تتتالى المواقف الروسية الرافضة للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية مؤكدة أن جميع التقارير الصادرة في هذا الخصوص منحازة وأحادية الجانب،وفي هذا السياق أعربت وزارة الخارجية الروسية عن الاسف لكون مشروع القرار الذي تقدمت به البلدان الغربية بشأن سورية الى الجلسة الخاصة لمجلس حقوق الانسان ارتدى طابعا مسيسا أحادي الجانب .‏

 

وأكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان أمس أن هذا المشروع غير مقبول ولم يعكس الخطوات الاخيرة التي اتخذتها القيادة السورية لتطبيع الوضع واجراء الاصلاحات في البلاد واطلاق الحوار الوطني الذي تجري عرقلته من الخارج بكل الوسائل.‏

 

وقال البيان ان هذه الوثيقة التي تقدمت بها البلدان الغربية بشأن سورية لا تدين النشاط الاجرامي للمجموعات المعارضة المسلحة في سورية بل كانت تعتمد حصرا على الاستنتاجات والوصايا الواردة في تقرير لجنة التحقيق الدولية التي لم يتم النظر فيها ضمن أطر مجلس حقوق الانسان.‏

 

وأوضح البيان أن روسيا تقف مبدئيا ضد استخدام اليات الدفاع عن حقوق الانسان للتدخل في الشؤون الداخلية وتحقيق أهداف سياسية تتعارض مع قواعد القانون الدولي وتنتهك ميثاق الامم المتحدة وصلاحيات مجلس حقوق الانسان.‏

 

وأشار بيان الخارجية الروسية الى أن الوقائع والافتراضات غير المدققة التي أوردتها اللجنة حول انتهاكات محتملة لحقوق الانسان في سورية يجري وصفها بصورة فضفاضة ..ارادية.. الى أقصى الحدود على أنها جرائم ضد الانسان.‏

 

وشدد البيان على رفض روسيا للبنود الواردة في مشروع القرار والتي تفترض بصورة متعمدة احتمال التدخل العسكري من الخارج تحت ذريعة حماية سكان سورية .‏

 

ولفت الى أن واضعي مشروع القرار المذكور رفضوا جميع محاولات الوفد الروسي للتوصل الى نص متوازن ولم يتركوا لنا بالتالي أي مخرج اخر سوى التصويت ضد القرار الختامي للجلسة الخاصة لمجلس حقوق الانسان.‏

 

ورأى البيان أن الاولوية تكمن اليوم في الاسراع بوقف العنف ايا كان مصدره واطلاق حوار داخلي حول مسائل التغييرات الديمقراطية مع الحفاظ على وحدة سورية وسلامة أراضيها وسيادتها بوصفها احدى البلدان الاساسية في الشرق الاوسط .‏

 

وقال ان هذا الموقف بامكانه تطبيع الوضع في البلاد وتنفيذ الاصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية بما يتجاوب مع أماني جميع المواطنين السوريين.‏

 

كما أكد مندوب روسيا الدائم لدى ممثلية الأمم المتحدة فاليري لوشانين أنه لا يمكن اعتبار التقرير المعد لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة حول الاوضاع فى سورية موضوعيا بالكامل.‏

 

وقال لوشانين فى كلمة له أثناء مناقشة التقرير المقدم الى المجلس فى جنيف أمس ان الاسرة الدولية تحصل فى الغالب على تصورات متحيزة أحادية الجانب حول الاحداث فى سورية معربا عن أسفه لان التقرير المقدم الى المجلس يتضمن هذا العيب بالذات ولا يعكس حقيقة الوضع فى سورية.‏

 

واعتبر لوشانين أن واضعي التقرير لم يفلحوا أبدا فى اعطاء تقييم موضوعي للاحداث فيها.‏

 

وأضاف الدبلوماسي الروسي يجب تسوية الوضع في سورية بما ويتوافق مع الاحترام الكامل لسيادة البلاد ووحدة أراضيها، وحذر من التدخل في شؤون سورية تحت أي ذريعة لأن ذلك سيؤدي إلى عواقب وخيمة لا يمكن التكهن فيها.‏

 

وأشار لوشانين إلى أن روسيا تتابع ضرورة إيجاد حل طويل الأجل للمشكلة في مصلحة الشعب السوري عبر الحوار الوطني الشامل.‏

 

ونوه الدبلوماسي الروسي من جهة أخرى بأن القوى الخارجية المعنية بتقويض الاستقرار تستمر في دعم مجموعات مسلحة متطرفة تغذى بأموال وأسلحة خارجية، متسائلاً عن الهدف من اجتماع مجلس حقوق الإنسان وقال: «إذا كان هدفه الحرص على مراعاة حقوق الإنسان فمن الضروري بذل الجهود الجدية البناءة غير المنحازة بناءً على التقييم الموضوعي للوضع، علماً أن جامعة الدول العربية قد استعرضت على المستوى الإقليمي مثل هذا الموقف». وأضاف قائلاً: لكن إذا كان هدف الاجتماع إيجاد حجج للتدخل في الشؤون الداخلية لأي غرض كان فإن مثل هذه الأعمال لا تنزع الثقة عن مجلس حقوق الإنسان وفكرة حقوق الإنسان نفسها فحسب بل تقوض أسس القانون الدولي وتتسبب في انتهاك ميثاق الأمم المتحدة، ولا يمكن أن نوافق على هذا الموقف.‏

 

وكان مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان أصدر قرارا ضد سورية أمس اعترضت عليه اربع دول بينها روسيا والصين وامتنعت ست دول أخرى عن التصويت.‏

 

من جانب آخر جدد السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين موقف بلاده الداعي الى ضرورة اعتماد الحوار الوطني للعمل على اعادة الوفاق في سورية.‏

 

وقال زاسبيكين في تصريح عقب لقائه مع العلامة الشيخ عفيف النابلسي أمس اننا لا نرى أنه من المفيد استخدام خطة العمل العربية للضغط على طرف واحد هو القيادة السورية.‏

 

وأشار السفير الروسي الى أن استخدام بلاده لحق النقض الفيتو في مجلس الامن لدى طرح موضوع مشروع قرار يتعلق بسورية كان موقفا مبدئيا مجددا رفض موسكو لتكرار السيناريو الليبي في سورية.‏

 

بدوره نوه العلامة النابلسي باهمية الموقف الروسي للحد من تهور الخطط العدوانية الامريكية في المنطقة.‏

  • فريق ماسة
  • 2011-12-02
  • 6647
  • من الأرشيف

روســيا تعتبـــر القـــرار غيــــر مقبــــول.. لوشانين: متحيّز وأحادي الجانب.. ويتجاهل المجموعات الإرهابية

تتتالى المواقف الروسية الرافضة للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية مؤكدة أن جميع التقارير الصادرة في هذا الخصوص منحازة وأحادية الجانب،وفي هذا السياق أعربت وزارة الخارجية الروسية عن الاسف لكون مشروع القرار الذي تقدمت به البلدان الغربية بشأن سورية الى الجلسة الخاصة لمجلس حقوق الانسان ارتدى طابعا مسيسا أحادي الجانب .‏   وأكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان أمس أن هذا المشروع غير مقبول ولم يعكس الخطوات الاخيرة التي اتخذتها القيادة السورية لتطبيع الوضع واجراء الاصلاحات في البلاد واطلاق الحوار الوطني الذي تجري عرقلته من الخارج بكل الوسائل.‏   وقال البيان ان هذه الوثيقة التي تقدمت بها البلدان الغربية بشأن سورية لا تدين النشاط الاجرامي للمجموعات المعارضة المسلحة في سورية بل كانت تعتمد حصرا على الاستنتاجات والوصايا الواردة في تقرير لجنة التحقيق الدولية التي لم يتم النظر فيها ضمن أطر مجلس حقوق الانسان.‏   وأوضح البيان أن روسيا تقف مبدئيا ضد استخدام اليات الدفاع عن حقوق الانسان للتدخل في الشؤون الداخلية وتحقيق أهداف سياسية تتعارض مع قواعد القانون الدولي وتنتهك ميثاق الامم المتحدة وصلاحيات مجلس حقوق الانسان.‏   وأشار بيان الخارجية الروسية الى أن الوقائع والافتراضات غير المدققة التي أوردتها اللجنة حول انتهاكات محتملة لحقوق الانسان في سورية يجري وصفها بصورة فضفاضة ..ارادية.. الى أقصى الحدود على أنها جرائم ضد الانسان.‏   وشدد البيان على رفض روسيا للبنود الواردة في مشروع القرار والتي تفترض بصورة متعمدة احتمال التدخل العسكري من الخارج تحت ذريعة حماية سكان سورية .‏   ولفت الى أن واضعي مشروع القرار المذكور رفضوا جميع محاولات الوفد الروسي للتوصل الى نص متوازن ولم يتركوا لنا بالتالي أي مخرج اخر سوى التصويت ضد القرار الختامي للجلسة الخاصة لمجلس حقوق الانسان.‏   ورأى البيان أن الاولوية تكمن اليوم في الاسراع بوقف العنف ايا كان مصدره واطلاق حوار داخلي حول مسائل التغييرات الديمقراطية مع الحفاظ على وحدة سورية وسلامة أراضيها وسيادتها بوصفها احدى البلدان الاساسية في الشرق الاوسط .‏   وقال ان هذا الموقف بامكانه تطبيع الوضع في البلاد وتنفيذ الاصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية بما يتجاوب مع أماني جميع المواطنين السوريين.‏   كما أكد مندوب روسيا الدائم لدى ممثلية الأمم المتحدة فاليري لوشانين أنه لا يمكن اعتبار التقرير المعد لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة حول الاوضاع فى سورية موضوعيا بالكامل.‏   وقال لوشانين فى كلمة له أثناء مناقشة التقرير المقدم الى المجلس فى جنيف أمس ان الاسرة الدولية تحصل فى الغالب على تصورات متحيزة أحادية الجانب حول الاحداث فى سورية معربا عن أسفه لان التقرير المقدم الى المجلس يتضمن هذا العيب بالذات ولا يعكس حقيقة الوضع فى سورية.‏   واعتبر لوشانين أن واضعي التقرير لم يفلحوا أبدا فى اعطاء تقييم موضوعي للاحداث فيها.‏   وأضاف الدبلوماسي الروسي يجب تسوية الوضع في سورية بما ويتوافق مع الاحترام الكامل لسيادة البلاد ووحدة أراضيها، وحذر من التدخل في شؤون سورية تحت أي ذريعة لأن ذلك سيؤدي إلى عواقب وخيمة لا يمكن التكهن فيها.‏   وأشار لوشانين إلى أن روسيا تتابع ضرورة إيجاد حل طويل الأجل للمشكلة في مصلحة الشعب السوري عبر الحوار الوطني الشامل.‏   ونوه الدبلوماسي الروسي من جهة أخرى بأن القوى الخارجية المعنية بتقويض الاستقرار تستمر في دعم مجموعات مسلحة متطرفة تغذى بأموال وأسلحة خارجية، متسائلاً عن الهدف من اجتماع مجلس حقوق الإنسان وقال: «إذا كان هدفه الحرص على مراعاة حقوق الإنسان فمن الضروري بذل الجهود الجدية البناءة غير المنحازة بناءً على التقييم الموضوعي للوضع، علماً أن جامعة الدول العربية قد استعرضت على المستوى الإقليمي مثل هذا الموقف». وأضاف قائلاً: لكن إذا كان هدف الاجتماع إيجاد حجج للتدخل في الشؤون الداخلية لأي غرض كان فإن مثل هذه الأعمال لا تنزع الثقة عن مجلس حقوق الإنسان وفكرة حقوق الإنسان نفسها فحسب بل تقوض أسس القانون الدولي وتتسبب في انتهاك ميثاق الأمم المتحدة، ولا يمكن أن نوافق على هذا الموقف.‏   وكان مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان أصدر قرارا ضد سورية أمس اعترضت عليه اربع دول بينها روسيا والصين وامتنعت ست دول أخرى عن التصويت.‏   من جانب آخر جدد السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين موقف بلاده الداعي الى ضرورة اعتماد الحوار الوطني للعمل على اعادة الوفاق في سورية.‏   وقال زاسبيكين في تصريح عقب لقائه مع العلامة الشيخ عفيف النابلسي أمس اننا لا نرى أنه من المفيد استخدام خطة العمل العربية للضغط على طرف واحد هو القيادة السورية.‏   وأشار السفير الروسي الى أن استخدام بلاده لحق النقض الفيتو في مجلس الامن لدى طرح موضوع مشروع قرار يتعلق بسورية كان موقفا مبدئيا مجددا رفض موسكو لتكرار السيناريو الليبي في سورية.‏   بدوره نوه العلامة النابلسي باهمية الموقف الروسي للحد من تهور الخطط العدوانية الامريكية في المنطقة.‏

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة