يواجه رجال الأعمال السوريون اختباراً صعباً بين العقوبات التي تفرض من كل حدب وصوب على سورية والخوف من فكرة أن يضطروا لدفع ثمن غال لدعمهم للنظام إذا انهار.

وقال متعهد في دمشق ، إن «العقوبات اليوم تشبه فتحات تسرب للمياه في باخرة. تسد واحدة فتفتح أخرى». وأضاف «ما إن نجحنا في التكيف مع العقوبات الأميركية ثم الأوروبية التي وجهت ضربة رهيبة حتى فرض العرب» عقوباتهم.

وقال دبلوماسي غربي إن الهدف من العقوبات هو «خنق النظام». وأضاف إن «حرباً اقتصادية تحل محل تدخل عسكري مستحيل كما في ليبيا. إنها حرب حركات. العقوبات ليست جامدة وتأتي من كل الجهات».

وقال رجل أعمال، يملك مصنعاً للقماش يبيع إنتاجه إلى الدول العربية، إن «العقوبات العربية تنص على تعليق العلاقات مع البنك المركزي السوري. هذا مبهم جداً. إذا كان الأمر يتعلق بالصفقات فسنتأثر لأنها تمر عبر المصرف المركزي».

وبالفعل أصبح كل شيء أصعب، فالمصارف اللبنانية لم تعد تفتح حسابات للمواطنين السوريين. وفي الولايات المتحدة كما في أوروبا، حيث يفترض ألا تطال العقوبات الأفراد غير المدرجين على لائحة سوداء، ما إن تظهر كلمة سوريا أو اسم مدينة فيها حتى يرفض النظام المصرفي الصفقة.

وقال مصرفي لبناني إن «زبوناً كان يريد إرسال أموال إلى ابنه في الولايات المتحدة رفضت العملية التي يريد القيام بها لأنه يعيش في شارع دمشق في بيروت».

واعترف وزير الاقتصاد والتجارة السوري محمد نضال الشعار بأن سوريا تواجه أسوأ أزمة اقتصادية منذ سنوات لكنها قادرة على تجاوزها بتحقيق تقدم على طريق الاكتفاء الذاتي.

ويثير الإعلان عن «لائحة سوداء» جديدة للشخصيات التي تتهم بمساعدة النظام، قلق رجال الأعمال. وقال احدهم إن «شائعة أفادت أنني سأكون (على لائحة). شعرت أنني أواجه محنة لكن في نهاية المطاف تبين انه تشابه أسماء». وأضاف إن «وجود الاسم على لائحة يجعل الشخص مثل المصاب بالجذام. الذين يقومون بصفقات معه يبتعدون عنه حتى لا يصابوا بالعدوى، ويكون عليه الانسحاب من شركات حتى لا يؤثر على شركائه».

لكن كثيرين من رجال الأعمال يقفون في صف النظام السوري خوفاً من الفوضى وخصوصاً من تصفيات الحسابات إذا انهار. ويقول رجال أعمال ينتمي إلى عائلة من تجار دمشق «لا أتعاطف مع القادة الحاليين لكن إذا سقطوا فليس هناك أي شيء معد وسيكون هناك الخراب». ويضيف «إلى ذلك سيسعى السادة الجدد إلى محاسبتنا باتهامهم الأغنياء بأنهم صنعوا ثرواتهم بفضل علاقاتهم مع النظام السابق».

 

  • فريق ماسة
  • 2011-12-02
  • 10902
  • من الأرشيف

رجال الأعمال السوريون يخشون العقوبات والفوضى

                    يواجه رجال الأعمال السوريون اختباراً صعباً بين العقوبات التي تفرض من كل حدب وصوب على سورية والخوف من فكرة أن يضطروا لدفع ثمن غال لدعمهم للنظام إذا انهار. وقال متعهد في دمشق ، إن «العقوبات اليوم تشبه فتحات تسرب للمياه في باخرة. تسد واحدة فتفتح أخرى». وأضاف «ما إن نجحنا في التكيف مع العقوبات الأميركية ثم الأوروبية التي وجهت ضربة رهيبة حتى فرض العرب» عقوباتهم. وقال دبلوماسي غربي إن الهدف من العقوبات هو «خنق النظام». وأضاف إن «حرباً اقتصادية تحل محل تدخل عسكري مستحيل كما في ليبيا. إنها حرب حركات. العقوبات ليست جامدة وتأتي من كل الجهات». وقال رجل أعمال، يملك مصنعاً للقماش يبيع إنتاجه إلى الدول العربية، إن «العقوبات العربية تنص على تعليق العلاقات مع البنك المركزي السوري. هذا مبهم جداً. إذا كان الأمر يتعلق بالصفقات فسنتأثر لأنها تمر عبر المصرف المركزي». وبالفعل أصبح كل شيء أصعب، فالمصارف اللبنانية لم تعد تفتح حسابات للمواطنين السوريين. وفي الولايات المتحدة كما في أوروبا، حيث يفترض ألا تطال العقوبات الأفراد غير المدرجين على لائحة سوداء، ما إن تظهر كلمة سوريا أو اسم مدينة فيها حتى يرفض النظام المصرفي الصفقة. وقال مصرفي لبناني إن «زبوناً كان يريد إرسال أموال إلى ابنه في الولايات المتحدة رفضت العملية التي يريد القيام بها لأنه يعيش في شارع دمشق في بيروت». واعترف وزير الاقتصاد والتجارة السوري محمد نضال الشعار بأن سوريا تواجه أسوأ أزمة اقتصادية منذ سنوات لكنها قادرة على تجاوزها بتحقيق تقدم على طريق الاكتفاء الذاتي. ويثير الإعلان عن «لائحة سوداء» جديدة للشخصيات التي تتهم بمساعدة النظام، قلق رجال الأعمال. وقال احدهم إن «شائعة أفادت أنني سأكون (على لائحة). شعرت أنني أواجه محنة لكن في نهاية المطاف تبين انه تشابه أسماء». وأضاف إن «وجود الاسم على لائحة يجعل الشخص مثل المصاب بالجذام. الذين يقومون بصفقات معه يبتعدون عنه حتى لا يصابوا بالعدوى، ويكون عليه الانسحاب من شركات حتى لا يؤثر على شركائه». لكن كثيرين من رجال الأعمال يقفون في صف النظام السوري خوفاً من الفوضى وخصوصاً من تصفيات الحسابات إذا انهار. ويقول رجال أعمال ينتمي إلى عائلة من تجار دمشق «لا أتعاطف مع القادة الحاليين لكن إذا سقطوا فليس هناك أي شيء معد وسيكون هناك الخراب». ويضيف «إلى ذلك سيسعى السادة الجدد إلى محاسبتنا باتهامهم الأغنياء بأنهم صنعوا ثرواتهم بفضل علاقاتهم مع النظام السابق».  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة