من دون مقدمات وعلى خطى الحكومة التركية، بدأ نواب تيار المستقبل ومسؤولوه يطالبون بإقامة مخيم "للاجئين السوريين" تلبية لرسالة سعد الحريري "التويترية". وفي تصعيد واضح اندفع نواب وقيادات في تيار المستقبل، في الأيام القليلة الماضية، للقيام بحملة لمساعدة "النازحين السوريين" في لبنان، باعتبار ذلك "عملاً إنسانياً".

 

وعندما يُسأل أحد كوادر تيار المستقبل البارزين في الشمال أين كانت هذه العاطفة الإنسانية يوم كان العمال والسائقون السوريين في طرابلس والمنية وعكار يتعرّضون لاعتداءات عنصرية لمجرد أنهم سوريون، يتهرب من الإجابة أو تقديم مبررات مقنعة لتأجج "الدوافع الإنسانية" الآن وفجأة.

 

من جانبه الرئيس نجيب ميقاتي وجّه اتهاماً مباشراً لتيار المستقبل بأنه "يستغل أوضاع النازحين السوريين ليحقق من ورائهم أرباحاً مالية، وللمتاجرة بالقضية سياسياً، وأن الجانب الإنساني غائب كلياً عن تحركاتهم". وكشفت أوساط ميقاتي عن أن تيار المستقبل "يضغط من أجل غضّ النظر عمّا يقوم به أحد نواب تيّاره الساعي إلى تحويل مستشفى معين إلى "وكيل حصري" لعلاج الجرحى السوريين، من بين 4 مستشفيات في المنطقة أحدها مستشفى حكومي". ويضيف أن النائب المستقبلي يسعى إلى نيل "موافقة الهيئة العليا للإغاثة على فواتير وهمية يريد إمرارها، وعندما جُوبه طلبه بالرفض قامت حملتهم علينا بهدف ابتزازنا".

 

وسط هذه الأجواء، لم تستبعد مصادر سياسية متابعة أن تكون "الغاية من رمي قنبلة النازحين الدخانية هذه التمهيد لإنشاء مخيّم للنازحين السوريين في عكار، وهو ما شرع نواب تيار المستقبل وحلفاؤهم في الدعوة إلى قيامه علناً، وتحويل الأنظار عن إيواء جهات سياسية تدور في فلك التيار الأزرق في طرابلس والشمال مجموعات سورية معارضة للنظام ورعايتها".

 

غير أن خروج الحريري من السلطة يمثّل عائقاً رئيسياً دون القدرة على المضي في جعل هذه الفكرة واقعاً ملموساً، ورفض حكومة ميقاتي لها "لن يجعل الأمر سهل التحقق"، حسب قول المصادر السياسية نفسها. وترى المصادر ذاتها أن "الهدف الرئيسي من إقامة مخيم كهذا، إذا أقيم، سيكون تسليط الأضواء عليه سياسياً وإعلامياً، وجعله منصة لإطلاق مواقف ضد السلطات السورية، على غرار النموذج التركي، وليس إيواء النازحين ومساعدتهم".

 

 

  • فريق ماسة
  • 2011-11-09
  • 7896
  • من الأرشيف

الحريري سينشىء مخيمات لـ"النازحين السوريين" وميقاتي يتهمه بالمتاجرة السياسية

من دون مقدمات وعلى خطى الحكومة التركية، بدأ نواب تيار المستقبل ومسؤولوه يطالبون بإقامة مخيم "للاجئين السوريين" تلبية لرسالة سعد الحريري "التويترية". وفي تصعيد واضح اندفع نواب وقيادات في تيار المستقبل، في الأيام القليلة الماضية، للقيام بحملة لمساعدة "النازحين السوريين" في لبنان، باعتبار ذلك "عملاً إنسانياً".   وعندما يُسأل أحد كوادر تيار المستقبل البارزين في الشمال أين كانت هذه العاطفة الإنسانية يوم كان العمال والسائقون السوريين في طرابلس والمنية وعكار يتعرّضون لاعتداءات عنصرية لمجرد أنهم سوريون، يتهرب من الإجابة أو تقديم مبررات مقنعة لتأجج "الدوافع الإنسانية" الآن وفجأة.   من جانبه الرئيس نجيب ميقاتي وجّه اتهاماً مباشراً لتيار المستقبل بأنه "يستغل أوضاع النازحين السوريين ليحقق من ورائهم أرباحاً مالية، وللمتاجرة بالقضية سياسياً، وأن الجانب الإنساني غائب كلياً عن تحركاتهم". وكشفت أوساط ميقاتي عن أن تيار المستقبل "يضغط من أجل غضّ النظر عمّا يقوم به أحد نواب تيّاره الساعي إلى تحويل مستشفى معين إلى "وكيل حصري" لعلاج الجرحى السوريين، من بين 4 مستشفيات في المنطقة أحدها مستشفى حكومي". ويضيف أن النائب المستقبلي يسعى إلى نيل "موافقة الهيئة العليا للإغاثة على فواتير وهمية يريد إمرارها، وعندما جُوبه طلبه بالرفض قامت حملتهم علينا بهدف ابتزازنا".   وسط هذه الأجواء، لم تستبعد مصادر سياسية متابعة أن تكون "الغاية من رمي قنبلة النازحين الدخانية هذه التمهيد لإنشاء مخيّم للنازحين السوريين في عكار، وهو ما شرع نواب تيار المستقبل وحلفاؤهم في الدعوة إلى قيامه علناً، وتحويل الأنظار عن إيواء جهات سياسية تدور في فلك التيار الأزرق في طرابلس والشمال مجموعات سورية معارضة للنظام ورعايتها".   غير أن خروج الحريري من السلطة يمثّل عائقاً رئيسياً دون القدرة على المضي في جعل هذه الفكرة واقعاً ملموساً، ورفض حكومة ميقاتي لها "لن يجعل الأمر سهل التحقق"، حسب قول المصادر السياسية نفسها. وترى المصادر ذاتها أن "الهدف الرئيسي من إقامة مخيم كهذا، إذا أقيم، سيكون تسليط الأضواء عليه سياسياً وإعلامياً، وجعله منصة لإطلاق مواقف ضد السلطات السورية، على غرار النموذج التركي، وليس إيواء النازحين ومساعدتهم".    

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة