فيما بدا أن هناك توجهاً لدى معظم المشاركين في ما سمي مؤتمر أصدقاء سوريا على رفض أي تدخل عسكري في سورية، قال رئيس الوفد السعودي إن "حصر التركيز على كيفية إيصال المساعدات الإنسانية لا يكفي، وإلا كنا كمن يريد تسمين الفريسة قبل أن يستكمل الوحش الكاسر افتراسها".

ووصف الوزير السعودي ما يحدث في سورية بـ"مأساة خطيرة"، لا يمكن السكوت عليها، كما اعتبر أن النظام السوري "فقد شرعيته، وبات أشبه بسلطة احتلال"، وشدد على قوله: "لم يعد هناك من سبيل للخروج من الأزمة إلا بانتقال السلطة إما طوعا أو كرهاً".

وقال إن "المملكة العربية السعودية تحمل الأطراف الدولية، التي تعطل التحرك الدولي، المسؤولية الأخلاقية عما آلت إليه الأمور، خاصة إذا ما استمرت في موقفها المتخاذل والمتجاهل لمصالح الشعب السوري."

وانطلقت أعمال ما سمي مؤتمر "أصدقاء سوريا" في تونس الجمعة، برئاسة وزير الخارجية التونسي، رفيق عبد السلام، الذي أكد أن المؤتمر يهدف إلى "توجيه رسالة واضحة ودقيقة إلى جامعة الدول العربية، وعموم المجموعة الدولية، لإيقاف المجازر التي تحصل في سوريا".

من جانبه، دعا الرئيس التونسي "المؤقت"، المنصف المرزوقي، إلى مواصلة الضغط على الحكومة السورية بهدف السماح بتوصيل المساعدات الإنسانية، قائلاً إن المجتمع الدولي أمام مفترق طرق، ومسؤولية تاريخية تجاه الأزمة السورية، التي وصفها بأنها "بالغة الخطورة".

وبينما أكد المرزوقي على ضرورة الاستجابة لمطالب الأغلبية السورية بالتخلص من نظام "استبدادي قمعي فاسد، فقد كل شرعية باستهداف مواطنيه العزل"، فقد شدد على رفضه أي تدخل عسكري، سواء بتسليح المعارضة، أو التدخل العسكري الأجنبي، لتجنيب الشعب السوري مخاطر الانزلاق في "الفوضى والدمار".

كما دعا الرئيس التونسي إلى معالجة الأزمة السورية وفق "النموذج اليمني"، من خلال منح نظام دمشق حصانة قضائية، ومكان لجوء يمكن لروسيا أن توفره، مقابل وقف حمام الدم، وتمكين نائب الرئيس من قيادة البلاد في مرحلة انتقالية، تشارك فيها المعارضة.

من جانبه، دعا رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس اللجنة العربية المعنية بالملف السوري، إلى إرسال قوات حفظ سلام مشتركة، تتبع الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، إلى سوريا، للمساعدة في وقف "آلة القتل"، التي حصدت آلاف الضحايا في سورية.

أما الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، فقد شدد، هو الآخر، على رفض التدخل العسكري في سوريا، إلا أنه قال إن نظام الأسد هو من يرفض التخلي عن الخيار الأمني والعسكري في التعامل مع معارضيه.

  • فريق ماسة
  • 2012-02-23
  • 4068
  • من الأرشيف

السعودي يريد تسليح المعارضة..والقطري يريد قوات فرض سلام ..التونسي يريد النموذج اليمني..كل هؤلاء أصدقاء سورية؟!

فيما بدا أن هناك توجهاً لدى معظم المشاركين في ما سمي مؤتمر أصدقاء سوريا على رفض أي تدخل عسكري في سورية، قال رئيس الوفد السعودي إن "حصر التركيز على كيفية إيصال المساعدات الإنسانية لا يكفي، وإلا كنا كمن يريد تسمين الفريسة قبل أن يستكمل الوحش الكاسر افتراسها". ووصف الوزير السعودي ما يحدث في سورية بـ"مأساة خطيرة"، لا يمكن السكوت عليها، كما اعتبر أن النظام السوري "فقد شرعيته، وبات أشبه بسلطة احتلال"، وشدد على قوله: "لم يعد هناك من سبيل للخروج من الأزمة إلا بانتقال السلطة إما طوعا أو كرهاً". وقال إن "المملكة العربية السعودية تحمل الأطراف الدولية، التي تعطل التحرك الدولي، المسؤولية الأخلاقية عما آلت إليه الأمور، خاصة إذا ما استمرت في موقفها المتخاذل والمتجاهل لمصالح الشعب السوري." وانطلقت أعمال ما سمي مؤتمر "أصدقاء سوريا" في تونس الجمعة، برئاسة وزير الخارجية التونسي، رفيق عبد السلام، الذي أكد أن المؤتمر يهدف إلى "توجيه رسالة واضحة ودقيقة إلى جامعة الدول العربية، وعموم المجموعة الدولية، لإيقاف المجازر التي تحصل في سوريا". من جانبه، دعا الرئيس التونسي "المؤقت"، المنصف المرزوقي، إلى مواصلة الضغط على الحكومة السورية بهدف السماح بتوصيل المساعدات الإنسانية، قائلاً إن المجتمع الدولي أمام مفترق طرق، ومسؤولية تاريخية تجاه الأزمة السورية، التي وصفها بأنها "بالغة الخطورة". وبينما أكد المرزوقي على ضرورة الاستجابة لمطالب الأغلبية السورية بالتخلص من نظام "استبدادي قمعي فاسد، فقد كل شرعية باستهداف مواطنيه العزل"، فقد شدد على رفضه أي تدخل عسكري، سواء بتسليح المعارضة، أو التدخل العسكري الأجنبي، لتجنيب الشعب السوري مخاطر الانزلاق في "الفوضى والدمار". كما دعا الرئيس التونسي إلى معالجة الأزمة السورية وفق "النموذج اليمني"، من خلال منح نظام دمشق حصانة قضائية، ومكان لجوء يمكن لروسيا أن توفره، مقابل وقف حمام الدم، وتمكين نائب الرئيس من قيادة البلاد في مرحلة انتقالية، تشارك فيها المعارضة. من جانبه، دعا رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس اللجنة العربية المعنية بالملف السوري، إلى إرسال قوات حفظ سلام مشتركة، تتبع الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، إلى سوريا، للمساعدة في وقف "آلة القتل"، التي حصدت آلاف الضحايا في سورية. أما الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، فقد شدد، هو الآخر، على رفض التدخل العسكري في سوريا، إلا أنه قال إن نظام الأسد هو من يرفض التخلي عن الخيار الأمني والعسكري في التعامل مع معارضيه.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة