#
  • فريق ماسة
  • 2025-11-06
  • 1079

رويترز: واشنطن تعتزم تأسيس وجود عسكري داخل قاعدة جوية في دمشق

قالت ستة مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" إن الولايات المتحدة تستعد لتأسيس وجود عسكري في قاعدة جوية بالعاصمة السورية دمشق، في خطوة تهدف إلى تمكين تنفيذ اتفاق أمني تتوسط فيه واشنطن بين سوريا وإسرائيل.

وأشارت المصادر إلى أن هذه الخطط الأميركية، التي لم تُذكر في أي تقارير سابقة، تُعد مؤشراً على "إعادة سوريا ترتيب علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة بعد سقوط حليف إيران بشار الأسد العام الماضي".

وأضافت المصادر أن القاعدة الجديدة تقع بالقرب من أجزاء من جنوب سوريا من المتوقع أن تشكل منطقة منزوعة السلاح في إطار الاتفاقية التي يجري التفاوض حولها بين إسرائيل وسوريا بوساطة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

محادثات فنية واختبارات ميدانية

وتحدثت "رويترز" مع ستة مصادر مطلعة على الاستعدادات الجارية في القاعدة، من بينهم مسؤولان غربيان ومسؤول دفاعي سوري، وأكدوا أن الولايات المتحدة تخطط لاستخدام القاعدة الجوية للمساعدة في مراقبة أي اتفاق محتمل بين إسرائيل وسوريا.

وقال مسؤول دفاعي سوري إن الولايات المتحدة وصلت إلى القاعدة بطائرات نقل عسكرية من طراز C-130 للتأكد من صلاحية المدرج للاستخدام. كما نقلت "رويترز" عن حارس أمن عند أحد مداخل القاعدة قوله إن "طائرات أميركية هبطت هناك في إطار اختبارات".

وأضاف مسؤول عسكري غربي أن "البنتاغون سرّع خططه خلال الشهرين الماضيين بعدة مهام استطلاعية أرسلها إلى القاعدة الجوية"، موضحاً أن "النتائج أكدت جاهزية المدرج الطويل للاستخدام".

وبحسب مصدرين عسكريين سوريين، فإن المحادثات الفنية ركزت على استخدام القاعدة لأغراض الخدمات اللوجستية والمراقبة والتزود بالوقود والعمليات الإنسانية، مع احتفاظ سوريا بـ"السيادة الكاملة على المنشأة".

واشنطن تتحفظ على موقع القاعدة

وقال مسؤول في الإدارة الأميركية إن بلاده "تُقيّم باستمرار وجودها الضروري في سوريا لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية بشكل فعال"، مضيفاً: "نحن لا نُعلق على المواقع أو المواقع المحتملة التي تعمل فيها قواتنا".

وأوضح المسؤول أن "الولايات المتحدة طلبت عدم ذكر اسم وموقع القاعدة لأسباب أمنية عملياتية". وكشف مصدر مطلع على المحادثات بشأن القاعدة أن الخطوة "نوقشت خلال زيارة قائد القيادة المركزية الأميركية براد كوبر إلى دمشق في 12 أيلول/سبتمبر"

. وأشارت الوكالة إلى أنه "لم يتضح بعد موعد إرسال عسكريين أميركيين إلى القاعدة الجوية في دمشق".

الوجود السوري الأميركي المشترك

وأشارت الوكالة إلى أن الخطط الأميركية الجديدة تأتي على غرار وجودين عسكريين أميركيين آخرين في المنطقة يراقبان اتفاقين لوقف إطلاق النار؛ أحدهما في لبنان لمراقبة وقف القتال بين حزب الله وإسرائيل، والآخر في إسرائيل لمتابعة الهدنة التي توسط فيها ترامب بين حركة حماس وإسرائيل.

ولدى الولايات المتحدة بالفعل قوات متمركزة في شمال شرق سوريا منذ نحو عشر سنوات لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد). وفي نيسان/أبريل، أعلن البنتاغون أنه سيخفض عدد تلك القوات إلى النصف ليصل إلى نحو ألف جندي.

وقال الرئيس السوري أحمد الشرع إن "أي وجود لقوات أميركية يجب أن يتم بالاتفاق مع الدولة السورية الجديدة"، فيما أكد مسؤولون من الجانبين أن سوريا ستنضم قريباً إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

تعثر المفاوضات وضغوط أميركية متزايدة

وتعمل الولايات المتحدة منذ شهور على التوصل إلى اتفاق أمني بين سوريا والاحتلال الإسرائيلي. وكانت واشنطن تأمل في إعلان الاتفاق خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر، لكن المحادثات تعثرت في اللحظات الأخيرة.

وقال مصدر سوري مطلع على المحادثات لـ"رويترز" إن "واشنطن تمارس ضغوطاً على سوريا للتوصل إلى اتفاق قبل نهاية العام، وربما قبل زيارة الشرع إلى واشنطن".





اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة