أعاد الطلاب الإيرانيون إلى الأذهان أمس، عملية اقتحام السفارة الأميركية في طهران واحتجاز دبلوماسييها في 3 تشرين الثاني العام 1979، ولكن في السفارة البريطانية هذه المرة، ومن دون رهائن. وأثار اقتحام الطلاب للسفارة البريطانية ومعها مجمع آخر تابع لها إضافة إلى الاستيلاء على وثائق السفارة، مجموعة إدانات دولية، فيما «أسفت» إيران للحادث وأكدت أنه غير مخطط له، مشددة على أن قواتها الأمنية بذلت ما في وسعها للحؤول دونه.

إلى ذلك، حذر رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية الأسبق الجنرال عاموس يادلين من أن «قدرات إيران تفوق إسرائيل»، مشيرا إلى أن لدى طهران ما يكفي من المواد اللازمة لتطوير أربع أو خمس قنابل نووية وأنها ستكون قادرة على إنتاج أسلحة نووية خلال فترة عام ونصف إذا ما اتخذت قيادتها مثل هذا القرار»، وشدد على ضرورة حفاظ إسرائيل على العلاقات الجيدة مع المجتمع الدولي حتى تعزز من قدرتها على التعامل مع هذا التهديد.

وكان مئات المتظاهرين «من جامعات طهران كافة» بحسب الوكالات الايرانية، هاجموا واقتحموا موقع السفارة البريطانية في طهران وحديقة قلهك التابعة لها وطالبوا بإغلاقهما غداة موافقة مجلس صيانة الدستور على قانون أقره البرلمان ويقضي بخفض العلاقات الدبلوماسية مع بريطانيا. وافاد مراسل وكالة «مهر» للانباء ان الطلاب المحتجين تسلقوا أسوار السفارة البريطانية وقاموا بإنزال العلم البريطاني وإحراقه. ثم قام الطلاب برفع علم الجمهورية الاسلامية الايرانية على باب مبنى السفارة البريطانية، مرددين شعارات «الموت لأميركا» و«الموت لبريطانيا» و«الموت لمحور الارهاب الثلاثي اميركا واسرائيل وبريطانيا».

وأضافت «مهر» أن قوات الشرطة لم تتمكن من الحيلولة دون دخول الطلاب الى مبنى السفارة البريطانية، حيث قاموا بتحطيم نوافذ المبنى واخرجوا بعض الوثائق من الطابق الاول واضرموا فيها النيران وسط ترديد شعار «الموت لبريطانيا». واشارت الى ان موظفي السفارة البريطانية هربوا من الباب الخلفي لمبنى السفارة.

وأفادت وكالة «ارنا» الايرانية للأنباء بأن جموعا من المواطنين انضموا إلى الطلاب المحتجين امام حديقة قلهك وضموا صوتهم الى صوت الطلاب وهتفوا بشعارات مناوئة لاميركا وبريطانيا . وقال احد الطلاب المحتجين للصحافيين انهم «يقومون حاليا بدراسة الوثائق المضبوطة في بستان قلهك لكشف ضلوع بريطانيا في اغتيال العالم النووي الايراني (مجيد) شهرياري». وصرح الطالب في جامعة طهران «ان الطلاب الثوريين يسعون الى كشف وثائق عن التجسس البريطاني». واعرب عن أمله بعد ضبط الوثائق الموجودة في بستان قلهك «بكشف وثائق مهمة عن التجسس بما فيها وثائق تورط بريطانيا في عملية اغتيال الشخصيات والنخب المهمة في ايران».

وأعربت وزارة الخارجية الايرانية في بيان اصدرته «عن اسفها لبعض التصرفات غير المقبولة من قبل عدد من المحتجين وذلك رغم الجهود التي بذلتها قوى الامن وتعزيز القوات الامنية لحماية مبنى السفارة داعية المسؤولين المعنيين الى القيام بإجراءات عاجلة وضرورية للتحقيق في الحادث» . واكد البيان 

احترام القوانين والقواعد الدولية وحصانة المباني والاماكن الدبلوماسية، مشددا على التزام حكومة الجمهورية الاسلامية الايرانية بحماية هذه الاماكن والمباني والدبلوماسيين. وأكد البيان ان الوزارة ستتابع القضية عبر القنوات القانونية. وأكدت أن الطلبة الجامعيين أنهوا تجمعهم امام السفارة البريطانية وبستان قلهك وذلك بعد اصدار بيان.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن «الوضع كان مشوشا في بعض الأحيان بشأن أماكن وجود موظفي السفارة البريطانية في طهران»، لكنه عارض تقارير ذكرت أن ستة من الموظفين أخذوا رهائن لفترة وجيزة. وقال للصحافيين «كان الوضع مشوشا في بعض الأحيان بشأن أماكن بعض الموظفين. لن أستخدم تعبير رهينة». وبشكل منفصل قال مصدر بالحكومة البريطانية إنه لم يتم اتخاذ رهائن وإن التشويش سببه أن الشرطة الايرانية طلبت من بعض موظفي السفارة البقاء في أماكنهم أثناء الاحتجاج.

وقال هيغ إن ايران «ستواجه تبعات جادّة» للاقتحام، وأضاف أنه احتج «بأقوى العبارات» لدى وزارة الخارجية الايرانية. وأكد هيغ «نحمّل الحكومة الايرانية مسؤولية فشلها في اتخاذ الاجراءات المناسبة لحماية سفارتنا كما يجب».

واعرب مجلس الامن الدولي عن تنديده «بأشد العبارات» بالهجوم على السفارة البريطانية. وجاء في بيان للاعضاء الـ15 في مجلس الامن «ان اعضاء مجلس الامن ذكروا بـ(مبدأ) عدم التعدي على المقار الدبلوماسية والقنصلية وواجب الحكومات المضيفة... في اتخاذ الاجراءات الملائمة كافة لحمايتها». واضاف البيان «في هذا السياق، يعرب اعضاء مجلس الامن عن قلقهم الشديد حيال هذه الهجمات ويطلبون من السلطات الايرانية حماية المقار الدبلوماسية والقنصلية وطواقمها واحترام التزاماتها الدولية على هذا الصعيد في شكل كامل».

وقال المتحدث باسم الرئيس الأميركي باراك اوباما جاي كارني «ندعو ايران الى احترام واجباتها الدولية احتراما تاما، وإدانة الحادث وملاحقة المسؤولين عنه والقيام بما من شأنه الحؤول دون تكرار هذه الحوادث، سواء في السفارة البريطانية او في بعثات دبلوماسية اخرى في ايران». واعلن كارني ان «وزارة الخارجية على اتصال بالحكومة البريطانية وهي مستعدة لتقديم المساعدة الى حلفائنا في هذه الظروف الصعبة».

وأكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان «الاعمال التي ارتكبها جمع من المحتجين الذين انتهكوا معايير القانون الدولي المطبقة عالميا، غير مقبولة وتستحق الادانة». واضاف البيان ان «موسكو اخذت علما بالمعلومات المتعلقة بأحداث 29 تشرين الثاني (الحالي) والاقتحام غير الشرعي لاراضي السفارة البريطانية في طهران من قبل متظاهرين». وتحدثت الوزارة الروسية عن «دعمها الدبلوماسيين البريطانيين» وقالت انها «تأمل ان تتخذ السلطات الايرانية كل التدابير الضرورية لاعادة الامور الى نصابها على الفور».

وأدانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون «الاقتحام غير المقبول على الاطلاق». وقالت اشتون في بيان «اعرب عن القلق الشديد ازاء قيام متظاهرين باقتحام مقرات تابعة للسفارة البريطانية في طهران. ادين بشدة هذا الاقتحام غير المقبول على الاطلاق». وطلبت اشتون من السلطات الايرانية الالتزام «فورا» بواجباتها الدولية خصوصا بما يتعلق بحماية الدبلوماسيين والسفارات.

وصرح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في بيان بأن فرنسا «تدين بحزم شديد» اقتحام حشد السفارة البريطانية في طهران «والتجاوزات غير المقبولة التي ارتكبت». وخلص جوبيه الى القول «مرة اخرى، قدم النظام الايراني الدليل على انه لا يقيم وزنا كبيرا للشرعية الدولية. وتندد فرنسا بهذا الانتهاك الفاضح والمعيب لاتفاقية فيينا».

وقال وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرزي في بيان ان «ما حدث في حرم السفارة البريطانية في طهران غير مقبول اطلاقا».

  • فريق ماسة
  • 2011-11-29
  • 8806
  • من الأرشيف

طلاب إيرانيون يقتحمون سفارة بريطانيا طهـران «تأسـف» ... ولنـدن تلـوّح بالـرد

  أعاد الطلاب الإيرانيون إلى الأذهان أمس، عملية اقتحام السفارة الأميركية في طهران واحتجاز دبلوماسييها في 3 تشرين الثاني العام 1979، ولكن في السفارة البريطانية هذه المرة، ومن دون رهائن. وأثار اقتحام الطلاب للسفارة البريطانية ومعها مجمع آخر تابع لها إضافة إلى الاستيلاء على وثائق السفارة، مجموعة إدانات دولية، فيما «أسفت» إيران للحادث وأكدت أنه غير مخطط له، مشددة على أن قواتها الأمنية بذلت ما في وسعها للحؤول دونه. إلى ذلك، حذر رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية الأسبق الجنرال عاموس يادلين من أن «قدرات إيران تفوق إسرائيل»، مشيرا إلى أن لدى طهران ما يكفي من المواد اللازمة لتطوير أربع أو خمس قنابل نووية وأنها ستكون قادرة على إنتاج أسلحة نووية خلال فترة عام ونصف إذا ما اتخذت قيادتها مثل هذا القرار»، وشدد على ضرورة حفاظ إسرائيل على العلاقات الجيدة مع المجتمع الدولي حتى تعزز من قدرتها على التعامل مع هذا التهديد. وكان مئات المتظاهرين «من جامعات طهران كافة» بحسب الوكالات الايرانية، هاجموا واقتحموا موقع السفارة البريطانية في طهران وحديقة قلهك التابعة لها وطالبوا بإغلاقهما غداة موافقة مجلس صيانة الدستور على قانون أقره البرلمان ويقضي بخفض العلاقات الدبلوماسية مع بريطانيا. وافاد مراسل وكالة «مهر» للانباء ان الطلاب المحتجين تسلقوا أسوار السفارة البريطانية وقاموا بإنزال العلم البريطاني وإحراقه. ثم قام الطلاب برفع علم الجمهورية الاسلامية الايرانية على باب مبنى السفارة البريطانية، مرددين شعارات «الموت لأميركا» و«الموت لبريطانيا» و«الموت لمحور الارهاب الثلاثي اميركا واسرائيل وبريطانيا». وأضافت «مهر» أن قوات الشرطة لم تتمكن من الحيلولة دون دخول الطلاب الى مبنى السفارة البريطانية، حيث قاموا بتحطيم نوافذ المبنى واخرجوا بعض الوثائق من الطابق الاول واضرموا فيها النيران وسط ترديد شعار «الموت لبريطانيا». واشارت الى ان موظفي السفارة البريطانية هربوا من الباب الخلفي لمبنى السفارة. وأفادت وكالة «ارنا» الايرانية للأنباء بأن جموعا من المواطنين انضموا إلى الطلاب المحتجين امام حديقة قلهك وضموا صوتهم الى صوت الطلاب وهتفوا بشعارات مناوئة لاميركا وبريطانيا . وقال احد الطلاب المحتجين للصحافيين انهم «يقومون حاليا بدراسة الوثائق المضبوطة في بستان قلهك لكشف ضلوع بريطانيا في اغتيال العالم النووي الايراني (مجيد) شهرياري». وصرح الطالب في جامعة طهران «ان الطلاب الثوريين يسعون الى كشف وثائق عن التجسس البريطاني». واعرب عن أمله بعد ضبط الوثائق الموجودة في بستان قلهك «بكشف وثائق مهمة عن التجسس بما فيها وثائق تورط بريطانيا في عملية اغتيال الشخصيات والنخب المهمة في ايران». وأعربت وزارة الخارجية الايرانية في بيان اصدرته «عن اسفها لبعض التصرفات غير المقبولة من قبل عدد من المحتجين وذلك رغم الجهود التي بذلتها قوى الامن وتعزيز القوات الامنية لحماية مبنى السفارة داعية المسؤولين المعنيين الى القيام بإجراءات عاجلة وضرورية للتحقيق في الحادث» . واكد البيان  احترام القوانين والقواعد الدولية وحصانة المباني والاماكن الدبلوماسية، مشددا على التزام حكومة الجمهورية الاسلامية الايرانية بحماية هذه الاماكن والمباني والدبلوماسيين. وأكد البيان ان الوزارة ستتابع القضية عبر القنوات القانونية. وأكدت أن الطلبة الجامعيين أنهوا تجمعهم امام السفارة البريطانية وبستان قلهك وذلك بعد اصدار بيان. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن «الوضع كان مشوشا في بعض الأحيان بشأن أماكن وجود موظفي السفارة البريطانية في طهران»، لكنه عارض تقارير ذكرت أن ستة من الموظفين أخذوا رهائن لفترة وجيزة. وقال للصحافيين «كان الوضع مشوشا في بعض الأحيان بشأن أماكن بعض الموظفين. لن أستخدم تعبير رهينة». وبشكل منفصل قال مصدر بالحكومة البريطانية إنه لم يتم اتخاذ رهائن وإن التشويش سببه أن الشرطة الايرانية طلبت من بعض موظفي السفارة البقاء في أماكنهم أثناء الاحتجاج. وقال هيغ إن ايران «ستواجه تبعات جادّة» للاقتحام، وأضاف أنه احتج «بأقوى العبارات» لدى وزارة الخارجية الايرانية. وأكد هيغ «نحمّل الحكومة الايرانية مسؤولية فشلها في اتخاذ الاجراءات المناسبة لحماية سفارتنا كما يجب». واعرب مجلس الامن الدولي عن تنديده «بأشد العبارات» بالهجوم على السفارة البريطانية. وجاء في بيان للاعضاء الـ15 في مجلس الامن «ان اعضاء مجلس الامن ذكروا بـ(مبدأ) عدم التعدي على المقار الدبلوماسية والقنصلية وواجب الحكومات المضيفة... في اتخاذ الاجراءات الملائمة كافة لحمايتها». واضاف البيان «في هذا السياق، يعرب اعضاء مجلس الامن عن قلقهم الشديد حيال هذه الهجمات ويطلبون من السلطات الايرانية حماية المقار الدبلوماسية والقنصلية وطواقمها واحترام التزاماتها الدولية على هذا الصعيد في شكل كامل». وقال المتحدث باسم الرئيس الأميركي باراك اوباما جاي كارني «ندعو ايران الى احترام واجباتها الدولية احتراما تاما، وإدانة الحادث وملاحقة المسؤولين عنه والقيام بما من شأنه الحؤول دون تكرار هذه الحوادث، سواء في السفارة البريطانية او في بعثات دبلوماسية اخرى في ايران». واعلن كارني ان «وزارة الخارجية على اتصال بالحكومة البريطانية وهي مستعدة لتقديم المساعدة الى حلفائنا في هذه الظروف الصعبة». وأكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان «الاعمال التي ارتكبها جمع من المحتجين الذين انتهكوا معايير القانون الدولي المطبقة عالميا، غير مقبولة وتستحق الادانة». واضاف البيان ان «موسكو اخذت علما بالمعلومات المتعلقة بأحداث 29 تشرين الثاني (الحالي) والاقتحام غير الشرعي لاراضي السفارة البريطانية في طهران من قبل متظاهرين». وتحدثت الوزارة الروسية عن «دعمها الدبلوماسيين البريطانيين» وقالت انها «تأمل ان تتخذ السلطات الايرانية كل التدابير الضرورية لاعادة الامور الى نصابها على الفور». وأدانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون «الاقتحام غير المقبول على الاطلاق». وقالت اشتون في بيان «اعرب عن القلق الشديد ازاء قيام متظاهرين باقتحام مقرات تابعة للسفارة البريطانية في طهران. ادين بشدة هذا الاقتحام غير المقبول على الاطلاق». وطلبت اشتون من السلطات الايرانية الالتزام «فورا» بواجباتها الدولية خصوصا بما يتعلق بحماية الدبلوماسيين والسفارات. وصرح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في بيان بأن فرنسا «تدين بحزم شديد» اقتحام حشد السفارة البريطانية في طهران «والتجاوزات غير المقبولة التي ارتكبت». وخلص جوبيه الى القول «مرة اخرى، قدم النظام الايراني الدليل على انه لا يقيم وزنا كبيرا للشرعية الدولية. وتندد فرنسا بهذا الانتهاك الفاضح والمعيب لاتفاقية فيينا». وقال وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرزي في بيان ان «ما حدث في حرم السفارة البريطانية في طهران غير مقبول اطلاقا».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة