أثارت دعوة أمير قطر خلال زيارته واشنطن لإرسال قوات عربية إلى سورية وإصراره على التدخل في الشؤون السورية الداخلية انتقادات شديدة في الأوساط السياسية والإعلامية العربية.

وفي تعليق ساخر في صحيفة الديار اللبنانية بعنوان (أحلام الأمير الصغير) رأت الكاتبة الصحفية اللبنانية زينة خوري أن دعوة أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني قد تشكل محاولة منه ليسرق الأضواء من رئيس وزرائه-وزير خارجيته حمد بن جاسم في مجال التدخل بالشأن السوري بعد أن أخذت المنافسة الداخلية بين الرجلين شكلاً علنياً في البعد الإقليمي, مؤكدة أن هذا الأمر قد يشكل التبرير المنطقي الوحيد لهذا الطرح للأمير القطري الذي لا يستند إلى منطق أو واقع أو قانون. ‏

وقالت خوري ساخرة: إن سموه يريد قوة عسكرية عربية تشكلها دول لا تمتلك جيوشها قدرة عسكرية على التدخل فكيف تتدخل وبماذا؟ مشيرة إلى أن الأمير القطري يتمنى كما يبدو أن تستعين الجيوش العربية بقوات عسكرية غير عربية تدخل باسم العرب إلى دمشق. ‏

وتساءلت خوري في ختام تعليقها عما إذا كان هذا المشروع لأمير قطر يشبه قصة الرواية العالمية للأطفال هاري بوتر حيث العصا السحرية هي أداة الحل الوحيدة للأزمات في قصص الأطفال وأحلام الأمراء الصغار. ‏

وفي مقال آخر بعنوان (الأمير وقوات قطر العربية) كتب محمد شمس الدين في صحيفة البناء اللبنانية قائلاً: إن التحرك القطري تكثف قبل انعقاد المجلس الوزاري العربي الأحد المقبل وبعد مرور شهر على توقيع بروتوكول بعثة المراقبين العرب بين سورية والأمانة العامة للجامعة بعدما تم إفقاد البعثة أهميتها إثر الاتضاح بأن رياحها لا تجري وفق ما اشتهت سفنها ما جعل أمير قطر يتقدم بطرح إرسال قوات عربية إلى سورية في محاولة لجعلها جسراً لتدخل أجنبي يتبناه مجلس الأمن الدولي. ‏

وأكد شمس الدين أن طرح إرسال قوات عربية إلى سورية غير منطقي لأن السؤال البديهي الذي سيليه هو: من الدولة التي ستوافق على إرسال جنودها إلى هذا النوع من المهمات المستحيلة في الظروف التي تمر بها المنطقة؟ إضافة إلى أن الزج بأي قوة يفتح الأبواب المغلقة في الصراع القائم في المنطقة والذي بات يقف على شفير الهاوية نتيجة النفخ في النار. ‏

وأشار الكاتب إلى أن ما يجب أن يتم شرحه بإسهاب هو استعراض القوى العربية التي من الممكن أن تشارك في تلك القوات التي يطرح أمير قطر تشكيلها لتحقيق مآرب العرب والغرب ضد سورية وما يجب أن يجيب عليه الأمير نفسه هو: هل قطر بحد ذاتها قادرة على المشاركة في قوة ردع عربية؟. ‏

وتساءل شمس الدين عما إذا كان أمير قطر يريد أن تدخل قواته وفق شروط سياسية أو مظلة حماية, ما ينسف كل القواعد لأن الدخول إلى سورية يندرج في سياق إعلان الحرب عليها ولا يمكن وضعه في أي خانة أخرى لأن هذه القوات لن تكون إلا عبارة عن قوى خارجية لدعم المسلحين الخارجين عن القانون وليس حماية المدنيين من أتون حرب يدفع العرب إلى إشعالها في سورية وربما في المنطقة. ‏

واعتبر شمس الدين أن الجواب عن إمكانية مشاركة قطر في هذا السياق هو النفي بالطبع في حين أن باقي الدول من غير تلك التي تشكل قوات درع الجزيرة لها حساباتها العديدة ولا تتوافر فيها مقومات المشاركة. ‏

ورأى شمس الدين في ختام مقاله أن طرح الأمير القطري يشكل إصراراً على خوض المعركة ضد سورية مهما طالت, مشيراً نقلاً عن مصادر عربية إلى وجوب النظر إلى ما خلف الطرح القطري من إمكانية لتدخل أجنبي غربي مدفوع الثمن من أموال قطر والعرب إلا أنه أكد استبعاد تحقيق هذه الرغبة القطرية في ضوء الظروف الدولية الراهنة والموقف الروسي. ‏

وفي عمّان أكدت صحيفة (العرب اليوم) الأردنية أن ردود فعل العواصم الأطلسية وجماعتها العرب المتسرعة على عمل لجنة المراقبة العربية في سورية, تثير الكثير من الاستغراب والسخرية, حيث بدأت حكومات الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا تهاجم اللجنة قبل أن تخطو البعثة خطواتها الأولى على طريق عملها وتشكك في مصداقيتها وتقلل من أهمية عملها ودورها رغم أن فكرة المراقبين لم تكن فكرة سورية بل هي فكرة أولئك الذين يهاجمونها الآن كما أنه لم يكن للحكومة السورية أي دور في اختيار أشخاص المراقبين فمن اختارهم هو بعض من ينتقدون عملهم الآن. ‏

وكانت صحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية رأت في مقال أمس الأول أن دعوة أمير قطر التي جاءت في تصريحات لقناة تلفزيون أميركية تظهر أن حمد تخلى عن محاولاته لاستخدام الجامعة العربية ضد سورية ونقل تركيزه ضدها إلى وسائل أخرى من بينها دعم مسلحي ما يسمى الجيش الحر. ‏

  • فريق ماسة
  • 2012-01-19
  • 12078
  • من الأرشيف

صحف عربية: محاولة مكشوفة لجعل قطر جسراً للتدخل الأجنبي

أثارت دعوة أمير قطر خلال زيارته واشنطن لإرسال قوات عربية إلى سورية وإصراره على التدخل في الشؤون السورية الداخلية انتقادات شديدة في الأوساط السياسية والإعلامية العربية. وفي تعليق ساخر في صحيفة الديار اللبنانية بعنوان (أحلام الأمير الصغير) رأت الكاتبة الصحفية اللبنانية زينة خوري أن دعوة أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني قد تشكل محاولة منه ليسرق الأضواء من رئيس وزرائه-وزير خارجيته حمد بن جاسم في مجال التدخل بالشأن السوري بعد أن أخذت المنافسة الداخلية بين الرجلين شكلاً علنياً في البعد الإقليمي, مؤكدة أن هذا الأمر قد يشكل التبرير المنطقي الوحيد لهذا الطرح للأمير القطري الذي لا يستند إلى منطق أو واقع أو قانون. ‏ وقالت خوري ساخرة: إن سموه يريد قوة عسكرية عربية تشكلها دول لا تمتلك جيوشها قدرة عسكرية على التدخل فكيف تتدخل وبماذا؟ مشيرة إلى أن الأمير القطري يتمنى كما يبدو أن تستعين الجيوش العربية بقوات عسكرية غير عربية تدخل باسم العرب إلى دمشق. ‏ وتساءلت خوري في ختام تعليقها عما إذا كان هذا المشروع لأمير قطر يشبه قصة الرواية العالمية للأطفال هاري بوتر حيث العصا السحرية هي أداة الحل الوحيدة للأزمات في قصص الأطفال وأحلام الأمراء الصغار. ‏ وفي مقال آخر بعنوان (الأمير وقوات قطر العربية) كتب محمد شمس الدين في صحيفة البناء اللبنانية قائلاً: إن التحرك القطري تكثف قبل انعقاد المجلس الوزاري العربي الأحد المقبل وبعد مرور شهر على توقيع بروتوكول بعثة المراقبين العرب بين سورية والأمانة العامة للجامعة بعدما تم إفقاد البعثة أهميتها إثر الاتضاح بأن رياحها لا تجري وفق ما اشتهت سفنها ما جعل أمير قطر يتقدم بطرح إرسال قوات عربية إلى سورية في محاولة لجعلها جسراً لتدخل أجنبي يتبناه مجلس الأمن الدولي. ‏ وأكد شمس الدين أن طرح إرسال قوات عربية إلى سورية غير منطقي لأن السؤال البديهي الذي سيليه هو: من الدولة التي ستوافق على إرسال جنودها إلى هذا النوع من المهمات المستحيلة في الظروف التي تمر بها المنطقة؟ إضافة إلى أن الزج بأي قوة يفتح الأبواب المغلقة في الصراع القائم في المنطقة والذي بات يقف على شفير الهاوية نتيجة النفخ في النار. ‏ وأشار الكاتب إلى أن ما يجب أن يتم شرحه بإسهاب هو استعراض القوى العربية التي من الممكن أن تشارك في تلك القوات التي يطرح أمير قطر تشكيلها لتحقيق مآرب العرب والغرب ضد سورية وما يجب أن يجيب عليه الأمير نفسه هو: هل قطر بحد ذاتها قادرة على المشاركة في قوة ردع عربية؟. ‏ وتساءل شمس الدين عما إذا كان أمير قطر يريد أن تدخل قواته وفق شروط سياسية أو مظلة حماية, ما ينسف كل القواعد لأن الدخول إلى سورية يندرج في سياق إعلان الحرب عليها ولا يمكن وضعه في أي خانة أخرى لأن هذه القوات لن تكون إلا عبارة عن قوى خارجية لدعم المسلحين الخارجين عن القانون وليس حماية المدنيين من أتون حرب يدفع العرب إلى إشعالها في سورية وربما في المنطقة. ‏ واعتبر شمس الدين أن الجواب عن إمكانية مشاركة قطر في هذا السياق هو النفي بالطبع في حين أن باقي الدول من غير تلك التي تشكل قوات درع الجزيرة لها حساباتها العديدة ولا تتوافر فيها مقومات المشاركة. ‏ ورأى شمس الدين في ختام مقاله أن طرح الأمير القطري يشكل إصراراً على خوض المعركة ضد سورية مهما طالت, مشيراً نقلاً عن مصادر عربية إلى وجوب النظر إلى ما خلف الطرح القطري من إمكانية لتدخل أجنبي غربي مدفوع الثمن من أموال قطر والعرب إلا أنه أكد استبعاد تحقيق هذه الرغبة القطرية في ضوء الظروف الدولية الراهنة والموقف الروسي. ‏ وفي عمّان أكدت صحيفة (العرب اليوم) الأردنية أن ردود فعل العواصم الأطلسية وجماعتها العرب المتسرعة على عمل لجنة المراقبة العربية في سورية, تثير الكثير من الاستغراب والسخرية, حيث بدأت حكومات الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا تهاجم اللجنة قبل أن تخطو البعثة خطواتها الأولى على طريق عملها وتشكك في مصداقيتها وتقلل من أهمية عملها ودورها رغم أن فكرة المراقبين لم تكن فكرة سورية بل هي فكرة أولئك الذين يهاجمونها الآن كما أنه لم يكن للحكومة السورية أي دور في اختيار أشخاص المراقبين فمن اختارهم هو بعض من ينتقدون عملهم الآن. ‏ وكانت صحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية رأت في مقال أمس الأول أن دعوة أمير قطر التي جاءت في تصريحات لقناة تلفزيون أميركية تظهر أن حمد تخلى عن محاولاته لاستخدام الجامعة العربية ضد سورية ونقل تركيزه ضدها إلى وسائل أخرى من بينها دعم مسلحي ما يسمى الجيش الحر. ‏

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة