بدا الدبلوماسي الأمريكي المخضرم هينز ماهوني النائب السياسي للسفير الأمريكي بدمشق روبرت فورد، مستمعاً أكثر منه متحدثاً أو مُفصحاً خلال لقاء جمعه (بدعوة منه) مع عدد قليل من مراسلي وسائل الإعلام في سورية.

في منزله الكائن بحي الفيلات الغربية كان الشأن السوري الداخلي محور لقاء ماهوني مع المراسلين الصحافيين بحضور المسؤول الإعلامي للسفارة وسيم عبدو، لا شي أهم وأبرز من الأحداث الجارية في المدن والمناطق السورية، كان واضحاً أن الدبلوماسي الأمريكي يرغب في تكوين صورة ما حول مجريات الداخل السوري من خلال استماعه الدقيق لعديد المداخلات التي تحدث فيها المراسلون الحاضرون حول ما يحدث في بلادهم، لاسيما أنهم يعايشون تفاصيل الأحداث ولديهم تصور واسع ومعلومات من مصادر متعددة حول 'بعض' من حقيقة ما يجري.

ماهوني أبدى عدم رغبة واشنطن في التدخل في سورية على غرار ما حصل في ليبيا والعراق، فسألناه أليس طلب الإدارة الأمريكية من الرئيس بشار الأسد تدخلاً ولماذا لا تتحدث واشنطن عن مسألة الحريات في دول عربية حليفة كبعض دول الخليج، لا إجابة شافية على السؤال لكن مغزى الرد الأمريكي أشار إلى أن واشنطن لم تتدخل في الشأن السوري ولم تكن تُطلق مواقف حول الوضع الداخلي قبل حصول الاحتجاجات الشعبية أما بعد اندلاع موجة الاحتجاجات تلك فبالتأكيد ثمة موقف ما وأن هذا التعاطي ينسحب على دول أخرى.

المسؤول السياسي الأمريكي سمع من الصحافيين الموجودين حديثاً عن تقديراتهم باستحالة سقوط النظام نظراً لتماسك المؤسسة العسكرية والدبلوماسية والسياسية والأمنية والاقتصادية وبقاء هذه المؤسسات بما تمثله من ثقل واقعي على الأرض ضمن منظومة الأرض للنظام رغم دخول الأحداث في سورية شهرها السابع، لكن ماهوني أشار إلى أن الضغط الطويل والعقوبات كفيلان بتغيير تلك المعطيات، مشيرا إلى أن إدارته لا تعتقد إطلاقاً بأن النظام السوري بإمكانه الاستمرار ولا القيام بإصلاحات.

قيل لـ هينز ماهوني ان رحيل النظام (إسقاطه) هو مطلب لعدد كبير من السوريين لكن بقاء النظام والرئيس الأسد هو مطلب لعدد كبير أيضاً من السوريين فهل تنحي الأسد هو تحقيق لحالة ديمقراطية كما تعتقد واشنطن، فلم يعلّق، وقيل له من عدد من المراسلين أيضاً انهم شاهدوا بأعينهم مسلحين في عدد من المناطق المتوترة مثل حماه وإدلب وحمص وأن أناساً من المناهضين للأسد وممن يخرجون في المظاهرات ضده أكدوا للمراسلين مشاهداتهم وجود مسلحين وعن قيام المسلحين بإطلاق النار على الأمن السوري وعلى عدد من المدنيين، فقال ماهوني ربما يكون ذلك لكنه أرجع السبب لما أسماه "تصرف السلطة العنيف" تجاه المظاهرات السلمية من دون أن يعتبر أن ذلك مبرراً للعمل المسلح مضيفاً أن بلاده تدين العنف المسلح من أي طرف كان.

واشتكى ماهوني تقييد السلطات السورية لحركة الدبلوماسيين الأمريكيين في سورية واشتراطها التقيد بمحيط الـ 25 كم حول العاصمة دمشق كما اشتكى عدم السماح لوسائل الإعلام الخارجية بتغطية الأحداث والمظاهرات في سورية، فيما اشتكى المراسلون السوريون لـ ماهوني بأن العقوبات الأمريكية على النظام السوري تؤثر مباشرة على الشعب وعلى معيشته أكثر من تأثيرها على النظام.

 

  • فريق ماسة
  • 2011-09-23
  • 14603
  • من الأرشيف

دبلوماسي أمريكي... يستكشف مع مراسلين صحافيين في دمشق "الوضع في سورية"

بدا الدبلوماسي الأمريكي المخضرم هينز ماهوني النائب السياسي للسفير الأمريكي بدمشق روبرت فورد، مستمعاً أكثر منه متحدثاً أو مُفصحاً خلال لقاء جمعه (بدعوة منه) مع عدد قليل من مراسلي وسائل الإعلام في سورية. في منزله الكائن بحي الفيلات الغربية كان الشأن السوري الداخلي محور لقاء ماهوني مع المراسلين الصحافيين بحضور المسؤول الإعلامي للسفارة وسيم عبدو، لا شي أهم وأبرز من الأحداث الجارية في المدن والمناطق السورية، كان واضحاً أن الدبلوماسي الأمريكي يرغب في تكوين صورة ما حول مجريات الداخل السوري من خلال استماعه الدقيق لعديد المداخلات التي تحدث فيها المراسلون الحاضرون حول ما يحدث في بلادهم، لاسيما أنهم يعايشون تفاصيل الأحداث ولديهم تصور واسع ومعلومات من مصادر متعددة حول 'بعض' من حقيقة ما يجري. ماهوني أبدى عدم رغبة واشنطن في التدخل في سورية على غرار ما حصل في ليبيا والعراق، فسألناه أليس طلب الإدارة الأمريكية من الرئيس بشار الأسد تدخلاً ولماذا لا تتحدث واشنطن عن مسألة الحريات في دول عربية حليفة كبعض دول الخليج، لا إجابة شافية على السؤال لكن مغزى الرد الأمريكي أشار إلى أن واشنطن لم تتدخل في الشأن السوري ولم تكن تُطلق مواقف حول الوضع الداخلي قبل حصول الاحتجاجات الشعبية أما بعد اندلاع موجة الاحتجاجات تلك فبالتأكيد ثمة موقف ما وأن هذا التعاطي ينسحب على دول أخرى. المسؤول السياسي الأمريكي سمع من الصحافيين الموجودين حديثاً عن تقديراتهم باستحالة سقوط النظام نظراً لتماسك المؤسسة العسكرية والدبلوماسية والسياسية والأمنية والاقتصادية وبقاء هذه المؤسسات بما تمثله من ثقل واقعي على الأرض ضمن منظومة الأرض للنظام رغم دخول الأحداث في سورية شهرها السابع، لكن ماهوني أشار إلى أن الضغط الطويل والعقوبات كفيلان بتغيير تلك المعطيات، مشيرا إلى أن إدارته لا تعتقد إطلاقاً بأن النظام السوري بإمكانه الاستمرار ولا القيام بإصلاحات. قيل لـ هينز ماهوني ان رحيل النظام (إسقاطه) هو مطلب لعدد كبير من السوريين لكن بقاء النظام والرئيس الأسد هو مطلب لعدد كبير أيضاً من السوريين فهل تنحي الأسد هو تحقيق لحالة ديمقراطية كما تعتقد واشنطن، فلم يعلّق، وقيل له من عدد من المراسلين أيضاً انهم شاهدوا بأعينهم مسلحين في عدد من المناطق المتوترة مثل حماه وإدلب وحمص وأن أناساً من المناهضين للأسد وممن يخرجون في المظاهرات ضده أكدوا للمراسلين مشاهداتهم وجود مسلحين وعن قيام المسلحين بإطلاق النار على الأمن السوري وعلى عدد من المدنيين، فقال ماهوني ربما يكون ذلك لكنه أرجع السبب لما أسماه "تصرف السلطة العنيف" تجاه المظاهرات السلمية من دون أن يعتبر أن ذلك مبرراً للعمل المسلح مضيفاً أن بلاده تدين العنف المسلح من أي طرف كان. واشتكى ماهوني تقييد السلطات السورية لحركة الدبلوماسيين الأمريكيين في سورية واشتراطها التقيد بمحيط الـ 25 كم حول العاصمة دمشق كما اشتكى عدم السماح لوسائل الإعلام الخارجية بتغطية الأحداث والمظاهرات في سورية، فيما اشتكى المراسلون السوريون لـ ماهوني بأن العقوبات الأمريكية على النظام السوري تؤثر مباشرة على الشعب وعلى معيشته أكثر من تأثيرها على النظام.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة