قال الكاتب يوهان هاري في "الإندبندنت" أمس في مقال تحت عنوان "كاميرون يخفي بوش في داخله"، إن "زعيما يصف نفسه بأنه "محافظ بكل عواطفه"، أصبح على وشك الفوز. وقد أظهر أن حزبه قد تغير. وهو يضع مؤيديه من السود والآسيويين في الصفوف الأولى

ويمضي قائلا "هذه المرة، يقول، إن حزبه "سيكون مختلفا". إنه عام 2000، واسمه هو جورج دبليو بوش. ولا غرابة في أن يكتشف جورج أوسبورن في عام 2002 أن "لدينا الكثير لنتعلمه من الفكر العاطفي المحافظ لبوش

ويقول الكاتب إن 1600 شخص يموتون سنويا أثناء أداء أعمالهم، مثل مايكل أدمسون، وهو كهربائي عمره 26 عاما، توجه الى عمله ذات يوم حيث تعرض لصدمة كهربائية قضت عليه، لأن صاحب العمل لم يشتر قطعة من معدات السلامة ثمنها 12 جنيها

ويقول إن ديفيد كاميرون، رغم ذلك، يتعهد بالتخلي عن وسائل الحماية الضعيفة جدا القائمة في الوقت الحاضر، والاستعاضة عنها بنظام يجعل الشركات قادرة على "تنظيم عمليات التفتيش الخاصة بها" التي تقوم بها فرق من اختيارها

ويضرب الكاتب مثالا آخر لتوجهات كاميرون التي يعتبرها "مخيبة للآمال". فيقول إن الخطر يأتي إلى بريطانيا عبر الحدود سواء من خلال العصابات الإجرامية، أو التنظيمات الجهادية، وعصابات الاتجار بالبشر، أو عصابات الاستغلال الجنسي

وحتى وقت قريب، كانت الشرطة تعتمد على عملية بطيئة ومتشابكة من خلال اتفاقات مختلفة مع كل بلد على حدة في أوروبا، في محاولة تعقب هؤلاء المجرمين الذين كان الكثيرون منهم يتمكنون من الفرار

وقد توصلت أوروبا بما فيها بريطانيا إلى إجراء بسيط يسمى أمر الاعتقال الأوروبي. "لقد كانت قصة نجاح رائعة. وتمكنا بالتالي من ضبط بعض أسوأ عصابات الاستغلال الجنسي للأطفال والخلايا الجهادية في العالم، ويتم إغلاق كوستا دل سول، معقل المجرمين، في اسبانيا حيث اعتاد أفراد العصابات البريطانية الهرب لعقود من الزمان

ويمضي شارحا أن ديفيد كاميرون يعارض هذا الإجراء ويصفه بأنه يمثل مزيدا من السيطرة من بروكسل (أي من الاتحاد الأوروبي)، وهو ما يعكس "عداءه" للتعاون الأوروبي

وينتقد الكاتب سياسات كاميرون وحزبه في مجالات عديدة أخرى منها تناوله الذي يراه سلبيا لمشكلة الإدمان، ورغبته في تقليص الإنفاق على حساب الخدمات (التي توفر للناس أموالا) وغير ذلك

ويصل إلى وصفه كاميرون بأنه مثل بوش، متسائلا من الذي يريد حقا هذا المزيج من أصولية السوق، والفزع من أوروبا، والخطب الرنانة الموجهة للفقراء لخمس سنوات مقبلة؟

  • فريق ماسة
  • 2010-04-30
  • 8835
  • من الأرشيف

كاميرون يخفي بوش في داخله

قال الكاتب يوهان هاري في "الإندبندنت" أمس في مقال تحت عنوان "كاميرون يخفي بوش في داخله"، إن "زعيما يصف نفسه بأنه "محافظ بكل عواطفه"، أصبح على وشك الفوز. وقد أظهر أن حزبه قد تغير. وهو يضع مؤيديه من السود والآسيويين في الصفوف الأولى ويمضي قائلا "هذه المرة، يقول، إن حزبه "سيكون مختلفا". إنه عام 2000، واسمه هو جورج دبليو بوش. ولا غرابة في أن يكتشف جورج أوسبورن في عام 2002 أن "لدينا الكثير لنتعلمه من الفكر العاطفي المحافظ لبوش ويقول الكاتب إن 1600 شخص يموتون سنويا أثناء أداء أعمالهم، مثل مايكل أدمسون، وهو كهربائي عمره 26 عاما، توجه الى عمله ذات يوم حيث تعرض لصدمة كهربائية قضت عليه، لأن صاحب العمل لم يشتر قطعة من معدات السلامة ثمنها 12 جنيها ويقول إن ديفيد كاميرون، رغم ذلك، يتعهد بالتخلي عن وسائل الحماية الضعيفة جدا القائمة في الوقت الحاضر، والاستعاضة عنها بنظام يجعل الشركات قادرة على "تنظيم عمليات التفتيش الخاصة بها" التي تقوم بها فرق من اختيارها ويضرب الكاتب مثالا آخر لتوجهات كاميرون التي يعتبرها "مخيبة للآمال". فيقول إن الخطر يأتي إلى بريطانيا عبر الحدود سواء من خلال العصابات الإجرامية، أو التنظيمات الجهادية، وعصابات الاتجار بالبشر، أو عصابات الاستغلال الجنسي وحتى وقت قريب، كانت الشرطة تعتمد على عملية بطيئة ومتشابكة من خلال اتفاقات مختلفة مع كل بلد على حدة في أوروبا، في محاولة تعقب هؤلاء المجرمين الذين كان الكثيرون منهم يتمكنون من الفرار وقد توصلت أوروبا بما فيها بريطانيا إلى إجراء بسيط يسمى أمر الاعتقال الأوروبي. "لقد كانت قصة نجاح رائعة. وتمكنا بالتالي من ضبط بعض أسوأ عصابات الاستغلال الجنسي للأطفال والخلايا الجهادية في العالم، ويتم إغلاق كوستا دل سول، معقل المجرمين، في اسبانيا حيث اعتاد أفراد العصابات البريطانية الهرب لعقود من الزمان ويمضي شارحا أن ديفيد كاميرون يعارض هذا الإجراء ويصفه بأنه يمثل مزيدا من السيطرة من بروكسل (أي من الاتحاد الأوروبي)، وهو ما يعكس "عداءه" للتعاون الأوروبي وينتقد الكاتب سياسات كاميرون وحزبه في مجالات عديدة أخرى منها تناوله الذي يراه سلبيا لمشكلة الإدمان، ورغبته في تقليص الإنفاق على حساب الخدمات (التي توفر للناس أموالا) وغير ذلك ويصل إلى وصفه كاميرون بأنه مثل بوش، متسائلا من الذي يريد حقا هذا المزيج من أصولية السوق، والفزع من أوروبا، والخطب الرنانة الموجهة للفقراء لخمس سنوات مقبلة؟

المصدر : الإندبندنت


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة