#
  • فريق ماسة
  • 2025-10-19
  • 1207

الإخوان المسلمون يكشفون وثيقة "العيش المشترك" لرؤية الدولة السورية

أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، السبت، إصدار وثيقة سياسية جديدة بعنوان "العيش المشترك في سوريا"، عرضت فيها رؤيتها لمستقبل الدولة السورية. الوثيقة ركّزت على مبادئ الديمقراطية والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة، إلى جانب حماية حرية الاعتقاد، رغم دعوات غير رسمية من دمشق لحل الجماعة.

وتعد هذه الوثيقة الأولى للجماعة منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 من كانون الأول الماضي، وتحمل تشابهاً كبيراً مع وثيقة العهد الصادرة عام 2012، التي نصت على بناء دولة مدنية تعددية وديمقراطية.

الوثيقة المنشورة على موقع الجماعة الإلكتروني تضمنت مبادئ دستورية واضحة، شملت تمكين المرأة، وحظر أي تدخل للجيش في السياسة، وضمان حماية المكونات الدينية والثقافية، مع الدعوة لمكافحة خطاب الكراهية والتحريض على العنف، وضمان حرية تأسيس الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، في إطار دولة قانون وفصل للسلطات.

وافتتحت الجماعة الوثيقة بنصوص قرآنية تؤكد وحدة الأصل الإنساني، وتشدد على احترام التنوع الديني والثقافي، معتبرة أن هذا التنوع ليس سبباً للصراع، بل دعوة لبناء شراكة مجتمعية تقوم على القيم الإنسانية.

وأشار النص إلى أن الدساتير السورية السابقة وفرت مساحات للمكونات الدينية والثقافية في مجالي العبادة والأحوال الشخصية، مؤكدة أن الحفاظ على هذه التوازنات كان عاملاً للاستقرار، ويجب الاستمرار في حمايته مستقبلاً.

كما حددت الجماعة أربعة محاور لدور الدولة في تعزيز العيش المشترك: تأمين الإطار القانوني لحماية المكونات، ودعم السلم الأهلي والحوار المجتمعي، والتعاون مع المجتمع المدني للحفاظ على التنوع الثقافي، وتعزيز التعليم والثقافة لترسيخ القيم المشتركة.

ودعت الجماعة منظمات المجتمع المدني للانخراط في بناء هوية سورية مشتركة، وتشجيع الحوار الوطني، والتصدي لثقافة العدوانية والفتن عبر المبادرات الإعلامية والثقافية والفنية. وتعرف الجماعة سوريا في الوثيقة كدولة ديمقراطية تقوم على التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة، مع سيادة القانون وفصل السلطات، مؤكدة إلغاء المحاكم الاستثنائية، وحصر السلاح بيد الدولة، وتنظيم حمله الفردي قانونياً.

وشددت الوثيقة على أن الجيش يجب أن يقتصر دوره على الدفاع عن الحدود المعترف بها دولياً، مع منع أي تدخل سياسي وخضوع كامل لرقابة البرلمان والمساءلة القضائية.

الإخوان يصدرون وثيقة جديدة بعد دعوات للحل

في آب الماضي، استعرض أحمد موفق زيدان، مستشار الرئيس السوري للشؤون الإعلامية، خلفية جماعة الإخوان المسلمين في سوريا وتجاربها السابقة في حل التنظيم في دول أخرى.

وأشار زيدان إلى أن الجماعة، رغم التزامها بتاريخها وتنظيمها، تواجه فجوة عمرية وعجزاً عن التكيف مع الواقع السياسي المعاصر، ما يقلل من مشاركتها الفاعلة في بناء الدولة السورية الجديدة. واستعرض زيدان تجارب الإخوان في العالم العربي بعد حل التنظيمات القديمة، مؤكداً أن التمسك بسياسات قديمة يحد من فرص الجماعة ويعوق قدرتها على مواجهة التحديات الداخلية والإقليمية والدولية الحالية، مقترحاً أن حل الجماعة طوعياً سيخدم مصلحة البلاد ويفسح المجال أمام شبابها للمساهمة الفاعلة في صياغة مستقبل الدولة.




اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة