في خضمِّ الاستحقاق الرئاسي لعام 2007، العلاقة سيئة بين رئيس الحكومة فؤاد السنيورة من جهة، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة من جهة أخرى. أما السبب، فليس خلافاً في السياسة، بل مسألة شخصية، نظراً إلى العلاقة الوطيدة بين سلامة ونازك الحريري، التي تمقت من ناحيتها السنيورة، وفق ما تؤكده الحقائق المسربة عبر وثائق ويكيليكس.

 

الزمان: 29 تشرين الأول 2007

المكان: السراي الحكومي

رقم الوثيقة: BEIRUT00001699

كاتب الوثيقة: السفير جيفري فيلتمان

الحدث: لقاء بين فيلتمان وفؤاد السنيورة

 

في لقاء مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بتاريخ 29 تشرين الأول 2007، تناول السفير الأميركي جيفري فيلتمان الاستحقاق الرئاسي المقبل، فردَّ السنيورة بالإعراب عن عدم الثقة بنوعية الأسماء التي قد يطرحها البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير لتولي المنصب الأول، إذا سئل رأيه.

السنيورة أعرب عن شعوره أيضاً بأن البطريرك قد يقدم أسماء في النهاية، غير أن توقعاته إزاء نوعية المرشحين التي يمكن أن يسميها البطريرك كانت منخفضة.

السفير الأميركي سأل عن حقيقة ما يقال عن سعي سليمان فرنجية إلى الرئاسة، علماً أنه موجود في رحلة صيد في فرنسا، فاعتبر السنيورة أن خطة كهذه هي مجرد نزوة.

وفي موازاة ذلك، سعى السنيورة لدى الجانب الأميركي للضغط على التيار الوطني الحر عبر تهديد أصدقائه، فدوَّن فيلتمان:

إزاء سماعه أن جيلبير شاغوري- الصناعيُّ الثريّ ذو القاعدة النيجيرية، المعروف أنه موَّل ميشال عون ولا يزال يفعل، لدى سماعه أن شاغوري يرافق فرنجية في فرنسا، اقترح السنيورة أن توجه الولايات المتحدة رسالة قاسية إلى شاغوري حول إمكان فرض عقوبات مالية وحظر سفر ضد أولئك الذين يقوِّضون المؤسسات الشرعية اللبنانية.

وعلى خلفية علاقته المتينة بنازك الحريري، شنَّ السنيورة هجوماً على حاكم مصرف لبنان رياض سلامه، في حضور فيلتمان الذي قال إن السنيورة سعى إلى محاصرة عون، ورفض أيضاً ترشيح حاكم المصرف المركزي رياض سلامه بوصفه غير محتمل، معتبراً إياه فاضحاً جداً لأنه يشبه انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد ليكون الرئيس المقبل للبنان.

أما مسألة تأمين التمويل لمسار المحكمة الدولية، فحضرت ايضاً في اللقاء. السفير استفسر هل هي فكرة جيدة ان تقوم نازك الحريري، أرملة رفيق، بالأخذ على عاتقها القيام بجولة لجمع التبرعات.رئيس الحكومة لم يبد مستجيباً لطرح كهذا، فدوَّن السفير أن السنيورة الذي لا يحب نازك، التي بدورها تمقته، لم يكن إيجابياً إزاء الموضوع، ملاحظاً أن المتبرعين الممكنين  قد يتساءلون لماذا لا تسدد نازك الفاتورة بنفسها

 

  • فريق ماسة
  • 2011-10-08
  • 10270
  • من الأرشيف

السنيورة لفيلتمان: انتخاب رياض سلامه مثل انتخاب بشار الأسد

  في خضمِّ الاستحقاق الرئاسي لعام 2007، العلاقة سيئة بين رئيس الحكومة فؤاد السنيورة من جهة، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة من جهة أخرى. أما السبب، فليس خلافاً في السياسة، بل مسألة شخصية، نظراً إلى العلاقة الوطيدة بين سلامة ونازك الحريري، التي تمقت من ناحيتها السنيورة، وفق ما تؤكده الحقائق المسربة عبر وثائق ويكيليكس.   الزمان: 29 تشرين الأول 2007 المكان: السراي الحكومي رقم الوثيقة: BEIRUT00001699 كاتب الوثيقة: السفير جيفري فيلتمان الحدث: لقاء بين فيلتمان وفؤاد السنيورة   في لقاء مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بتاريخ 29 تشرين الأول 2007، تناول السفير الأميركي جيفري فيلتمان الاستحقاق الرئاسي المقبل، فردَّ السنيورة بالإعراب عن عدم الثقة بنوعية الأسماء التي قد يطرحها البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير لتولي المنصب الأول، إذا سئل رأيه. السنيورة أعرب عن شعوره أيضاً بأن البطريرك قد يقدم أسماء في النهاية، غير أن توقعاته إزاء نوعية المرشحين التي يمكن أن يسميها البطريرك كانت منخفضة. السفير الأميركي سأل عن حقيقة ما يقال عن سعي سليمان فرنجية إلى الرئاسة، علماً أنه موجود في رحلة صيد في فرنسا، فاعتبر السنيورة أن خطة كهذه هي مجرد نزوة. وفي موازاة ذلك، سعى السنيورة لدى الجانب الأميركي للضغط على التيار الوطني الحر عبر تهديد أصدقائه، فدوَّن فيلتمان: إزاء سماعه أن جيلبير شاغوري- الصناعيُّ الثريّ ذو القاعدة النيجيرية، المعروف أنه موَّل ميشال عون ولا يزال يفعل، لدى سماعه أن شاغوري يرافق فرنجية في فرنسا، اقترح السنيورة أن توجه الولايات المتحدة رسالة قاسية إلى شاغوري حول إمكان فرض عقوبات مالية وحظر سفر ضد أولئك الذين يقوِّضون المؤسسات الشرعية اللبنانية. وعلى خلفية علاقته المتينة بنازك الحريري، شنَّ السنيورة هجوماً على حاكم مصرف لبنان رياض سلامه، في حضور فيلتمان الذي قال إن السنيورة سعى إلى محاصرة عون، ورفض أيضاً ترشيح حاكم المصرف المركزي رياض سلامه بوصفه غير محتمل، معتبراً إياه فاضحاً جداً لأنه يشبه انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد ليكون الرئيس المقبل للبنان. أما مسألة تأمين التمويل لمسار المحكمة الدولية، فحضرت ايضاً في اللقاء. السفير استفسر هل هي فكرة جيدة ان تقوم نازك الحريري، أرملة رفيق، بالأخذ على عاتقها القيام بجولة لجمع التبرعات.رئيس الحكومة لم يبد مستجيباً لطرح كهذا، فدوَّن السفير أن السنيورة الذي لا يحب نازك، التي بدورها تمقته، لم يكن إيجابياً إزاء الموضوع، ملاحظاً أن المتبرعين الممكنين  قد يتساءلون لماذا لا تسدد نازك الفاتورة بنفسها  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة