تصاعدت حدة القمع الأمني في البحرين خلال الأيام الماضية، مع شنّ السلطات حملة اعتداءات ومداهمات جديدة عمّت عددا من المناطق البحرينية إثر مواجهات خلال تشييع الطفل علي بداح الذي دهسته سيارة للشرطة فجر أول أمس في اليوم العالمي للطفل. وأدانت جمعية «الوفاق» المعارضة «عسكرة البحرين واستهداف المدنيين العزل» وتعهدت الاستمرار في العمل «من أجل كل الوطن».

وشيّعت الحشود البحرينية أول أمس، الطفل علي بداح الذي دهسته سيارة للشرطة في قرية الجفير خلال مواجهات بين متظاهرين وقوى الأمن. وقمعت قوات الأمن البحرينية بوحشية المشاركين في الجنازة. وسقط عشرات الجرحى حسب ما أكدت «الوفاق»، كما أغارت قوات الأمن على عدد من المناطق بينها منطقة الدير وهشمت نوافذ اكبر جوامعها (جامع الخيف) وألحقت به أضراراً، وكذلك منطقة سماهيج بالاضافة الى مناطق الدراز وبني جمرة وبوري وعالي وأبو صيبع، وسند وجرداب والنويدرات والمعامير وكرزكان والمرخ والنعيم ورأس رمان، وغيرها من المناطق.

وأفادت «الوفاق» بأن قوات الأمن «اقتحمت منازل المواطنين واعتدت عليهم في عدد من المناطق في محافظات مختلفة». وأغرقت القوات عدداً من المناطق بالغازات الخانقة والمسيلة للدموع وسببت مئات الاختناقات للأهالي العزل داخل منازلهم، في وقت تتوزع فيه قوات الأمن في مداخل عشرات المناطق والطرق في حالة تعكس عدم توفر الأمن والاستقرار. وتم اعتقال عدد من المواطنين والمواطنات في مناطق متفرقة بينهم نساء تم اعتقالهن والاعتداء عليهن بالضرب. وأدانت جمعية «الوفاق» ما وصفته بـ«عسكرة البحرين واستهداف المدنيين العزل وغياب الأمن والاستقرار».

وكان من اللافت أن وزارة الداخلية البحرينية أصدرت بيانا زعمت فيه أن سيارة الشرطة «انزلقت على الزيت» الذي اتهمت المتظاهرين بسكبه عمدا على الأرض، «مما سبب فقدان السائق للسيطرة على السيارة ودهس (الطفل علي بداح) الذي توفي في المكان نفسه». وأكد أحد أقارب بداح الذي هرع إلى مكان مقتل الطفل مع والده أن الشرطة منعتهم من الاقتراب من المكان، وتركوا جثة بداح أرضاً لساعات.

في المقابل، وفي سياق تأكيده على الاستقلالية وعدم الانتماء للخارج قال الأمين العام لـ«الوفاق» الشيخ علي سلمان خلال افتتاح ورش عمل الجمعية للتقييم ومراجعة الأداء: «قبل تأسيس الوفاق وبعد ذلك، كان من السهل الحصول على الدعم من الخارج ولكن تفقد ذاتك إذا قبلت بذلك». وضمن تأكيده أهمية الحكومة المنتخبة وجدية المعارضة، أوضح سلمان: «نحن متأكدون أن لدينا القدرة على تقديم برنامج عمل للحكومة أفضل مما يقدمه رئيس الحكومة الحالي، فما يقدم الآن مجرد أفكار يقدمها أصغر متابع للشأن السياسي».

وتابع سلمان قائلا: «أياً كان دينك وأياً كانت أسرتك إذا كنت تتقدم للعمل نحو مناهضة الدكتاتورية في البحرين فكن مستعداً للمعاناة والاستهداف»، مضيفاً أن: «الجناح المتشدد الذي يعمل على تكريس الدكتاتورية لا يقبل بوجود أي طلب للإصلاح حتى لو كان من أعضاء أسرة آل خليفة!». وختم سلمان بالقول «ما أؤكده أن الوفاق تأخذ على نفسها وعداً بأن تكون وفية من أجل العمل لأجل مصلحته ومصلحة كافة أبنائه». («السفير»)

  • فريق ماسة
  • 2011-11-20
  • 5310
  • من الأرشيف

البحرين: قمع جنازة طفل دهسته الشرطة

          تصاعدت حدة القمع الأمني في البحرين خلال الأيام الماضية، مع شنّ السلطات حملة اعتداءات ومداهمات جديدة عمّت عددا من المناطق البحرينية إثر مواجهات خلال تشييع الطفل علي بداح الذي دهسته سيارة للشرطة فجر أول أمس في اليوم العالمي للطفل. وأدانت جمعية «الوفاق» المعارضة «عسكرة البحرين واستهداف المدنيين العزل» وتعهدت الاستمرار في العمل «من أجل كل الوطن». وشيّعت الحشود البحرينية أول أمس، الطفل علي بداح الذي دهسته سيارة للشرطة في قرية الجفير خلال مواجهات بين متظاهرين وقوى الأمن. وقمعت قوات الأمن البحرينية بوحشية المشاركين في الجنازة. وسقط عشرات الجرحى حسب ما أكدت «الوفاق»، كما أغارت قوات الأمن على عدد من المناطق بينها منطقة الدير وهشمت نوافذ اكبر جوامعها (جامع الخيف) وألحقت به أضراراً، وكذلك منطقة سماهيج بالاضافة الى مناطق الدراز وبني جمرة وبوري وعالي وأبو صيبع، وسند وجرداب والنويدرات والمعامير وكرزكان والمرخ والنعيم ورأس رمان، وغيرها من المناطق. وأفادت «الوفاق» بأن قوات الأمن «اقتحمت منازل المواطنين واعتدت عليهم في عدد من المناطق في محافظات مختلفة». وأغرقت القوات عدداً من المناطق بالغازات الخانقة والمسيلة للدموع وسببت مئات الاختناقات للأهالي العزل داخل منازلهم، في وقت تتوزع فيه قوات الأمن في مداخل عشرات المناطق والطرق في حالة تعكس عدم توفر الأمن والاستقرار. وتم اعتقال عدد من المواطنين والمواطنات في مناطق متفرقة بينهم نساء تم اعتقالهن والاعتداء عليهن بالضرب. وأدانت جمعية «الوفاق» ما وصفته بـ«عسكرة البحرين واستهداف المدنيين العزل وغياب الأمن والاستقرار». وكان من اللافت أن وزارة الداخلية البحرينية أصدرت بيانا زعمت فيه أن سيارة الشرطة «انزلقت على الزيت» الذي اتهمت المتظاهرين بسكبه عمدا على الأرض، «مما سبب فقدان السائق للسيطرة على السيارة ودهس (الطفل علي بداح) الذي توفي في المكان نفسه». وأكد أحد أقارب بداح الذي هرع إلى مكان مقتل الطفل مع والده أن الشرطة منعتهم من الاقتراب من المكان، وتركوا جثة بداح أرضاً لساعات. في المقابل، وفي سياق تأكيده على الاستقلالية وعدم الانتماء للخارج قال الأمين العام لـ«الوفاق» الشيخ علي سلمان خلال افتتاح ورش عمل الجمعية للتقييم ومراجعة الأداء: «قبل تأسيس الوفاق وبعد ذلك، كان من السهل الحصول على الدعم من الخارج ولكن تفقد ذاتك إذا قبلت بذلك». وضمن تأكيده أهمية الحكومة المنتخبة وجدية المعارضة، أوضح سلمان: «نحن متأكدون أن لدينا القدرة على تقديم برنامج عمل للحكومة أفضل مما يقدمه رئيس الحكومة الحالي، فما يقدم الآن مجرد أفكار يقدمها أصغر متابع للشأن السياسي». وتابع سلمان قائلا: «أياً كان دينك وأياً كانت أسرتك إذا كنت تتقدم للعمل نحو مناهضة الدكتاتورية في البحرين فكن مستعداً للمعاناة والاستهداف»، مضيفاً أن: «الجناح المتشدد الذي يعمل على تكريس الدكتاتورية لا يقبل بوجود أي طلب للإصلاح حتى لو كان من أعضاء أسرة آل خليفة!». وختم سلمان بالقول «ما أؤكده أن الوفاق تأخذ على نفسها وعداً بأن تكون وفية من أجل العمل لأجل مصلحته ومصلحة كافة أبنائه». («السفير»)

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة