دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
ذكرت صحيفة «هآرتس»، أمس، أنه في ضوء التطورات الأخيرة في مصر، أرسل قادة مصريون إلى إسرائيل عدة رسائل تهدئة تؤكد التزام مصر باتفاقية السلام مع إسرائيل، وعملها من أجل المحافظة عليها.
نقلت الصحيفة عن مصادر رفيعة المستوى في وزارة الخارجية الإسرائيلية قولها أن الرسائل هذه سلمت للسفير الإسرائيلي في القاهرة اسحق ليفانون في زيارته الوداعية للقاهرة في مطلع هذا الأسبوع لمناسبة إنهائه لمهام عمله هناك.
وفي هذا السياق، أشارت «هآرتس» إلى لقاء جمع بين ليفانون ورئيس المخابرات العامة المصرية مراد موافي ووزير الخارجية محمد كامل عمرو والعديد من كبار المسؤولين المصريين الذين أكدوا التزام بلادهم بالسلام مع إسرائيل بسبب الأهمية الاستراتيجية لهذه الاتفاقية لمصر التي تسعى للحفاظ عليها، برغم الهزة التي تمر بالدولة حاليا. كذلك تلقى العديد من قادة الجيش والأذرع الأمنية الإسرائيلية رسائل مشابهة.
من جهته، أعرب وزير الجبهة الداخلية الإسرائيلي ماتان فيلنائي عن امله في ان يتفادى رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية المشير حسين طنطاوي وقوع مصر في «فوضى عامة». واعتبر فيلنائي أن «الوضع (في مصر) مقلق وحساس وغير واضح. وطنطاوي يحاول تجنب الفوضى ونقل السلطة بشكل منظم ما امكن. نأمل في ان ينجح في مسعاه وينبغي ان يأمل المصريون ذلك ايضا والا ستعم الفوضى ما سيفرض وضعا بالغ السوء على مصر».
وتابع الوزير الاسرائيلي «نحن على اتصال مستمر معهم (اعضاء المجلس العسكري) ومع طنطاوي الذي اعرفه واعرف انه ليس لديه نية للبقاء في السلطة». واضاف «يبدو ان الفوضى الراهنة ستقود في نهاية المطاف الى حصول الاسلاميين على الغالبية لانهم منظمون ويحظون بدعم مالي قوي فضلا عن تواجدهم في كل انحاء مصر، وهو مبعث القلق الرئيسي بالنسبة لنا».
وردا على سؤال حول احتمالات ان تلغى معاهدة السلام بين مصر واسرائيل قال فيلنائي «في الوقت الراهن، واكرر في الوقت الراهن، لا اعتقد ان إلغاء المعاهدة مطروح، ولكن عندما يستقر الحكم في مصر بعد عملية انتخابية طويلة يتوقع ان تدوم ستة اشهر، عندها نخشى ان تتعرض تلك المعاهدة للتقويض». واضاف الجنرال الاسرائيلي السابق «نحن مستعدون لمواجهة كافة السيناريوهات، غير اننا نراعي عدم اتخاذ قرارات سابقة لاوانها، ولكن في الوقت الراهن لا يبدو الامر مبشرا».
وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية قد اجتمع مطولا يوم أمس الأول للبحث في التقدير الاستخباري السنوي الذي تقدمه شعبة الاستخبارات العسكرية، وكل من الشاباك والموساد ووزارة الخارجية.
واستمر الاجتماع والمداولات في هذا الاجتماع أكثر من ثماني ساعات، وتمت فيه مناقشة الأوضاع في كل من مصر وسوريا وموجة الثورات في العالم العربي حيث احتلت هذه المواضيع حيزا هاما من المداولات.
والتقدير السائد في الخارجية الإسرائيلية هو أنه في المرحلة الحالية تعتبر الاحتمالات ضعيفة لاحتمال أن تلغي الحكومة المصرية الناجمة عن الانتخابات المقبلة معاهدة السلام مع مصر أو الذهاب إلى وضع اصطدام عسكري مع إسرائيل. وقال كبار المسؤولين في الخارجية أنه «في هذه المرحلة اتفاق السلام ليس معرضا للخطر. وهناك مصلحة لكل من إسرائيل ومصر بالمحافظة على الاتفاق».
وفي هذه الأثناء تستعد وزارة الخارجية الإسرائيلية لإرسال السفير الجديد إلى العاصمة المصرية، يعقوب أميتاي، في الأسبوع الأول من كانون الأول المقبل. وفي المحادثات التي أجراها السفير ليفانون في القاهرة مطلع الأسبوع الجاري، أوضح المسؤولون المصريون اهتمامهم بعودة السفارة الإسرائيلية للعمل بصورة طبيعية بأسرع وقت ممكن. ومن المقرر أن تجري في الأسبوعين المقبلين عملية مراجعة وتقدير للموقف الأمني لفحص ما إذا كان الوضع في القاهرة يسمح بإرسال السفير للعاصمة المصرية أم لا.
(«السفير»، أ ف ب)
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة