#
  • فريق ماسة
  • 2023-10-31
  • 3534

أسعار الفروج لا تزال خارج القدرة الشرائية.. والمستهلك والمربي هما المتضرران

شهدت أسعار الفروج في الآونة الأخيرة ارتفاعاً غير مسبوق، وذلك بالتزامن طبعاً مع ارتفاع أسعار بيض المائدة، حيث شارف سعر صحن البيض وزن (1900– 2000 غرام) على الـ60 ألف ليرة سورية. ورغم أن الحرارة في الفترة السابقة والحالية إلى حدّ ما كانت مثالية لتربية الفروج، حيث تنخفض تكاليف الإنتاج من المحروقات لعدم الحاجة إلى التدفئة، وكذلك توفّر الأعلاف في موسمها، إلا أن الأسعار سارت بعكس ما يتمنّاه المنتج والمستهلك معاً، فقد شهدت الآونة الأخيرة خروجاً للعديد من المربين من السوق مع خسائر بلغت عشرات الملايين للواحد منهم، كما أن هناك محافظات كاملة خرجت من الإنتاج، حيث يتركز الإنتاج الآن في المنطقتين الوسطى والساحلية، وقد انعكس ذلك سلباًعلى حالة البيع في الأسواق بالنظر إلى الضعف الهائل في القدرة الشرائية لدى المواطن السوري الذي اتجه إلى شراء مواد غذائية أخرى تتناسب مع قدرته. وبسؤال أحد الباعة عن أسباب هذه الارتفاعات، مع أن الحرارة لم تنخفض بعد، أجاب أن الأسعار يتمّ تحديدها للمسالخ التي تستقبل الفروج من المربين، ثم يقوم المسلخ بإضافة التكاليف والأرباح إلى السعر، مشيراً إلى أن هناك تذبذباً في الأسعار، حيث بلغت أسعار الوردة مثلاً بين ٣٩ إلى ٤١ ألف ليرة نزولاً وصعوداً وكذلك أسعار الجوانح ٣١ ألفاً والدبوس ٣٦-٣٤ ألفاً والكستا ٤٥ ألفاً والشرحات من ٦١ إلى ٦٥ ألفاً، وأن للطلب دوراً في تذبذب الأسعار، حيث ترتفع الأسعار عند اشتداد الطلب مع وجود قلة أكيدة في الإنتاج. ولفت إلى أن المسالخ لا يمكن أن تخرج خاسرة في هذه الحلقة، حيث تقوم بزيادة وزن الفروج من خلال وضعه في الماء، بينما يعدّ المربي أبرز الخاسرين لأن كلّ هذه الأسعار لا تغطي تكاليف الإنتاج، وهو مضطر لتوريد الفروج إلى المسالخ عندما يبلغ وزنه ٢كغ، لأن المسالخ لا تقبله بوزن زائد عن ذلك. ولا شك أن ارتفاع أسعار الدواجن تتحكّم به مجموعة من العوامل، أهمها سعر الصرف، وقلة الإنتاج بسبب ارتفاع التكاليف من محروقات وأعلاف وغيرها، وخروج كثير من المربين من الخدمة نتيجة عدم قدرتهم على تغطية التكاليف المرتفعة للإنتاج، في موازاة قلة التصريف الناتجة عن ضعف القدرة الشرائية لدى المستهلك. وحول أسباب الارتفاع في أسعار الفروج والإجراءات المتخذة التي يمكن أن تحقق توازناً في الأسعار، أوضح أمين سر غرفة زراعة دمشق وريفها، ومشرف قطاع الدواجن في اتحاد غرف الزراعة السورية محمد جنن أن هناك خطة يتمّ تطبيقها في محافظتي دمشق واللاذقية لتقليص مدة الفوج من ٥٠ إلى ٣٠ يوماً، وبالتالي تخفيف التكاليف على المربين من خلال توفير مبالغ ضخمة بمعدل ٢٠ مليون ليرة لكل يوم تمّ تقليصه. وبيّن أن هناك تجربة لمعالجة الدواجن بالأدوية العشبية بإشراف أطباء بيطريين والابتعاد عن المعالجة بالمضادات الحيوية مرتفعة التكاليف، ما وفر مبالغ على المربين وأنتج فروجاً صحياً ١٠٠%، بالإضافة إلى انخفاض نسبة نفوق الدجاج إلى أقل من ٢% بعدما كانت من ١٥ إلى ٢٠%. وأوضح أن أوزان الفروج بعد هذه التجربة بلغت ٢٢٠٠ غرام، مطالباً بزيادة الدعم لقطاع الدواجن، وخاصة مع حلول فصل الشتاء، حيث تزداد الحاجة إلى المحروقات، وبتأمين مستلزمات الإنتاج من أعلاف وغيرها، مؤكداً أنه في حال تعافي هذا القطاع سينعكس ذلك على أسعار الفروج انخفاضاً.

المصدر : البعث


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة