أكثر ما تخشاه إسرائيل هو أن يدرك عدوّها في قطاع غزة خوفها منه. خشية تل أبيب هي أن يمثّل المستجد الإقليمي المصري، وغيره أيضاً، حافزاً لحركات المقاومة في غزة لتوسيع هامش حراكها العسكري ضد تل أبيب، المحكومة أيضاً بخشية أخرى أكثر تأثيراً على قراراتها، وهي التداعيات التي لن تحمد عقباها حيال تكوّن المشهد المصري وما يحمله من تهديد ضد الدولة العبرية. كل ذلك يدفع الدولة العبرية وحكامها إلى رفع الصوت عالياً، عبر التهديد المستمر والمتواصل ضد القطاع الفلسطيني، والتلويح إلى حدّ التكرار الرتيب بعملية عسكرية واسعة النطاق قد تكون تخشاها هي أكثر بكثير من الفلسطينيين أنفسهم.

في إطار الرسائل التهديدية الإسرائيلية، جدّد رئيس أركان الجيش بني غانتس تحذيراته أمس، متوعّداً القطاع بحرب «قاصمة ومبادَر إليها». وأشار إلى أن «إسرائيل لا يمكن أن تواصل العيش تحت تهديد متواصل وناشط لحركة حماس في غزة»، وخلص إلى أنه، «عاجلاً أو آجلاً، لا مفر من شنّ عملية عسكرية واسعة النطاق ضد أي تهديد إرهابي يأتي من القطاع». تهديد أرفقه غانتس بآخر مفاده أن «الجيش الاسرائيلي يدرك ما يجب فعله بأسلوب هجومي وصارم وملائم».

بدوره، طالب رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، شاؤول موفاز، بـ«ضرورة العمل بحزم ضد المجموعات الاإرهابية في قطاع غزة». ورأى أن «العمليات التي يشنّها الجيش (حالياً) لا تكفي، بل يجب العمل بطريقة أكثر شمولاً ضد زعماء المنظمات الإرهابية الذين يرسلون منفذّي الهجمات ضد إسرائيل». وتابع موفاز أن «عملية الرصاص المصهور ضد حماس كانت العملية التي أعادت الردع لإسرائيل»، معرباً في الوقت نفسه عن أسفه لكونه «في ظل ولاية الحكومة الحالية، نشهد أن حماس، وخصوصاً حركة الجهاد الإسلامي، ترفع رأسها من جديد في غزة». من هنا، حذّر موفاز من أن «سياسة الرد الإسرائيلية غير الحازمة تسبب تآكل الردع الإسرائيلي». ووصل الأمر بموفاز إلى اعتبار أن «لدى إسرائيل أكثر من مليون مواطن محتجزين كرهائن، وبالتالي يجب على إسرائيل أن ترد بطريقة مختلفة»، مستدركاً بأنه «يجب عدم الإقدام على احتلال قطاع غزة، بل فقط العمل بنحو يدفع المنظمات الإرهابية إلى أن تفكر مرتين قبل أن تطلق صواريخها». وحاول موفاز اللعب على وتر وجود خلاف ما بين حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، عندما شدد على أن «الجهاد الإسلامي تمثّل تحدياً لإسرائيل ولحماس، إذ إنها تتلقى الأموال من إيران، ويجب عليها أن تثبت للإيرانيين أنها تستغل هذه الأموال ضدنا».

وفي السياق، حذّر قائد اللواء الجنوبي في فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي، العقيد تال حرموني، من «درجة الاستعداد المرتفعة لدى حركتي حماس والجهاد الإسلامي ومنظمات إرهابية فلسطينية أخرى لخطف جنود إسرائيليين». وأشار حرموني إلى أن حكومته «تنظر إلى أي عملية خطف من قطاع غزة على أنها عملية ذات أبعاد استراتيجية، وتتعامل معها على هذا الأساس»، وتابع أنه «إذا تبيّن للجيش أن قيادة حماس تسمح بإطلاق الصواريخ باتجاه النقب الغربي، فقد تتخذ خطوات أكثر إيلاماً ممّا اتخذناه في عملية الرصاص المصهور» عام 2009.

 

  • فريق ماسة
  • 2011-12-28
  • 7321
  • من الأرشيف

تل أبيب تتّوعد غزّة وعينها على القاهرة

    أكثر ما تخشاه إسرائيل هو أن يدرك عدوّها في قطاع غزة خوفها منه. خشية تل أبيب هي أن يمثّل المستجد الإقليمي المصري، وغيره أيضاً، حافزاً لحركات المقاومة في غزة لتوسيع هامش حراكها العسكري ضد تل أبيب، المحكومة أيضاً بخشية أخرى أكثر تأثيراً على قراراتها، وهي التداعيات التي لن تحمد عقباها حيال تكوّن المشهد المصري وما يحمله من تهديد ضد الدولة العبرية. كل ذلك يدفع الدولة العبرية وحكامها إلى رفع الصوت عالياً، عبر التهديد المستمر والمتواصل ضد القطاع الفلسطيني، والتلويح إلى حدّ التكرار الرتيب بعملية عسكرية واسعة النطاق قد تكون تخشاها هي أكثر بكثير من الفلسطينيين أنفسهم. في إطار الرسائل التهديدية الإسرائيلية، جدّد رئيس أركان الجيش بني غانتس تحذيراته أمس، متوعّداً القطاع بحرب «قاصمة ومبادَر إليها». وأشار إلى أن «إسرائيل لا يمكن أن تواصل العيش تحت تهديد متواصل وناشط لحركة حماس في غزة»، وخلص إلى أنه، «عاجلاً أو آجلاً، لا مفر من شنّ عملية عسكرية واسعة النطاق ضد أي تهديد إرهابي يأتي من القطاع». تهديد أرفقه غانتس بآخر مفاده أن «الجيش الاسرائيلي يدرك ما يجب فعله بأسلوب هجومي وصارم وملائم». بدوره، طالب رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، شاؤول موفاز، بـ«ضرورة العمل بحزم ضد المجموعات الاإرهابية في قطاع غزة». ورأى أن «العمليات التي يشنّها الجيش (حالياً) لا تكفي، بل يجب العمل بطريقة أكثر شمولاً ضد زعماء المنظمات الإرهابية الذين يرسلون منفذّي الهجمات ضد إسرائيل». وتابع موفاز أن «عملية الرصاص المصهور ضد حماس كانت العملية التي أعادت الردع لإسرائيل»، معرباً في الوقت نفسه عن أسفه لكونه «في ظل ولاية الحكومة الحالية، نشهد أن حماس، وخصوصاً حركة الجهاد الإسلامي، ترفع رأسها من جديد في غزة». من هنا، حذّر موفاز من أن «سياسة الرد الإسرائيلية غير الحازمة تسبب تآكل الردع الإسرائيلي». ووصل الأمر بموفاز إلى اعتبار أن «لدى إسرائيل أكثر من مليون مواطن محتجزين كرهائن، وبالتالي يجب على إسرائيل أن ترد بطريقة مختلفة»، مستدركاً بأنه «يجب عدم الإقدام على احتلال قطاع غزة، بل فقط العمل بنحو يدفع المنظمات الإرهابية إلى أن تفكر مرتين قبل أن تطلق صواريخها». وحاول موفاز اللعب على وتر وجود خلاف ما بين حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، عندما شدد على أن «الجهاد الإسلامي تمثّل تحدياً لإسرائيل ولحماس، إذ إنها تتلقى الأموال من إيران، ويجب عليها أن تثبت للإيرانيين أنها تستغل هذه الأموال ضدنا». وفي السياق، حذّر قائد اللواء الجنوبي في فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي، العقيد تال حرموني، من «درجة الاستعداد المرتفعة لدى حركتي حماس والجهاد الإسلامي ومنظمات إرهابية فلسطينية أخرى لخطف جنود إسرائيليين». وأشار حرموني إلى أن حكومته «تنظر إلى أي عملية خطف من قطاع غزة على أنها عملية ذات أبعاد استراتيجية، وتتعامل معها على هذا الأساس»، وتابع أنه «إذا تبيّن للجيش أن قيادة حماس تسمح بإطلاق الصواريخ باتجاه النقب الغربي، فقد تتخذ خطوات أكثر إيلاماً ممّا اتخذناه في عملية الرصاص المصهور» عام 2009.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة