دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
منذ بداية الحرب الروسية – الأوكرانية تتالت
العقوبات الأمريكية والأوربية على روسيا , و أخذ
الطيش الأمريكي الأوربي فيما يتعلق بدعم أوكرانيا ينعكس سلباً على قادة هذه
الدول وعلى اقتصاداتها , بل على اقتصاد العالم أجمع .هذا الجنون الأمريكي الأوربي المستمر
, تباطأ بعد زخم إعلامي كبير في بداياته ,وانخفضت
بشكل حاد قيمة المساعدات الأوربية سواء العسكرية
أو الاقتصادية المقدمة إلى أوكرانيا ,بل حتى أن البحث عن السلّم الذي سيتم النزول عليه
فيما يتعلق بأوكرانيا صار حديث القادة الأوربيين والأمريكيين وصارت النصائح تقدم إلى
أوكرانيا بأن التنازل لروسيا وتقديم بعض الأراضي لها قد يكون هو الحل الأمثل كما قال
ماكرون مؤخراً !!!
إن أشد الداعمين والمحرضين على روسيا منذ
ما قبل الحرب كان رئيس الوزراء البريطاني السابق , والذي صار أول ضحايا المواقف الأوربية المتشددة ضد روسيا
, ولم تنفع جونسون كل بطولاته الدونكيوشيتية التي أعلنها دعما لصديقه المهرج الآخر
زيلينسكي ...جونسون هذا كان من أشد المورِّطين لأوربا في مواقفها من الحرب الروسية
- الأوكرانية ومن الذين بادروا إلى دعم أوكرانيا
بالمال والسلاح والمواقف والتصريحات اليومية . ولكن يبدو أن جونسون كان في واد والشعب
البريطاني في واد آخر , أما الزعم بأن حفلاته الماجنة في 10 داونينغ ستريت أيام حظر
كورونا هي السبب في إقالته فهذا لعمري عذر أقبح من ذنب , لأن معاناة الشعب البريطاني
الاقتصادية هي السبب الحقيقي وراء حملة الاستقالات لإقالة جونسون من منصبه . ومن يدري على من سيكون الدور بعد جونسون من بين
الزعماء الأوربيين , خاصة وأن إعلانات و دعوات ترشيد الطاقة التي تملأ وسائل الإعلام
والإعلان الأوربية وخاصة في ألمانيا , قد تكون مؤشراً لزلزال كارثي يضرب الاقتصاد في
الدول الأوربية ويطيح بزعماء هذه الدول وقادتها
بل بزعماء وقادة كثيرين ,ولنا في سيريلانكا ورئيسها الهارب وفي هولندا واسبانيا والمظاهرات
التي بدأت تجتاحها دليلاً على أن الشعوب لن تسكت على المواقف الحمقاء لقادتها, وهذا التراجع المخيف لقوة الاقتصاد الألماني
الذي تركته المستشارة الألمانية ميركل في أوج عظمته يجعلنا نظن (وبعض الظن ليس إثما
بالمطلق) وكأن الشعب الألماني سيندم على تلك الساعة التي وافق
فيها على تقاعد زعيمته ميركل وتركها لألمانيا
في هذه الظروف الكالحة مع مستشار لم تنضج خبراته بعد .
لقد راهن الأوربيون ومن ورائهم الولايات
المتحدة على انهيار اقتصادي روسي جراء العقوبات التي فرضت على روسيا بعد بدء معركتها
لتحرير إقليمي لوغانسك ودانيتسك من طغيان النازية الجديدة في أوكرانيا , وأن الروبل
سيهوي إلى الحضيض , لكن الوقائع تثبت أن الاقتصاد الروسي لم يسقط وأن الروبل حقق أرقاماَ
قياسية في قيمته المرتفعة أمام الدولار بل على العكس تماماً انهار اليورو وها هي قيمته
الآن تساوي قيمة الدولار في سابقة لم تحدث منذ أكثر من عشرين عاماً ..ويبدو أن سيارة
الزيل الروسية (العسكرية منها والمدنية ) تدعم الاقتصاد الروسي أكثر بكثير مما كانت
تدعمه شركات البرغر الأمريكية التي انسحبت من الأسواق الروسية .
الواضح للجميع الآن هو أن الحرب في أوكرانيا مستمرة وانجازات بوتين
وجيشه الأحمر العظيم تتوالى في أوكرانيا , ولم تنفع كل حملات البروباغاندا , في تأخير
تطهير الأرض الأوكرانية من رجس النازيين الجدد
والمرتزقة الذين جمعهم زيلينسكي لتقديم الدعم لجيشه الآيل إلى السقوط . أما الممثلون
الثانويون على مسرح الأحداث المتعلقة بالحرب الروسية – الأوكرانية , فإنهم مستمرون
بلعب أدوارهم رغم أن الجمهور لم يصفق لهم منذ بداية الحرب ولا مرة , وأول هؤلاء الرئيس
التركي إردوغان الذي يلعب على الحبال ويقفز من حبل لآخر مثل راقص سيرك ماهر , لكن مهارته
في القفز على الحبال لم تحقق لاقتصاد بلاده
شيئاً , ولم تنفعه عنترياته بالناتو ووافق
متل (أبو الأربعة ) كما يقول السوريون للسويد وفنلندا بالانضمام إلى الناتو
مقابل وعود لا تسمن ولا تغني من جوع أطلقها له زعماء هاتين الدولتين خلال اجتماعهم
في اسبانيا , بل إن الاقتصاد التركي يسجل قفزات
في التضخم لم يصلها حتى في أسوء أيامه , والليرة التركية المسكينة تتلقى اللطمات وتنخفض
أمام الدولار مثل نادل تركي ماهر , يكاد رأسه يصل إلى الأرض مطأطأ , بينما على الباب
انتخابات لن يرحم فيها الشعب التركي راقص السيرك . وقد يكون لهذا الشعب رأي آخر سواء
في إردوغان أو في مواقفه السياسية من الحرب في أوكرانيا أو سورية أو ليبيا أو بقية
المناطق التي دس فيها إردوغان أنفه وأرسل مرتزقته وبيرقداراته !!!
أما آخر المصائب التي نجمت عن الطيش الأمريكي
الأوربي في دعمهم الظالم لزيلينسكي ونازييه الجدد , فتشير إليها التقارير الدولية عن
بدء تضخم المبيعات في سوق السلاح العالمية السوداء , إذ أن جزءاً هاما من توريدات السلاح الأوربية والأمريكية إلى أوكرانيا
والتي غالباً ما تأخذ طريقها عبر بولندا, تضيع
في الطريق ويتلقفها تجار السلاح ومهربيه عبر العالم كله , إن هذا أمر خطير جدا يمس
بأمن دول العالم , لأن هناك أنواعاً متطورة من هذا السلاح قد تكون خطرا حقيقيا على
دول أوربا ذاتها , لأن العصابات المسلحة سواء في أوربا أو في الولايات المتحدة ستكون
قادرة على شراء بعض أنواع السلاح التي لا تتوفر إلا للجيوش المحترفة وقد تتحول هذه
العصابات إلى مشروع جيوش عصابات تكون نسخة جديدة من داعش بقوة أكبر وأسلحة متطورة أين
منها ما سرقته داعش من مستودعات الجيش العراقي وسيكون من الصعب على أية قوات عسكرية
مسلحة مواجهة هذه العصابات , خاصة وأنها ستمتلك كما قلنا أسلحة متطورة وفعالة أكثر من القوات المسلحة التي تواجهها .
هل نقول في الختام : على نفسها جنت براقش
؟؟؟ إن ذنب براقش سيكون صغيراً جداً لو قارناه مع ذنوب القيادات الغربية ومواقفها المتهورة
من الحرب الروسية – الأوكرانية , فالكارثة برؤوسها المتعددة - الاقتصادية والغذائية
و الفقر والجوع ..إلخ – تقف على شرفة العالم
تنتظر مرور الوقت لتطبق على العالم كله وتلقي
بثقلها على الجميع ... وقد يختفي الجنس البشري ويندثر كما اندثرت وانقرضت الديناصورات
...نسأل الله ألا يكون الأمر كذلك ...ولنسأله أجمعين .
المصدر :
محطة أخبار سورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة