دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أعلن زعيم "حزب العمال الكردستاني - PKK" عبد الله أوجلان، في ظهور مفاجئ وعبر كلمة مصوّرة للمرة الأولى منذ 26 عاماً، نهاية "الكفاح المسلح" ضد الدولة التركية، داعياً إلى تبنّي "السياسة الديمقراطية" كخيار استراتيجي بديل. وفي تطور تاريخي قد يُعيد رسم ملامح العلاقة بين تركيا و"العمال الكردستاني"،
قال أوجلان في كلمته التي جاءت باللغة التركية وبُثّت، اليوم الثلاثاء، إنّ "زمن الكفاح المسلّح انتهى، وانتهى زمن حرب التحرير الوطنية". وأضاف أوجلان: "نؤمن اليوم بقوة السياسة والعمل الديمقراطي، لا بالسلاح"، داعياً أنصار الحزب وجميع القوى الكردية إلى تجسيد مبدأ السلام ونبذ العنف.
أوجلان: "لم نعد نسعى إلى إقامة دولة قومية مستقلة"
وأكّد أنّ "حزب العمال الكردستاني لم يعد يسعى إلى إقامة دولة قومية مستقلة"، موضحاً: "بلغنا مرحلة تتطلب خطوات عملية وجادة، لقد انتهت استراتيجيتنا كحركة قائمة على مشروع قومي تقليدي".
ودعا أوجلان، البرلمان التركي إلى تشكيل لجنة خاصة للإشراف على عملية سلام شاملة، تتضمن نزعاً طوعياً للسلاح وتأسيس آليات للعدالة الانتقالية، لافتاً إلى أنّ "التطورات الإقليمية -في إشارة إلى ما تشهده الساحة السورية من تغييرات- تؤكّد أهمية هذه الخطوة التاريخية".
أوجلان يعلن حل "حزب العمال الكردستاني"
وفي 12 أيار الماضي، أعلن "حزب العمال الكردستاني" قراره بحل نفسه وإلقاء السلاح استجابة لدعوة مؤسّسة وزعيمه (عبد الله أوجلان)، الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد في تركيا، منذ العام 1999.
وكان "أوجلان" قد دعا نهاية شباط الماضي من العام الجاري، إلى حلّ جميع المجموعات التابعة لـ"حزب العمال الكردستاني - بي كي كي" وإنهاء أنشطته "الإرهابية" المستمرة منذ أكثر من 40 سنة، وفق ما أفادت وكالة "الأناضول" التركيّة.
لقاء مرتقب بين الرئيس السوري أحمد الشرع ومظلوم عبدي
تأتي تصريحات "أوجلان" في وقت بالغ الحساسية، وسط أنباء عن اتفاق مبدئي بين قيادة الدولة السورية الجديدة، التي جاءت عقب إسقاطها نظام المخلوع بشار الأسد، في 8 كانون الثاني 2024، وبين "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، والتي طالما وصفتها تركيا بأنّها الذراع السورية لـ"حزب العمال الكردستاني"، وذلك عبر "حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD)". وأمس الثلاثاء، كشف مصدر مطّلع لـ موقع تلفزيون سوريا عن لقاء قريب يجمع المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم باراك، بالرئيس السوري أحمد الشرع، وقائد "قسد" مظلوم عبدي، في إطار الدفع باتجاه تطبيق اتفاق آذار، الذي نصّ على "اندماج قسد ومؤسساتها ضمن إدارة الدولة السورية".
وبحسب المصادر، فإنّ الاتفاق يتضمن ترتيبات أمنية وإدارية جديدة في شمال شرقي سوريا، ما يعكس تغيّراً في مواقف "قسد" وحلفائها بعد إعادة تشكيل السلطة في دمشق. وتأتي تصريحات "أوجلان" في سياق تحوّلات إقليمية كبرى، عقب سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وفي ظل تقارير تفيد بوجود اتفاق بين الحكومة السورية الجديدة و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، التي ما يزال "حزب العمال الكردستاني – PKK" يهيمن على قيادتها ويتحكّم في قراراتها.
يُشار إلى أنّ عبد الله أوجلان، المعتقل في سجن إيمرالي التركي، منذ عام
1999، لم يظهر منذ أكثر من ربع قرن، ما يجعل هذه الرسالة خطوة رمزية قد
تمهّد لانطلاقة جديدة لمسار سياسي بين الدولة التركية والأحزاب الكردية في
المنطقة.
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة