أجرت مصر وإسرائيل، امس، عملية تبادل بينهما، أفرجت بموجبها الدولة العبرية عن 25 سجينا مصريا في مقابل الجاسوس الإسرائيلي ـ الأميركي ايلان غرابيل، الذي كانت السلطات المصرية اتهمته بالتجسس وإثارة الوقيعة بين المجلس العسكري والشعب.

ومعظم المصريين الذين أفرج عنهم من المدانين بالاتجار في المخدرات، بالإضافة إلى ثلاثة أطفال اتهموا بالتسلل إلى إسرائيل. وسارعت واشنطن إلى الترحيب بعملية التبادل، التي تأتي بعد أيام من عملية تبادل أسرى فلسطينيين بالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت، بوساطة مصرية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، في بيان، إن «معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية هي عنصر مهم في السلام والاستقرار الإقليمي، ونحن ندعم بقوة استمرار التزام البلدين بهذه المعاهدة».

وذكرت وكالة «معا» الفلسطينية أن هناك بعض البنود العسكرية التي لم يعلن عنها تضمنتها الصفقة. ونقلت عن مصدر عسكري أن صفقة التبادل تضمنت اتفاق القاهرة مع واشنطن على شراء طائرات من نوع «إف 16» كانت «إسرائيل قد منعتها سابقا».

وبعد ساعات من دخول 25 سجينا مصريا إلى بلدهم عبر معبر طابا الحدودي، وصل غرابيل إلى مطار بن غوريون في تل أبيب. وقال المفرج عنه ربيع سليمان، الذي كان يقضي عقوبة بالسجن أربع سنوات لإدانته بتهريب مخدرات، إنه سيبحث عن عمل ولن يعود مرة أخرى إلى إسرائيل.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، لاذاعة الجيش الإسرائيلي، «من الصعب علي أن أقبل أن مواطنا بريئا وربما ساذجا يسافر (إلى مصر) للتضامن مع الربيع العربي، ومن الواضح أنه ليس جاسوسا وليس عميلا ولا مهرب مخدرات، ويلقى القبض عليه بناء على كل المزاعم الكاذبة، وبعد ذلك نجبر على أن ندفع ثمنا مقابل الإفراج عنه». وانتقل غرابيل إلى إسرائيل عام 2005 آتيا من نيويورك، وخدم في جيشها في حرب لبنان الثانية العام 2006.

وقال محافظا جنوب سيناء اللواء خالد فودة وشمالها السيد مبروك، اللذان كانا في استقبال المفرج عنهم، إنهما سيقدمان وظائف للمفرج عنهم وسيقدمان مساكن للمحتاجين منهم.

وانتقدت قوى سياسية في شبه جزيرة سيناء عملية تبادل الجاسوس بـ25 سجينا مصريا. وقال رئيس حزب الكرامة في شمال سيناء خالد عرفات إن «هذه الصفقة ظالمة جدا وكان من المفترض أن يتم الإفراج عن جميع الأسرى والسجناء المصريين في سجون اسرائيل». وأضاف «لهذا نطالب الخارجية المصرية بالإعلان الفوري عن عدد السجناء المصريين لدى إسرائيل».

وتابع «هناك سجناء لدى إسرائيل مضى على سجنهم أكثر من 30 عاما، ومنهم ما بين العشرين والثلاثين عاما، وغالبيتهم من الفدائيين حيث أفرجت إسرائيل عن متهمين بتهم تسلل وجنائيين، ولم تفرج عن سياسيين أو فدائيين».

بدوره، أكد رئيس لجنة الحريات في نقابة المحامين بشمال سيناء إيهاب مصطفى البلك أنه يعترض على هذه الصفقة كليا. وتساءل «كيف للمفوض والوسيط المصري الذي قام بعمل مجهود جبار للإفراج عن 1027 أسيرا فلسطينيا مقابل شاليت، لم يفلح في الإفراج عن جميع السجناء المصريين في سجون إسرائيل».

وهدد بعض الأهالي بعمليات خطف للإسرائيليين الذين يزورون سيناء للسياحة لمبادلتهم بالسجناء المصريين، وأوضحوا أن ما يمنعهم من ذلك كان رغبتهم في عدم إحراج الحكومة المصرية في هذه المرحلة.

  • فريق ماسة
  • 2011-10-27
  • 11108
  • من الأرشيف

مصر وإسرائيل تبادلتا جاسوساً و25 سجيناً

أجرت مصر وإسرائيل، امس، عملية تبادل بينهما، أفرجت بموجبها الدولة العبرية عن 25 سجينا مصريا في مقابل الجاسوس الإسرائيلي ـ الأميركي ايلان غرابيل، الذي كانت السلطات المصرية اتهمته بالتجسس وإثارة الوقيعة بين المجلس العسكري والشعب. ومعظم المصريين الذين أفرج عنهم من المدانين بالاتجار في المخدرات، بالإضافة إلى ثلاثة أطفال اتهموا بالتسلل إلى إسرائيل. وسارعت واشنطن إلى الترحيب بعملية التبادل، التي تأتي بعد أيام من عملية تبادل أسرى فلسطينيين بالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت، بوساطة مصرية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، في بيان، إن «معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية هي عنصر مهم في السلام والاستقرار الإقليمي، ونحن ندعم بقوة استمرار التزام البلدين بهذه المعاهدة». وذكرت وكالة «معا» الفلسطينية أن هناك بعض البنود العسكرية التي لم يعلن عنها تضمنتها الصفقة. ونقلت عن مصدر عسكري أن صفقة التبادل تضمنت اتفاق القاهرة مع واشنطن على شراء طائرات من نوع «إف 16» كانت «إسرائيل قد منعتها سابقا». وبعد ساعات من دخول 25 سجينا مصريا إلى بلدهم عبر معبر طابا الحدودي، وصل غرابيل إلى مطار بن غوريون في تل أبيب. وقال المفرج عنه ربيع سليمان، الذي كان يقضي عقوبة بالسجن أربع سنوات لإدانته بتهريب مخدرات، إنه سيبحث عن عمل ولن يعود مرة أخرى إلى إسرائيل. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، لاذاعة الجيش الإسرائيلي، «من الصعب علي أن أقبل أن مواطنا بريئا وربما ساذجا يسافر (إلى مصر) للتضامن مع الربيع العربي، ومن الواضح أنه ليس جاسوسا وليس عميلا ولا مهرب مخدرات، ويلقى القبض عليه بناء على كل المزاعم الكاذبة، وبعد ذلك نجبر على أن ندفع ثمنا مقابل الإفراج عنه». وانتقل غرابيل إلى إسرائيل عام 2005 آتيا من نيويورك، وخدم في جيشها في حرب لبنان الثانية العام 2006. وقال محافظا جنوب سيناء اللواء خالد فودة وشمالها السيد مبروك، اللذان كانا في استقبال المفرج عنهم، إنهما سيقدمان وظائف للمفرج عنهم وسيقدمان مساكن للمحتاجين منهم. وانتقدت قوى سياسية في شبه جزيرة سيناء عملية تبادل الجاسوس بـ25 سجينا مصريا. وقال رئيس حزب الكرامة في شمال سيناء خالد عرفات إن «هذه الصفقة ظالمة جدا وكان من المفترض أن يتم الإفراج عن جميع الأسرى والسجناء المصريين في سجون اسرائيل». وأضاف «لهذا نطالب الخارجية المصرية بالإعلان الفوري عن عدد السجناء المصريين لدى إسرائيل». وتابع «هناك سجناء لدى إسرائيل مضى على سجنهم أكثر من 30 عاما، ومنهم ما بين العشرين والثلاثين عاما، وغالبيتهم من الفدائيين حيث أفرجت إسرائيل عن متهمين بتهم تسلل وجنائيين، ولم تفرج عن سياسيين أو فدائيين». بدوره، أكد رئيس لجنة الحريات في نقابة المحامين بشمال سيناء إيهاب مصطفى البلك أنه يعترض على هذه الصفقة كليا. وتساءل «كيف للمفوض والوسيط المصري الذي قام بعمل مجهود جبار للإفراج عن 1027 أسيرا فلسطينيا مقابل شاليت، لم يفلح في الإفراج عن جميع السجناء المصريين في سجون إسرائيل». وهدد بعض الأهالي بعمليات خطف للإسرائيليين الذين يزورون سيناء للسياحة لمبادلتهم بالسجناء المصريين، وأوضحوا أن ما يمنعهم من ذلك كان رغبتهم في عدم إحراج الحكومة المصرية في هذه المرحلة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة