتوقع مصادر دبلوماسية أن إدارة أوباما ستعارض القرارات التي تتخذها الدول العربية لتقديم أسلحة إلى المعارضين، بل إن الصحيفة كشفت أكثر من ذلك وقالت إن الإدارة الأميركية تدرس حالياً تدريب ما أسمتها «المعارضة المسلحة» ومساعدات «لوجستية»، بما في ذلك معدات الاتصالات، على غرار ما قدمته لقوات المعارضة الليبية. ويوم الجمعة، قال السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد الذي يتابع أعماله مع عدد من الدبلوماسيين الأميركيين من مبنى الخارجية الأميركية في واشنطن بعد إغلاق السفارة في دمشق الشهر الماضي، إن الولايات المتحدة تنظر بحذر إلى فكرة توريد الأسلحة للمعارضة، وأشار إلى وجود «مناقشات في إدارة الرئيس أوباما حيال جدارة توريد الأسلحة للمعارضة السورية»، لافتاً إلى أن «قوى المعارضة السورية مشرذمة، مستبعدا توحدها في القريب العاجل»، وحول الأوضاع الميدانية في سورية، قال فورد إن «القوات المسلحة وقوات الأمن لم تنقسم ومحافظة على وحدتها، على الرغم من الانشقاقات التي تحصل».  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة