ليس غريباً أن نخاف.. فالخوف أمر طبيعي يشعر به الإنسان في بعض المواقف التي تهدد حياته بالخطر. و الخوف الطبيعي المعقول مفيد للإنسان، فإذا كان الفرد منا لا يخاف النار فقد تحرقه

لكن هناك من الخوف ما هو مرضي أو ما هو قاتل.. حيث المبالغ فيه والمتكرر لأي سبب يكون خوفاً غير طبيعي.‏

من أين يأتي الخوف..؟‏

هناك أمور كثيرة تسبب الخوف عند الطفل و من أهمها تهديد الأبوين له و تخويفه باستمرار مما يعرضه لمخاوف كثيرة كالظلام أو أحد الحيوانات. و مشاهدة المناظر العنيفة أو المرعبة و استماع الطفل إلى القصص المخيفة والبوليسية.‏

كما أن فقدان الطفل للحب و الرعاية يعرضه للمخاوف من فقد أحد والديه..‏

بالعدوى..‏

تعتبر حالات الخوف كغيرها من الحالات الانفعالية تنتقل من فرد إلى آخر بالتأثير، فالكثير من الأمهات يظهرن الخوف و الهلع أمام أطفالهن، مثل خوفهن من الحيوانات الأليفة فينشأ أطفالهن على الخوف من هذه الحيوانات. والمبالغة في الخوف والقلق من الآباء على الأبناء، فإذا رأى الصغير على وجه أمه الارتباك أو وقع على الأرض فإنه سيصاب بالذعر و الخوف و بهذا ينشأ الطفل شديد الخوف على نفسه. وأكثر مخاوف الأطفال شيوعاً تكون من الأشياء المحسوسة مثل الخوف من الطبيب أو الشرطي، بينما المخاوف غير المحسوسة تكون أقل شيوعاً كالخوف من الموت.‏

تلك أمور غالباً ما يكون السبب في نشوئها لدى الأطفال هم الآباء أنفسهم. ويخطئ الأب والأم عندما يخوفان الطفل من شيء بهدف الضحك والتسلية، فمن المؤلم أن يصرخ الطفل خوفاً بينما الوالدان يضحكان من خوفه.‏

تقسيم الأولاد من حيث الخوف..‏

هناك أطفال لا يخافون و هذا أمر نادر الوجود ويرجع عادة لقلة الإدراك مثل: ضعاف العقل، أو الصغير الذي لا يفهم ما حوله. وأطفال يخافون خوفاً عادياً و طبيعياً يحسه الطفل و البالغ عندما يخاف من حيوان مفترس ويوجد فئة من الأطفال الذين يخافون خوفاً مرضياً و هو خوف شاذ مبالغ فيه و متكرر أو شبه دائم. وقد يكون وهمياً.‏

 

 

 

علاماته..‏

في السنة الأولى للطفل يظهر الفزع على ملامح الوجه والصراخ. وبعد السنة الثانية يتجلى الخوف بالصياح و الهروب أو رعشة و تغيرات في ملامح الوجه و أحياناً يصحبه عرق وتبول لا إرادي إضافة إلى الكلام المتقطع.‏

وإذا أردنا التعرف على مدى تأثير الخوف عند الأطفال بمقارنته بدرجة مخاوف الآخرين نجد أن الخوف من الظلام طبيعي لطفل الثالثة أما إذا نتج عنه فزع شديد وفقد الطفل اتزانه كان خوفاً شاذاًَ.‏

تعتبر مرحلة الحضانة و الطفولة المبكرة هامة لزرع الشعور بالأمن والطمأنينة.‏

ممَ يخاف الأطفال..‏

في السنة الأولى يخاف الطفل من الأصوات العالية الفجائية بصفة أساسية. ومن /2-5/ سنوات تزداد تأثيرات الخوف بتعدد أنواعها. و الطفل قد يخاف من الأماكن الغريبة أو الوقوع من مكان مرتفع أو من الغرباء. كما يخاف تكرار الخبرات المؤلمة كالعلاج و العمليات الجراحية كما يخاف منه الكبار في بيئته سواء كانت مخاوف واقعية أو وهمية .‏

-وهناك بعض الأطفال يعانون من الخوف في معظم المواقف، وهؤلاء يعانون من ضعف الثقة بالنفس، و عدم الشعور بالأمن و الطمأنينة، ولمعرفة الأسباب التي يمكن أن توصل الطفل لمرحلة عدم الثقة بالنفس يقول الأستاذ محمد ملحم «ماجستير في الإرشاد النفسي و محاضر في كلية التربية» بأن التربية الخاطئة في الطفولة الأولى كالحماية الزائدة أو التدليل الزائد.. و التنشئة الاعتمادية التي لاتدفع الطفل إلى التعرف بمفرده على مواقف الحياة.. و هناك أمور أخرى مثل تسلط الآباء وسيطرتهم و النقد والتوبيخ من قبل الأهل و أخيراً تكرار الفشل والإخفاق..‏

الوقاية..‏

باستطاعة الوالدين تنشئة طفل واثق من نفسه و لا يعرف ما هو الخوف، و لكن كيف؟ على هذا التساؤل يجيب الأستاذ ملحم بأن إحاطة الطفل بجو من الدفء العاطفي و الحنان و المحبة مع الحزم المعتدل و تربية روح الاستقلال لدى الطفل والاعتماد على النفس لدى الطفل بالتقدير وعدم السخرية أو المقارنة أمور كفيلة بأن تجعل الطفل جريئاً ولا يخاف وإذا صادف الطفل ما يخيفه على الأم ألا تساعده على النسيان حتى لا تصبح مخاوفه دفينة، فبالتفهم و الطمأنينة و الإجابة على الأسئلة التي تحيره يستطيع التخلص من مخاوفه. وهناك أهمية بالغة لا تزان وهدوء وسلوك الآباء (بلا هلع و لا فزع) في المواقف المختلفة خاصة.

  • فريق ماسة
  • 2010-04-17
  • 11293
  • من الأرشيف

الخوف عند الأطفال..حالة طبيعية يمكن أن تتحول إلى مرضية

ليس غريباً أن نخاف.. فالخوف أمر طبيعي يشعر به الإنسان في بعض المواقف التي تهدد حياته بالخطر. و الخوف الطبيعي المعقول مفيد للإنسان، فإذا كان الفرد منا لا يخاف النار فقد تحرقه لكن هناك من الخوف ما هو مرضي أو ما هو قاتل.. حيث المبالغ فيه والمتكرر لأي سبب يكون خوفاً غير طبيعي.‏ من أين يأتي الخوف..؟‏ هناك أمور كثيرة تسبب الخوف عند الطفل و من أهمها تهديد الأبوين له و تخويفه باستمرار مما يعرضه لمخاوف كثيرة كالظلام أو أحد الحيوانات. و مشاهدة المناظر العنيفة أو المرعبة و استماع الطفل إلى القصص المخيفة والبوليسية.‏ كما أن فقدان الطفل للحب و الرعاية يعرضه للمخاوف من فقد أحد والديه..‏ بالعدوى..‏ تعتبر حالات الخوف كغيرها من الحالات الانفعالية تنتقل من فرد إلى آخر بالتأثير، فالكثير من الأمهات يظهرن الخوف و الهلع أمام أطفالهن، مثل خوفهن من الحيوانات الأليفة فينشأ أطفالهن على الخوف من هذه الحيوانات. والمبالغة في الخوف والقلق من الآباء على الأبناء، فإذا رأى الصغير على وجه أمه الارتباك أو وقع على الأرض فإنه سيصاب بالذعر و الخوف و بهذا ينشأ الطفل شديد الخوف على نفسه. وأكثر مخاوف الأطفال شيوعاً تكون من الأشياء المحسوسة مثل الخوف من الطبيب أو الشرطي، بينما المخاوف غير المحسوسة تكون أقل شيوعاً كالخوف من الموت.‏ تلك أمور غالباً ما يكون السبب في نشوئها لدى الأطفال هم الآباء أنفسهم. ويخطئ الأب والأم عندما يخوفان الطفل من شيء بهدف الضحك والتسلية، فمن المؤلم أن يصرخ الطفل خوفاً بينما الوالدان يضحكان من خوفه.‏ تقسيم الأولاد من حيث الخوف..‏ هناك أطفال لا يخافون و هذا أمر نادر الوجود ويرجع عادة لقلة الإدراك مثل: ضعاف العقل، أو الصغير الذي لا يفهم ما حوله. وأطفال يخافون خوفاً عادياً و طبيعياً يحسه الطفل و البالغ عندما يخاف من حيوان مفترس ويوجد فئة من الأطفال الذين يخافون خوفاً مرضياً و هو خوف شاذ مبالغ فيه و متكرر أو شبه دائم. وقد يكون وهمياً.‏       علاماته..‏ في السنة الأولى للطفل يظهر الفزع على ملامح الوجه والصراخ. وبعد السنة الثانية يتجلى الخوف بالصياح و الهروب أو رعشة و تغيرات في ملامح الوجه و أحياناً يصحبه عرق وتبول لا إرادي إضافة إلى الكلام المتقطع.‏ وإذا أردنا التعرف على مدى تأثير الخوف عند الأطفال بمقارنته بدرجة مخاوف الآخرين نجد أن الخوف من الظلام طبيعي لطفل الثالثة أما إذا نتج عنه فزع شديد وفقد الطفل اتزانه كان خوفاً شاذاًَ.‏ تعتبر مرحلة الحضانة و الطفولة المبكرة هامة لزرع الشعور بالأمن والطمأنينة.‏ ممَ يخاف الأطفال..‏ في السنة الأولى يخاف الطفل من الأصوات العالية الفجائية بصفة أساسية. ومن /2-5/ سنوات تزداد تأثيرات الخوف بتعدد أنواعها. و الطفل قد يخاف من الأماكن الغريبة أو الوقوع من مكان مرتفع أو من الغرباء. كما يخاف تكرار الخبرات المؤلمة كالعلاج و العمليات الجراحية كما يخاف منه الكبار في بيئته سواء كانت مخاوف واقعية أو وهمية .‏ -وهناك بعض الأطفال يعانون من الخوف في معظم المواقف، وهؤلاء يعانون من ضعف الثقة بالنفس، و عدم الشعور بالأمن و الطمأنينة، ولمعرفة الأسباب التي يمكن أن توصل الطفل لمرحلة عدم الثقة بالنفس يقول الأستاذ محمد ملحم «ماجستير في الإرشاد النفسي و محاضر في كلية التربية» بأن التربية الخاطئة في الطفولة الأولى كالحماية الزائدة أو التدليل الزائد.. و التنشئة الاعتمادية التي لاتدفع الطفل إلى التعرف بمفرده على مواقف الحياة.. و هناك أمور أخرى مثل تسلط الآباء وسيطرتهم و النقد والتوبيخ من قبل الأهل و أخيراً تكرار الفشل والإخفاق..‏ الوقاية..‏ باستطاعة الوالدين تنشئة طفل واثق من نفسه و لا يعرف ما هو الخوف، و لكن كيف؟ على هذا التساؤل يجيب الأستاذ ملحم بأن إحاطة الطفل بجو من الدفء العاطفي و الحنان و المحبة مع الحزم المعتدل و تربية روح الاستقلال لدى الطفل والاعتماد على النفس لدى الطفل بالتقدير وعدم السخرية أو المقارنة أمور كفيلة بأن تجعل الطفل جريئاً ولا يخاف وإذا صادف الطفل ما يخيفه على الأم ألا تساعده على النسيان حتى لا تصبح مخاوفه دفينة، فبالتفهم و الطمأنينة و الإجابة على الأسئلة التي تحيره يستطيع التخلص من مخاوفه. وهناك أهمية بالغة لا تزان وهدوء وسلوك الآباء (بلا هلع و لا فزع) في المواقف المختلفة خاصة.


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة