دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
على قمة تل يطل على نهر النيل، يقع ضريح الآغا خان الثالث، إمام الطائفة
الإسماعيلية النزارية محمد شاه الحسيني. وقد اختار الآغا خان الرابع، كريم
الحسيني، أن يكون هذا المكان مثواه الأخير وفقاً لوصيته.
تم تنفيذ وصية كريم الحسيني بعد أيام قليلة من وفاته في 4 فبراير الماضي
عن عمر 88 عاماً في مدينة لشبونة البرتغالية. نقل جثمانه إلى أسوان، حيث
تم دفنه بجوار جده الآغا خان الثالث. وصل
الجثمان إلى أسوان يوم الأحد الماضي برفقة أفراد من عائلة الإمام الراحل،
ومن بينهم الأمير رحيم كريم الذي تولى إمامة الطائفة الإسماعيلية خلفاً
لوالده. عبر مراكب نهرية، نُقل الجثمان إلى الضفة الغربية لنيل أسوان، حيث
يقع ضريح الآغا خان الثالث، والذي شُيد قبل حوالي 70 عاماً.
وفق بيان صادر عن ديوان الإمامة الإسماعيلية، سيُوارى جثمان كريم آغا
خان في ضريح جده مؤقتاً حتى يتم بناء ضريح جديد له في مكان مجاور. وقد شارك
محافظ أسوان في مراسم الجنازة.
تعود قصة الضريح إلى أربعينيات القرن الماضي عندما زار الآغا خان الثالث
مدينة أسوان بغرض العلاج، حيث شُفي من مرض الروماتويد بعد تلقي علاج طبيعي
بدفن جسده في الرمال الدافئة. بعدها وقع في حب المدينة التي منحته الشفاء
وأصبحت ملاذه الشتوي السنوي.
الآغا خان الثالث طلب من الرئيس المصري جمال عبد الناصر شراء قطعة أرض
لبناء ضريح له، لكن ناصر أهداه الأرض تكريماً لمكانته السياسية والدينية.
وهكذا شُيد منزل “دار السلام” وضريح الآغا الثالث الذي توفي عام 1957.
وقد
أصبح الضريح منذ ذلك الحين معلماً سياحياً، قبل أن تمنع أرملته البيجوم
آغا خان الزيارات السياحية في عام 1997. توفيت البيجوم آغا خان عام 2000
ودفنت بجوار زوجها.
أما كريم الحسيني، الذي أصبح الآغا خان الرابع بعد وفاة جده في سن
العشرين، فقد اختار أن تكون أسوان مثواه الأخير. وذكر محافظ أسوان أن
الإجراءات الرسمية لدفن الإمام في مقبرة العائلة قد أُنجزت سريعاً، مشيداً
بدور مؤسسة الآغا خان في دعم المشاريع التنموية في المدينة.
وتجدر الإشارة إلى أن الإسماعيليين، الذين حكموا مصر في عهد الدولة
الفاطمية، تربطهم بمصر روابط تاريخية وثقافية. ويُعد ضريح الآغا خان في
أسوان من بين المعالم التي ترمز إلى هذه الروابط، حيث يُعتبر مزاراً لأتباع
الطائفة الإسماعيلية.
مؤسسة الآغا خان التي أسسها الإمام الراحل، ساهمت في العديد من المشاريع
بمصر، من بينها إنشاء حديقة الأزهر وترميم الآثار الإسلامية، مما يجعلها
جزءاً من العمل الخيري والتنموي في البلاد.
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة