استضافت القاهرة على مدى 3 ايام المؤتمر الجنوبي الاول الذي نظمه فصيل كبير من أبناء دولة «اليمن الجنوبي» سابقا، تحت شعار «معا من اجل حق تقرير مصير شعب الجنوب»، وذلك في لقاء يعد الاضخم للقيادات الجنوبية منذ صيف العام 1994 حيث تجاوز عدد الحضور الـ600 وشمل رئيسي «جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية» سابقا علي ناصر محمد وعلي سالم البيض بالاضافة الى قيادات سياسية وناشطين في الحراك الجنوبي السلمي.

وبالرغم من ان «الحراك» بدأ منذ اكثر من 4 سنوات، الا ان مختلف اللقاءات التي عقدت للتباحث في القضية كانت عادة في دول غربية وبحضور محدود. ولكن منذ مطلع العام الحالي، نشطت القيادات الجنوبية في التجهيز للعديد من اللقاءات في القاهرة، المقر الحاضن لمعظم هذه الانشطة، في ارتباط كبير بتطورات «الربيع العربي» وتبدّل القيادات التقليدية التي لم تكن تسمح بمثل هذه الاجتماعات التي كانت ترى فيها تهديدا لنظام صديق.

وهدف المؤتمر الى تشكيل مرجعية متفق عليها لقيادة المرحلة تكون قادرة على التواصل مع المجتمع العربي والدولي لتمثيل القضية الجنوبية وشرح وجهة نظر الشعب الجنوبي ومعاناته، واعطاء الضمانات والتطمينات اللازمة للقوى العربية والدولية التي لديها مخاوف حقيقية من عودة عقارب الساعة الى الوراء. وبناء عليه، تم الاتفاق على تشكيل مجلس تنسيق اعلى للجنوب، يتكون من 301 عضواً، يوزع العدد محاصصة بين مختلف محافظات «دولة الجنوب» بحدود ما قبل الوحدة ويكون المجلس بمثابة مرجعية سياسية وطنية جامعة. بالاضافة الى ذلك، يتم تشكيل هيئة تنفيذية مكونة من 33 عضوا، تمثل الجهاز التنفيذي الاعلى، يُنتخب اعضاؤها من قبل مجلس التنسيق.

نجح المؤتمر «الجنوبي» بالرغم من الخلافات التي سبقت انعقاده بين مطالبين بفك الارتباط فورا والعودة الى الدولة الجنوبية ما قبل 1990 وبين قيادات داعية للفيدرالية لمدة 5 سنوات يتبعها استفتاء لتقرير المصير. فالنقطة الجوهرية التي جمعت الفصيلين هي انه لا مجال للقبول بالوحدة الاندماجية فيما ادى النقاش ايضا الى تغيير في الرؤية الاستراتيجية للمؤتمر للاخذ بمبدأ الفيدرالية المشروطة بدلا من المفتوحة. («السفير»)

  • فريق ماسة
  • 2011-11-27
  • 4486
  • من الأرشيف

نسيم «الربيع العربي» ينعش قضية انفصال «اليمن الجنوبي»

          استضافت القاهرة على مدى 3 ايام المؤتمر الجنوبي الاول الذي نظمه فصيل كبير من أبناء دولة «اليمن الجنوبي» سابقا، تحت شعار «معا من اجل حق تقرير مصير شعب الجنوب»، وذلك في لقاء يعد الاضخم للقيادات الجنوبية منذ صيف العام 1994 حيث تجاوز عدد الحضور الـ600 وشمل رئيسي «جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية» سابقا علي ناصر محمد وعلي سالم البيض بالاضافة الى قيادات سياسية وناشطين في الحراك الجنوبي السلمي. وبالرغم من ان «الحراك» بدأ منذ اكثر من 4 سنوات، الا ان مختلف اللقاءات التي عقدت للتباحث في القضية كانت عادة في دول غربية وبحضور محدود. ولكن منذ مطلع العام الحالي، نشطت القيادات الجنوبية في التجهيز للعديد من اللقاءات في القاهرة، المقر الحاضن لمعظم هذه الانشطة، في ارتباط كبير بتطورات «الربيع العربي» وتبدّل القيادات التقليدية التي لم تكن تسمح بمثل هذه الاجتماعات التي كانت ترى فيها تهديدا لنظام صديق. وهدف المؤتمر الى تشكيل مرجعية متفق عليها لقيادة المرحلة تكون قادرة على التواصل مع المجتمع العربي والدولي لتمثيل القضية الجنوبية وشرح وجهة نظر الشعب الجنوبي ومعاناته، واعطاء الضمانات والتطمينات اللازمة للقوى العربية والدولية التي لديها مخاوف حقيقية من عودة عقارب الساعة الى الوراء. وبناء عليه، تم الاتفاق على تشكيل مجلس تنسيق اعلى للجنوب، يتكون من 301 عضواً، يوزع العدد محاصصة بين مختلف محافظات «دولة الجنوب» بحدود ما قبل الوحدة ويكون المجلس بمثابة مرجعية سياسية وطنية جامعة. بالاضافة الى ذلك، يتم تشكيل هيئة تنفيذية مكونة من 33 عضوا، تمثل الجهاز التنفيذي الاعلى، يُنتخب اعضاؤها من قبل مجلس التنسيق. نجح المؤتمر «الجنوبي» بالرغم من الخلافات التي سبقت انعقاده بين مطالبين بفك الارتباط فورا والعودة الى الدولة الجنوبية ما قبل 1990 وبين قيادات داعية للفيدرالية لمدة 5 سنوات يتبعها استفتاء لتقرير المصير. فالنقطة الجوهرية التي جمعت الفصيلين هي انه لا مجال للقبول بالوحدة الاندماجية فيما ادى النقاش ايضا الى تغيير في الرؤية الاستراتيجية للمؤتمر للاخذ بمبدأ الفيدرالية المشروطة بدلا من المفتوحة. («السفير»)

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة