تعرض قطاع غزة، خلال اليومين الماضيين، لاستباحة إسرائيلية جديدة هدفت، كما يبدو، الى تعطيل احتفالات الفلسطينيين بصفقة تبادل الأسرى الاخيرة، وإلى تحذير حركة حماس وبقية التنظيمات الفلسطينية من اعتبار هذه الصفقة تعديلا في موازين القوى بين الجانبين. وأسفرت سلسلة غارات شنها الطيران الحربي الاسرائيلي عن استشهاد تسعة مقاومين، ردت عليها المقاومة بإطلاق صواريخ بعيدة المدى باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، ما أدى الى مقتل إسرائيلي وإصابة آخرين، وهو ما دفع القاهرة إلى التدخل لاحتواء الموقف، حيث نجحت في التوصل إلى اتفاق تهدئة، سرعان ما خرقه الاحتلال، عندما شن غارة جديدة على غزة، استشهد فيها مقاوم آخر.

وبدأت إسرائيل تصعيدها في غزة، عندما شنت غارتين على منطقة رفح في جنوبي القطاع، بذريعة التصدي لمحاولة إطلاق صواريخ. واندلعت إثر ذلك اشتباكات عنيفة بين المقاومين وقوات الاحتلال في المنطقة ذاتها، أسفرت عن استشهاد خمسة مقاومين من سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

وقال المتحدث باسم سرايا القدس أبو أحمد إن شهداء الاشتباكات التي وقعت في رفح هم «القائد احمد الشيخ خليل، مسؤول وحدة الهندسة والتصنيع في سرايا القدس في قطاع غزة، ومحمد عصفور، وعبد الكريم شبات، وهما من خانيونس، وباسم أبو الغطا وحسن الخضري وكلاهما من غزة، وجميعهم أعضاء في وحدة التصنيع والهندسة».

وفي أعقاب هذه الاشتباكات، شنت الطائرات الإسرائيلية غارات جديدة على غزة، أدت إلى استشهاد أربعة مقاومين من حركة الجهاد الإسلامي. وقال المتحدث باسم الإسعاف والطوارئ في غزة إن «شهيدين هما سامي أبو سبت، وسليمان أبو فاطمة، استشهدا في الغارة الجوية على رفح ونقلا إلى مستشفى أبو يوسف النجار»، مشيراً إلى ان جثة احد الشهيدين وصلت إلى المستشفى ممزقة. ولاحقاً أعلن أبو سلمية العثور على جثتين أخريين في موقع الغارة الثانية هما «جثتا سهيل جندية ومرضي حجاج».

وحذر منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري، في بيان، من خطورة «التصعيد الأخير للعنف»، مضيفاً

 

«ندعو بإلحاح إلى الهدوء والى وقف العنف وحمام الدم».

وزعم متحدث باسم جيش الاحتلال أن طائرات إسرائيلية استهدفت «مجموعة من الإرهابيين كانوا يستعدون لإطلاق صواريخ»، مشيراً إلى أن الغارة «هدفت لمنع الهجوم».

من جهة ثانية نجت مجموعة من مسلحي «كتائب المجاهدين» القريبة من حركة فتح بعد استهدافها بصاروخ أطلقته طائرة إسرائيلية شرقي مدينة غزة.

كذلك، نفذ الطيران الإسرائيلي غارتين على بلدتي وادي السلقا والقرارة في خانيونس في جنوبي القطاع، ما أدى إلى إصابة احد مقاتلي سرايا القدس.

وردت سرايا القدس على جرائم الاحتلال بإطلاق وابل من الصواريخ على المستوطنات القريبة من قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل إسرائيلي وجرح اثنين آخرين، فضلا عن إصابة عدد آخر بحالات صدمة وهلع، بحسب بيان للشرطة الإسرائيلية.

وأعلنت السرايا، في بيان، أنها «قصفت أهدافاً صهيونية بخمسة صواريخ غراد على مدن العدو أسدود، وغان يفنه، ولخيش». وفي بيان ثان، أكدت سرايا القدس أنها أطلقت أربعة صواريخ أخرى على منطقتي اسدود واوفاكيم، وأنها أصابت مبنى من تسعة طوابق مع وقوع إصابات»، فضلا عن قيامها بـ«قصف معبر كرم أبو سالم بقذيفتي هاون».

من جهتها، أعلنت كتائب أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية، أنها أطلقت ثلاثة صواريخ «غراد» على منطقة اوفاكيم، فيما تبنت كتائب المقاومة الوطنية، الجناح العسكري للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، إطلاق صاروخ واحد على معبر كرم أبو سالم..

وسارعت القاهرة إلى احتواء التصعيد، إذ أجرت اتصالات مع فصائل المقاومة والحكومة الإسرائيلية أفضت إلى الاتفاق على إعادة التهدئة.

وقال مسؤول مصري إن الجهود التي بذلتها المخابرات المصرية «نجحت في التوصل لتهدئة متبادلة مع إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي وكافة فصائل المقاومة الفلسطينية». وثمن المسؤول موقف حركة الجهاد «التي تفهمت الموقف واستجابت لجهود مصر».

من جهته، قال أبو أحمد إنه في حالة وقف العدوان الإسرائيلي فسوف يتم الالتزام بالتهدئة، مضيفاً «نحن مستعدون لأي ثمن يحول دون ان يحقق العدو أهدافه»..

وفي تمام السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي دخل تفاهم التهدئة حيز التنفيذ. وبدا ان الوضع يستتب بعد وقف لإطلاق النار، حيث ساد الهدوء لنحو ثماني ساعات، إلى أن هاجمت طائرة إسرائيلية مقاومين فلسطينيين، زعم الجيش الإسرائيلي أنهما كانا على وشك إطــلاق صواريخ.

 

وقال مسؤولون طبيون في القطاع إن مقاوماً استشهد، وأصيب آخر بجـــروح، وإنهما عــضوان في الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين.

ومساءً، ذكر مصدر فلسطيني أنه تم التوصل إلى اتفاق جديد لتثبيت التهدئة، موضحاً أنه «تم إبلاغ الفصائل الفلسطينية باستمرار التهدئة مع إسرائيل من خلال التوصل لاتفاق تهدئة جديد سيبدأ من العاشرة ليلا». وأشار إلى أن «مصر أجرت اتصالات مع إسرائيل والفصائل الفلسطينية لبحث التهدئة بعد الغارة التي استهدفت أحد مقاومي كتائب المقاومة الوطنية في وقت سريان التهدئة» السابقة.

وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن جيشه سيرد «بصرامة أكثر» على أي قصف صاروخي إذا لزم الأمر، فيما حمّل الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز حركة حماس المسؤولية عن إطلاق الصواريخ من غزة.

من جهته، حذر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان من رد إسرائيلي قوي إذا ما استمر إطلاق الصواريخ من قطاع غزة. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن ليبرمان القول إن «إسرائيل لا تسعى إلى مواجهة مع الفلسطينيين ولا تريد تصعيد الموقف الحالي، إلا أنها لن تسمح بقصف بعد قصف من دون رد».

 

      

 

         

  • فريق ماسة
  • 2011-10-30
  • 12276
  • من الأرشيف

جبهـة غـزه تشـتعل ثم تهـدأ: 10 شـهداء وقتيـل إسـرائيلي

  تعرض قطاع غزة، خلال اليومين الماضيين، لاستباحة إسرائيلية جديدة هدفت، كما يبدو، الى تعطيل احتفالات الفلسطينيين بصفقة تبادل الأسرى الاخيرة، وإلى تحذير حركة حماس وبقية التنظيمات الفلسطينية من اعتبار هذه الصفقة تعديلا في موازين القوى بين الجانبين. وأسفرت سلسلة غارات شنها الطيران الحربي الاسرائيلي عن استشهاد تسعة مقاومين، ردت عليها المقاومة بإطلاق صواريخ بعيدة المدى باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، ما أدى الى مقتل إسرائيلي وإصابة آخرين، وهو ما دفع القاهرة إلى التدخل لاحتواء الموقف، حيث نجحت في التوصل إلى اتفاق تهدئة، سرعان ما خرقه الاحتلال، عندما شن غارة جديدة على غزة، استشهد فيها مقاوم آخر. وبدأت إسرائيل تصعيدها في غزة، عندما شنت غارتين على منطقة رفح في جنوبي القطاع، بذريعة التصدي لمحاولة إطلاق صواريخ. واندلعت إثر ذلك اشتباكات عنيفة بين المقاومين وقوات الاحتلال في المنطقة ذاتها، أسفرت عن استشهاد خمسة مقاومين من سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي. وقال المتحدث باسم سرايا القدس أبو أحمد إن شهداء الاشتباكات التي وقعت في رفح هم «القائد احمد الشيخ خليل، مسؤول وحدة الهندسة والتصنيع في سرايا القدس في قطاع غزة، ومحمد عصفور، وعبد الكريم شبات، وهما من خانيونس، وباسم أبو الغطا وحسن الخضري وكلاهما من غزة، وجميعهم أعضاء في وحدة التصنيع والهندسة». وفي أعقاب هذه الاشتباكات، شنت الطائرات الإسرائيلية غارات جديدة على غزة، أدت إلى استشهاد أربعة مقاومين من حركة الجهاد الإسلامي. وقال المتحدث باسم الإسعاف والطوارئ في غزة إن «شهيدين هما سامي أبو سبت، وسليمان أبو فاطمة، استشهدا في الغارة الجوية على رفح ونقلا إلى مستشفى أبو يوسف النجار»، مشيراً إلى ان جثة احد الشهيدين وصلت إلى المستشفى ممزقة. ولاحقاً أعلن أبو سلمية العثور على جثتين أخريين في موقع الغارة الثانية هما «جثتا سهيل جندية ومرضي حجاج». وحذر منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري، في بيان، من خطورة «التصعيد الأخير للعنف»، مضيفاً   «ندعو بإلحاح إلى الهدوء والى وقف العنف وحمام الدم». وزعم متحدث باسم جيش الاحتلال أن طائرات إسرائيلية استهدفت «مجموعة من الإرهابيين كانوا يستعدون لإطلاق صواريخ»، مشيراً إلى أن الغارة «هدفت لمنع الهجوم». من جهة ثانية نجت مجموعة من مسلحي «كتائب المجاهدين» القريبة من حركة فتح بعد استهدافها بصاروخ أطلقته طائرة إسرائيلية شرقي مدينة غزة. كذلك، نفذ الطيران الإسرائيلي غارتين على بلدتي وادي السلقا والقرارة في خانيونس في جنوبي القطاع، ما أدى إلى إصابة احد مقاتلي سرايا القدس. وردت سرايا القدس على جرائم الاحتلال بإطلاق وابل من الصواريخ على المستوطنات القريبة من قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل إسرائيلي وجرح اثنين آخرين، فضلا عن إصابة عدد آخر بحالات صدمة وهلع، بحسب بيان للشرطة الإسرائيلية. وأعلنت السرايا، في بيان، أنها «قصفت أهدافاً صهيونية بخمسة صواريخ غراد على مدن العدو أسدود، وغان يفنه، ولخيش». وفي بيان ثان، أكدت سرايا القدس أنها أطلقت أربعة صواريخ أخرى على منطقتي اسدود واوفاكيم، وأنها أصابت مبنى من تسعة طوابق مع وقوع إصابات»، فضلا عن قيامها بـ«قصف معبر كرم أبو سالم بقذيفتي هاون». من جهتها، أعلنت كتائب أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية، أنها أطلقت ثلاثة صواريخ «غراد» على منطقة اوفاكيم، فيما تبنت كتائب المقاومة الوطنية، الجناح العسكري للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، إطلاق صاروخ واحد على معبر كرم أبو سالم.. وسارعت القاهرة إلى احتواء التصعيد، إذ أجرت اتصالات مع فصائل المقاومة والحكومة الإسرائيلية أفضت إلى الاتفاق على إعادة التهدئة. وقال مسؤول مصري إن الجهود التي بذلتها المخابرات المصرية «نجحت في التوصل لتهدئة متبادلة مع إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي وكافة فصائل المقاومة الفلسطينية». وثمن المسؤول موقف حركة الجهاد «التي تفهمت الموقف واستجابت لجهود مصر». من جهته، قال أبو أحمد إنه في حالة وقف العدوان الإسرائيلي فسوف يتم الالتزام بالتهدئة، مضيفاً «نحن مستعدون لأي ثمن يحول دون ان يحقق العدو أهدافه».. وفي تمام السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي دخل تفاهم التهدئة حيز التنفيذ. وبدا ان الوضع يستتب بعد وقف لإطلاق النار، حيث ساد الهدوء لنحو ثماني ساعات، إلى أن هاجمت طائرة إسرائيلية مقاومين فلسطينيين، زعم الجيش الإسرائيلي أنهما كانا على وشك إطــلاق صواريخ.   وقال مسؤولون طبيون في القطاع إن مقاوماً استشهد، وأصيب آخر بجـــروح، وإنهما عــضوان في الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين. ومساءً، ذكر مصدر فلسطيني أنه تم التوصل إلى اتفاق جديد لتثبيت التهدئة، موضحاً أنه «تم إبلاغ الفصائل الفلسطينية باستمرار التهدئة مع إسرائيل من خلال التوصل لاتفاق تهدئة جديد سيبدأ من العاشرة ليلا». وأشار إلى أن «مصر أجرت اتصالات مع إسرائيل والفصائل الفلسطينية لبحث التهدئة بعد الغارة التي استهدفت أحد مقاومي كتائب المقاومة الوطنية في وقت سريان التهدئة» السابقة. وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن جيشه سيرد «بصرامة أكثر» على أي قصف صاروخي إذا لزم الأمر، فيما حمّل الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز حركة حماس المسؤولية عن إطلاق الصواريخ من غزة. من جهته، حذر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان من رد إسرائيلي قوي إذا ما استمر إطلاق الصواريخ من قطاع غزة. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن ليبرمان القول إن «إسرائيل لا تسعى إلى مواجهة مع الفلسطينيين ولا تريد تصعيد الموقف الحالي، إلا أنها لن تسمح بقصف بعد قصف من دون رد».                     

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة