دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
ربما فاجأت جمهورها على اختلاف توجهاته السياسية بموقفها من الأزمة في سورية، إذ لم تنتظر ساعة واحدة حتى أعلنت موقفها دون أي تردد، وتؤيد الرئيس السوري بشار الأسد . وهي لم تذكر النظام بأي كلمة إلا حين سألناها عن ذلك، وتؤكد أنها، بموقفها المعلن، تقف إلى جانب الشعب السوري لا ضده كما اتهمت .
السياسة فرضت نفسها على أهل الفن، والجمهور يتابع مواقفهم إلى جانب أعمالهم، لذا جاء هذا الحوار مع الفنانة سلاف فواخرجي متنوعاً ما بين السياسة والفن .
لوحظ في تصريحات سابقة لك أنك كنت تقولين “أنا مع الرئيس بشار الأسد”، ولم تقولي مرة واحدة أنا مع النظام، هل من فاصل بين الرئيس والنظام بالنسبة لك؟
الأمر من وجهة نظري يتركز حول أن الرئيس بشار الأسد، بشخصه، مستهدف أكثر من أي شيء آخر في هذه الأزمة، ومن جهة أخرى فالنظام فيه الشرفاء وفيه الفاسدون، بينما الرئيس رجل محترم ومختلف تماماً عن كل الأشياء والأسماء والكيانات، في هذه المعمعة، ولهذا أقول إنني مع الرئيس بشار الأسد قولاً واحداً لا تراجع عنه لأنني خبرت من قرب من هو رئيسي .
لكن هناك من يقول إنك ومن يوافقك الرأي قد تغيرون آراءكم مع الزمن مثلما حصل في بلد آخر، فماذا تقولين؟
أقول إنني مع الرئيس إلى الممات، وغير ذلك يعني أنني لن أكون إنسانة تحترم نفسها، كما وسأفقد احترام عائلتي وأولادي وكل الناس الذين تعرفوا إلى موقفي . ومن جهة أخرى فمن يقف موقفاً مؤقتاً في قضية كهذه يكون شخصاً مستفيداً من الجهة التي يناصرها، بينما أنا لا أقف مع الرئيس لأي هدف نفعي أو ربحي بل هو موقف مبدئي اتخذته ليس مع بداية الأزمة وحسب بل منذ زمن طويل جداً .
وهناك من يعتبر أن على الفنان أن يقف مع الشعب؟
أوافق من يقول هذا، وأؤكد أن سلاف فواخرجي تقف مع الأغلبية العظمى في سوريا في الموقف الوطني المناصر للرئيس، وهذه حقيقة يقر بها الداخل والخارج، وقد اعترف الغرب بشعبية جارفة يتمتع بها الأسد، فكيف أكون واقفة ضد الشعب حين أكون أنا والشعب معاً في صف واحد؟ وهنا أعترف بأن هناك أناساً آخرين من السوريين لا يوافقوننا الرأي وبأن لديهم مطالب محقة ويجب الأخذ بها وتنفيذها، لكن لا يمكن لي إلا أن أكون في صف القائد الذي هو الوحيد القادر على تأمين مطالب هؤلاء الناس .
أنت ممن جلسوا مع الرئيس بشار الأسد بداية الأزمة، ماذا طلبت منه بالتمام؟
كانت لي مداخلة بسيطة تحدثت خلالها بأربع نقاط تتلخص بضرورة وجود قضاء مستقل في سوريا، وبضرورة قيام رجال الأعمال السوريين الذين حموا الليرة السورية بحماية الدراما كي لا نبقى مجرد منتجين منفذين، مع الأخذ بعين الاعتبار بضرورة الإنتاج العربي المشترك في الإنتاج الدرامي . وطالبت أيضاً بضرورة وجود مطار جديد يكون واجهة حضارية لهذا البلد، وكم سعدت عندما صدر مرسوم رئاسي بذلك بعد فترة قصيرة . أما النقطة الرابعة، فكانت أنني قلت للرئيس: نحن هنا لتستمع لمطالبنا، وأنا أريد منك أن تطلب أنت منا ما تريده وما يجب علينا فعله .
بعض نجوم الدراما السورية تعرضوا للضرب المبرح في مصر على يد معارضين، كيف تلقيت الأمر؟
من جانب حزنت كثيراً وتضامنت معهم واتصلت بهم مباشرة للاطمئنان عن حالتهم، لكن من جهة أخرى لم أفاجأ بما حصل وذلك بمجرد أن عرفت أن من ضربهم هم معارضون موجودون في الخارج . . السوريون الفنانون بينوا صورة السوري الوطني الشريف وذهبوا ليحدثوا الأمين العام للجامعة العربية برقي السوريين، بينما معارضو الخارج قدموا لنا نموذجاً عن الحكم الذي يريدون ويحلمون بأن يقودونا به إن وصلوا إلى الحكم لا سمح الله .
كان لك تصريح سلبي حول مسلسل شاركت في بطولته وقيل بعدها إنك ضد فكرته علماً أنه يشير إلى مواضع فساد، كيف تردين؟
المقصود هو مسلسل “الولادة من الخاصرة”، وهو مسلسل قوي وجيد وكم فرحت بالمشاركة فيه، لكن تصريحي الذي فهم خطأ وتم تحويره كان حول الجرأة الزائدة التي تم إنتاج العمل وتصويره بموجبها . قلت إنني لو كنت في الرقابة لرفضت النص بسبب الجرأة غير المضبوطة فيه، لكن النص، كفكرة وسيناريو، قوي ورهيب وإلا لما كنت شاركت فيه . إذا أنا اعترضت على حدة الجرأة التي يجب أن تكون بحدود وليس بهذا الشكل الذي جاءت عليه، لأنها تتحول إلى جرأة من أجل الجرأة وليس من أجل قضية .
هل ترين أن مهرجان دمشق السينمائي ألغي بسبب غياب نجوم مصر عنه احتجاجاً على الأحداث في سوريا؟
سمعت ثلاث روايات حول هذا الأمر، واحدة قالت إن التأجيل كان بسبب الأحداث والشهداء الذين يسقطون يومياً من الجيش والأمن والمدنيين، وواحدة أتت معاكسة للأولى تقول إنه كان علينا تنظيم المهرجان لنؤكد للعالم أننا نعيش حياتنا بشكل طبيعي وأن بلدنا ليس محكوماً بعصابات كما يروج الإعلام الخارجي، وثالثة قالت إن غياب المصريين هو السبب . بالنسبة لي أنا مع الرأي الثاني، علماً أن الأولى أيضاً فيها صحة، والثالثة أيضا فيها احترام لقيمة المصريين في الفن، وبالنتيجة ألغي المهرجان وهذا أمر مؤسف .
أخيراً، ما الأعمال التي ستقدمينها هذا العام؟
حالياً لدي عمل واحد فقط هو " المصابيح الزرق " وهو للمخرج فهد ميري والكاتب محمود عبد الكريم، وهو رواية للأديب الكبير حنا مينة وتنتجه مؤسسة الإنتاج التلفزيوني في سوريا . ألعب في العمل دور رندة التي تقع في علاقة حب مع شاب يهيم بحب الوطن فتقاسمه الحبين معاً، فيكون هناك تزاوج بين الوطن والغرام العاطفي .
وماذا عن الجزء الثاني من مسلسل " الولادة من الخاصرة" وأنت بطلة جزئه الأول؟
لن أشارك فيه مبدئياً، وكل شيء سيتوقف إلى حينه وإن كنت أؤكد أنني لن أشارك في أي عمل إلا بعد أن أجد النص المناسب لي.
الخليج - علاء محمد
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة