الماسة السورية

سوق اللحوم.. ارتفاع غير مسبوق في الأسعار.. وتراجع في القدرة الشرائية

أصبح ارتفاع أسعار اللحوم في الآونة الاخيرة خيالياً وغير منطقي، وبات العرض والطلب عليها ضعيفاً جداً مقارنة بالأعوام الماضية، لأن المواطن أصبح ينظر إليها على أنها مواد استثنائية بسبب ارتفاع أسعارها بعدما كانت أساسية، ولم يعد سوق اللحمة تلقى إقبالاً كما في السابق حيث باتت من المنسيات. كمال “متقاعد” أكد أن تراجع القدرة الشرائية للمواطنين على أثر الحرب اضطرهم مرغمين إلى إجراء تعديلات قسرية على موائدهم نظراً للارتفاع القياسي في سعر الصرف بالسوق وضعف الراتب بما لايتناسب مع الغلاء الجنوني، لافتاً إلى أن الواقع المعيشي أجبر معظم الأسر على التنازل عن وجبة اللحوم الحمراء التي كانت لا تغيب عن موائد السكان بمختلف فئاتهم في ظل تدهور مستوى المعيشة الذي دفع الناس إلى استبدالها بمواد غذائية أخرى أقل تكلفة. وفي وضع يسوده انهيار اقتصادي وترتفع فيه تدريجياً أسعار المواد وجدت هدى “محامية” نفسها مضطرة إلى الاكتفاء بتناول اللحوم لمرة واحدة في الأسبوع مستعيضة عنها بحمية ترتكز على الحبوب والخضروات، أو استبداله بلحم الدجاج لاعتباره أقل تكلفة وحل يخفف العبء المادي، فتناول اللحم لم يعد متاحاً للكثيرين. أحمد “محامي” أشار إلى أن تجار اللحوم هم من يتلاعبون بأسعار السوق، مبيناً عزوف شريحة واسعة من المواطنين عن شراء اللحوم الحمراء في ظل ارتفاع أسعارها بشكل جنوني وغياب دور المعنيين عن مراقبة الأسواق، وأن الناس سيكونون على أعتاب ضائقة أكبر خلال المرحلة المقبلة مع استمرار انزلاق قدرتهم الشرائية في حفرة الأزمة المالية الخانقة. من جهته أحمد “تاجر أغنام” أكد أنه مع تدني الطلب على اللحوم تراجع تلقائياً الطلب على المواشي حيث انخفضت نسبة المبيعات كما أن أسعار العلف ارتفعت بشكل جنوني مما يفاقم الأعباء وانعكس ذلك سلباً على أسعار المواشي. رئيس جمعية اللحامين بدمشق محمد الخن أكد في تصريح خاص لـ “البعث” أن الإقبال على السوق ضعيف حالياً بسبب ضعف القدرة الشرائية، وأنها ليست من ضمن الأولويات خاصة مع تراجع الحركة السياحية وبدء الموسم الدراسي الجديد. وأكد رئيس الجمعية أن أغلب البيع بالمطاعم وعلى الرغم من ذلك هناك تراجع في المبيع بالمطاعم فالأسعار مرتفعة ومن غير الممكن شرائها، فسعر كغ اللحمة لا يناسب ذوي الدخل المحدود. وأشار الخن إلى أن حركة بيع اللحوم الحمراء في دمشق تراجعت بشكل كبير حتى في الأحياء الراقية حيث وصل اليوم سعر كغ لحم الغنم إلى (١٧٠ ألف ليرة سورية) و١١٠ إلى ١٢٠ سعر الكغ نسبة الدهن ٢٥%، وكغ الغنم الحي ٤٩ ألف، المسوفة ٥٠% دهنة ٩٠ ألف، واللية ١٠٠ ألف، وسعر اللية بالجملة ٨٠ ألف، وسعر كغ العجل ١٣٥ ألف هبرة، والمسوفة ٩٠ ألف، كغ العجل الحي ٤٢ ألف، حيث تدنت نسبة الذبح لحدود ٢٥% بعدما كانت تقدر بنحو ٧٠٠ رأس، والآن تصل إلى ٥٠٠ رأس وسطياً حيث يتم ذبح من ٢٥ إلى ٣٠ رأس عجل يومياً ،ويمنع ذبح الإناث. وبيّن الخن أن عدد اللحامين وصل إلى ( ٧٢٥) لحام منتسب للجمعية، كما عزى ارتفاع أسعار اللحوم إلى قلة المادة وارتفاع سعر الأعلاف بسبب عدم وجود المراعي، وكذلك امتناع المربين عن البيع، وأوضح أنه لا علاقة للمحروقات في تحديد سعر اللحوم بدمشق.

المصدر : البعث