دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تتميز سلالة نحل العسل السوري بأنه الأفضل في العالم بإنتاج الغذاء الملكي والأفضل في قدرته على اجتياز الشتاء بأقل كمية من الغذاء السكري إضافة إلى أنه مدافع جيد عن مسكنه ضد الأعداء الحيوية كالدبور الأحمر ومتفوق على السلالات الأجنبية كافة في مقاومة فقر المرعى بالظروف المحلية ما جعل الدولة توليه اهتماما خاصا من خلال دعم المبادرات الفردية من مربين وجمعيات متخصصة ما أدى إلى زيادة خلايا النحل من 595394 خلية عام 2009 إلى 601979 خلية عام 2010 بينها 121485 خلية بلدية و 480494 خلية حديثة .
وقال المهندس قاسم البوشي رئيس قسم النحل والحرير والنحل الطنان في وزارة الزراعة ان تربية النحل تتركز في محافظات ريف دمشق وإدلب واللاذقية وبنسبة أقل في حماة وطرطوس وحلب وحمص ودرعا بينما يتركز العدد الأقل في محافظتي دير الزور والسويداء لافتا إلى أن إنتاج سورية من النحل وصل خلال العام 2010 إلى 2957 طنا و 120 طنا من الشمع العسلي مقابل 2771 طنا من العسل عام 2009 و 117 طنا من الشمع العسلي.
وأضاف البوشي لوكالة سانا إن متوسط إنتاج الخلية الحديثة من العسل يصل إلى /3ر5 كيلوغرامات بينما يقدر إنتاج الخلية البلدية بـ 2ر3 كيلوغرامات وتصل حصة الفرد من العسل المنتج محليا إلى 15 غراما سنويا وهذه النسبة تقارب حصة الفرد في البلدان العربية بينما متوسط حصة الفرد عالميا تصل إى 130 غراما.
وأوضح رئيس قسم النحل أنه يتم استيراد كميات من العسل من الدول العربية الأعضاء في اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وفق شروط طبية وصحية متطابقة مع المواصفات القياسية السورية بينما يتم تصدير كميات محدودة من العسل السوري للدول المجاورة علما أن مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة وصلت عام 2008 إلى 94ر0 بالمئة وبالأسعار الجارية إلى 69ر0 بالمئة معتبرا أن هذه النسبة لا تعبر بشكل صحيح عن أهمية النحل ومنتجاته في الناتج الإجمالي .
وأشار البوشي إلى أن الجدوى الاقتصادية للنحل تتعدى أرقام الإنتاج والصادرات لأن تربيته تعد احد فروع الإنتاج الزراعي ويسهم في زيادة الإنتاج للمحاصيل الزراعية بنسبة تترواح بين 25 و 35 بالمئة من خلال الدور الذي يؤديه في عملية التلقيح للأزهار كون العلاقة بينهما منفعية متبادلة تزيد الإنتاج وتسهم في إنتاج بذور وثمار كثيرة الكمية حيث يعد النحل أجنحة الزراعة ويوفر الغذاء والدواء الطبيعي الحيوي ويشغل عددا لابأس به من اليد العاملة إذ يبلغ عدد النحالين 20 ألف نحال وهناك 30 ألف أسرة تعيش من هذه المهنة .
وبين أن أنواع العسل تختلف باختلاف مصدر الرحيق من حيث اللون والمذاق والرائحة والقابلية للتبلور والكثافة القلوية إذ يتم تسمية العسل وفق المصدر في حال احتوى العسل على 55 بالمئة من رحيقه.. وهناك عوامل أخرى تؤثر على صفات العسل مثل نوع التربة والعوامل الجوية مؤكدا أنه من النادر تشابه عينتين من العسل تماماً حتى لو كان المصدر الرحيقي واحداً وينتج اللون الأساسي للعسل من مكونات ذائبة في العسل من أصل نباتي مصدره الرحيق ويتأثر بدرجة الحرارة حيث يميل لون العسل للداكن إذا اشتدت درجة الحرارة في موسم الرحيق كما في العسل الجبلي وعسل السدر وحبة البركة والجبلي المر.
وعن أهم أنواع العسل السوري لفت البوشي إلى أن عسل النقل يتوفر في الساحل والجولان السوري المحتل وعسل الحمضيات في الساحل واليانسون في حمص وحماة وريف دمشق والكزبرة وحبة البركة في حمص وحماة وإدلب والكينا في الساحل والجولان وحمص والعسل الصيفي الذي ينتج من القطن وعباد الشمس يتوفر في الغاب وإدلب وحلب والرقة والحسكة وعسل الجيحان الحلاب يتوفر في درعا وإدلب وحلب والعسل الجبلي والجردي في مناطق القلمون والحرمون وجبال الساحل بينما يتوفر العسل الربيعي الذي يجمع من الأعشاب البرية واللوزيات والتفاحيات في مختلف مناطق سورية ويتم إنتاج عسل الأعشاب والأشواك الصحراوية مثل القبار المرير في تدمر والبادية .
وكشف عن وضع خطة متكاملة لتحسين سلالة النحل السوري من خلال برنامج يشرف على تطبيقه لجنة علمية من الوزارة والجامعات مهمته إعادة صفات النحلة السورية ورفع انتاجيتها من العسل وزيادة هدوئها وتخفيض أمراضها إضافة إلى أن الوزارة تعمل على زيادة مراكز التربية فتم فتح 20 مركزا في المناطق التي نجحت فيها تربية النحل لرفع الإنتاجية عبر إنتاج طرود نحل وملكات محسنة وبيعها للمربين .
وبين رئيس قسم النحل أنه يتم اعتماد التقانات الحديثة بإدارة النحل للحصول على أكبر إنتاج بتكاليف منخفضة وزيادة الرقعة المزروعة بالنباتات والأشجار الحراجية الرحيقية التي تشكل مصدرا للرحيق وحبوب الطلع اضافة الى أنه تم إنشاء أول محمية للنحل السوري بمنطقة الرحملية باللاذقية .
ولحماية الثروة النحلية من الأمراض والحشرات والأعداء التي تصيبها أضاف البوشي أنه يتوافر لدى جميع شعب النحل مخابر لتشخيص الأمراض مزودة بالأجهزة المخبرية والفنيين لحصر تلك الأمراض ودراسة الواقع الصحي للمناحل إضافة إلى تأمين الخلايا الخشبية الحديثة وتقديم جميع التسهيلات للنحالين والتدريب المتواصل للفنيين والمربين في هذا القطاع ومنع استيراد ملكات نحل وطوائف وطرود نحل بهدف حماية الثروة النحلية من الأمراض والآفات الجديدة .
ويعتبر المربون أن من أهم الصعوبات التي تواجه عملهم هي الظروف الجوية المناخية مثل انخفاض معدلات الأمطار والحرارة العالية والصقيع ما أدى إلى انخفاض المراعي والرعي الجائر من الماشية للنباتات المزهرة التي يرعى منها النحل والحراثة الصيفية للأراضي إضافة إلى ارتفاع أجور ترحيل النحل والحراسة واستئجار المراعي وإقبال الناس على شراء العسل المستورد كونه ارخص سعرا إضافة إلى أن الحيازة القليلة لأكثر المربين يقلل من الجدوى الاقتصادية لمشاريع النحل الخاصة والبالغة 95 بالمئة .
المصدر :
الماسة السورية \ سانا
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة