#
  • فريق ماسة
  • 2022-06-16
  • 7637

الاجتماع المشترك للهيئتين التنسيقيتين السورية والروسية: مواصلة العمل لعودة جميع المهجرين واللاجئين السوريين وإعادة الإعمار

أكد رئيس الهيئة التنسيقية الوزارية السورية وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف أن إعادة كل لاجئ ومهجر إلى أرض الوطن أولوية لسورية مشيراً إلى أن عدد العائدين بلغ منذ عام 2018 أكثر من 2.5 مليون ليصبح عدد العائدين داخلياً منذ بداية الحرب الإرهابية أكثر من 5 ملايين والعائدين من الخارج أكثر من مليون.   وقال مخلوف في كلمة اليوم خلال الاجتماع المشترك للهيئتين التنسيقيتين الوزاريتين السورية والروسية في قصر الأمويين للمؤتمرات بدمشق في إطار أعمال الاجتماع الرابع لمتابعة المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والمهجرين السوريين وذلك بمشاركة ممثلين عن منظمة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات الإنسانية الأخرى: إن الهيئتين تسعيان لإعادة أكبر عدد من اللاجئين والمهجرين السوريين إلى مدنهم وقراهم وما شهدناه خلال اليومين الماضيين من عشرات الاجتماعات الثنائية بين الوزارات والمحافظات والجهات السورية والروسية وما تم التوصل إليه من اتفاقات تم توقيعها أو مشاريع اتفاقات تم اعتمادها يدل على العمل الدؤوب والإرادة المشتركة لتعزيز أقصى درجات التعاون وكذلك الفعاليات وتبادل الخبرات وجولات توزيع المساعدات كلها قرائن على عمق الصداقة التي تجمع البلدين بما يدفع قدماً نحو تحقيق الهدف الذي نسعى من أجله جميعاً وهو إعادة أكبر عدد ممكن من السوريين إلى أرض الوطن الأمر الذي يشكل أولوية كبرى في عمل الدولة السورية بكل مؤسساتها موضحاً أن عدد العائدين بلغ منذ تاريخ تشكيل هيئة التنسيق المشتركة لعودة المهجرين السوريين في عام 2018 أكثر من مليونين ونصف المليون ليصبح عدد العائدين داخلياً منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية أكثر من خمسة ملايين والعائدين من الخارج أكثر من مليون.   وبين مخلوف أن السيد الرئيس بشار الأسد أصدر22 مرسوم عفو كان آخرها وأهمها المرسوم رقم 7 لعام 2022 الذي ينص على عفو عام عن الجرائم الإرهابية المرتكبة من السوريين قبل تاريخ 30-4-2022 والذي يستفيد منه الآلاف في الداخل كما يستفيد منه الآلاف في الخارج ما يمكنهم من العودة فورا دون أي مساءلة أو مراجعة لأي جهة كانت لافتاً إلى استمرار عمليات المصالحة الوطنية حيث تمت تسوية أوضاع 314612 شخصاً في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء ودير الزور والرقة وحلب وريف دمشق وحمص الأمر الذي سهل عودة هؤلاء لممارسة نشاطهم المتنوع وأسهم كذلك في تنشيط وانسياب المحاصيل الزراعية والمنتجات بين مختلف المناطق السورية كما أسهم في تأمين العمالة اللازمة لإعادة البناء في مختلف القطاعات ولا سيما الإنتاج الزراعي والصناعي والحرفي والاستثماري.   وأشار مخلوف إلى الانتهاء من عدد من المشروعات الزراعية والمائية حيث تم تأمين مستلزمات زراعة القمح وافتتاح أكثر من 46 مركزاً لتسويق الحبوب للتسهيل على المزارعين إضافة إلى السعر المجزي الذي أقرته الدولة بالشراكة الكاملة مع الفلاحين مبيناً أنه في مجال المدن والمناطق الصناعية بلغ عدد المقاسم الصناعية والحرفية المخصصة نحو 660 مقسماً خلال العام 2022 وبوشر بالبناء في نحو 630 معملاً وبدأ نحو 575 معملاً بالإنتاج بما يوفر نحو 9 آلاف فرصة عمل أما بالنسبة للمشاريع التي أقرت بموجب قانون الاستثمار رقم 18 لعام 2021 فقد بلغ عددها لتاريخه 22 مشروعاً بتكلفة تقديرية 606 مليارات ليرة سورية ومن المتوقع أن توفر هذه المشاريع أكثر من 2500 فرصة عمل في حين يظل الاهتمام الأكبر بالمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر حيث صدرت تشريعات تنظم التمويل اللازم وتتخذ الإجراءات لتبسيط وتسهيل مزاولة العمل بها.   وأكد مخلوف أن الاحتلال التركي يواصل دعم الإرهابيين ويسرق خيرات سورية وينكل بأبناء شعبها وما يفتريه من وقت لآخر حول ما يسميه (مناطق آمنة) ما هو إلا اعتداء موصوف وكشف مفضوح عن أطماعه الحقيقية إضافة إلى محاولاته تتريك المناطق التي يحتلها فيما يعبر الاحتلال الأمريكي عن نهج إدارة بلاده وسلوكها المنافق والمخادع ومعاييرها المزدوجة حيث يستمر مع عملائه بسرقة الثروات الوطنية السورية وهو السبب الأول لمعاناة الشعب السوري عبر حرمانه من موارده مشدداً على أن واشنطن أبعد مما تتشدق به من شعارات جوفاء وحقوق الإنسان وحريات الشعوب لتغطي بها ممارساتها في اللصوصية والعنصرية والتنصل من كل الشرائع والقيم الإنسانية ويتزامن ذلك مع الاعتداءات المتكررة للكيان الإسرائيلي على سورية وآخرها قصف مطار دمشق الدولي وتخريب المهابط وتدمير إحدى صالات الركاب وهذا أكبر دليل على بربرية هذا الكيان وانتهاكه القوانين الدولية.   بدوره أشار رئيس الهيئة التنسيقية الوزارية الروسية رئيس مركز إدارة الدفاع الوطني العماد أول ميخائيل ميزينتسيف في كلمة عبر الفيديو إلى أن الحرب الإرهابية المفروضة على سورية منذ 11 عاماً والعقوبات الغربية غير الشرعية المفروضة عليها تعرقل عودة المهجرين واللاجئين وتفاقم معاناة الشعب السوري لافتاً إلى أنه على الرغم من هذه الصعوبات تواصل سورية العمل من أجل إعادة بناء الاقتصاد وتنميته.   وشدد ميزينتسيف على أن بلاده ستواصل تقديم الدعم الشامل لسورية من أجل استعادة الحياة الطبيعية ومكافحة الإرهاب ومواجهة العقوبات الغربية وإعادة بناء مرافق البنية التحتية والإنتاج الصناعي والزراعي وتطوير التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والتعليمية والثقافية مبيناً أن هناك 23 اتفاقية للتعاون بين البلدين في مجالات استراتيجية وطويلة الأمد وأن أحد أهم اتجاهات عمل الهيئتين التنسيقيتين تنفيذ مشروع واسع النطاق لتوفير إنتاج اللقاحات الروسية في سورية.   ولفت ميزينتسيف إلى أن مرسوم العفو الأخير وإجراءات الدولة السورية لتسهيل عودة المهجرين واللاجئين ستؤدي إلى زيادة كبيرة في عدد العائدين موضحاً أن بعض الدول الغربية تتجاهل هذه التغييرات الإيجابية والجهود التي تبذلها سورية لتسهيل عودة المهجرين واللاجئين.   وأعرب ميزينتسيف عن قلق بلاده من قرار وزارة الخزانة الأمريكية منح ترخيص بالقيام بأنشطة اقتصادية في شمال شرق سورية وشمال غربها لما له من عواقب كارثية مبيناً أن الولايات المتحدة تعمد في الوقت نفسه إلى نشر الجريمة والسلاح في جميع المناطق التي يسيطر عليها ما يسمى (التحالف الدولي) وخير مثال على ذلك مخيم الهول للاجئين حيث أصبح الوضع مأساوياً من الناحية الإنسانية ولا يزال معدل الجريمة مرتفعاً كما أن واشنطن والغرب يستخدمون مخيم الركبان مقراً لتجنيد الإرهابيين من أجل استمرار استهداف الدولة السورية.   وأشار ميزينتسيف إلى أن الغرب وتحت ستار ذرائع مفبركة يسعى لاستغلال معاناة الشعب السوري وخصص أموالاً هائلة خلال ما يسمى (مؤتمر بروكسل) ليضع العراقيل أمام استعادة الحياة الطبيعية في سورية موضحاً أن الولايات المتحدة وحلفاءها يرفضون التنسيق مع الحكومة السورية لإيصال المساعدات الإنسانية لمستحقيها ويدعمون التنظيمات الإرهابية لإطالة أمد الأزمة وهذا هو الهدف الأساس للدول الغربية التي تسعى إلى تبرير وجودها غير الشرعي على الأراضي السورية من أجل استنزاف مواردها الطبيعية.   ولفت ميزينتسيف إلى أن الغرب يستخدم في أوكرانيا نفس الأساليب الإجرامية التي استخدمها ضد سورية عبر دعم الإرهابيين والنازيين الجدد إضافة إلى سعي الغرب لإطالة أمد المواجهة العسكرية عبر تزويد أوكرانيا بالأسلحة التي يستخدمها النازيون لقصف الأحياء المدنية وقتل الأبرياء في إقليم دونباس.   من جهته أكد وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أن سورية ورغم الإجراءات القسرية والحصار الاقتصادي تواصل العمل على عودة المهجرين واللاجئين إلى مدنهم وقراهم بعد أن هيأت الظروف اللازمة لذلك مبيناً أن وزارة الخارجية والسفارات تتلقى يومياً عشرات الطلبات من اللاجئين ممن يريدون التأكد من شمولهم بمرسوم العفو بهدف العودة إلى وطنهم.   وأشار المقداد إلى أن الدول الغربية تمنع عودة هؤلاء المهجرين وتشجعهم على البقاء خارج وطنهم لشن حملات إعلامية رخيصة ضد الدولة السورية وتحميلها مسؤولية عدم عودة المهجرين بذريعة أنها لم تقم بتهيئة الظروف المناسبة لهذه العودة.   وشدد المقداد على أن سورية عندما تدافع عن أرضها وشعبها فإنها تدافع أيضاً عن القيم الإنسانية حيث كانت على الدوام مهداً للإنسانية إلا أن الدول الغربية بعيدة كل البعد عن ممارسة هذا البعد الإنساني في سياساتها حيث مارست الاستعمار بأبشع أنواعه وتمارس الآن الاستغلال السياسي والاقتصادي بكل معانيه.   ولفت المقداد إلى أن الغرب المتوحش لم يقل كلمة واحدة في إدانة العدوان الإسرائيلي الأخير الذي أخرج مطار دمشق الدولي من الخدمة ومنع عشرات آلاف المواطنين من استخدام إحدى وسائل التنقل داخلياً وخارجياً ولم يكتف بذلك فهنالك أيضاً طائرة للأمم المتحدة الآن في مطار دمشق الدولي غير قادرة على الإقلاع ومغادرة المطار للقيام بالعمل الإنساني للأمم المتحدة وهي قابعة هناك إضافة إلى طيران آخر بانتظار ترميم ما دمره العدوان الإسرائيلي.   وقال المقداد: إن الدمار الذي حصل في سورية والمعاناة التي طالت جميع مواطنيها في لقمة عيشهم ما كانت لتتم لولا الدعم الغربي الكامل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وآخرين في الاتحاد الأوروبي لافتاً إلى أن أي مؤتمر يعقد حول سورية دون مشاركة حكومتها هو نفاق ومتاجرة بمعاناة الشعب السوري الناجمة عن الإرهاب الذي دعمه الغرب مبيناً أن الأموال التي تخصص خلال هذه المؤتمرات ولا سيما ما يسمى (مؤتمر بروكسل) تذهب إلى الإرهابيين الذي يواصلون استهداف الشعب السوري والبنى التحتية.   وأكد المقداد أن سورية لا تساوم على استقلالها وكرامتها ومواقفها المبدئية ودورها الفعال في المنطقة وفي العالم وهي كانت دائماً صوت الحق وصوت النضال الحقيقي من أجل نصرة كل شعوب العالم ولهذا تم استهدافها عبر حرب إرهابية متواصلة منذ أكثر من 11 عاماً لأن أعداءها لم يعودوا يطيقون سماع مواقف في المحافل الدولية تختلف عن رأيهم وعن محاولاتهم للهيمنة على عالم اليوم.   وشدد المقداد على أن الاحتلال التركي في شمال غرب سورية يتحالف مع الاحتلال الإسرائيلي في جنوبها والاحتلال الأمريكي في مخيم الركبان وفي شمال شرق سورية وهؤلاء يتناغمون في ارتكاب الاعتداءات المتكررة التي يراد منها دفع المواطن السوري إلى مغادرة وطنه واللجوء مؤكداً أنه لن يكون للميليشيات التي فقدت ولاءها الوطني وتستقوي بالأمريكي أي مستقبل على الأراضي السورية وعليهم أن يعودوا إلى رشدهم وأن يكونوا جزءاً لا يتجزأ من نضال الشعب السوري لإنهاء الاحتلال الأمريكي لأرضنا.   وأشار المقداد إلى أن التصريحات الرخيصة لرئيس النظام التركي حول إنشاء ما تسمى (منطقة آمنة) في شمال سورية تكشف الألاعيب العدوانية التي يرسمها هذا النظام ضد سورية ووحدة أرضها وشعبها مبيناً أن هذه المنطقة التي يريدها أردوغان هي لتوطين الإرهابيين الذين دربهم وعلى جميع الدول ألا تدعم أطماعه الاستعمارية التي تنتهك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.   وجدد المقداد وقوف سورية إلى جانب الاصدقاء الروس في موقفهم للدفاع عن العدالة والحق في منطقة دونباس وفي الدفاع عن أمن روسيا القومي مبيناً أن هذا الموقف أعطى أملاً كبيراً لشعوب العالم في أننا نسير بحق نحو غد مشرق للإنسانية بعيداً عن التحكم الغربي الجشع والمتوحش في عالم اليوم ليستمر في تجاهل حقوق الشعوب.   وشدد المقداد على أن ما تقوم به روسيا الآن هو دفاع عن ميثاق الأمم المتحدة وعن حقوق الشعوب المضطهدة والمستعمرة والبشرية كلها لأن الغرب يريد مواصلة سيطرته على العالم ولا يريد لأي قوة أخرى أن يكون لها دور في مواجهة أطماعه الجيوسياسية التي تفسر بشكل عميق مواقفه تجاه ما يجري في عالم اليوم من حشد غير مسبوق في مواجهة روسيا وسورية ودول أخرى ومن وقوفه في وجه تطلعات الشعوب وحقوقها بما في ذلك حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أرضه.   وبين المقداد أن مواصلة الولايات المتحدة التحريض والكذب والتضليل لم تعد تنطلي على شعوب العالم التي بدأت تدرك أن الوقوف إلى جانب الحق الذي تدافع عنه سورية وروسيا هو الموقف المشرف الذي يعني التزاماً مطلقاً من قبل البشرية بآليات الأمم المتحدة التي أن طبقت فإنها ستزرع العدل في جميع أنحاء العالم لكننا نرى الاحتيال حتى على ميثاق الأمم المتحدة ومخالفاته واختراع أفكار جديدة حول حق التدخل وحول محاربة الدول بذريعة الديمقراطية بينما ترتعش الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون عندما يطرح موضوع الديمقراطية في العلاقات الدولية ولا يريدون سماعه فهم يريدون الديمقراطية التي تلبي مصالحهم الاستعمارية وجشعهم واستغلالهم لشعوب العالم الأخرى.   من جانبها لفتت مبعوثة الرئيس الروسي المفوضة لحقوق الطفل ماريا لفوفا بيلوفا إلى أن تجربة روسيا في حماية الأطفال في مخيمات اللاجئين في سورية تساعد موسكو على إنقاذ الاطفال وإعادة البسمة لوجوههم في إقليم دونباس حيث يتعرضون للقصف ويعانون ظروفاً قاسية منذ ثماني سنوات.   وأوضحت بيلوفا أن لسورية تجربة مهمة في إنقاذ الاطفال أوقات الأزمات وأن روسيا حريصة على استمرار التعاون والاستفادة من خبرات سورية في هذا المجال مبينة أنه كانت لدى موسكو خطط لإنقاذ الاطفال من مخيم الهول لكنها وبسبب حالة الفلتان والفوضى في المخيم لم تتمكن من الوصول إليهم وبالتالي سيستمر تخلفهم عن أقرانهم في مجال التعليم والتنمية.   بدورها شددت نائب رئيس مجلس الدوما الروسي آنا كوزينتسوفا على أن حماية الأطفال في مخيمات اللاجئين السوريين من أولويات سورية وروسيا بينما لا تبدي المنظمات الدولية المعنية بحماية الأطفال اهتماماً بالغاً بإنقاذهم مشيرة إلى أن ذلك يؤكد المعايير المزدوجة حيث يتم إيقاف الآليات القانونية الدولية إذا لم تتعلق القضية بحماية مصالح الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي.   ولفتت كوزينتسوفا إلى أن الشيء نفسه يحدث في إقليم دونباس عندما تغض المنظمات الدولية النظر عن الصواريخ التي يطلقها النازيون الأوكرانيون لقتل الأطفال واستهداف المشافي والمدارس والبنى التحتية مشددة على أن روسيا ستواصل العمل من أجل حمايتهم.   وأشارت كوزينتسوفا إلى أن هناك آلاف الأطفال من أكثر من 50 دولة في مخيمات اللاجئين شمال شرق سورية ضمن ظروف تهدد حياتهم وسلامتهم مشددة على أن إنقاذ الأطفال من المخيمات ليس التزاماً بالقيم الإنسانية واتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل فحسب بل مسألة مهمة تتعلق بالأمن الدولي ومكافحة الإرهاب وتطرف القاصرين داعية إلى تشكيل لجنة متعددة الأطراف تضم ممثلين من روسيا وسورية ودول أخرى لتوسيع التعاون الإنساني في هذا المجال.   من جهته أكد النائب في مجلس الدوما الروسي كازبيك تايسييف حرص بلاده على تطوير العلاقات مع سورية والمساهمة الفاعلة في عملية إعادة إعمار ما دمره الإرهاب مبيناً أنه تم إدراج 30 مشروعاً في خارطة طريق لاتفاقية التعاون الصناعي والتجاري بين البلدين.   ولفت تايسييف إلى أن الأزمة في سورية وأوكرانيا تبين بوضوح أن الولايات المتحدة هي بؤرة الحروب الدموية وعدو السلام في العالم مشيراً إلى أن العقوبات المفروضة على سورية وسرقة واشنطن النفط السوري تعيق تعافي الاقتصاد.   وفي كلمة له بين معاون وزير الداخلية اللواء فايز غازي محمد أن الدولة السورية بكامل مؤسساتها المعنية بذلت وتبذل أقصى الجهود في سبيل عودة أبنائها المهجرين إلى أحضانها.   وأشار اللواء محمد إلى أن وزارة الداخلية أصدرت العديد من التعاميم بغية معالجة مشكلات المغادرين بطرق غير شرعية من خلال منحهم جوازات سفر تسهيلاً لعودتهم عبر مراكز الهجرة والجوازات دون تكليفهم بمراجعة أي جهة إضافة إلى تسوية أوضاع المواطنين الذي غادروا سورية بطرق غير شرعية وعادوا إليها بشكل قانوني أو غير قانوني عبر إدارة الهجرة والجوازات أو فروعها في المحافظات وتسوية الأوضاع التجنيدية للمواطنين الذين وردت أسماؤهم في لوائح المهجرين المتخلفين عن خدمة العلم عبر منحهم مدة كافية لتسوية أوضاعهم.   وقال معاون وزير الداخلية إنه “تم استصدار وثائق للمواطنين الذين فقدوا وثائق سفرهم خارج سورية من المراكز الحدودية مباشرة مع اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة لتسهيل دخولهم بمن فيهم الأطفال السوريون المولودون خارج البلد القادمون منه وإعفاء المواطنين السوريين ومن في حكمهم من الغرامات المالية المترتبة عليهم جراء تأخرهم في تسجيل واقعات الأحوال المدنية من زواج وطلاق ووفاة وولادة وتم التنسيق مع رئاسة الحدود في الجانب الأردني لتسهيل عودة المواطنين السوريين القاطنين في المخيمات الموجودة في الأردن.   وذكر اللواء محمد أنه تم السماح للمهجرين بالدخول حتى لمن لا يحمل أي وثيقة تثبت تمتعه بالجنسية العربية السورية ويتم التحقق من مواطنته من خلال قاعدة بيانات الأحوال المدنية وإدارة الهجرة والجوازات أو من خلال التعرف عليه من قبل ذويه أو الشهود بعد إحضار وثيقة تعريف من قبل مختار محلة سكنه كما يتم معاملة العائدين منهم والذين يحملون جوازات سفر عربية أو أجنبية معاملة المواطن السوري بعد إبراز أي وثيقة تثبت مواطنتهم.   المنسق المقيم للأمم المتحدة منسق الشؤون الإنسانية في سورية عمران رضا عبر في كلمته عن شكره لسورية لالتزامها بالإصلاحات الإدارية والقانونية ومراجعة احتياجات العائدين وتسهيل تسجيلهم في السجل المدني وإعطاء الوثائق المهمة للوصول إلى حقهم في التعليم وقال إن “مرسوم العفو رقم 7 يعد خطوة إيجابية للسوريين في الداخل والخارج”.   وأضاف إن “الأمم المتحدة تنتظر المبادرات التي تعالج الاحتياجات والاهتمامات للاجئين والمهجرين داخلياً ونحن نقدر الحوار الجاري مع سورية والأمم المتحدة على استعداد لتقديم المساعدة الفنية والدعم حسب الحاجة” موضحاً أن مفوضية شؤون اللاجئين سجلت عودة 320 ألف سوري من دول الجوار والرقم الحقيقي أعلى بكثير وهذه الجهود يتم توثيقها.   رئيس مركز إنقاذ الآثار في معهد تاريخ الثقافة المادية في أكاديمية العلوم الروسية  ناتاليا سولوفيوفا أشارت في كلمتها إلى الاتفاقية التي وقعت بين الجانبين في معرض إكسبو 2020 حول مشروع ترميم قوس النصر الأثري في مدينة تدمر مبينة أن المشروع ينفذ من قبل الفريق الإبداعي المشترك الذي يضم معهد تاريخ الثقافة المادية في أكاديمية العلوم الروسية والمديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية بدعم الجمعية الجغرافية الروسية ومساعدة وزارة الدفاع الروسية.   وأوضحت سولوفيوفا أن الفريق الروسي السوري أكمل في الـ 25 من أيار الماضي المرحلة الميدانية للاستجابة العاجلة وهي إزالة آثار التدمير فيما تتمثل المرحلة القادمة في تطوير مشروع الترميم والحصول على الموافقة من قبل المجلس العلمي الدولي في تدمر ليتم إرساله إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو).   نائب رئيس إدارة الشؤون الرئاسية في روسيا الاتحادية أولغا لاكينا اعتبرت في كلمتها أن الروابط الثقافية بين روسيا وسورية أسهمت في تعزيز الشراكة الاستراتيجية في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والصناعية في أنحاء الشرق الأوسط إلا أن روسيا وسورية لهما تقاليد قديمة للتعاون الثقافي والتعليمي منذ منتصف القرن العشرين مبينة أن أكثر من 35 ألف مواطن سوري تلقى التعليم العالي في الاتحاد السوفييتي وروسيا الاتحادية وتشارك إدارة شؤون الرئاسة الروسية في التبادل التعليمي والثقافي الروسي السوري.   ولفتت لاكينا إلى أنه وفي إطار عملية إنسانية نظمت من قبل إدارة شؤون الرئاسة الروسية انطلقت المرحلة الجديدة من التعاون الإنساني حيث يجري تنسيق الآليات الأساسية للتعاون بين المؤسسات الثقافية والتعليمية والمنظمات الاجتماعية ونظمت مؤخراً بجهود مشتركة فعاليات ثقافية ضخمة في سورية وتم التوقيع على اتفاقية التعاون بين المدرسة الثانوية التابعة لإدارة شؤون الرئاسة الروسية ومدرسة باسل الأسد الثانوية في دمشق  وبموجبها تم تطوير الأنشطة الثقافية والتعليمية وتنظيم المساعدة المنهجية وإجراء التدريب الداخلي وتبادل مجموعات الدراسة والمؤتمرات العلمية والعملية لأطفال المدارس والمعلمين وتنظيم رحلة لمجموعة من الأطفال السوريين الذين يدرسون اللغة الروسية إلى مركز أرتيك الروسي في تشرين الأول القادم حيث سيتم تنظيم برنامج تعليمي وأنواع مختلفة من الأنشطة.   وأكدت لاكينا استعداد بلادها لتطوير التبادل الأكاديمي وإجراء الفعاليات العلمية المشتركة والدورات التدريبية وتنظيم المشاريع المشتركة التي تعكس تنوع تقاليد وعادات شعوبنا مشيرة إلى أهمية هذه المبادرات لإعادة إعمار البلاد.   وفي كلمة له أشار نائب مجلس الدوما الروسي فلاديمير غوتينيوف إلى أن التعاون السياسي بين البلدين يهدف بشكل أساسي إلى الارتقاء بالوضع الإنساني ودعم عملية إعادة الإعمار في سورية ووضع استراتيجية مشتركة للتعاون الاقتصادي بين الجانبين من خلال المشاريع وتوسيع العلاقات التجارية.   ودعا غوتينيوف إلى ضرورة تهيئة الظروف التي تسمح لشركات الصناعة الروسية القيام بأنشطتها في سورية بشكل يسهم بالمنفعة المتبادلة مبيناً أن العمل في هذا السياق مستمر عبر المشاريع التي تنفذها الشركات الروسية واتفاقيات التعاون بين الجانبين.   وفي ختام الجلسة للهيئتين التنسيقيتين الوزاريتين السورية والروسية كرمت وزارة الدفاع الروسية مجموعة من الضباط والعاملين في الوزارات والجهات الحكومية السورية بمنحهم ميداليات تعزيز الصداقة القتالية وميداليات المساهمة في تطوير التعاون العسكري الدولي تقديراً لجهودهم في إعادة المهجرين.   كما كرم الجانب الروسي مجموعة من أبناء الشهداء ممن تلقوا دورة تدريبية باللغة الروسية في المركز التربوي الروسي (انتردوم) عبر تقديم هدايا أرسلها زملاؤهم من الأطفال الروس الدارسين في المركز.   ووجه الدكتور دارم طباع وزير التربية في كلمة له الشكر للقائمين على هذا المؤتمر لأنهم أدركوا أن عودة المهجرين لا تكون إلا بإعادة التعليم والمدارس إلى المناطق التي هجروا منها مبيناً أن لجان المصالحة العسكرية قدمت الدعم للمدارس والطلاب الموجودين في تلك المناطق كما قدمت وزارة التربية من جانبها مساعدات كثيرة في هذا المجال من خلال إدخال تعليم اللغة الروسية إلى المدارس ودعم هذا التعليم ليصل عدد الطلاب الذين أتقنوا اللغة الروسية إلى نحو 30 ألف طالب في كل أنحاء سورية.   حضر الجلسة معاونو عدد من الوزراء وأعضاء الهيئتين التنسيقيتين الوزاريتين السورية والروسية وعدد من السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية والإنسانية وفعاليات ثقافية وسياسية وحزبية.

المصدر : سانا


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة