دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
دبلوماسية نشطة تعمل عليها دمشق في توقيت حساس لأمن المنطقة بشكل عام وسوريا على وجه الخصوص، فمن باريس إلى واشنطن ومن ثم باكو، تؤكد تحركات سوريا مجدداً وانفتاحها على العالم وجديتها في مقاربة المسائل الأكثر حساسية لاستقرار المنطقة.
وفي السياق، تأتي زيارة وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد حسن الشيباني إلى واشنطن، لترسم ما يمكن وصفه بالمسار الإيجابي في العلاقات بين دمشق وواشنطن، ولا سيما مع التقارب الحقيقي بين الجانبين. زيارة الشيباني الأولى لوزير خارجية سوري منذ 25 عاماً، رأى فيها مراقبون محطة فارقة في مسيرة استعادة العلاقات مع واشنطن التي بدأتها القيادة السورية قبل نحو تسعة أشهر.
ومما لا شك فيه أن الزيارة ترسم مشهداً جديداً في أداء الدولة السورية التي لطالما انتهجت منذ تسلمها مهامها قبل ما يزيد، قليلاً، على تسعة أشهر سياسة بنّاءة هدفها إقامة علاقات مع الجميع استناداً إلى مصالح شعبها واستقلالية قرارها.
التحرك السوري في هذا التوقيت جعل من زيارة الشيباني زيارة هامة، وفق وسائل إعلامية، كونها جاءت لمتابعة المباحثات مع الجانب الأمريكي بشأن ملفات عدة، من أبرزها استكمال رفع العقوبات عن سوريا، كما أنها تحمل في دلالاتها استعادة الثقة بين سوريا والولايات المتحدة. الوزير الشيباني التقى خلال زيارته عدداً من المسؤولين الأمريكيين، من بينهم أعضاء بارزون في الكونغرس بغرفتيه (الشيوخ والنواب) إضافة إلى لقائه نائب وزير الخارجية الأمريكي كريستوفر لاندو، وهو ما أتاح اطلاع القيادات الأمريكية بشكل مباشر على الصورة الحقيقية للوضع في سوريا.
وخلال زيارته، رفع الوزير الشيباني علم سوريا، بنجومه الحمراء الثلاث، في مقر السفارة السورية لدى واشنطن، إيذانا بإطلاق فصل جديد في العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، بعد أحد عشر عاماً على إغلاق السفارة بسبب ممارسات النظام البائد، والحرب التي شنها على الشعب السوري. زيارة الشيباني تسبق، بأيام، زيارة الرئيس أحمد الشرع للمشاركة في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، والمقرر أن يلقي أمامها، الرئيس الشرع، خطاباً هو الأول لرئيس سوري في هذا المحفل العالمي منذ عام 1967، وهذا ما عدّه مراقبون خطوة تاريخية من شأنها إعادة سوريا إلى الساحة الدولية لتضطلع بدور محوري على صعيد الإقليم والعالم. المصادر المتابعة اعتبرت أن زيارة الشيباني من شأنها الإسهام في حلحلة العديد من المسائل، ربما أهمها التوصل إلى نواة اتفاق أمني مع إسرائيل يحفظ سيادة سوريا ووحدة أراضيها، والبعد الآخر تنفيذ الاتفاقيات التي توصلوا إليها بشأن شمال شرق سوريا، وكذلك اتفاق خارطة الطريق الذي أُعلن عنه قبل أيام حول حل الأزمة في السويداء.
في المحصلة، فإن زيارة الشيباني إلى واشنطن تعكس انفتاح سوريا على
الحوار المباشر مع الولايات المتحدة، سعياً لفتح صفحة جديدة من العلاقات
يكون أساسها بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك في المجالات السياسية
والأمنية والاقتصادية بما يخدم مصالح الشعب السوري.
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة