دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
في ظل تزايد عودة مئات السوريين إلى بلادهم بعد سنوات من الغربة، دعت
المنظمة الدولية للهجرة إلى التريث في عملية العودة. وأكدت المنظمة،
التابعة للأمم المتحدة، أن عودة أعداد كبيرة من النازحين السوريين قد تضع
ضغوطًا هائلة على البلاد، ما قد يؤثر سلبًا على عملية السلام الهشة.
وأوضحت إيمي بوب، مديرة المنظمة من جنيف، ، أن المنظمة لا
تشجع على عودة واسعة النطاق في الوقت الحالي، مشيرة إلى أن “البلدات
السورية ليست جاهزة بعد لاستيعاب هذه الأعداد الكبيرة من النازحين”. كما
دعت الحكومات الأوروبية إلى التخفيف من خطط إعادة السوريين إلى بلادهم في
الوقت الراهن، حيث تجري المنظمة حوارًا مع تلك الحكومات لحثها على إبطاء
هذه العمليات. وفي سياق آخر، طالبت المنظمة بإعادة تقييم العقوبات الدولية المفروضة على سوريا، بهدف تسهيل عمليات إعادة الإعمار والبناء في البلاد.
وفي ما يتعلق بدور المرأة السورية، شددت المنظمة على أهمية تمكين النساء
في المرحلة القادمة، مؤكدة أن النساء سيؤدين دورًا حيويًا في إعادة بناء
المجتمع السوري. وأشارت إلى ضرورة مواصلة الحكومة جهود تمكين المرأة لتحقيق
إعادة البناء الشاملة.
من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة، ثمين الخيطان، خلال
إفادة صحافية، أن المفوضية السامية لحقوق الإنسان سترسل فريقًا صغيرًا من
موظفيها إلى سوريا الأسبوع المقبل.
وتجدر الإشارة إلى أن ملف عودة اللاجئين السوريين أصبح محل نقاش واسع
على المستوى الإقليمي والدولي، بعد سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من
الشهر الحالي. وتوقعت ريما جاموس إمسيس، مديرة المفوضية السامية للأمم
المتحدة لشؤون اللاجئين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن يعود نحو مليون
لاجئ سوري إلى بلادهم خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2025، داعية الدول
إلى الامتناع عن إعادتهم قسرًا.
ويرى مراقبون أن قضية اللاجئين السوريين معقدة وتتطلب تعاونًا دوليًا
وجهودًا إنسانية واقتصادية وسياسية للوصول إلى حلول دائمة. وذلك في ظل غياب
خطة سياسية واضحة ومستدامة للسلام وإعادة الإعمار في سوريا.
وفقًا لأرقام المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، هناك
حاليًا 6.2 ملايين لاجئ سوري، أي ما يعادل ثلث سكان سوريا، يعيشون خارج
البلاد، حيث يستضيف البلدان المجاورة العدد الأكبر منهم. تركيا تستضيف
حوالي 3 ملايين لاجئ، فيما يوجد نحو 775 ألفًا في لبنان، وأكثر من 600 ألف
في الأردن، بالإضافة إلى أعداد أقل في العراق ومصر.
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة