عندما قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن نتانياهو انه "كذّاب"، في وصفه أثناء نسيان الميكروفون على صدره، كان يقول الحقيقة، إذ أن إسرائيل لا تريد السلام بل تريد العدوان من خلال الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين، وتهويد القدس، وإلغاء المعالم العربية للقدس، إضافة إلى إقامة جدار الفصل على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وفصل القرى عن الأراضي المزروعة وشلّ حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية. غريب أمر أميركا، فهي من جهة تريد الحق وتفرض دستورها من وحي المبادئ الأميركية والثورة الأميركية، ومع ذلك تدعم نتانياهو وسياسته العدوانية على الفلسطينيين.

وأثناء الاجتماع الذي قال فيه ساركوزي إن نتانياهو "كذّاب"، قال الرئيس الأميركي مجاوبا إياه، انه مضطر كل يوم الاتصال بنتانياهو والتعامل معه. وفعلا غريب هذا الأمر أن يصرح رئيس أميركا انه اضطر كل يوم إلى الاتصال برئيس وزراء إسرائيل، وهذا ناتج عن ضغط اللوبي الصهيوني في أميركا وتأثيره على قرارات الكونغرس الأميركي، حيث إن منظمة "ايباك" المؤيدة لإسرائيل والمتواجدة في أميركا، تضر في سياستها الإدارة الأميركية، فتجعل واشنطن ضد العرب ومع إسرائيل رغم سياستها العدوانية، ونتيجة لهذا الأمر حصل خلاف وعداء بين الشعب العربي والفلسطيني وأميركا على حساب المصالح الأميركية. ومهما يكن من جاء إلى الحكم في الدول العربية عبر الثورات الحاصلة فيها، فان العلاقات العربية - الأميركية سيئة نتيجة الدعم الأميركي لإسرائيل، فهي لا تراعي الحق في دعمها المستمر لإسرائيل ولا تراعي حق 300 مليون عربي مقابل 7 مليون إسرائيلي. وبالتالي أميركا لا تراعي مصلحتها، وبغضّ النظر عن العدد، فالحق غير مرتبط بالعدد بل مرتبط بالمبادئ والقيم، ولذلك فإن احتلال إسرائيل لكامل الضفة الغربية رفض قيام الدولة الفلسطينية، كذلك احتلالها للجولان السوري ومزارع شبعا في لبنان وعدم تنفيذ القرارات الدولية التي وافقت عليها كالقرار 242 والقرار 332، فان أميركا تناصر الظلم على الحق وتناصر الاحتلال الإسرائيلي على الحقوق العربية.

متى تستيقظي أميركا مثل أوروبا التي استيقظت على مبادئ الحق في الشرق الأوسط، وبدت غير منحازة لإسرائيل على مستوى كامل أوروبا. هذا السؤال لا جواب عندنا عليه الان، إلا إن الأمور تنفضح يوما بعد يوم. فبمجرد دعم منظمة الاونيسكو دولة فلسطين والاعتراف بها قطعت الولايات المتحدة الأميركية الدعم عنها، لمجرد إرضاء إسرائيل، مع العلم إن أميركا التزمت رسميا على مستوى رؤساء الجمهورية بإقامة الدولة الفلسطينية.

أميركا أميركا ماذا تفعلين بنا؟ تظلمينا وتؤيدين الاحتلال لأراضينا، تقدمين السلاح للاعتداء علينا، كل ذلك لإرضاء منظمة ايباك. أما نحن العرب فمظلومين من أميركا. أميركا ماذا تفعلين بنا؟ هل ستستيقظي وتوقفين دعم الظلم ضد الحق؟ توقفين دعم الظلم الإسرائيلي ضد الحق العربي، وتعودين إلى جوهر مبادئ الثورة الأميركية والدستور الأميركي؟

  • فريق ماسة
  • 2011-12-04
  • 9872
  • من الأرشيف

نتانياهو وسياسة العدوان

عندما قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن نتانياهو انه "كذّاب"، في وصفه أثناء نسيان الميكروفون على صدره، كان يقول الحقيقة، إذ أن إسرائيل لا تريد السلام بل تريد العدوان من خلال الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين، وتهويد القدس، وإلغاء المعالم العربية للقدس، إضافة إلى إقامة جدار الفصل على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وفصل القرى عن الأراضي المزروعة وشلّ حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية. غريب أمر أميركا، فهي من جهة تريد الحق وتفرض دستورها من وحي المبادئ الأميركية والثورة الأميركية، ومع ذلك تدعم نتانياهو وسياسته العدوانية على الفلسطينيين. وأثناء الاجتماع الذي قال فيه ساركوزي إن نتانياهو "كذّاب"، قال الرئيس الأميركي مجاوبا إياه، انه مضطر كل يوم الاتصال بنتانياهو والتعامل معه. وفعلا غريب هذا الأمر أن يصرح رئيس أميركا انه اضطر كل يوم إلى الاتصال برئيس وزراء إسرائيل، وهذا ناتج عن ضغط اللوبي الصهيوني في أميركا وتأثيره على قرارات الكونغرس الأميركي، حيث إن منظمة "ايباك" المؤيدة لإسرائيل والمتواجدة في أميركا، تضر في سياستها الإدارة الأميركية، فتجعل واشنطن ضد العرب ومع إسرائيل رغم سياستها العدوانية، ونتيجة لهذا الأمر حصل خلاف وعداء بين الشعب العربي والفلسطيني وأميركا على حساب المصالح الأميركية. ومهما يكن من جاء إلى الحكم في الدول العربية عبر الثورات الحاصلة فيها، فان العلاقات العربية - الأميركية سيئة نتيجة الدعم الأميركي لإسرائيل، فهي لا تراعي الحق في دعمها المستمر لإسرائيل ولا تراعي حق 300 مليون عربي مقابل 7 مليون إسرائيلي. وبالتالي أميركا لا تراعي مصلحتها، وبغضّ النظر عن العدد، فالحق غير مرتبط بالعدد بل مرتبط بالمبادئ والقيم، ولذلك فإن احتلال إسرائيل لكامل الضفة الغربية رفض قيام الدولة الفلسطينية، كذلك احتلالها للجولان السوري ومزارع شبعا في لبنان وعدم تنفيذ القرارات الدولية التي وافقت عليها كالقرار 242 والقرار 332، فان أميركا تناصر الظلم على الحق وتناصر الاحتلال الإسرائيلي على الحقوق العربية. متى تستيقظي أميركا مثل أوروبا التي استيقظت على مبادئ الحق في الشرق الأوسط، وبدت غير منحازة لإسرائيل على مستوى كامل أوروبا. هذا السؤال لا جواب عندنا عليه الان، إلا إن الأمور تنفضح يوما بعد يوم. فبمجرد دعم منظمة الاونيسكو دولة فلسطين والاعتراف بها قطعت الولايات المتحدة الأميركية الدعم عنها، لمجرد إرضاء إسرائيل، مع العلم إن أميركا التزمت رسميا على مستوى رؤساء الجمهورية بإقامة الدولة الفلسطينية. أميركا أميركا ماذا تفعلين بنا؟ تظلمينا وتؤيدين الاحتلال لأراضينا، تقدمين السلاح للاعتداء علينا، كل ذلك لإرضاء منظمة ايباك. أما نحن العرب فمظلومين من أميركا. أميركا ماذا تفعلين بنا؟ هل ستستيقظي وتوقفين دعم الظلم ضد الحق؟ توقفين دعم الظلم الإسرائيلي ضد الحق العربي، وتعودين إلى جوهر مبادئ الثورة الأميركية والدستور الأميركي؟

المصدر : شارل أيوب


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة