دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تتواصل لليوم الرابع على التوالي جهود فرق الإطفاء من أجل السيطرة على الحرائق وتطويق النيران التي اندلعت في العديد
من غابات وأراضي ريف اللاذقية الشمالي وسط حالة من التأهب والاستنفار
التام للكوادر المنتشرة في مواقع العمل ومتابعة ميدانية من قبل الجهات
المعنية.
وتشارك في عمليات إخماد الحرائق فرق
الدفاع المدني ومديرية الزراعة وأفواج الإطفاء من عدة محافظات، تؤازرها
وحدات الجيش العربي السوري والطيران المروحي.
وفي إطار المتابعة الميدانية تفقد وزيرا
الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف والزراعة والإصلاح الزراعي
المهندس محمد حسان قطنا عمليات الإطفاء في موقعي التفاحية وبيت عوان
التابعة لناحية ربيعة في ريف اللاذقية الشمالي.
وأشار الوزير مخلوف إلى وصول المزيد من
الآليات والكوادر التي تم استقدامها من مختلف القطاعات والمحافظات منذ
ساعات الصباح حيث تم نشرها على الأرض مباشرة لمؤازرة الكوادر التي تواجه
الحرائق.
ونوه
مخلوف بتضافر الجهود والتكامل على مدار الساعة بين عناصر الحراج والزراعة
والإطفاء والدفاع المدني ووحدات الجيش العربي السوري العاملة على الأرض
والجهات المعنية إضافة إلى التعاون والتنسيق مع المجتمع المحلي والمنظمات
والجمعيات الأهلية ومنها مؤسسة العرين والأمانة السورية للتنمية والهلال
الأحمر العربي السوري للمساهمة في إخماد الحرائق والحد من انتشار النيران.
وبيّن الوزير مخلوف في تصريح لمراسل سانا
خلال زيارته مقر قيادة عمليات إطفاء الحرائق أن الهدف من الجولة الاطلاع
على واقع الحرائق التي اندلعت في الريف الشمالي للمحافظة، والوقوف على
الاحتياجات والمتطلبات وسبل تأمينها وتحديد المواقع الأكثر خطورة وقابلية
للتوسع والانتشار للتعامل معها حسب الأولوية.
من
جهته أوضح وزير الزراعة أنه من الصعب تقييم أضرار الحرائق التي اندلعت منذ
أربعة أيام مؤكداً أن جميع الكوادر على الجبهات من وزارة الدفاع والدفاع
المدني وأفواج الإطفاء ومديريات الزراعة والمجتمع المحلي تبذل قصارى جهدها،
وتواصل العمل بجد ومسؤولية عالية لمكافحة الحرائق ومنع انتشارها رغم
الصعوبات التي تفرضها جغرافية المكان ووعورة التضاريس لكونها مناطق جبلية
وودياناً شديدة الانحدار.
وبيّن الوزير قطنا في تصريح للصحفيين في
منطقة البرج بالقرب من قرية بيت حليبية أن وجودهم في هذه النقطة أتاح لهم
الاطلاع على وضع بؤر النيران وجبهات العمل ومناطق توزع الحرائق التي تم
إخمادها والسيطرة عليها وتلك التي لا تزال في مرحلة الخطر والتي ساعدت
العوامل الجوية من سرعة رياح وارتفاع درجات حرارة وتدني مستوى الرطوبة في
اشتعالها مجدداً ما يجعل السيطرة عليها أكثر صعوبة ومشقة إضافة إلى كون
الغابات في هذه المواقع عذرية، كما أن التنوع النباتي كبير فيها.
وأشار
الوزير قطنا إلى أن اشتداد سرعة الرياح لتتجاوز 60 كم في الساعة في موقع
الحريق أدى إلى انتشاره بسرعة على عدة سلاسل جبلية وباتت السيطرة عليه
وإخماده ضمن خطة مبرمجة مسبقاً أمراً مستحيلاً لذا كان لا بد من إعادة
تنظيم العمل وتقسيم المنطقة إلى مواقع منفصلة والتعامل مع كل موقع بشكل
مستقل لضمان تطويق النيران، وإعداد خطة لتوزيع الإطفائيات القادمة من
المحافظات وتمركزها في كل موقع من هذه المواقع ووجود صهاريج إمداد لاختصار
الزمن الذي يستغرقه إحضار المياه من المناهل وإيصالها إلى الموقع.
ولفت الوزير قطنا إلى أن أكثر من 100 آلية
بين صهاريج وسيارات إطفاء وآليات ثقيلة تنتشر في مواقع الحرائق إلى جانب
أكثر من 2000 عامل وعنصر يواجهون النيران بقوة وبسالة على أمل تطويقها
بأسرع وقت ممكن، لافتاً إلى أن هناك موقعين أساسيين يوجد تخوف من استمرار
الحرائق فيهما، ويتم التعامل معهما بشكل مركزي, لكن بالنسبة لبقية المواقع
يمكن القول إنها تحت السيطرة وتم الانتهاء من إخمادها تقريباً إلا أن
العامل المحدد حالياً هو سرعة الرياح واتجاهها حيث إن التيارات الهوائية
تنقل أقواز الصنوبريات أو النباتات أو الأخشاب المحترقة من مكان لآخر
متجاوزة خطوط النار وبالتالي تنتقل النار من طرف إلى آخر.
بدوره
بيّن مدير زراعة اللاذقية المهندس باسم دوبا أن العقبة الأكبر التي واجهت
جهود الإطفاء يوم أمس عودة اشتعال النيران في المناطق التي دخلت مرحلة
التبريد واتساع رقعة الحرائق نتيجة اشتداد سرعة الرياح بشكل مفاجئ وما ترتب
عليه من زيادة جبهات العمل والانتقال إلى خطة عمل طارئة تم خلالها تحديد
مواقع الحرائق الأكثر خطورة والتوجه لإخمادها تباعاً.
ولفت دوبا إلى استمرار العمل وتضافر
الجهود والتنسيق مع كل الجهات المعنية بما فيها المجتمع المحلي لتسهيل وصول
الآليات وفرق الإطفاء التي تسابق الزمن لإخماد الحرائق والسيطرة عليها
بشكل كامل.
من جهته بيّن المهندس راجي الحايك من
دائرة الحراج التابعة لمديرية الزراعة باللاذقية أن العمل جارِ حالياً
لإخماد الحرائق في محور بيت اسمندر جورة الماء وفق الإمكانيات المتاحة
وبالمعدات المتوافرة من أمشاط ومناشير ومضخات ظهرية، وهناك سيارات وفرق
إطفاء وآليات ثقيلة وبلدوزرات تقوم بشق طرقات وخطوط نار لتسهيل العمل
وتطويق الحرائق.
إلى ذلك أصيب أحد رجال فوج إطفاء حلب
أثناء مشاركته بإخماد الحرائق في ريف اللاذقية الشمالي وتم نقله إلى مشفى
الشهيد حمزة نوفل الوطني باللاذقية.
وأوضحت الدكتورة سهام مخول مديرة المشفى أن العامل أصيب بكسر في الساق وحالته مستقرة.
المصدر :
سانا
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة