خطة تحويل لبنان إلى منصة لاستهداف سورية تدخل حلقة جديدة سياسية وميدانية بإشراف جيفري فيلتمان، ويبدو واضحا أن كلام الآن جوبيه واحمد داود أوغلو عما يسمى بالممرات الإنسانية يتركز في جانب منه على مشروع لتشكيل قوات تتواجد في الشمال اللبناني وتكون رأس جسرا للتدخل الأجنبي العسكري في سورية.

أولا  عندما تحدث سعد الحريري قبل أشهر عن إدخال قوات تركية إلى لبنان لترابط على الحدود مع سورية كان يستعير بندا من بنود تلك الخطة بعدما قام تيار المستقبل وأعوانه بتحويل طرابلس وعكار إلى وكر لحشد السلاح والمسلحين نحو سورية ، واثر إنشاء معسكرات تدريب لعصابات مجلس اسطنبول على الأراضي اللبنانية ، في حين تؤكد المعلومات التي تتناقلها المعارضات السورية في الخارج وجود مسلحين لبنانيين ومجموعات إرهابية متعددة الجنسيات في محافظة حمص أدخلوا عن طريق لبنان ، في حين تحدثت التقارير الصحافية الغربية غير مرة عن وجود ضباط فرنسيين وأميركيين يشرفون على تنظيم المجموعات الإرهابية وتدريبها قبل ادخالها إلى حمص.

من الواضح ان التصعيد العسكري والأمني الذي قامت به الميليشيات التابعة لمجلس اسطنبول وجماعات القاعدة التي أدخلت من لبنان هو تمهيد لترويج مشروع ما يسمى بالممرات الآمنة عبر الحدود اللبنانية.

 

ثانيا  هذا المشروع الافتراضي و الوهمي الذي يحلم به الحريري ، يتضمن تأهيل مطار القليعات لاستقدام قوات عسكرية أجنبية تحت يافطة الممرات والتحضير لقصف جوي لسورية  انطلاقا من  لبنان ، و خيوط الحركة السياسية التي تقوم بها قوى 14 آذار ومعها وليد جنبلاط تحت العنوان السوري ليست سوى التمهيد لجعل لبنان منطلقا لحرب تريد حكومات الخليج أن تستأجر قوات وطائرات حربية من تركيا ودول الناتو لشنها على سورية.

تركيا مترددة في اتخاذ أي خطوة عبر حدودها للتدخل في سورية خوفا من الاصطدام بقدرات الجيش السوري ومن التبعات التي ستجرها عليها المغامرة ولذلك وقع الخيار في كواليس التآمر الدولي على استعمال لبنان لتنفيذ هذه الحلقة الجهنمية من الحرب على سورية ، انطلاقا من خطة لإشاعة الفوضى في الشمال و تحويله لمنطقة تحت سيطرة ميليشيات المستقبل و القوات .

في مجابهة هذا المخطط الجهنمي و حلف الواهمين من الداخل و الخارج ، تعلن الدولة اللبنانية حتى الساعة ، التزامها بسياسة النأي من غير أن تتخذ أي خطوة جدية لوضع حد للقوى اللبنانية المتورطة في الشأن السوري الداخلي.

جنبلاط والحريري وجعجع متورطون بالتزامات وتعهدات أمام الغرب وبالذات الولايات المتحدة وفرنسا وأمام كل من قطر والسعودية وتركيا بالمساعدة على إنجاح هذه الخطة وتحضير الوضع اللبناني الداخلي لصالحها وهذا هو سر التباكي على معاناة السوريين من قبل هذا الثلاثي الذي لم تمح حتى الآن من أرشيف وسائل الإعلام خطبه العنصرية ضد الشعب السوري ولا نتائج تورط قوى 14 آذار مجتمعة في جرائم قتل موصوفة ضد مئات العمال السوريين قبل سنوات.

 

ثالثا  من يريد استقرار لبنان ومصلحة لبنان يفترض به أن يدعم تفويض الجيش اللبناني بتطهير الشمال والبقاع من العصابات المسلحة التابعة لمجلس اسطنبول وبحظر أي شكل من أشكال التورط في الأحداث السورية.

الواقع الحكومي المهزوز والمربك بخلافات يجري العمل على تسويتها يعيق تبلور إرادة وطنية لبنانية تلبي حاجات الاستقرار على هذا الصعيد، والحد الأدنى من المسؤولية اللبنانية يفترض اتخاذ إجراءات عاجلة تردع منظمي الحملات السياسية والإعلامية التحريضية المعادية للدولة السورية ويمنع المشاركة في الحرب على سورية والمبادرة إلى نشر الجيش اللبناني بكثافة على الحدود مع سورية لمكافحة جميع محاولات التهريب والخرق والتسلل التي تنظمها قوى 14 آذار لمصلحة المخابرات الفرنسية والأميركية والعصابات الإرهابية المسلحة التي تعبث بالأمن السوري.

 

  • فريق ماسة
  • 2012-02-18
  • 12013
  • من الأرشيف

المنصة اللبنانية و الحرب على سورية

خطة تحويل لبنان إلى منصة لاستهداف سورية تدخل حلقة جديدة سياسية وميدانية بإشراف جيفري فيلتمان، ويبدو واضحا أن كلام الآن جوبيه واحمد داود أوغلو عما يسمى بالممرات الإنسانية يتركز في جانب منه على مشروع لتشكيل قوات تتواجد في الشمال اللبناني وتكون رأس جسرا للتدخل الأجنبي العسكري في سورية. أولا  عندما تحدث سعد الحريري قبل أشهر عن إدخال قوات تركية إلى لبنان لترابط على الحدود مع سورية كان يستعير بندا من بنود تلك الخطة بعدما قام تيار المستقبل وأعوانه بتحويل طرابلس وعكار إلى وكر لحشد السلاح والمسلحين نحو سورية ، واثر إنشاء معسكرات تدريب لعصابات مجلس اسطنبول على الأراضي اللبنانية ، في حين تؤكد المعلومات التي تتناقلها المعارضات السورية في الخارج وجود مسلحين لبنانيين ومجموعات إرهابية متعددة الجنسيات في محافظة حمص أدخلوا عن طريق لبنان ، في حين تحدثت التقارير الصحافية الغربية غير مرة عن وجود ضباط فرنسيين وأميركيين يشرفون على تنظيم المجموعات الإرهابية وتدريبها قبل ادخالها إلى حمص. من الواضح ان التصعيد العسكري والأمني الذي قامت به الميليشيات التابعة لمجلس اسطنبول وجماعات القاعدة التي أدخلت من لبنان هو تمهيد لترويج مشروع ما يسمى بالممرات الآمنة عبر الحدود اللبنانية.   ثانيا  هذا المشروع الافتراضي و الوهمي الذي يحلم به الحريري ، يتضمن تأهيل مطار القليعات لاستقدام قوات عسكرية أجنبية تحت يافطة الممرات والتحضير لقصف جوي لسورية  انطلاقا من  لبنان ، و خيوط الحركة السياسية التي تقوم بها قوى 14 آذار ومعها وليد جنبلاط تحت العنوان السوري ليست سوى التمهيد لجعل لبنان منطلقا لحرب تريد حكومات الخليج أن تستأجر قوات وطائرات حربية من تركيا ودول الناتو لشنها على سورية. تركيا مترددة في اتخاذ أي خطوة عبر حدودها للتدخل في سورية خوفا من الاصطدام بقدرات الجيش السوري ومن التبعات التي ستجرها عليها المغامرة ولذلك وقع الخيار في كواليس التآمر الدولي على استعمال لبنان لتنفيذ هذه الحلقة الجهنمية من الحرب على سورية ، انطلاقا من خطة لإشاعة الفوضى في الشمال و تحويله لمنطقة تحت سيطرة ميليشيات المستقبل و القوات . في مجابهة هذا المخطط الجهنمي و حلف الواهمين من الداخل و الخارج ، تعلن الدولة اللبنانية حتى الساعة ، التزامها بسياسة النأي من غير أن تتخذ أي خطوة جدية لوضع حد للقوى اللبنانية المتورطة في الشأن السوري الداخلي. جنبلاط والحريري وجعجع متورطون بالتزامات وتعهدات أمام الغرب وبالذات الولايات المتحدة وفرنسا وأمام كل من قطر والسعودية وتركيا بالمساعدة على إنجاح هذه الخطة وتحضير الوضع اللبناني الداخلي لصالحها وهذا هو سر التباكي على معاناة السوريين من قبل هذا الثلاثي الذي لم تمح حتى الآن من أرشيف وسائل الإعلام خطبه العنصرية ضد الشعب السوري ولا نتائج تورط قوى 14 آذار مجتمعة في جرائم قتل موصوفة ضد مئات العمال السوريين قبل سنوات.   ثالثا  من يريد استقرار لبنان ومصلحة لبنان يفترض به أن يدعم تفويض الجيش اللبناني بتطهير الشمال والبقاع من العصابات المسلحة التابعة لمجلس اسطنبول وبحظر أي شكل من أشكال التورط في الأحداث السورية. الواقع الحكومي المهزوز والمربك بخلافات يجري العمل على تسويتها يعيق تبلور إرادة وطنية لبنانية تلبي حاجات الاستقرار على هذا الصعيد، والحد الأدنى من المسؤولية اللبنانية يفترض اتخاذ إجراءات عاجلة تردع منظمي الحملات السياسية والإعلامية التحريضية المعادية للدولة السورية ويمنع المشاركة في الحرب على سورية والمبادرة إلى نشر الجيش اللبناني بكثافة على الحدود مع سورية لمكافحة جميع محاولات التهريب والخرق والتسلل التي تنظمها قوى 14 آذار لمصلحة المخابرات الفرنسية والأميركية والعصابات الإرهابية المسلحة التي تعبث بالأمن السوري.  

المصدر : غالب قنديل


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة