شكّل "الفيتو" الروسي ـ الصيني الثاني في مجلس الأمن ضربة ساحقة للحملة التي قادتها وتقودها واشنطن بالتعاون مع حلفائها الأوروبيين والعرب، لتدويل الأزمة السورية، وأخذ تفويض دولي لشن حرب على سورية.

وتجمع الأوساط المراقبة، أن الإدارة الأميركية تشعر بخيبة أمل شديدة، وهي تسعى اليوم الى الرد على هذا الفيتو بأي شكل من الأشكال، لرفع معنويات التحالف الجهنمي الذي يستهدف سورية وشعبها. ولا شك أن قرار سحب سفيرها وبعثتها الدبلوماسية من دمشق، الذي تلاه قرار ببغائي مماثل لدول الخليج وبعض الدول الأوروبية، هو أحد أشكال الرد الهادف إلى حفظ ماء الوجه بعد الهزيمة التي لحقتها في مجلس الأمن.

وترى الأوساط أن بداية الرد غير موفقة، باعتبار أن حالة من القطيعة تسود العلاقات الدبلوماسية منذ أشهر طويلة بين سورية والولايات المتحدة والدول الأخرى، وأن هذا الإجراء لن يقدم أو يؤخر على صعيد هذه العلاقات.

وحول ما إذا كانت هذه الخطوة مقدمة لمبادرة واشنطن وحلفائها إلى الاعتراف "بمجلس اسطنبول" يقول مصدر سياسي مطلع، إن هذا الأمر وارد لكن هناك تريثاً وتردداً لدى هذه الدول في اتخاذ مثل هذا الموقف، ليس من أجل إبقاء خيط للتفاوض مع النظام السوري بقدر ما هو ناجم عن الخوف من أن يؤدي ذلك إلى خلق مزيد من الانتكاسات في أوساط المعارضة السورية، حيث أن هناك أطرافاً عديدة منها تنظر إلى "مجلس اسطنبول" على أنه لا يملك أي صفة أو قدرة تمثيلية، وأنه مجرد هيئة كرتونية، ولدت وستبقى في الخارج.

من هنا، يرى المصدر أن الإقدام على الاعتراف "بمجلس اسطنبول" سيؤدي إلى مزيد من الإرباك والتضعضع في صفوف ما يسمى المعارضة من جهة، وإلى إحراج أطراف الحملة على سورية، وفي مقدمها واشنطن.

لذلك تفتش الولايات المتحدة عن صيغ أو خطوات أخرى لرفع معنويات حلفائها، وممارسة المزيد من الضغط على دمشق، لكن الواضح حتى الآن، أن ما حققته القيادة السورية بمؤازرة الشعب السوري من نجاحات في التصدي لحملة الداخل والخارج، يحدث هذا الإرباك لدى الإدارة الأميركية التي لم تتبلور لديها بعد أي خطة جديدة للاستمرار في تفعيل الحملة على سورية.

وفي المقابل، يقول المصدر السياسي، إن زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى دمشق بعد الفيتو تعتبر مهمة للغاية، وهي أكدت أن موسكو ثابتة في دعمها ومساندتها لسورية قيادة وشعباً، وأن موقفها في مجلس الأمن هو تعبير حقيقي وطبيعي عن هذا الدعم.

ويضيف المصدر، أن الزيارة ستساعد القيادة السورية على الاندفاع بسرعة نحو تحقيق الإصلاحات، بعد خطوات أمنية حاسمة بدأها الجيش والقوى الأمنية السورية، للقضاء على المجموعات الإرهابية المسلحة في بعض مناطق حمص وريف دمشق وإدلب.

وبالاستناد إلى تقارير ميدانية يقول المصدر، إن الجيش وقوات حفظ النظام حققا في الأيام الثلاثة الأخيرة خطوات متقدمة في الحملة على المجموعات الإرهابية المسلحة، حيث استطاعا القضاء على العديد منها والقبض على عدد آخر كما تمكنا أيضاً من تنظيف مناطق وقرى وأحياء عديدة من هذه المجموعات وضبطا كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات.

وتقول التقارير، إن المجموعات المسلحة الباقية باتت في وضع صعب للغاية، ما يؤشر إلى قرب تحقيق الجيش وقوات حفظ النظام خطوات مهمة للغاية للحسم والقضاء على هذه المجموعات، وإنقاذ الأهالي الذين تعرّضوا لأبشع أنواع الاعتداءات، على يد هؤلاء المسلحين.

وعليه فإن هذه الحملة الأمنية الواسعة ستمهد لخطوات عملية جديدة في إطار الحوار والإصلاح السياسي والاستفتاء على الدستور الجديد، بحيث لا يستبعد أن تبدأ هذه الخطوات في النصف الثاني من الشهر الجاري، حيث ستشكل ضربة حاسمة جديدة للمؤامرة التي تستهدف سورية وشعبها.

وفي تقدير المصدر السياسي، أن مرحلة جديدة بدأت في مواجهة حملة واشنطن وحلفائها بعد الفيتو الروسي ـ الصيني وزيارة لافروف إلى دمشق، وأن هذه المرحلة ستتميز بمرحلة الحوار والإصلاح السياسي، وبالتالي الانتقال العملي إلى حل الأزمة في سورية.

 

  • فريق ماسة
  • 2012-02-07
  • 9722
  • من الأرشيف

الفيتو وزيارة لافروف الى دمشق يؤسسان لمرحلة الحل إجراءات أمنية حاسمة وخطوات إصلاحية قبل نهاية شباط.

  شكّل "الفيتو" الروسي ـ الصيني الثاني في مجلس الأمن ضربة ساحقة للحملة التي قادتها وتقودها واشنطن بالتعاون مع حلفائها الأوروبيين والعرب، لتدويل الأزمة السورية، وأخذ تفويض دولي لشن حرب على سورية. وتجمع الأوساط المراقبة، أن الإدارة الأميركية تشعر بخيبة أمل شديدة، وهي تسعى اليوم الى الرد على هذا الفيتو بأي شكل من الأشكال، لرفع معنويات التحالف الجهنمي الذي يستهدف سورية وشعبها. ولا شك أن قرار سحب سفيرها وبعثتها الدبلوماسية من دمشق، الذي تلاه قرار ببغائي مماثل لدول الخليج وبعض الدول الأوروبية، هو أحد أشكال الرد الهادف إلى حفظ ماء الوجه بعد الهزيمة التي لحقتها في مجلس الأمن. وترى الأوساط أن بداية الرد غير موفقة، باعتبار أن حالة من القطيعة تسود العلاقات الدبلوماسية منذ أشهر طويلة بين سورية والولايات المتحدة والدول الأخرى، وأن هذا الإجراء لن يقدم أو يؤخر على صعيد هذه العلاقات. وحول ما إذا كانت هذه الخطوة مقدمة لمبادرة واشنطن وحلفائها إلى الاعتراف "بمجلس اسطنبول" يقول مصدر سياسي مطلع، إن هذا الأمر وارد لكن هناك تريثاً وتردداً لدى هذه الدول في اتخاذ مثل هذا الموقف، ليس من أجل إبقاء خيط للتفاوض مع النظام السوري بقدر ما هو ناجم عن الخوف من أن يؤدي ذلك إلى خلق مزيد من الانتكاسات في أوساط المعارضة السورية، حيث أن هناك أطرافاً عديدة منها تنظر إلى "مجلس اسطنبول" على أنه لا يملك أي صفة أو قدرة تمثيلية، وأنه مجرد هيئة كرتونية، ولدت وستبقى في الخارج. من هنا، يرى المصدر أن الإقدام على الاعتراف "بمجلس اسطنبول" سيؤدي إلى مزيد من الإرباك والتضعضع في صفوف ما يسمى المعارضة من جهة، وإلى إحراج أطراف الحملة على سورية، وفي مقدمها واشنطن. لذلك تفتش الولايات المتحدة عن صيغ أو خطوات أخرى لرفع معنويات حلفائها، وممارسة المزيد من الضغط على دمشق، لكن الواضح حتى الآن، أن ما حققته القيادة السورية بمؤازرة الشعب السوري من نجاحات في التصدي لحملة الداخل والخارج، يحدث هذا الإرباك لدى الإدارة الأميركية التي لم تتبلور لديها بعد أي خطة جديدة للاستمرار في تفعيل الحملة على سورية. وفي المقابل، يقول المصدر السياسي، إن زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى دمشق بعد الفيتو تعتبر مهمة للغاية، وهي أكدت أن موسكو ثابتة في دعمها ومساندتها لسورية قيادة وشعباً، وأن موقفها في مجلس الأمن هو تعبير حقيقي وطبيعي عن هذا الدعم. ويضيف المصدر، أن الزيارة ستساعد القيادة السورية على الاندفاع بسرعة نحو تحقيق الإصلاحات، بعد خطوات أمنية حاسمة بدأها الجيش والقوى الأمنية السورية، للقضاء على المجموعات الإرهابية المسلحة في بعض مناطق حمص وريف دمشق وإدلب. وبالاستناد إلى تقارير ميدانية يقول المصدر، إن الجيش وقوات حفظ النظام حققا في الأيام الثلاثة الأخيرة خطوات متقدمة في الحملة على المجموعات الإرهابية المسلحة، حيث استطاعا القضاء على العديد منها والقبض على عدد آخر كما تمكنا أيضاً من تنظيف مناطق وقرى وأحياء عديدة من هذه المجموعات وضبطا كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات. وتقول التقارير، إن المجموعات المسلحة الباقية باتت في وضع صعب للغاية، ما يؤشر إلى قرب تحقيق الجيش وقوات حفظ النظام خطوات مهمة للغاية للحسم والقضاء على هذه المجموعات، وإنقاذ الأهالي الذين تعرّضوا لأبشع أنواع الاعتداءات، على يد هؤلاء المسلحين. وعليه فإن هذه الحملة الأمنية الواسعة ستمهد لخطوات عملية جديدة في إطار الحوار والإصلاح السياسي والاستفتاء على الدستور الجديد، بحيث لا يستبعد أن تبدأ هذه الخطوات في النصف الثاني من الشهر الجاري، حيث ستشكل ضربة حاسمة جديدة للمؤامرة التي تستهدف سورية وشعبها. وفي تقدير المصدر السياسي، أن مرحلة جديدة بدأت في مواجهة حملة واشنطن وحلفائها بعد الفيتو الروسي ـ الصيني وزيارة لافروف إلى دمشق، وأن هذه المرحلة ستتميز بمرحلة الحوار والإصلاح السياسي، وبالتالي الانتقال العملي إلى حل الأزمة في سورية.  

المصدر : محمد ابراهيم\ البناء


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة