منذ أشهر شكلت تحركات المعارضات السورية غطاء سياسيا لنشاط جماعات التكفير والتطرف المسلحة التي ظهرت منذ اليوم الأول للأحداث ، وتطورت و تنامت بفعل المساعدات المالية والعسكرية التي تدفقت عليها عبر الحدود اللبنانية والتركية والأردنية.

أولا  الإرهاب الذي مارسته العصابات المسلحة في الأحداث السورية قام على مبدأ القتل والتمثيل بالجثث وقد شكلت معارك جسر الشغور المحطة الأبرز في سياق تحول هيكل المعارضات السورية إلى ميليشيا مسلحة تمارس الإرهاب وتقوم بعمليات اختطاف وقتل لكل من يخالفها الرأي وتنظم عمليات التمرد المسلح على الدولة المركزية لتقيم في مناطق سيطرتها سلطة إرهابية تكفيرية كشفها العديد من المراسلين الأجانب الذين زاروا مناطق سورية عديدة ومدنا وبلدات كانت خاضعة لسيطرة العصابات الإرهابية.

انتقال المعارضة الخارجية إلى العمل من خلال مجلس اسطنبول والإعلان عن تأسيس ما سمي بالجيش الحر شكلا حلقة نوعية في تنظيم الإرهاب المسلح ، وهو ما لم تستطع حجبه البيانات الديماغوجية التي تسمي القتلى الإرهابيين في المعارك التي يخوضونها ضد الجيش العربي السوري والقوى الأمنية ، تارة بالمنشقين وطورا بالمدنيين ، ولكن الحقيقة بقيت واحدة وظاهرة للعيان وهي أن مجلس اسطنبول يقود عصابات إرهابية ويغطي نشاطها بل ويساهم في تنظيمها وإدارتها سياسيا ولوجستيا.

ثانيا  أعلنت مجموعات قاعدية في بيانات رسمية نشرتها وسائل الإعلام عن إدخال عناصر وكوادر من القاعدة إلى سورية ، علما أن ذلك ليس الشكل الوحيد لتكون النشاط الإرهابي على الأرض السورية فجميع الخبراء يعرفون أن مجموعات من كوادر التكفير وحركة الأخوان المسلمين ممن يحملون الجنسية السورية قد لعبوا أدوارا قيادية في القاعدة و قاتلوا تحت لوائها في أفغانستان والعراق خلال السنوات الأخيرة ، بل وإن الكثير من مؤسسي شبكة القاعدة كانوا سوريي الجنسية وقد هربوا من بلادهم إلى أفغانستان بعد هزيمة حركة التمرد والإرهاب التي قادوها في الثمانينات داخل سورية ، والتي كانت أداة الضغط الأميركية الرجعية المعول عليها لإخضاع سورية وكسر إرادتها القومية والوطنية بعد كامب ديفيد ، وكانت وسائلهم هي ذاتها التي تستخدم اليوم أي القتل والخطف والاغتيال والمجازر والعبوات الناسفة التي استهدفت المواطنين والمؤسستين العسكرية والأمنية.

ثالثا   في التوقيت جاء التفجيران الانتحاريان اللذان استهدفا العاصمة السورية بعد معارك عنيفة جرت في محافظتي حمص وادلب تمكنت فيهما قوات الجيش العربي السوري من تحقيق تقدم كبير عبر تحرير القرى والبلدات التي سيطرت عليها الجماعات الإرهابية في منطقة جبل الزاوية وفي محيط مدينة حمص و بالتالي ينظر إليهما بداهة على الصعيد العسكري كخطوة تهدف إلى تشتيت قدرات وإمكانات الدولة السورية ولوقف تقدم القوات الشرعية للإجهاز على آخر معاقل عصابات الإرهاب وأوكارها.

أما سياسيا فمن الواضح تماما أن برنامج برهان غليون الشهير هو الحصيلة التي عقد عليها التفاهم بين قادة الأخوان والحلف الاستعماري الغربي وأدواته في المنطقة وقد استعصت محاولات إخضاع الدولة السورية لهذا البرنامج بسبب وعي الشعب السوري وتماسكه وعجز المعارضات المرتبطة بالخارج عن بلورة حراك شعبي قادر على النمو والتطور .

في ذاكرة السوريين إرث ثقيل و بشع من إرهاب الأخوان المسلمين في الثمانينات ومن انكشاف ارتباطهم بالدوائر الاستعمارية والرجعية في المنطقة فكيف وقد سقط القناع دفعة واحدة وبات العنوان المصرح به كهدف مركزي لمجلس اسطنبول هو تدمير القوة السورية الوطنية والمقاومة وإخضاعها للهيمنة الأميركية الإسرائيلية.

رابعا  الإفلاس السياسي لمجلس اسطنبول بات واضحا وساطعا وهو قد تحول إلى دمية بيد الغرب وأعوانه لتطويع سورية وإخضاعها وواجهة للإرهاب المسلح الذي يعصف بالمجتمع السوري ، ويمثل خطرا جديا ومستمرا على الاستقرار وعلى الوحدة الوطنية ، والعمليات الدموية الجاري تنفيذها على يد الإرهابيين تمثل الأسلوب الجديد الذي قررت القوى المتورطة في خطة تخريب سورية اعتماده و دعمه بعد فشلها في جميع الفصول السابقة وبعدما فرض الانسداد السياسي والاستراتيجي الدولي والإقليمي عليها الرضوخ لشروط الدولة السورية بشأن برتوكول الجامعة.

في الحلف الدولي الإقليمي الذي يستهدف سورية تبدو حكومتا  تركيا وقطر الأشد حماسا لقيادة المزيد من أعمال التخريب ، فهما متورطتان بالتزامات ووعود أمام الإدارتين الأميركية والفرنسية تتعلق بالوضع السوري وبالمعارضات السورية وقدراتها ، و هي تعهدات ثبت كذبها ، بعدما تنقل حمد بن جاسم وأردوغان و معهما سعد الحريري و بندر بن سلطان ، في الوعد بإسقاط النظام الوطني في سورية من موعد إلى موعد طيلة الأشهر الماضية ، وقد تعاونوا في العمل الاستخباراتي والتمويلي والتسليحي خصوصا حيث رمت هذه الأطراف بثقلها لتصعيد العمليات الإرهابية المسلحة على الأرض بكل الوسائل المتاحة وأدارت أوسع تصعيد إعلامي وسياسي ممكن ضد سورية وقيادتها.

خامسا  إن دولا كبرى كالولايات المتحدة وفرنسا تمتلك القدرة على الالتفاف بعد الفشل كما حصل في هجمة 2005 التي استهدفت سورية بعد احتلال العراق ولكن حكام الدوحة واسطنبول يعرفون أنهم سيدفعون ثمن التورط الدموي الحاصل في سورية ولذلك يلقون دفعة واحدة لكل ما في جعبهم من أدوات الضغط والتخريب والموت علهم يحققون غاية مستحيلة توهموا إمكان حصولها.

لا مكان للإصلاح في أجندة مجلس اسطنبول وقادة الأخوان المسلمين في سورية ، إنه الإرهاب كما كان في الثمانينات ، و الهدف هو تركيع الدولة العربية الوحيدة التي ترفض الإذعان أمام إسرائيل والتنازل عن سيادتها وعن كرامتها الوطنية منذ كمب ديفيد التي تولى قادة الخوان تعويمها اليوم باسم الثورات العربية !

إنها حقيقة بات يعرفها الشعب السوري أما الضجيج والكذب الفاضح الذي خرجت به أبواق المخطط الاستعماري من سوريين ولبنانيين فهي لا تستطيع أن تنفي الحقيقة الواضحة بوضوح الدم السوري البريء الذي يراق مرة بسواطير العراعرة ومرة ببنادق الأخوان المسلمين المهربة من لبنان وتركيا ومرة أخرى بالتفجيرات الانتحارية التي ينفذها إرهابيون وتكفيريون من فلول القاعدة التي أعاد تدويرها واستعمالها بندر بن سلطان وعهد إلى سعد الحريري بمهمة إقامة الأوكار المساندة لها على الأرض اللبنانية وفي بعض المخيمات الفلسطينية.
  • فريق ماسة
  • 2011-12-24
  • 4482
  • من الأرشيف

إصلاح أم إرهاب لتدمير القوة السورية؟.. بقلم : غالب قنديل

منذ أشهر شكلت تحركات المعارضات السورية غطاء سياسيا لنشاط جماعات التكفير والتطرف المسلحة التي ظهرت منذ اليوم الأول للأحداث ، وتطورت و تنامت بفعل المساعدات المالية والعسكرية التي تدفقت عليها عبر الحدود اللبنانية والتركية والأردنية. أولا  الإرهاب الذي مارسته العصابات المسلحة في الأحداث السورية قام على مبدأ القتل والتمثيل بالجثث وقد شكلت معارك جسر الشغور المحطة الأبرز في سياق تحول هيكل المعارضات السورية إلى ميليشيا مسلحة تمارس الإرهاب وتقوم بعمليات اختطاف وقتل لكل من يخالفها الرأي وتنظم عمليات التمرد المسلح على الدولة المركزية لتقيم في مناطق سيطرتها سلطة إرهابية تكفيرية كشفها العديد من المراسلين الأجانب الذين زاروا مناطق سورية عديدة ومدنا وبلدات كانت خاضعة لسيطرة العصابات الإرهابية. انتقال المعارضة الخارجية إلى العمل من خلال مجلس اسطنبول والإعلان عن تأسيس ما سمي بالجيش الحر شكلا حلقة نوعية في تنظيم الإرهاب المسلح ، وهو ما لم تستطع حجبه البيانات الديماغوجية التي تسمي القتلى الإرهابيين في المعارك التي يخوضونها ضد الجيش العربي السوري والقوى الأمنية ، تارة بالمنشقين وطورا بالمدنيين ، ولكن الحقيقة بقيت واحدة وظاهرة للعيان وهي أن مجلس اسطنبول يقود عصابات إرهابية ويغطي نشاطها بل ويساهم في تنظيمها وإدارتها سياسيا ولوجستيا. ثانيا  أعلنت مجموعات قاعدية في بيانات رسمية نشرتها وسائل الإعلام عن إدخال عناصر وكوادر من القاعدة إلى سورية ، علما أن ذلك ليس الشكل الوحيد لتكون النشاط الإرهابي على الأرض السورية فجميع الخبراء يعرفون أن مجموعات من كوادر التكفير وحركة الأخوان المسلمين ممن يحملون الجنسية السورية قد لعبوا أدوارا قيادية في القاعدة و قاتلوا تحت لوائها في أفغانستان والعراق خلال السنوات الأخيرة ، بل وإن الكثير من مؤسسي شبكة القاعدة كانوا سوريي الجنسية وقد هربوا من بلادهم إلى أفغانستان بعد هزيمة حركة التمرد والإرهاب التي قادوها في الثمانينات داخل سورية ، والتي كانت أداة الضغط الأميركية الرجعية المعول عليها لإخضاع سورية وكسر إرادتها القومية والوطنية بعد كامب ديفيد ، وكانت وسائلهم هي ذاتها التي تستخدم اليوم أي القتل والخطف والاغتيال والمجازر والعبوات الناسفة التي استهدفت المواطنين والمؤسستين العسكرية والأمنية. ثالثا   في التوقيت جاء التفجيران الانتحاريان اللذان استهدفا العاصمة السورية بعد معارك عنيفة جرت في محافظتي حمص وادلب تمكنت فيهما قوات الجيش العربي السوري من تحقيق تقدم كبير عبر تحرير القرى والبلدات التي سيطرت عليها الجماعات الإرهابية في منطقة جبل الزاوية وفي محيط مدينة حمص و بالتالي ينظر إليهما بداهة على الصعيد العسكري كخطوة تهدف إلى تشتيت قدرات وإمكانات الدولة السورية ولوقف تقدم القوات الشرعية للإجهاز على آخر معاقل عصابات الإرهاب وأوكارها. أما سياسيا فمن الواضح تماما أن برنامج برهان غليون الشهير هو الحصيلة التي عقد عليها التفاهم بين قادة الأخوان والحلف الاستعماري الغربي وأدواته في المنطقة وقد استعصت محاولات إخضاع الدولة السورية لهذا البرنامج بسبب وعي الشعب السوري وتماسكه وعجز المعارضات المرتبطة بالخارج عن بلورة حراك شعبي قادر على النمو والتطور . في ذاكرة السوريين إرث ثقيل و بشع من إرهاب الأخوان المسلمين في الثمانينات ومن انكشاف ارتباطهم بالدوائر الاستعمارية والرجعية في المنطقة فكيف وقد سقط القناع دفعة واحدة وبات العنوان المصرح به كهدف مركزي لمجلس اسطنبول هو تدمير القوة السورية الوطنية والمقاومة وإخضاعها للهيمنة الأميركية الإسرائيلية. رابعا  الإفلاس السياسي لمجلس اسطنبول بات واضحا وساطعا وهو قد تحول إلى دمية بيد الغرب وأعوانه لتطويع سورية وإخضاعها وواجهة للإرهاب المسلح الذي يعصف بالمجتمع السوري ، ويمثل خطرا جديا ومستمرا على الاستقرار وعلى الوحدة الوطنية ، والعمليات الدموية الجاري تنفيذها على يد الإرهابيين تمثل الأسلوب الجديد الذي قررت القوى المتورطة في خطة تخريب سورية اعتماده و دعمه بعد فشلها في جميع الفصول السابقة وبعدما فرض الانسداد السياسي والاستراتيجي الدولي والإقليمي عليها الرضوخ لشروط الدولة السورية بشأن برتوكول الجامعة. في الحلف الدولي الإقليمي الذي يستهدف سورية تبدو حكومتا  تركيا وقطر الأشد حماسا لقيادة المزيد من أعمال التخريب ، فهما متورطتان بالتزامات ووعود أمام الإدارتين الأميركية والفرنسية تتعلق بالوضع السوري وبالمعارضات السورية وقدراتها ، و هي تعهدات ثبت كذبها ، بعدما تنقل حمد بن جاسم وأردوغان و معهما سعد الحريري و بندر بن سلطان ، في الوعد بإسقاط النظام الوطني في سورية من موعد إلى موعد طيلة الأشهر الماضية ، وقد تعاونوا في العمل الاستخباراتي والتمويلي والتسليحي خصوصا حيث رمت هذه الأطراف بثقلها لتصعيد العمليات الإرهابية المسلحة على الأرض بكل الوسائل المتاحة وأدارت أوسع تصعيد إعلامي وسياسي ممكن ضد سورية وقيادتها. خامسا  إن دولا كبرى كالولايات المتحدة وفرنسا تمتلك القدرة على الالتفاف بعد الفشل كما حصل في هجمة 2005 التي استهدفت سورية بعد احتلال العراق ولكن حكام الدوحة واسطنبول يعرفون أنهم سيدفعون ثمن التورط الدموي الحاصل في سورية ولذلك يلقون دفعة واحدة لكل ما في جعبهم من أدوات الضغط والتخريب والموت علهم يحققون غاية مستحيلة توهموا إمكان حصولها. لا مكان للإصلاح في أجندة مجلس اسطنبول وقادة الأخوان المسلمين في سورية ، إنه الإرهاب كما كان في الثمانينات ، و الهدف هو تركيع الدولة العربية الوحيدة التي ترفض الإذعان أمام إسرائيل والتنازل عن سيادتها وعن كرامتها الوطنية منذ كمب ديفيد التي تولى قادة الخوان تعويمها اليوم باسم الثورات العربية ! إنها حقيقة بات يعرفها الشعب السوري أما الضجيج والكذب الفاضح الذي خرجت به أبواق المخطط الاستعماري من سوريين ولبنانيين فهي لا تستطيع أن تنفي الحقيقة الواضحة بوضوح الدم السوري البريء الذي يراق مرة بسواطير العراعرة ومرة ببنادق الأخوان المسلمين المهربة من لبنان وتركيا ومرة أخرى بالتفجيرات الانتحارية التي ينفذها إرهابيون وتكفيريون من فلول القاعدة التي أعاد تدويرها واستعمالها بندر بن سلطان وعهد إلى سعد الحريري بمهمة إقامة الأوكار المساندة لها على الأرض اللبنانية وفي بعض المخيمات الفلسطينية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة