دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
وافق
الاتحاد الأوروبي، على ترشيح أوكرانيا وجارتها مولدوفا للانضمام إلى الاتحاد، ليصل
بذلك إلى عمق الاتحاد السوفييتي السابق، فيما قد يكون أكبر تحول جيوسياسي ناجم عن الهجوم
الذي تشنه روسيا على الأراضي الأوكرانية.
رغم
أن هذه الموافقة ليست سوى بداية لعملية قد تستغرق سنوات عديدة، فإنها تضع كييف على
المسار الصحيح، لتحقيق طموح كان من الممكن أن يكون بعيداً عن متناولها قبل أشهر فقط،
وفقاً لوكالة رويترز.
كانت
أوكرانيا قد تقدمت بطلب للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بعد أربعة أيام من هجوم القوات
الروسية على البلاد، في فبراير/شباط 2022، وبعد أربعة أيام أخرى حذت حذوها مولدوفا
وجورجيا، وهما دولتان سوفييتيتان سابقتان أصغر حجماً، تتصارعان أيضاً مع مناطق انفصالية
تحتلها روسيا.
ستتم
مناقشة هذه التوصية يومي الخميس والجمعة المقبلين في قمة أوروبية ينبغي أن يوافق عليها
قادة الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، لتحصل كييف رسمياً على هذا الوضع، وفقاً
لوكالة الأنباء الفرنسية.
الرئيس
الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كتب على تويتر “إنها الخطوة الأولى على مسار العضوية
في الاتحاد الأوروبي، التي ستقرب بالتأكيد انتصارنا. بسبب شجاعة الأوكرانيين على وجه
التحديد يمكن لأوروبا أن تخلق تاريخاً جديداً من الحرية، وأن تزيل أخيراً المنطقة الرمادية
في أوروبا الشرقية بين الاتحاد الأوروبي وروسيا”.
كان
من بين الأهداف الرئيسية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شن الهجوم على أوكرانيا،
وقف توسع الغرب شرق أوروبا، من خلال التحالف العسكري لحلف شمال الأطلسي.
كذلك
أكد إعلان الاتحاد الأوروبي، أمس الجمعة، كيف كان للحرب تأثير معاكس، وهو إقناع فنلندا
والسويد بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، والآن للاتحاد الأوروبي، للشروع في التوسع
المحتمل الأكثر طموحاً منذ الترحيب بدول أوروبا الشرقية بعد الحرب الباردة.
بدوره،
قلّل بوتين من شأن قضية الاتحاد الأوروبي قائلاً أمس الجمعة “ليس لدينا شيء ضده، إنه
ليس كتلة عسكرية، من حق أي دولة الانضمام إلى اتحاد اقتصادي”.
من المتوقع
أن يصادق زعماء دول الاتحاد الأوروبي على قرار ترشح أوكرانيا للعضوية في قمة الأسبوع
المقبل، وأبدى زعماء الدول الثلاث الكبرى، ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، تضامنهم، يوم الخميس
16 يونيو/حزيران 2022، خلال زيارتهم كييف مع رئيس رومانيا.
لكن
الانضمام للاتحاد الأوروبي يتطلب سنوات من الإصلاح الإداري، إذ إن هناك 35 “فصلاً من
الاشتراطات”، تحدد المعايير التي يتعين الوفاء بها في مجالات تمتد من السياسة القضائية
والخدمات المالية إلى سلامة الأغذية.
كما
أن العضوية غير مضمونة، فعلى سبيل المثال تأجلت المحادثات مع تركيا لسنوات، وهي عضو
مرشح منذ عام 1999.
في حال
قُبلت أوكرانيا فإنها ستكون أكبر دول الاتحاد الأوروبي من حيث المساحة، والخامسة من
حيث عدد السكان.
الدول
الثلاث (أوكرانيا، وجورجيا، ومولدوفا) التي كانت جمهوريات في الاتحاد السوفييتي وتطمح
إلى الحصول على العضوية، هي أفقر بكثير من أي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي الآن.
كما
أن هذه الدول لها تاريخ في الآونة الأخيرة مع الاضطراب السياسي، والقلاقل الداخلية،
والجريمة المنظمة، ونزاعات لم تحل مع انفصاليين موالين لروسيا يعلنون السيادة على أراض
تحميها قوات روسية.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت
روسيا هجوماً على أوكرانيا تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية ضد موسكو، وسط أزمة عالمية
بإمدادات الغذاء، لا سيما القمح، الذي يعتبر البَلَدان من أكبر المصدّرين له.
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة