بعد تصحيح الإدارة الأميركية لمواقفها تجاه مغادرة سفيرها بدمشق والتأكيد أنه عائد بعد أيام، صدرت مواقف تركية جديدة تشير إلى تراجع عن تصريحات سابقة هددت دمشق بـ«عقوبات منسقة مع واشنطن»، حيث أعلن إرشاد هرمزلو وهو كبير مستشاري الرئيس التركي، أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان سيعلن عن «إجراءات» بحق سورية ولن يتم الإعلان عن عقوبات، نافياً وجود نية لدى القيادة التركية لإنشاء منطقة عازلة على الحدود السورية.

ونقلت جريدة «الرأي» الكويتية، في عددها الصادر أمس، عن هرمزلو قوله إن «أردوغان سيعلن خلال زيارة متوقعة له إلى مخيم اللاجئين السوريين، قرارات تضمن سلامة الشعب السوري وهي عبارة عن إجراءات وليست عقوبات، ومن بينها السماح للشعب السوري بالتظاهر، وإدانة استعمال العنف ضد المتظاهرين، والسماح للقوى الوطنية بالتعبير عن مطالبها وطبعاً الحفاظ على سلمية الحركة الاحتجاجية».

وفي وقت سابق أعلن أردوغان في مؤتمر مشترك مع الرئيس الأميركي باراك أوباما أن تركيا ستفرض عقوبات على سورية سيتم تنسيقها مع واشنطن، وبعد أيام من ذلك، أعلنت الحكومة التركية في أواخر أيلول عزمها مصادرة أي شحنات أسلحة متجهة إلى سورية.

ويأتي التراجع التركي غداة تراجع أميركي مشابه، فقد أعلنت واشنطن الأربعاء الماضي أنها «تأمل في عودة سفيرها روبرت فورد إلى دمشق» حيث كانت آخر التصريحات الأميركية قد استقرت على أن سبب استدعائه هو «التشاور» بعد الحديث عن استدعائه نتيجة لتهديدات لسلامته الشخصية، وقبل ذلك بساعات من سحبه من دمشق.

إلى ذلك، أضاف هرمزلو «لا يوجد تفكير في إنشاء منطقة عازلة على الحدود السورية وهذه القرارات تتخذ على مستوى دولي» مشيراً إلى أن «الحديث عن ضربة عسكرية على سورية من مجلس الأمن سابق لأوانه».

وجدد وزير الخارجية التركي الأسبوع الماضي، موقف بلاده الرافض للحديث عن أي تدخل عسكري في سورية لكنه استدرك بالقول «في الوقت الراهن».

ورفضت المستشارة الرئاسية بثينة شعبان ما يتردد عن قيام الجيش والأجهزة الأمنية باستهداف المتظاهرين وإجبار آلاف السوريين على النزوح إلى تركيا وغيرها، وأضافت في مقابلة نشرتها صحيفة «إنديبندنت» البريطانية أجراها الصحفي رويرت فيسك «إن المدنيين السوريين الذين ذهبوا إلى تركيا عادوا وقالوا إن الأتراك وعدوا بمنحهم جوازات سفر وأشياء كثيرة وتبين لهم أنها غير صحيحة»، وتساءلت: «لماذا يريد أي شخص الفرار من إدلب إلى تركيا وعدم الـــذهاب إلى حـــلب؟».ووصفت شعبان موقف تركيا من سورية باللغز، مضيفة «نحن لا يمكن أن نلتزم بسياسات الآخرين واعتقد أن هناك أسباباً أكبر وأضخم للموقف التركي، فسيكون هناك درع مضاد للصواريخ في تركيا، والأخيرة عضو في منظمة حلف شمال الأطلسي».

  • فريق ماسة
  • 2011-10-29
  • 9208
  • من الأرشيف

لا نية تركية لإنشاء منطقة عازلة مع سورية وأردوغان سيعلن «إجراءات» وليس «عقوبات»

بعد تصحيح الإدارة الأميركية لمواقفها تجاه مغادرة سفيرها بدمشق والتأكيد أنه عائد بعد أيام، صدرت مواقف تركية جديدة تشير إلى تراجع عن تصريحات سابقة هددت دمشق بـ«عقوبات منسقة مع واشنطن»، حيث أعلن إرشاد هرمزلو وهو كبير مستشاري الرئيس التركي، أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان سيعلن عن «إجراءات» بحق سورية ولن يتم الإعلان عن عقوبات، نافياً وجود نية لدى القيادة التركية لإنشاء منطقة عازلة على الحدود السورية. ونقلت جريدة «الرأي» الكويتية، في عددها الصادر أمس، عن هرمزلو قوله إن «أردوغان سيعلن خلال زيارة متوقعة له إلى مخيم اللاجئين السوريين، قرارات تضمن سلامة الشعب السوري وهي عبارة عن إجراءات وليست عقوبات، ومن بينها السماح للشعب السوري بالتظاهر، وإدانة استعمال العنف ضد المتظاهرين، والسماح للقوى الوطنية بالتعبير عن مطالبها وطبعاً الحفاظ على سلمية الحركة الاحتجاجية». وفي وقت سابق أعلن أردوغان في مؤتمر مشترك مع الرئيس الأميركي باراك أوباما أن تركيا ستفرض عقوبات على سورية سيتم تنسيقها مع واشنطن، وبعد أيام من ذلك، أعلنت الحكومة التركية في أواخر أيلول عزمها مصادرة أي شحنات أسلحة متجهة إلى سورية. ويأتي التراجع التركي غداة تراجع أميركي مشابه، فقد أعلنت واشنطن الأربعاء الماضي أنها «تأمل في عودة سفيرها روبرت فورد إلى دمشق» حيث كانت آخر التصريحات الأميركية قد استقرت على أن سبب استدعائه هو «التشاور» بعد الحديث عن استدعائه نتيجة لتهديدات لسلامته الشخصية، وقبل ذلك بساعات من سحبه من دمشق. إلى ذلك، أضاف هرمزلو «لا يوجد تفكير في إنشاء منطقة عازلة على الحدود السورية وهذه القرارات تتخذ على مستوى دولي» مشيراً إلى أن «الحديث عن ضربة عسكرية على سورية من مجلس الأمن سابق لأوانه». وجدد وزير الخارجية التركي الأسبوع الماضي، موقف بلاده الرافض للحديث عن أي تدخل عسكري في سورية لكنه استدرك بالقول «في الوقت الراهن». ورفضت المستشارة الرئاسية بثينة شعبان ما يتردد عن قيام الجيش والأجهزة الأمنية باستهداف المتظاهرين وإجبار آلاف السوريين على النزوح إلى تركيا وغيرها، وأضافت في مقابلة نشرتها صحيفة «إنديبندنت» البريطانية أجراها الصحفي رويرت فيسك «إن المدنيين السوريين الذين ذهبوا إلى تركيا عادوا وقالوا إن الأتراك وعدوا بمنحهم جوازات سفر وأشياء كثيرة وتبين لهم أنها غير صحيحة»، وتساءلت: «لماذا يريد أي شخص الفرار من إدلب إلى تركيا وعدم الـــذهاب إلى حـــلب؟».ووصفت شعبان موقف تركيا من سورية باللغز، مضيفة «نحن لا يمكن أن نلتزم بسياسات الآخرين واعتقد أن هناك أسباباً أكبر وأضخم للموقف التركي، فسيكون هناك درع مضاد للصواريخ في تركيا، والأخيرة عضو في منظمة حلف شمال الأطلسي».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة